فيديو: نفاد الحليب يقتل الأطفال الرضع في غزة والبدائل غير الآمنة تهدد حياتهم
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى كارثة إنسانية نجم عنها نقص الضروريات الأساسية، ومن بين الأكثر تضرراً، الرضع والأطفال الصغار وأولياء أمورهم، حيث يصعب توفير الحفاضات والحليب، مما يدفع الآباء إلى البحث عن بدائل غير كافية، بل وحتى غير آمنة. وما يفاقم محنتهم عرقلة إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية.
لذلك، أرغمت زينب الزين على إطعام ابنتها الرضيعة المأكولات الصلبة التي قد لا يتمكن جسدها الصغير من هضمها، بدلاً من رؤيتها تتضور جوعاً بسبب نقص حليب الأطفال في قطاع غزة المحاصر.
وتقول هذه الأم النازحة وهي تطعم ابنتها الباكية البسكويت المطحون في خيمة باردة: "أعلم أننا نقوم بعمل يضرها، لكن لا يوجد شيء، إنها تبكي بشكل مستمر."
بينما تستمر معاناة الفلسطينيين، أصبحت أبسط الأشياء، مثل تغيير حفاضات الأطفال، ترفاً قد يتطلب التضحية، حيث اضطر النازح رأفت أبو وردة، وهو أب لطفلين إلى بيع طعام أطفاله: "لقد بعت طعام أطفالي حتى أتمكن من شراء الحفاضات".
وأدى نقص المواد الأساسية إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ولأن قليل من الفلسطينيين لديهم دخل منتظم، ولعدم وصول المساعدات للجميع، اضطر معظمهم إما إلى استنزاف مدخراتهم أوالعيش على الصدقات.
يونيسف: أعراض خطيرة تظهر على أطفال غزة.. 17 ألفاً فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهمويبيع الأطفال الأكبر سناً، في أكشاك مؤقتة في الشوارع، حفاضات بالمفرد مقابل ثلاثة إلى خمسة شيكل (من دولار واحد إلى أكثر بقليل) أو عبوات كاملة بمبلغ يصل إلى 170 شيكل (46 دولاراً)، بينما كانت عيوة الحفاضات قبل الحرب تكلف 12 شيكلاً (3.50 دولار).
ويقول النازح أنيس الزين، الذي كان يشتريها من أحد الشوارع وسط مدينة دير البلح، ولا تربطه صلة قرابة بزينب، إن "أسعار الحفاضات مُضحكة جداً ". "الطفل يكلفك 20 شيكل (5 دولارات) في اليوم، خاصة في وضع سيء كهذا، كل الأسعار مرتفعة ولا يوجد دخل للناس، ولا توجد حتى مساعدات”.
لذلك، يستخدم بعض أهالي الأطفال الحفاضات القماشية، لكن يجب غسلها بالماء، وهو أمر نادر أيضاً.
وفقاً لآخر حصيلة، أودت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن بحياة نحو 27 ألفاً و585 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما بلغ مجموع الجرحى حتى الآن 66 ألفاً و978 شخصاً، وارتفع عدد النازحين إلى 1.8 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 80% من سكان القطاع.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) هذا الأسبوع، إن معظم النازحين الجدد لا يحصلون سوى على لتر أو لترين من الماء يومياً للشرب والطهي والاغتسال، وإن الإسهال المزمن بين الأطفال يتزايد، وايصال المساعدات إلى غزة لا يلبي الاحتياجات الهائلة.
"خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً"
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن 20 ألف طفل رضيع يصل عمرهم إلى 6 أشهر يحتاجون إلى حليب صناعي، تقوم اليونيسف بتوزيعه إلى جانب الضروريات التي تشمل الحفاضات والنقود أيضاً .
وقال المتحدث باسم اليونيسف عمار عمار: "هذا ليس كافياً على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الهائلة للأطفال في غزة".
وقالت اليونيسف إن احتياجات الرضع تشكل جزءا من تهديد أوسع نطاقاً يواجه جميع الأطفال دون سن الخامسة البالغ عددهم 335 ألف طفل، يتعرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن تجنبها.
ويؤكد عمار قائلاً: "بالنسبة للعديد من الأسر في غزة، فإن خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً".
حزن يلف بيت لحم.. رسالة من أهالي المدينة للعالم: أطفال غزة يستحقون أن يكونوا أحرارًاشاهد: أطفال غزة لا يعرفون السكينة.. صدمة وانهيار إثر غارة إسرائيلية هزت رفحلذلك، بالنسبة لزينب، فإن الخيار الصعب لإطعام طفلتها البالغة من العمر أربعة أشهر، البسكويت المطحون والأرز المطحون بدلاً من الحليب الاصطناعي، يعني التوجه بشكل متكرر إلى المستشفى المحلي، الذي يتعرض هو أيضاً كنظام الرعاية الصحية في غزة بشكل عام، لضغوط شديدة بسبب الحرب.
وتؤكد الأبحاث أن الأطفال الذين يتم إعطاؤهم الطعام الصلب في وقت مبكر جداً يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
وتقول الأم زينب وهي تطعم طفلتها الباكية:" بالطبع، إنه طعام غير صحي، نعلم أنه يسبب لها ضيقاً معوياً وانتفاخاً ومغصاً، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟"
وفقاً لآخر حصيلة، أودت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن بحياة نحو 27 ألفاً و585 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما بلغ مجموع الجرحى حتى الآن 66 ألفاً و978 شخصاً، وارتفع عدد النازحين إلى 1.8 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 80% من سكان القطاع.
شهادة طبيب عائد من غزة: "عدد القتلى من الأطفال مأساوي وما رأيته لا يُوصف"المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي ينهار باكياً أمام "الحائط الغربي" في القدس تقرير: سيدات يلدن في دورات المياه وعمليات قيصرية دون تخدير..الأوضاع الكارثية للحوامل في قطاع غزة شاهد: انفجار مرعب في مصنع للألعاب النارية وسط الهند يخلف 11 قتيلاً و150 جريحاً قطاع غزة حصار أزمة غذائية أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قطاع غزة حصار أزمة غذائية أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة ضحايا الشرق الأوسط انتخابات مظاهرات فلسطين احتجاجات أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف إسرائيل غزة ضحايا الشرق الأوسط انتخابات مظاهرات یعرض الآن Next حتى الآن على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أطفال الفشل الكلوي بغزة يصارعون الحياة على أجهزة الديلزة
الثورة / متابعات
يصارع الأطفال من مرضى الفشل الكلوي في مستشفى الرنتيسي للأطفال للبقاء على قيد الحياة، حيث يخضعون لجلسات غسل كلى وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الإمكانات الطبية، نتيجة للتدمير الذي ألحقه جيش الاحتلال بالمستشفيات خلال حرب الإبادة، والحصار المفروض على القطاع.
داخل غرفة غسل الكلى، يرقد الأطفال منهكين على الأسرة متصلين بأجهزة الديلزة (غسيل الدم) التي تسحب السموم من أجسادهم الغضة، لتعويض فقدان عمل الكلى، تبدو ملامحهم شاحبة، تترقب أعينهم انتهاء العملية التي تمتد إلى ثلاث ساعات تتخللها آلام جسدية.
وبالقرب من سرير طفلها، تجلس إحدى الأمهات ممسكة بيده الصغيرة، تهمس بالدعاء في محاولة لتهدئة قلبها المضطرب، بينما يضغط الممرض على أزرار الجهاز لبدء العملية التي تستغرق أربع ساعات.
وفي زاوية ثانية، طفل آخر ينظر إلى السقف بعينين زائغتين، وكأن عمره تجاوز سنواته القليلة بكثير، من شدة الألم والمعاناة التي يعيشها في هذا المستشفى الذي أصبح مكانا دائما للمعركة من أجل البقاء.
قسم حيوي
ويقول د. جميل سليمان- مدير مستشفى الرنتيسي، إن هذا القسم يعد من الأقسام الحيوية التي تقدم خدمات تخصصية للأطفال على مستوى مستشفيات العامة، لأنه الوحيد الذي يقدم الرعاية الطبية لمرضى الكلى الأطفال دون 14 عاما في شمال قطاع غزة.
ويبين أن القسم أعيد تشغيله بعد توقف لأكثر من عام، ليبدأ باستيعاب الأطفال المرضى الذين يحتاجون إلى هذه الرعاية الحيوية، بسعة 6 أجهزة من أصل 14 جهازاً كانت تخدم المستشفى قبل حرب الإبادة.
ويشير سليمان في معطيات نشرتها وزارة الصحة على صفحتها بموقع “فيسبوك”، إلى أن 45 طفلا من مرضى الفشل الكلوي كانوا يرتادون المستشفى لتلقي الخدمة ثلاث مرات أسبوعياً، “لكن مع التدمير الجزئي الذي ألحقته الحرب بالقسم، توقفت الخدمة مؤقتا، ما أسفر عن وفاة العديد من الأطفال بسبب نقص الجلسات الطبية والإمكانات الضرورية، فضلاً عن صعوبة نقل المرضى إلى أماكن أخرى بسبب التوغلات الإسرائيلية والقصف المستمر”.
ويوضح مدير المستشفى أن القسم يستقبل حاليا 12 طفلا فقط على فترتين، لافتاً إلى وجود جهود لترميم الصالة الأخرى من القسم لرفع عدد متلقي الخدمة إلى 24 مريضاً، في حين تم تحويل بعض الأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج قبل الحرب إلى الخارج لتقليل المخاطر الصحية.
في حين يقول رئيس قسم الكلى بمستشفى الرنتيسي د. نبيل عياد، إن القسم يواجه نقصا حادا في المستلزمات الطبية الأساسية، خاصة القسطرة الدموية الخاصة بالأطفال، التي تُعد ضرورية لإجراء جلسات غسل الكلى.
كما يعاني المستشفى، تبعاً للطبيب المختص، نقصا حادا في الأدوية والمواد الطبية اللازمة، ما يزيد من معاناة الأطفال وذويهم.
ودعا عيد المؤسسات الصحية الدولية لتقديم الدعم العاجل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة المستمرة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023م، دمرت جيش الاحتلال بدعم أمريكي 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الحرب 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
جريمة الحصار
بدوره، يقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف: “تتواصل جريمة الاحتلال بمحاصرة قطاع غزة ومنع وصول المساعدات بمختلف أنواعها، ومن بينها الوقود”.
وأضاف في منشور على منصة إكس مؤخرا، أن هذا الحصار يترتب عليه توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بشكل كامل، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
كما لفت إلى أن هذا الوضع يسبب توقف خدمات البلديات وحركة الإسعاف والدفاع المدني، إضافة إلى تعطيل محطات معالجة الصرف الصحي، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأوقفت سلطات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأحد الماضي، وسط تحذيرات محلية وحقوقية من نتائج كارثية تطال الفئات الهشة من النساء والأطفال.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن حكومة الاحتلال تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف الحرب.
وفي 1 مارس 2025م انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
ويزعم نتنياهو أن حماس ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مبررا بذلك استخدامه سلاح التجويع المحرم دوليا، بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس الجاري.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
لكن حركة حماس ترفض ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر2023م و19 يناير 2025م، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.