أكد المهندس عمر الراوي، عضو برلمان ولاية فيينا والمجلس البلدي للعاصمة النمساوية، أهمية تعزيز التعاون الدولي وتضافر الجهود على المستوى العالمي للتغلب على التحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، وفي مقدمتها قضايا التغير المناخي والحفاظ على البيئة، ودعم المرونة المناخية والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أصبحت جزءاً من هموم العالم وأكبر مصدر لقلق الدول، مشيداً بالإنجازات غير مسبوقة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28″، الذي انعقد مؤخرا في دولة الإمارات.

وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن العالم يشهد في العصر الحالي تغيرات وتحولات شاملة تحتاج إلى التعاطي مع قضايا رئيسية تتخطى الحدود الوطنية للدول، وتتطلب العمل المشترك للتغلب على التحديات المهمة، التي تؤثر على حياة الناس والمجتمعات، ولا تستطيع دولة بمفردها مواجهتها وإيجاد الحلول لتجاوزها.

وتحدث المهندس الراوي، الذي يحضر القمة العالمية للحكومات في دبي نيابة عن حاكم ولاية فيينا وعمدة العاصمة، عن أهمية المشاركة في القمة نظرا لدورها في تعزيز تعاون الدول وبحث أهم التحولات المستقبلية الكبرى ومعالجة التحديات التي تواجه العالم، واستشراف الحلول المبتكرة لها، في إطار العمل على تحسين جودة الحياة في المجتمعات وتعزيز التناغم والأمن الاجتماعي في دول العالم.

وأشار الرواي، المسؤول عن ملف التخطيط الحضري والعمراني في العاصمة النمساوية، إلى أن محاور القمة المقبلة، ستركز على قضايا التوسع الحضري ومستقبل التعليم وتعزيز وتيرة النمو والآفاق المستقبلية الجديدة والاستدامة والتحولات العالمية الجديدة والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن الدول التي تستثمر حالياً في تطوير التكنولوجيا الحديثة والتوصل إلى حلول مبتكرة، ستحقق السبق التقني في المستقبل.

وتوقع أن يسهم تطوير الذكاء الاصطناعي في تخفيف مشكلة معاناة دول أوروبا من نقص الأيدي العاملة، دون التأثير على مجالات العمل التي تحتاج إلى وجود الإنسان.

وأشاد البرلماني النمساوي، باهتمام القمة العالمية للحكومات، بدعوة المسؤولين عن المدن والبلديات إلى جانب نخبة القادة والخبراء ورؤساء المنظمات والهيئات والقيادات البارزة ورؤساء الدول والحكومات، لافتا إلى أهمية ملف المدن، خصوصا وأن نحو 50% من سكان العالم يسكنون حالياً فيها، في حين تتوقع إحصائيات أن يرتفع عدد سكانها إلى نحو 70% خلال العشرين سنة القادمة.

ولفت البرلماني النمساوي إلى أن المدن ستشكل تحدياً كبيراً في المستقبل، بسبب زيادة معدلاتت التلوث فيها، وارتفاع احتمالات ظهور بعض التوترات الاجتماعية في الكبيرة منها، التي تتمتع بأهمية خاصة بسبب احتضانها المراكز الثقافية وأهم الجامعات والمعاهد البحثية والمراكز العلمية ومراكز الدراسات، التي تؤهلها للعب دور هام في إيجاد الحلول والاختراعات التي تسهم في حل المشاكل والتحديات البيئية وتقليص الانبعاثات الحرارية الضارة.

وقال إن من الممكن أن تتحول المدن لتصبح من أهم المناطق التي تسهم في حل مشكلة تغير المناخ عن طريق خفض الانبعاثات الدفيئة والضارة وذلك من خلال تشجيع التنقل باستخدام المواصلات العامة وتطوير أنظمة التدفئة والتبريد لتكون صديقة للبيئة، وزيادة المساحات الخضراء والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، لتتحول تحديات المدن في المستقبل إلى مميزات في سباق مكافحة تغير المناخ،مشيرا في هذا الصدد إلى جهود العاصمة النمساوية لخفض الانبعاثات الكربونية، وخطتها للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2040.

ودعا المهندس الراوي إلى الاستفادة من تجربة الإمارات ونهضتها العمرانية، حيث يعيش نحو 90% من السكان في المدن الرئيسية، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من دراسة أوضاع المدن والبلديات والاستفادة من تلك الدراسات في تحديد كيفية إيجاد الحلول والطرق العملية لحل المشاكل التي تواجهها، خصوصا وأن التحديات التي تواجه المدن متشابهة في مختلف أنحاء العالم، ومنوها إلى أن القمة العالمية للحكومات تساعد في هذا الإطار من خلال إتاحة التعلم من الآخر والتعرف على فلسفة الحلول وكيفية حل المشكلات والمعضلات، وتوفر فرصة مناسبة للتقارب وتبادل الأفكار والتعرف على الإبداع التقني، وفتح قنوات التواصل وتوطيد العلاقات والصداقات بين المدن والدول في نفس الوقت.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القمة العالمیة للحکومات

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الرياض الدولي لسوق العمل يوصي بـ8 إجراءات لمواجهة التحديات الراهنة

بمشاركة وزير العمل محمد جبران، أخُتتمت اليوم الأربعاء، أعمال الاجتماع الوزاري «الطاولة المستديرة» لوزراء العمل ضمن النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل، المنعقد في الرياض، برئاسة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بحضور 40 وزيرًا للعمل من دول مختلفة حول العالم، تشمل مجموعة العشرين وأوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والأمريكيتين، إضافة إلى المدير العام لمنظمة العمل الدولية السيد جيلبرت هونغبو.

وأكد المتحدثون على أن هذا المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين يمثل منصة إستراتيجية عالمية، لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود الدولية وتبادل الخبرات، بهدف صياغة حلول مبتكرة لمواجهة تحديات أسواق العمل وتعزيز استدامتها، خصوصا في ظل التحولات التقنية المتسارعة، وناقش الاجتماع في اليوم الأول، التحديات الملحّة التي تواجه أسواق العمل العالمية، مع التركيز على صياغة حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجتها، كما تخلله تبادل للأفكار والخبرات، حيث استعرض الوزراء أبرز الاتجاهات والتحديات الراهنة لسوق العمل، مما أسهم في وضع أسس قوية لرسم إستراتيجيات عملية تدعم التحولات المستقبلية وتعزز استدامة أسواق العمل.

واستنادًا على مناقشات الاجتماع الوزاري، جرى الاعلان عن  ثمانية إجراءات حاسمة تُمثل رؤية شاملة لتعزيز مرونة وشمولية أسواق العمل، لمواجهة التحديات الراهنة مثل: بطالة الشباب، التحولات التقنية، وتحقيق استدامة القوى العاملة..وجاءت الإجراءات الثمانية على النحو التالي: «تعزيز البرامج والمبادرات الداعمة لتسهيل انتقال الشباب من التعليم إلى بيئة العمل، تمكين قوة العمل لمواجهة مستقبل العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، زيادة الاستثمار في مبادرات تطوير رأس المال البشري، بما في ذلك التدريب وإعادة التدريب، تحسين مرونة سوق العمل للسماح بأشكال مختلفة من العمل بما في ذلك العمل عن بعد والفرص الجزئية، دعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تعزيز إيجاد فرص العمل، استخدام منصات التكنولوجيا والتصنيفات المهارية التي تربط التعليم، الباحثين عن عمل، أصحاب العمل، إنشاء مبادرات لدعم توظيف الفئات المهمشة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والعاطلين عن العمل لفترات طويلة، وإقامة نظام بيانات سوق عمل شامل لتتبع اتجاهات التوظيف والمهارات والأجور وتركيبة القوى العاملة لدعم التحولات في سوق العمل».

مقالات مشابهة

  • «القمة العالمية للحكومات» تطلق المسح العالمي للوزراء وجائزة أفضل وزير في العالم
  • القمة العالمية للحكومات تطلق النسخة الثانية من المسح العالمي للوزراء والدورة الثامنة من جائزة أفضل وزير في العالم
  • القمة العالمية للحكومات تطلق النسخة الثانية من المسح العالمي للوزراء
  • شركاء القمة العالمية للحكومات: منبر دولي لاستشراف المستقبل وتحقيق رفاهية الشعوب
  • فيديو | 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً يشاركون في القمة العالمية للحكومات
  • القمة العالمية للحكومات تعلن مشاركة دولية قياسية في الدورة الـ12
  • القمة العالمية للحكومات تكشف عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و 140 وفداً حكومياً
  • 8 إجراءات لتعزيز مرونة وشمولية أسواق العمل لمواجهة التحديات الراهنة
  • مؤتمر الرياض الدولي لسوق العمل يوصي بـ8 إجراءات لمواجهة التحديات الراهنة