حماس تلقي الكرة في ملعب الاحتلال وتحصر خيارات نتنياهو.. حنكة سياسية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
ألقت حماس الكرة مجددا بملعب الاحتلال وحلفائه عقب ردها على مقترح اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى بهدف إنهاء الحرب المتواصلة على القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقالت الحركة في بيان لها: "تعاملنا مع المقترح بما يضمن وقف إطلاق النار التام والإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة وإنجاز عملية تبادل أسرى".
ويمثل رد الحركة بعد طول انتظار مناورة سياسة ناجحة تعيد مطرقة الضغط على نتنياهو الذي أسكت الشارع الإسرائيلي الغاضب بالموافقة على مقترح باريس ظنا منه أن المقاومة سترفضه.
من جانبها، أعلنت قطر التي تلعب دور الوساطة إلى جانب مصر، أنها متفائلة بالرد الذي تسلمته من حركة حماس.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده تلقت رداً "إيجابياً" من حركة حماس بشأن اتفاق إطار ترعاه الولايات المتحدة يقضي بالإفراج عن الأسرى مقابل وقف لإطلاق النار في غزة.
ودعا رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، القيادتين السياسية والأمنية إلى اجتماع بعد ساعات لبحث رد حركة حماس على الصفقة المقترحة بشأن الحرب في قطاع غزة.
النجاة من الفخ
ويرى كثيرون أن رد حماس نابع من حنكة سياسية، أخرجتها من فح الاحتلال الذي كان يريدها أن ترفض المقترح ليستمر بعمليته العسكرية ملقيا عن كاهله ثقل قضية الأسرى.
إلا أن حماس قبلت المقترح وأضافت عليه تعديلات لتعيد الكرة مرة أخرى لملعب كابينت الحرب، الذي كان ينتظر عدم موافقة المقاومة لتحميلها مسؤولية بستمرار الحرب وسقوط المدنيين.
رد المقاومة كان جداً ذكي ونابع من حنكة سياسية ، وانقذها من فخ اسرائيلي برعاية غربية .
المقاومة لم تقل ، لا اريد تلك الصفقة لتلك الاسباب …..
المقاومة قالت نعم ولكن اريد تعديل على الصفقة بإضافة تلك المطالب حسب القناة 12 الاسرائيلية ( نعم ولكن)
-وقف لإطلاق النار بشكل كامل وشامل… pic.twitter.com/6cplZlOD5l — Tamer | تامر (@tamerqdh) February 6, 2024
وقف العدوان
وبدا رد حماس أكثر واقعية من ذي قبل ويزيد من مأزق وحرج الاحتلال في ذات الوقت، فهي تخلت عن شرط الوقف الكامل للعدوان، لكن اشتطرت عدم اتمام المرحلة الأولى من الاتقاق إلا بالوصول إليه.
وذكرت الحركة في مقترحها، أن المرحلة الأولى (45) يجب أن تتضمن البدء بمباحثات (غير مباشرة) بشأن المتطلبات اللازمة لإعادة الهدوء التام.
وأكدت على ان ضرورة، الانتهاء من المباحثات (غير المباشرة) بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام والإعلان عنه، وذلك قبل تنفيذ المرحلة الثانية.
ورقة الأسرى
فتح رد الباب أمام احتمالات عديدة لملف تبادل الأسرى، فقد ضمنت تبادل الأسرى (من النساء والأطفال دون سن الـ19 عاما غير المجندين، والمسنين والمرضى)، مقابل مقابل جميع الأسرى في سجون الاحتلال من النساء والأطفال وكبار السن (فوق الـ50 عاما) والمرضى، الذين تم اعتقالهم حتى تاريخ توقيع هذا الاتفاق بلا استثناء.
لكنها أضافت في الملحق حول المرحلة الأولى، إطلاق سراح 1500 أسير فلسطيني تقوم "حماس" بتسمية 500 منهم من المؤبدات والأحكام العالية.
وتركت الحركة الحديث عن تفاصيل إطلاق سراح جنود الاحتلال لديها للمفاوضات المستقبلية، ما يعني أن خيار تبييض السجون ما زال مطروحا وقد يتم على مراحل.
وقطع مقترح حماس الطريق على الاحتلال فيما لو حاول الانتهاء من تبادل الأسرى على عجالة لاستئناف الحرب، كما منعته من إعادة اعتقال الأسرى المحررين، في بند يحتوي على ضمانات قانونية بهذا الخصوص.
حماس تلعب بشكل كبير جداً.
وإذا اضطرت إسرائيل إلى القبول بهذه الشروط، فإنها ستتعرض لهزيمة مخزية لا جدال فيها.
سيموت المئات، وربما الآلاف من جنودها، وسيتعرض اقتصادها لضربة لن يتعافى منها لسنوات، وسيغادر العديد من مواطنيها البلاد ولن يكون هناك احتمال لمجيء مواطنين جدد، وستكون قد… — M. Sıddık Yıldırım (محمد صديق يلدرم) ???????? (@SIDDIKYILDIRIMM) February 7, 2024
إعادة الإعمار
أوردت حماس في مقترحها ملحقا إضافية للمرحلة الأولى، أكدت أنه جزء لا يتجزأ من هذا الاتفاق، على أن يتم التفاوض بخصوص تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
ويتضمن الملحق تفاصيل تجعل من الصعوبة بمكان معاودة الاحتلال عدوانه، وبمعنى أدق هو إعلان ضمني لنهاية الحرب وبدء مرحلة الإعمار.
حيث اشترطت الوقف الكامل للعمليات العسكرية من الجانبين، ووقف كل أشكال النشاط الجوي بما فيها الاستطلاع، طوال مدة هذه المرحلة.
بالإضافة لعدة نقاط أهمها:
إعادة تمركز القوات الإسرائيلية بعيدا خارج المناطق المأهولة في كل قطاع غزة، لتكون بمحاذاة الخط الفاصل شرقا وشمالا، وذلك لتمكين الأطراف من استكمال تبادل المحتجزين والمسجونين.
تكثيف إدخال الكميات الضرورية والكافية لحاجات السكان (بما لا تقل عن 500 شاحنة) من المساعدات الإنسانية والوقود وما يشبه ذلك، بشكل يومي، وكذلك إتاحة وصول كميات مناسبة من المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع وبشكل خاص شمال القطاع.
عودة النازحين إلى أماكن سكنهم في جميع مناطق القطاع، وضمان حرية حركة السكان والمواطنين بكل وسائل النقل وعدم إعاقتها في جميع مناطق قطاع غزة وخاصة من الجنوب إلى الشمال.
توفير وإدخال المعدّات الثقيلة الكافية واللازمة لإزالة الركام والأنقاض، ومعدّات الدفاع المدني، ومتطلبات وزارة الصحة.
إعادة إعمار المستشفيات والمخابز في كل القطاع وإدخال ما يلزم لإقامة مخيمات للسكان/ خيم لإيواء السكان.
إدخال ما لا يقل عن 60 ألفا من المساكن المؤقتة (كرفانات/ كونتينارات) بحيث يدخل كل أسبوع من بدء سريان هذه المرحلة 15 ألف مسكن إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى 200 ألف خيمة إيواء، بمعدل 50 ألف خيمة كل أسبوع، لإيواء من دمر الاحتلال بيوتهم خلال الحرب.
إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دمرت بسبب العدوان، وجدولة عملية الإعمار في مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات.
استئناف كل الخدمات الإنسانية المقدمة للسكان في كل مناطق القطاع، من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها وخاصة "الأونروا" وجميع المنظمات الدولية العاملة لمباشرة عملها في جميع مناطق قطاع غزة كما كانت قبل 7-10-2023.
وأكدت أن عملية التبادل مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى تحقق الالتزام بدخول المساعدات الكافية والإغاثة والإيواء التي تمّ ذكرها والاتفاق عليها.
العالم لا يحترم إلا الأقوياء، عندما تملك القوة ستفرض على العالم ما تُريد..
لقد وصلنا إلى الزمن الذي يخرج فيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيته ليقولوا: "هناك رد من #حماس على اتفاق الإطار والمفاوضات بشأن الرهائن مستمرة ولا أريد الخوض في تفاصيلها الآن".
كان ينتظر رداً… pic.twitter.com/wCWrxlMIA6 — أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) February 6, 2024
التوقيت "الحرج"
تزامن تسليم حماس ردها على المقترح مع جولة مكوكية يقوم بيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة، وسيضع أي موقف أسرائيلي سلبي من الصفقة العلاقة المتأزمة أصلا بين بايدن ونتنياهو في مهب الريح.
ووصل بلينكن اليوم الأربعاء، الأراضي المحتلة ومن المقرر أن يلتقي المسؤولين الإسرائيليين لبحث صفقة تبادل الأسرى المحتجزين في غزة، وسير العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، والتصور الإسرائيلي للمرحلة المقبلة.
والتقى بلينكن الثلاثاء رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة القاهرة، للبحث في مستجدات صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس في غزة.
والاثنين تباحث الوزير الأمريكي والتقى، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمدة ساعتين، تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن وابن سلمان ناقشا التنسيق الإقليمي، بشأن إنهاء الحرب في غزة، وتوفير السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وتعد جولة بلينكن الخامسة في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر الماضي، في ظل الدعم الكبير الذي يتلقاه الاحتلال الإسرائيلي من الولايات المتحدة، في حربه المدمرة على قطاع غزة.
فشل سياسة الضغط
مع احتدام المعارك في خانيونس وفشل الاحتلال بتحقيق أي من أهدافه، كان رد حماس والسقف العالي الذي تحدثت به الحركة، وغياب التنازلات خيبة أمل جديدة لحكومة نتنياهو التي راهنت على رضوخ حماس تحت الضغط العسكري.
وقال حرب الاحتلال يوآف غالانت، "إن العملية في غزة ستتواصل خلال الأشهر القادمة، من أجل تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن، وجنودنا يخوضون عملية برية هي الأعقد في تاريخ الحروب".
وأكد غالانت الاثنين الماضي، أن "الجيش الإسرائيلي يعتزم الوصول إلى رفح لكن لا يمكن القول متى وكيف".
ورغم ذلك فشل الاحتلال بتحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، فهو لم ينجح بتحرير أي من أسراه بالقوة، كما لم يستطع قتل أي من قادة المقاومة ولاحتى تعطيل قدراتها أو وقف قصف الأراضي المحتلة بالصواريخ.
وعقب رد حماس دعا نتنياهو لعقد اجتماع حكومي لمناقشته، لتتركه حماس بين خيارين، إما مواصلة الحرب دون مكاسب مع احتمالة توسع كبيرة، أو الرضوخ للمقترح الذي يمثل ضمنيا انتهاء الحرب وفشل حرب الاحتلال الجنونية على غزة.
ملحوظات أساسية بخصوص رد #حماس على ما سمي "اتفاق إطار" في #غزة:
- تجنبت الحركة "رفض" المقترح. وادخلت عليه تعديلات اساسية وجوهرية جعلت منه مقترحاً آخر
- تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار وترفض الهدن المؤقتة
- لا يبدو انها متلهفة "لأي اتفاق" وباي ثمن،ما يعني انها في وضع جيد ميدانياً — سعيدالحاج said elhaj (@saidelhaj) February 7, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس الاحتلال غزة المقترح العدوان حماس غزة الاحتلال العدوان صفقة التبادل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرحلة الأولى تبادل الأسرى إطلاق النار حرکة حماس قطاع غزة رد حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
الادعاء الإسرائيلي يبحث خيارات الرد على مذكرة اعتقال نتنياهو
قالت النائبة العامة غالي باهاراف ميارا، إن الادعاء الإسرائيلي يدرس خطوات قانونية، للرد على مذكرات اعتقال، أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بحقّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن النائبة العامة غالي باهاراف ميارا قولها إن إسرائيل "تدرس خطواتها القانونية التالية".
وأضافت: "قرار المحكمة الجنائية الدولية لا أساس له من الصحة، ومؤسف، ومعيب من الناحية القانونية بشكل أساسي".
وتابعت قائلة: "المحكمة الجنائية الدولية، التي كان من المفترض أن تتعامل مع أفظع الفظائع، فشلت اليوم في دورها التاريخي".
وشددت على أنه "لا مجال لإصدار أوامر اعتقال ضد قادة دولة ديموقراطية، فالقرار يتعارض مع مبادئ المحكمة التي تفتقر إلى أي سلطة في هذا الشأن"، حسبما أورد موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وطالب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الخميس الدول الأعضاء في المحكمة والبالغ عددها 124 بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف التي أصدرتها بحق كل من نتنياهو وغالانت، بالإضافة إلى القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
وأفاد خان في بيان "أدعو جميع الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب نظام روما الأساسي (المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية) عبر احترام هذه الأوامر القضائية والامتثال لها".
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخميس مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة، وبحق محمد الضيف خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.
ومن حيث المبدأ، من شأن قرار المحكمة أن يقيّد تنقّلات نتنياهو إذ يتوجّب على أي من الدول الأعضاء الـ124 في هذه الهيئة توقيفه في حال دخوله أراضيها.
وأوضح خان "اليوم، يجب أن يتوجه وعينا الجماعي واهتمامنا إلى ضحايا الجرائم الدولية في إسرائيل ودولة فلسطين".
وأعلن خان أن تحقيقه بشأن الوضع في غزة مستمر وأن فريقه يدرس "خيوط تحقيق أخرى في المناطق المدرجة ضمن اختصاص المحكمة، وهي غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".
واعتبر نتنياهو قرار المحكمة الجنائية "معاديا للسامية"، مؤكدا أنه "لن يستسلم للضغوط ولن يتراجع ولن ينسحب (من قطاع غزة) إلا بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية الحملة".
أما حركة حماس فرحبت بقرار المحكمة الدولية معتبرة أنه خطوة "تاريخية مهمة"، و"تصحيح لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا".
وتقول إسرائيل إن الضيف الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف قتل في غارة في 13 يوليو في جنوب غزة، لكن حماس تنفي مقتله.