هل تكرر اسرائيل تجربة غزة في لبنان؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
لا يبدو واقعيا الحديث عن ان تل ابيب ستستمر بالمعركة مع "حزب الله" جنوب لبنان حتى بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، على اعتبار أن اسرائيل تبحث بشكل حاسم عن انهاء المعركة بعيداً عن رغبات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي لا تصب أبداً في مصلحة الكيان بل في مصلحته الشخصية، وعليه فإن الجيش المتعب والذي تعرض لضربات جدية في غزة وشمال فلسطين المحتلة لا يفضل قادته الذهاب الى حرب مع قوة متعافية نسبياً كحزب الله.
هذه القراءة لا تشمل القرارات الجنونية التي قد يقوم بها نتنياهو في لحظة هروب الى الأمام في ظل الضغوط الاميركية التي يتعرض لها لانهاء المعركة في غزة وبالتالي في جنوب لبنان الذي سيوقف "حزب الله" اطلاق النار منه مع انتهاء الحرب في غزة، وعليه فإن إستمرار اسرائيل بالاستهدافات ستنقل المعركة الى مستوى مختلف جنوباً، خصوصا وأن رغبة المؤسسة العميقة في تل ابيب هي ايقاف المعركة مع الحزب بأقرب وقت ممكن.
لكن، بالتوازي مع هذه الرغبة، هناك اعتقاد راسخ في اسرائيل بأن الجيش الاسرائيلي استطاع تحقيق انجازات تكتيكية كبيرة في القطاع المحاصر وابعد خطر حماس نسبياً ودمر جزءا كبيرا من قوتها العسكرية، وعليه فإن القبول بالواقع الحالي على الحدود الشمالية بالنسبة لتل ابيب غير ممكن، خصوصا أن المعارك الحالية اظهرت ان "حزب الله" طوّر قدراته العسكرية بشكل كبير ضمن كل الاختصاصات العسكرية والتقنية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تكرار تجربة غزة في لبنان هو الهدف الحقيقي لاسرائيل، وهذا الهدف يعني أن استعادة الجيش الاسرائيلي لعافيته واعادة تجهيزه وتدريب قواته واستفادته من تجربة غزة سيؤدي إلى اعادة فتح الجبهة مع لبنان وتوجيه ضربات، تريدها اسرائيل، قاضية على "حزب الله"، لذلك فإن امكانية إندلاع صراع من جديد بعد انتهاء الحرب هو امر ممكن في الاشهر او السنوات القليلة جدا المقبلة.
وتشير المصادر الى أن وصول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب مجدداً الى البيت الابيض سيشجع الحكومة الاسرائيلية على الحرب مع الحزب، خصوصا أن الرأي العام الاسرائيلي يتجه بشكل متسارع نحو اليمين والتطرف، ونسب تأييد الحرب والاستمرار بها مع حماس ومع "حزب الله" عالية للغاية وفق ما تنشر وسائل اعلام اسرائيلية مما يعطي شرعية لاي قرار تصعيدي في المرحلة المقبلة.
في حال عدم حصول تسوية شاملة في المنطقة ككل، تشمل القضية الفلسطينية، فإن الهدنة او وقف اطلاق النار الذي سيحصل في غزة او لبنان سيكون تأجيلا للانفجار الذي لا مفر منه، لان الاطراف الاساسية لا تزال تشعر بأنها قادرة على الانتصار بالضربة شبه القاضية، وهذا قد يكون اخطر ما في الصراعات المسلحة.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الحرب درس الوطنية الأول
د. ليلى الضو ابوشمال
يقول سبحانه وتعالى( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم
إن الله سبحانه وتعالى يعلم ولا نعلم ، فالنفس البشرية بحدود علمها البسيط والله بعلمه الواسع الممتد قد جعل الخير والشر في هذا الكون يسعى بين الناس إلى أن تقوم الساعة، ولو أرادها خيرا فقط لفعل ولو أرادها شرا لفعل. وتجلت قدرة الله سبحانه حين أعطى من يموت في سبيله درجة لا تعادلها مكانة وجعله شهيدا حيا بين الناس وله في السماء مبلغا لا يبلغه الا من ارتقى لهذه المكانة عنده ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه.
كيف لا وهو الذي لبى نداء الله بنية الجهاد في سبيله وبنية نشره للحق والدفاع عن الأعراض وتثبيت قيم الدين من الذين انتهكوا أعراض النساء واستباحوا ممتلكات غيرهم ، وسرقوا ونهبوا وارتكبوا كل الموبقات والمحرمات لم يمنعهم من فعل ذلك دين ولا أخلاق ولا شيم ولا أعراف، وحين تصدى هؤلاء الرجال ببسالة وفراسة لهؤلاء الأوباش لابد وأن يكون وعد الله لهم بسخاء فهو المعطي وهو المجيب وما أجمل عطاياه واوسع هباته.
جانب آخر لهذا القتال الذي نحسبه شرا و نقول كما قال المولى عساه يكون خيرا فإنه من خلال حربنا التي دامت لقرابة العامين ورغم كل المعاناة التي عاشها الشعب المكلوم الا أنه لابد وأن نقر ونعترف بأنها علمت هذا الشعب دروسا في الوطنية كانت تنقصهم ، وما كان لهذا الدرس أن يستوعبه هذا الشعب عبر الدروس والمناهج والدورات التدريبية الا إذا جاء عبر هذا الألم والمعاناة والقسوة التي عاشها خلالها هذين العامين ، فخرج عدد كبير من ديارهم إلى بلاد مفارقين وطنهم ، وهناك عرفوا قيمة الأرض والوطن ، وآخرون لم يتمكنوا من الخروج عاشوا نازحين من مدينة لمدينة، ومن قرية لقرية من ولاية لولاية وهناك تعلموا كيف يكون دارك هو أمانك وحصنك ، حينها عرف الشعب أن ثمن الخبز الذي زاد جنيها ماكان ليعترض عليه فقد كان الحال أفضل مما صرنا إليه،، وفي كل الأحوال هو خير من عدو يتهجم عليك في عقر دارك يغتصب زوجتك وابنتك و أختك ويطردك من بيتك ذليلا عندها لابد أن نكون قد تعلمنا كيف نحمي أوطاننا والوطن الذي نحميه هو أهلنا بكل ما فيهم من سماحة وبساطة وطيبة ونقاء سريرة
والدرس الذي يستفاد منه ولا ينسى هو الدرس الغالي الذي لا يكون الا بحجم القساوة التي تعيشها فيه وما أقسى وما أمر علينا مما حدث لنا.
إن بدايات التصحيح الإقرار بالفعل وأسوأ أفعالنا أننا لم نكن نحب بلادنا ولا نحب بعضنا ولا حتى نحب أنفسنا ، ولو كنا نعرف معنى الحب لعرفنا طعم الكره ، لكننا الآن تعلمنا الحب من ذاك الكره الذي تجرعناه و عشناه وعايشناه فكان الدرس بليغا.
بعد أن تنتهي هذه المعركة هنالك معارك كثيرة أخرى تنتظرنا منها ،، معركة مع النفس ومراجعتها وتقويمها ، ومعركة مع من نختلف معهم في الرأي ذاك الخلاف الذي يجب الا يفسد للود قضية ، ومعركة مع قياداتنا التي لا نحترمها ولا نعينها وانما دوما ننتقدها وننقص من شأنها ونقلل من حجم جهودها ونحمل لها السياط ولا نقومها ومعركة مع أولئك الذين يسمونهم (المطبلاتية) الذين يمدحون في غير مكان المدح ويرفعون شأن من لا شأن لهم،،معركتنا القادمة معركة بقاء بقوة ،،معركة تلاحم،،معركة تكوين وحدة ،،معركة تحدي أن هذه الأرض وليعش سوداننا علما بين الأمم
ان معركة الكرامة مضت منها الحلقة الأولى وتنزل بقية الحلقات تباعا أبطالها أبناء هذا الشعب الصامد.
leila.eldoow@gmail.com