دبي – الوطن

تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، انعقد المؤتمر الصحفي لفعالية بريك بلك الشرق الأوسط، الحدث الرائد لشحن البضائع السائبة ومعدات المشاريع في المنطقة. وقد جمع المؤتمر الصحفي عددًا من قادة الصناعة البارزين من الوزارة، و”دي بي ورلد”، ومجموعة موانئ أبوظبي، و “دي أس في سوليوشنز أبوظبي”، وغيرها من المؤسسات والجهات المرموقة في دولة الإمارات، ما يؤكد التزام بريك بلك الشرق الأوسط بتمكين نمو الصناعة وتوسعها في أسواق جديدة حول العالم.

ويسعى المؤتمر والمعرض المقرر عقده في الفترة من 12 إلى 13 فبراير 2024 في مركز دبي التجاري العالمي، إلى فتح فرص كبيرة للتواصل مع شركاء الأعمال ومقدمي الخدمات وأصحاب المشاريع على الصعيدين المحلي والدولي.

وستكون “دي بي ورلد” الميناء المضيف لمؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط مجددًا، للعام الرابع على التوالي، دعمًا منها لقطاع الشحن باعتباره ركيزة لاقتصاد دولة الإمارات، ولتعزيز الدور الذي يقوم به هذا الحدث في المنطقة. وقد أكد شهاب الجسمي، نائب الرئيس الأول للموانئ والمحطات في “دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي، خلال المؤتمر الصحفي على المساعي الحثيثة لـ “دي بي ورلد” من أجل تطوير مرافقها وقدراتها على التعامل مع شحنات البضائع السائبة، وتوفير أفضل منظومة لخدمة القطاع. كما مثل جوليان رونالد سكيرمي، القائم بأعمال نائب الرئيس – الموانئ التجارية، لدى مجموعة موانئ أبوظبي، واستعرض أهم القدرات والإمكانات النوعية التي تم تطويرها من قبل المجموعة حديثًا.

دعم الصناعة على نطاق واسع

باعتباره أحد أهم الفعاليات التي تجمع الصناعة بشكل لا يضاهى، أصبح مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط منصة مثالية للشركات والجهات البحرية، لتبادل الحوارات وابتكار الحلول التي تساعد على التقدم في قطاع الشحن. وسيشجع الحدث أيضًا على رفع مستوى التعاون وعقد الصفقات عالية القيمة، حيث ستتاح الفرصة للتواصل مع القادة وصناع القرار لإبرام العقود والمشتريات.

وفي معرض حديثه عن الدور الحيوي للشحن البحري في تحفيز نمو التجارة في دولة الإمارات، أفاد الكابتن جابر الشحي، مدير إدارة التفتيش والرقابة لدى وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات: “عندما نسترجع ما مر به العالم في السنوات الثلاث الماضية، يمكننا القول بكل ثقة إن الصناعة البحرية قد قامت بدور في غاية الأهمية للمحافظة على النمو الاقتصادي الرغم من التحديات. أظهرت الموانئ الوطنية قدرتها المتميزة على مناولة كميات هائلة من البضائع للحفاظ على تدفق التجارة عبر دول المنطقة. وقد مكّن ذلك القطاع البحري في دولة الإمارات من تحقيق أكثر من 129 مليار درهم إماراتي، وهو رقم لم يكن من السهل الوصول إليه في ظل الصعوبات والعقبات التي أحاطت بنا”.

جلسات حوارية مهمة

يشارك في الجلسات الحوارية للحدث مجموعة من المتحدثين المرموقين الذين يمثلون عددًا من كبرى مؤسسات الشحن والخدمات اللوجستية في المنطقة. وسيساعد برنامج المؤتمر على تحديد وتحليل فرص النمو في الأسواق الجديدة، وفهم الطريق الصحيح للمضي قدمًا نحو تطوير الصناعة.

وفي هذا الصدد أفاد محمد جابر، العضو المنتدب لشركة “إير أن سي”، والمدير التنفيذي للعمليات في شركة “دي أس في” أبوظبي”: “لا تقتصر شراكتنا مع مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط على التواصل مع الخبراء في القطاع واستكشاف الفرص التجارية الجديدة فحسب، بل تشمل أيضًا التعرف إلى التوجهات المتغيرة في قطاع سلسلة الإمداد والتوريد، كي نتمكن من ابتكار الحلول وتغيير منهجية الأعمال. ونعتقد أن هذا الحدث يوفر لنا منصة مثالية للتعلم من الجهات التي تقدم حلولًا متنوعة لسد الفجوات في دورة العمل، لتعزيز التجارة العالمية وصناعة الخدمات اللوجستية”.

وقال بن بلامير، مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط: “نشعر بحماس كبير ونحن نجمع العاملين في قطاع البضائع السائبة والمشاريع في المنطقة مجددًا تحت سقف واحد، من أجل تحفيز التفاعل والحوار وعقد الصفقات التجارية عالية القيمة بين المشاركين. وبحضور أكثر من 8000 زائر، وما يزيد على 160 عارضًا، فإننا نتطلع إلى مشاركة الخبراء من أكثر من2000 شركة، ونثق بقوة هذا الحدث ومدى تأثيره في تقدم القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وبناءً على تاريخه الحافل بالنجاحات، اكتسب “بريك بلك الشرق الأوسط” ثقة أبرز المؤسسات العاملة في قطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى، بما في ذلك “دي بي ورلد”، وموانئ أبوظبي، وأسياد، و “دي إتش إل”، و”أدنوك للإمداد والخدمات”، و”دي إس في”، و”كيو تيرمينالز”، و”أم أس سي”، و”آل للشحن البحري”، وشركة الملاحة القطرية (ملاحة)”، و “موفرز” وغيرها الكثير.

سجل الآن https://middleeast.breakbulk.com/page/registration


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بریک بلک الشرق الأوسط البضائع السائبة دولة الإمارات فی المنطقة دی بی ورلد فی قطاع

إقرأ أيضاً:

الفوضى غير الخلاقة في الشرق الأوسط

لست متخصصًا في العلوم السياسية، ولكني باعتباري متخصصًا في الفلسفة يمكن أن يكون لي شأن بفلسفة السياسة، وباعتباري مثقفًا عامًّا لا بد أن يكون لي شأن بالأوضاع السياسية العامة التي تجري من حولنا؛ تمامًا مثلما أن المثقف العام لا بد أن يكون له شأن بوضع الدين في عالمنا بما هو دين، وإن لم يكن متخصصًا في علوم الدين التي تتعلق بتفاصيل الشرائع والأديان وما تنطوي عليه من دراسات مقارنة. الأوضاع السياسية التي تجري في الشرق الأوسط التي بلغت ذروة اشتعالها في عصرنا الراهن، تفرض علينا تأملها ومحاولة فهمها حتى نكون -على الأقل- على وعي بها، ومن ثم نكون قادرين على تحديد مواقفنا منها.

لعلنا نذكر جميعًا المقولة الشهيرة لكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية حتى الفترة السابقة مباشرةً على ثورات الربيع العربي؛ إذ كانت تصف المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط بأنه يهدف إلى إحداث «الفوضى الخلاقة» في هذه المنطقة من العالم، وكانت تقصد بذلك ضرورة إحداث اضطرابات وخلخلة في النظم السياسية القائمة على نحو يسهم في خلق نظم جديدة. ولكن الهدف الحقيقي غير المعلن صراحةً يكمن في بقية العبارة، وهو: خلق نظم جديدة تابعة للسياسات أو المخططات الأمريكية وتخدم مصالحها في المنطقة، وعلى رأسها مصالح إسرائيل ومخططاتها، التي هي ذراع أمريكا والغرب في الشرق الأوسط. نجح المخطط في إحداث الفوضى في العراق وفي ليبيا وفي اليمن وفي السودان، نجح في إحداث الفوضى، ولكنه لم ينجح بأي حال في أن يجعلها خلاقة، سواء بالنسبة للشعوب العربية (على المستوى الظاهري المعلن) أو على مستوى المصالح الأمريكية والإسرائيلية نفسها (على المستوى الحقيقي غير المعلن)؛ إذ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن: فقد نشأت حركات مقاومة تعادي المخططات الأمريكية في اليمن (الحوثي) وفي لبنان (حزب الله) وفي فلسطين (حماس والحركات الجهادية).

الآن نأتي إلى الوضع الراهن في سوريا، وهو وضع جديد مربك ومحير، وينفتح على سيناريوهات عديدة تستدعي تأملات محايدة للمشهد، أوجزها فيما يلي:

السرعة التي انهار بها نظام بشار الأسد، واستولى بها الثوار على المدن السورية واحدة تلو الأخرى في غضون أسبوع تقريبًا، هو أمر أثار دهشة الناس العاديين والمحللين السياسيين على السواء. وهو ما يدل دلالة قاطعة -كما تبيّن ذلك- على أن هذه الثورة كان مخططًا لها منذ وقت طويل، وكانت مدعومة بقوى خارجية أهمها: تركيا في العلن، وأمريكا وإسرائيل في الخفاء أو على الأقل من خلال الصمت على ما يجري، طالما أنه يجري على النحو المرسوم. ولا شك في أنه لولا هذا الدعم ما أمكن للثوار أن ينتصروا أو يقهروا النظام القائم إلا من خلال حروب دموية طويلة. وليس بخافٍ على أحد أن الدعم الخفي أو الرضا الضمني من جانب أمريكا وإسرائيل يهدف إلى تقليص النفوذ الروسي والقضاء على النفوذ الإيراني في سوريا. ولهذا رأينا روسيا تتخلى عن دعمها لبشار بعد أن أدركت أنها سوف تتكبد خسائر في مواجهة الثورة، بينما هي لديها مواجهات أكثر أهمية بكثير في أوكرانيا. كما أننا رأينا حزب الله يلملم كتائبه ويرحل أفراده مع عوائلهم فارين من سوريا؛ فقد أدركت إيران -مثل روسيا- أن بشار أصبح ورقة خاسرة لا تستحق المراهنة عليها.

كشفت الثورة السورية عن أهوال وفظاعة ووحشية ارتكبها نظام بشار بحق شعبه، من خلال الكشف عما كان يجري في السجون من تعذيب وحشي يفوق الخيال البشري، وإعدامات بالآلاف للأبرياء من المعارضين المدنيين. ولهذا كانت فرحة السوريين عارمة بإطلاق سراح السجناء، وتنفسهم لهواء الحرية لأول مرة منذ عقود عديدة ترجع إلى فترة الأب حافظ الأسد الذي لم يتورع عن إبادة المعارضين من شعبه، فقتل ما يقارب خمسين ألفا من المواطنين في مدينة حماة سنة 1982. ولذلك يحق للشعب السوري أن يفرح ويهنأ بثورته وأن يتطلع إلى مستقبل جديد ينعم فيه بالحرية والديمقراطية.

ومما يستدعي التأمل في مشهد الثورة السورية أن الثوار من حيث مظهرهم ولغة خطابهم يبدون ممثلين لفصيل ديني أو مجموعة من الفصائل الدينية، فلا نجد من بينهم تقريبًا من يمثل المجتمع المدني بسائر أطيافه، وهذا يتبدى حتى في تشكيل الحكومة المؤقتة. حقًا إن زعيم الثوار وقياداتهم يبدون معتدلين ومدافعين عن حقوق الشعب السوري، بل يبدون متحلين بالحصافة السياسية والقدرة على الإدارة. ومع ذلك فإن الحصافة السياسية لا بد أن تُلزِم هذه القيادات الاستعانة بأهل الخبرة من المجتمع المدني في إدارة شؤون البلاد في كل مجال في المرحلة القادمة، وإلا سيكون مصيرهم هو مصير الإخوان الذين أرادوا الانفراد بالسلطة مما عجل بإقصائهم من المشهد. نأمل أن تكتمل الثورة السورية في المسار الصحيح بتحقيق دولة مدنية ديمقراطية، لا دولة دينية؛ لأن النوايا الطيبة -حتى إن كانت خالصة لوجه الله تعالى- لا تكفي وحدها لتأسيس دولة من جديد. ولذلك فإن الثورة لا يزال أمامها طريق شاق وملغوم.

مقالات مشابهة

  • الأردن يفتح حدوده أمام شاحنات البضائع المتجهة إلى سوريا
  • القصيبي وأزمات الشرق الأوسط
  • «الجينوم الإماراتي» يجمع 785 ألف عيّنة ويقترب من المليون
  • الفوضى غير الخلاقة في الشرق الأوسط
  • شركات روسية تعرض مجموعة واسعة من المنتجات العضوية في الإمارات
  • تحديات شرق أوسطية
  • الشرق الأوسط الجديد: لا شيء يـبقى .. لا أرض تُـستثنى
  • “الشرق الأوسط الجديد”: لا شيء يـبقى لا أرض تُـستثنى
  • تقرير عسكري يتناول ديناميكية القوة في الشرق الأوسط بعد سقوط الأسد
  • “بنك إسرائيل”: الحصار البحري لقوات صنعاء يضاعف زمن الشحن ويؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي