لبنان ٢٤:
2024-07-01@23:59:03 GMT

هل تكرر اسرائيل تجربة غزة في لبنان؟

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

هل تكرر اسرائيل تجربة غزة في لبنان؟

لا يبدو واقعيا الحديث عن ان تل ابيب ستستمر بالمعركة مع "حزب الله" جنوب لبنان حتى بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، على اعتبار أن اسرائيل تبحث بشكل حاسم عن انهاء المعركة بعيداً عن رغبات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي لا تصب أبداً في مصلحة الكيان بل في مصلحته الشخصية، وعليه فإن الجيش المتعب والذي تعرض لضربات جدية في غزة وشمال فلسطين المحتلة لا يفضل قادته الذهاب الى حرب مع قوة متعافية نسبياً كحزب الله.



هذه القراءة لا تشمل القرارات الجنونية التي قد يقوم بها نتنياهو في لحظة هروب الى الأمام في ظل الضغوط الاميركية التي يتعرض لها لانهاء المعركة في غزة وبالتالي في جنوب لبنان الذي سيوقف "حزب الله" اطلاق النار منه مع انتهاء الحرب في غزة، وعليه فإن إستمرار اسرائيل بالاستهدافات ستنقل المعركة الى مستوى مختلف جنوباً، خصوصا وأن رغبة المؤسسة العميقة في تل ابيب هي ايقاف المعركة مع الحزب بأقرب وقت ممكن.

لكن، بالتوازي مع هذه الرغبة، هناك اعتقاد راسخ في اسرائيل بأن الجيش الاسرائيلي استطاع تحقيق انجازات تكتيكية كبيرة في القطاع المحاصر وابعد خطر حماس نسبياً ودمر جزءا كبيرا من قوتها العسكرية، وعليه فإن القبول بالواقع الحالي على الحدود الشمالية بالنسبة لتل ابيب غير ممكن، خصوصا أن المعارك الحالية اظهرت ان "حزب الله" طوّر قدراته العسكرية بشكل كبير ضمن كل الاختصاصات العسكرية والتقنية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن تكرار تجربة غزة في لبنان هو الهدف الحقيقي لاسرائيل، وهذا الهدف يعني أن استعادة الجيش الاسرائيلي لعافيته واعادة تجهيزه وتدريب قواته واستفادته من تجربة غزة سيؤدي إلى اعادة فتح الجبهة مع لبنان وتوجيه ضربات، تريدها اسرائيل، قاضية على "حزب الله"، لذلك فإن امكانية إندلاع صراع من جديد بعد انتهاء الحرب هو امر ممكن في الاشهر او السنوات القليلة جدا المقبلة.

وتشير المصادر الى أن وصول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب مجدداً الى البيت الابيض سيشجع الحكومة الاسرائيلية على الحرب مع الحزب، خصوصا أن الرأي العام الاسرائيلي يتجه بشكل متسارع نحو اليمين والتطرف، ونسب تأييد الحرب والاستمرار بها مع حماس ومع "حزب الله" عالية للغاية وفق ما تنشر وسائل اعلام اسرائيلية مما يعطي شرعية لاي قرار تصعيدي في المرحلة المقبلة.

في حال عدم حصول تسوية شاملة في المنطقة ككل، تشمل القضية الفلسطينية، فإن الهدنة او وقف اطلاق النار الذي سيحصل في غزة او لبنان سيكون تأجيلا للانفجار الذي لا مفر منه، لان الاطراف الاساسية لا تزال تشعر بأنها قادرة على الانتصار بالضربة شبه القاضية، وهذا قد يكون اخطر ما في الصراعات المسلحة..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي

عندما يتحدّث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فإنه يبعث فينا الأمل ويُحْيي العزائم في الأمة؛ لأنه إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى، ويعلم ما يقول؛ فكلُّ كلمة ينطقها تكون محسوبة بدقة، وتحسب لها إسرائيل ألف حساب، وهو ما حدث مع خطابه يوم الأربعاء 19 يونيو 2024م، الذي ألقاه في الضاحية الجنوبية لبيروت في احتفال تأبيني للقائد سامي طالب عبدالله، إذ وصفته وسائل إعلام إسرائيلية، في أول تعليق لها أنّه «من أقوى خطابات نصر الله على الإطلاق، الذي يدرك اليوم أكثر من أيِّ وقت مضى، أنه لن يكون هناك مفرّ من حرب شاملة»، وأنّ «نصر الله مصمّم على الاستمرار في المعركة الحالية من أجل غزة، حتى تحقيق وقف إطلاق النار، وهو غير متأثر بتهديدات إسرائيل والوسطاء»؛ بل إنّ صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية - على سبيل المثال - أكدت أنّ تهديدات إسرائيل طوال الأشهر الماضية بتدمير حماس، وإعادة لبنان إلى العصر الحجري، ما هي إلا تهديدات فارغة و«انكشفت الآن».

جاء خطاب نصر الله، متزامنًا مع نشر حزب الله، مقطع فيديو من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في غاية الأهمية، مدته تجاوزت تسع دقائق ونصف، وحمل عنوان «هذا ما رجع به الهدهد»، وهو عبارة عن مشاهد من استطلاع جوي، تضمّنت معلومات استخبارية مهمة عن مواقع «إسرائيلية» داخل فلسطين المحتلة، التقطتها طائرة مسيّرة، وأظهرت هذه المقاطع وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة، من الميناء إلى مصافي النفط إلى مصانع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع تمركز البوارج الحربية، وأماكن اقتصادية مهمّة، في ضربة عُدَّتْ الأقوى من حزب الله ضد الكيان الإسرائيلي، حيث إنّه حتى مواقع البحث العادية تعتم على المواقع الحساسة في إسرائيل، ولا تستطيع أن تنقل من الجو صورًا واضحة كالتي نقلتها مسيَّرات حزب الله.

كان متوقعًا أمام إنجاز كبير كهذا، أن يتناول نصر الله هذا الموضوع في خطابه، إذ أمدت عملية الهدهد المقاومة بكمٍّ كبيرٍ من المعلومات، ظهر جزء منها فقط في دقائق الفيديو التسع التي اختيرت من بين ساعات طويلة من التصوير فوق حيفا، وهو ما أشار إليه نصر الله بتأكيده أنّ المقاومة «تملك بالتفصيل الممل المعلومات حول المواقع الأمامية، وتعرف تفاصيل كثيرة عنها». ندرك أهمية هذا الإنجاز لحزب الله إذا ما استذكرنا أنّ أكبر إنجازات إسرائيل عبر تاريخها هو التجسس؛ فقد نجحت في تتبع كلِّ صغيرة وكبيرة في الوطن العربي، وزرع رجالها شرقًا وغربًا، وتدخلت في رسم سياسات التعليم والسياسات الإعلامية، ووصل بها الأمر إلى توجيه خطب الجمعة!. وما فعله حزب الله اليوم كأنه يقول لنا إنّ الأيام دول، وإنّ الدور جاء على إسرائيل لتقع هي فريسة التجسس؛ فتصوير مراكز ثقلها ونقاطها الحساسة ومفاصل «دولتها» ونشرها علنًا بكلِّ وضوح، هو أمرٌ لم يخطر ببالها قط، ونزل عليها كصاعقة، أو كقنبلة شلت قدرتها على الحركة، وهذا يعني أنّ تهديدات حسن نصر الله ضد الكيان كانت في محلها.

وعودة إلى خطاب حسن نصر الله الذي بعث فيه رسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و«جيشه»، مفادها أنّ التهديد بتوسيع الحرب على مدى ثمانية أشهر لا يخيف المقاومة في لبنان، وأنّ «العدو يعلم وسيده الأمريكي، أنّ شنّ الحرب على لبنان سيحمل تداعيات على المنطقة والإقليم»، بل إنه أكد أنّ حزب الله حضّر نفسه «لأسوأ الأيام، والعدو يعلم ما ينتظره، ولذلك بقي مرتدعًا»، مضيفًا أنّ «كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكانٌ فيه سالمًا من صواريخ المقاومة ومُسيّراتها الدقيقة، التي لن تقصف أهدافها بشكل عشوائي»، ولم يكتف بذلك، بل أعلن في تحدٍّ واضح أنّ ما ينتظر الاحتلال في البحر المتوسط «كبير جدًا»، إذ إنّ «كلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف»، وأنه «إذا فرضت الحرب، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف». ولكي يؤكد على صحة تهديده أشار إلى أنّ المقاومة «لديها بنك أهداف كامل وحقيقي، ولديها القدرة على الوصول إلى كلِّ الأهداف مما يزعزع أسس الكيان».

وهناك نقطة لافتة في خطاب نصر الله، وهي تحذيره للحكومة القبرصية من أنّ تفتح مطاراتها وقواعدها لـ«إسرائيل» لاستهداف لبنان؛ فذلك يعني رسميًّا «أنها أصبحت جزءًا من الحرب». ولم تكن إسرائيل هي الوحيدة التي صغت للخطاب؛ فالرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس تابعه بدقة، فمع آخر كلمة نطقها نصر الله، سارع إلى كتابة تدوينة على حسابه في منصّة «إكس»، ليُؤكّد أنّ بلاده لا تُشارك بأيّ شكلٍ من الأشكال في أيّ أعمال عدائيّة ضدّ لبنان، وأنّها «جُزءٌ من الحل وليست جُزءًا من المُشكلة». وفي اعتقادي أنّ تهديدًا كهذا موجهًا لقبرص سيجعلها وغيرها تحسب حسابًا لكلِّ خطوة قد تخطوها في المشاركة في الحرب ضد لبنان، فالقبارصة وغيرهم يعلمون جيدًا أنّ نصر الله إذا قال فعل.

من نافل القول إنه لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عما يحدث في لبنان؛ فالجبهتان هما جبهة واحدة، وكان كثيرون قد انتقدوا عدم دخول حزب الله الحرب، متناسين أنّ الحزب أشغل الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر 2023، وقد أكّد السيد نصر الله أنّ الضغط من جبهة لبنان والجبهات الأخرى والصمود الأسطوري في غزة، قد أثر على مسار المفاوضات وأعطى للمفاوض الفلسطيني القوة، وأنّ الاحتلال «عجز عن إنهاء معركة رفح المُحاصرة، وفشل أمام صمود المقاومة والقتال الأسطوري في غزة، على الرغم من استمرار القصف، ومشاركة عدة فرق من جيش الاحتلال في العملية».

وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تهتم بخطابات نصر الله، وتحلل نبرات صوته وحركات يديه، فماذا عن وجهة نظر المسؤولين الإسرائيليين عن حزب الله؟ يجيب عن السؤال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، من خلال مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، ضمن تحقيق بعنوان «كيف قد تبدو الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟»، يقول إنّ حزب الله يشكّل تهديدًا استراتيجيًا لـ«إسرائيل»، واصفًا ما يمكن أن يفعله الحزب بـ«إسرائيل» خلال ثلاثة أيام فقط بـ«المروّع»، إذ يقول: «أنت تتحدّث عن تدمير كلِّ بنيتنا التحتية الأساسية، ومصافي النفط، والقواعد الجوية، ومنشأة ديمونا»، وفي تحقيقها أكدت المجلة أنّ التقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله نحو مائة وثلاثين ألف صاروخ وقذيفة يمكن أن تتفوّق على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في «إسرائيل»، وتضرب أكبر مدنها، لافتةً إلى ما يعنيه نشر الحزب للقطات التي التقطتها الطائرة المسيّرة لميناء حيفا، من إثباتٍ لقدرته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى عمق «إسرائيل»، ورجّحت المجلة أن «تكون لدى حزب الله شبكة أنفاق متطورة تمتد تحت لبنان»، ناقلةً عن بعض المحللين الإسرائيليين قولهم إنّ هذه الأنفاق أكثر اتساعًا من تلك التي تستخدمها حركة حماس، وقد يقول قائلٌ إن تصريح أورين وتحقيق مجلة «فورين بوليسي» عن قوة حزب الله ليس سوى مبالغات لها أهداف هم أعلم بها، إلا أنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ الحزب قد يكون لقمة سائغة في أية حرب قادمة، وهو ما يعلمه قادة الاحتلال تمامًا.

ردّدنا كثيرًا من قبل، ولا نزال نردِّد أنّ الكيان الصهيوني - والعالم أجمع - لا يعترف إلا بمنطق القوة، وقد رأينا كيف غيّر صمود غزة العالم، لصالح القضية الفلسطينية التي أدخلت في الثلاجة سنين طويلة، لذا فإنّ القوة التي يتحدّث بها وعنها حسن نصر الله، هي السبيل الوحيد لإيقاف الغطرسة الإسرائيلية؛ فنحن نعيش لحظات تاريخية هي الأعظم منذ عام 1948م، ستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • مخاوف فرنسية من حرب نتنياهو بعد خطاب الكونغرس
  • المقاومة العراقية تعلن دخولها المعركة الى جانب حزب الله في حال الحرب الشاملة
  • نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي
  • باسيل: لبنان اليوم مُهدّد بسبب اسرائيل
  • مواجهات الجنوب: سباق بين السياسة والميدان
  • حربٌ في لبنان وأسئلة حول سعة نيرانها
  • باسيل: الحرب على لبنان ستكون كارثة
  • سوريا ليست ضمن المعركة
  • ثلاثة عوامل تجعل الحرب الموسّعة على لبنان مستبعدة
  • تصاعد التحذيرات من الحرب الواسعة : هدف إسرائيل شريط بطول 16 كلم