موقع النيلين:
2024-11-18@18:44:00 GMT

تكنولوجيا الموت

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT


أخر الأخبار تؤكد أن الطائرات التى قصفت مواقع المقاومة فى سوريا والعراق جاءت من أمريكا مباشرة، وهى أحدث ما أنتجت الترسانة الأمريكية من التكنولوجيا الحديثة .. إن أمريكا منذ سنوات تحاول أن تستغل الحروب التى تشارك فيها فى استخدام أحدث ما توصلت إليه ترسانتها الحربية فى تطور الإنتاج العسكرى، فى الطيران والصواريخ وأنواع جديدة من القنابل والليزر والغازات المحرمة دوليا، التى استخدمتها إسرائيل فى إبادة أهل غزة .

.

إن التكنولوجيا الحديثة التى قدمت خدمات رهيبة للإنسانية فى الطب والعلوم والصناعة والزراعة هى نفسها التى تقتل البشر وتدمر الحياة وتجعل تجارة السلاح أهم مصادر الدخل فى الاقتصاد الأمريكى .. إنها صناعة الموت والحياة فى وقت واحد .. والشيء المؤسف أن أمريكا تستخدم هذه التكنولوجيا لقتل الأبرياء والجوعى فى الدول الفقيرة .. إن الطائرات التى جاءت وسافرت آلاف الأميال من أمريكا لتقتل الضحايا فى العراق وسوريا واليمن وتقدمها هدية لإسرائيل لتدمر غزة وتقتل أطفالها، ترتكب جرائم ضد الإنسانية، ولكن من يحاسب من وأمريكا قررت أن تحكم العالم بالنار والموت وتكنولوجيا العصر ..

إن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، لأنها إدانة لعصور التقدم التى كان هدفها حياة كريمة للبشر وانتهت بالقتل والمذابح .. من كان يتصور أن أحلام التقدم التى داعبت البشرية فى حياة أكثر أمنا ورفاهية سوف تصبح وسائل للقتل والدمار .. إن العلم حين يتحول إلى طريق للموت ويفقد أعظم ما فيه وهو رفاهية الإنسان يصبح عبئا على الحضارة، وللأسف الشديد أن التكنولوجيا التى يتباهى بها العصر سوف تصبح شبحا يهدد أجمل ما تحمله الحضارة من مظاهر التقدم والازدهار.

فاروق جويدة – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عيدنا الوطني بين نهضتنا الحديثة والمتجددة

لا شك أن الاحتفال اليوم الثامن عشر من نوفمبر، بذكرى عيدنا الوطني الرابع والخمسين، يجسّد النهضة العمانية التي عمّت كل أرجاء بلادنا، وتزداد حراكًا ونشاطًا في مسيرتها المتجددة، التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- لتواكب كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن العزيز ورقي شعبه، وهذه المسيرة -كما أشرنا- تتسم بالتوازن بين التطلع لكل ماهو جديد في هذا العصر من علوم ووسائل، وبين التمسك بالهوية الوطنية وقيم المواطنة الثابتة. وقد أكدت النهضة الحديثة والمتجددة على أهمية التفاعل مع العصر مع الحفاظ على الإرث التاريخي الذي يعد الرصيد الإيجابي الذي نعتز به بلادنا، لكونه الاستمداد المعنوي لحركة النهضة ومعطياتها الحديثة، وهذا التوازن القويم هو أساس نجاح التوجهات النهضوية العمانية وتماسكها في مواجهة التحديات والتغيرات، التي جرت وستجري في عالم اليوم، من تقلبات عصفت بأمم وشعوب كثيرة، أخذت المنهج الأحادي الشمولي، ونبذت القيم، فكان مصيرها متحف التاريخ. فمنهجية التوازن بين التفاعل مع العصر والحفاظ على القيم والثوابت والإرث التاريخي جعلت النهوض العماني، يمشي في تدرج محسوب وسير مرسوم بلا منغصات أو انحدارات تقّوض ما تم إنجازه واستلهامه من التقدم والتحضر، ليضاف إلى هذا البناء التماسك القومي، ولذلك فإن النهضة العمانية، لم تعرف الثنائيات المتناقضة كما وجدت بعض الأمم كالتناقض بين الأصالة والمعاصرة.. بين القديم والحديث.. بين الثابت والمتغير.. بين التراث والعصر، هذا الالتئام عزز هذه النهضة، وأعطاها مداها واتساعها وقوى بنيانها لتكون أكثر استيعابًا لمنجزات الحضارة وفي نفس الوقت أقدر استلهامًا لقيم التراث وخاصة التراث الحي في وجدان الأمة.

وقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ وفقه الله ـ في خطابه في العيد الوطني الخمسين على هذا التوجه الذي سارت عليه نهضتنا الحديثة والمتجددة، وقال جلالته في خطابه: إنها تمكنت من بناءِ نهضةٍ عصريةٍ جعلت الإنسان محور اهتمامها، وقد شَكّلَ إرثُنَا التاريخي العريق، ودورُنَا الحضاري والإنساني الأساسَ المتين لإرساء عملية التنميةِ التي شملتْ كافةَ ربوعِ السلطنةِ على اتساعِ رُقعَتِها الجغرافيةِ لتصلَ منجزاتُها لكلِّ أسرةٍ ولكلِّ مواطنٍ حيثُما كانَ على هذه الأرضِ الطيبة ورسّخَتْ قواعدَ دولةِ المؤسساتِ والقانون، التي سيكونُ العملُ على استكمالِها وتمكينِها، من ملامح ِالمرحلةِ القادمةِ بإذن ِالله. وسنواصلُ استلهامَ جوهرِ المبادئِ والقيمِ ذاتـِها، في إرساءِ مرحلةٍ جديدةٍ، تسيرُ فيها بلادُنا العزيزةُ -بعون ِالله- بخطىً واثقةٍ نحوَ المكانةِ المرموقةِ، التي نصبو إليها جميعًا مكرّسينَ كافةَ مواردِنا، وإمكانياتِنا؛ للوصولِ إليها، وسنحافظُ على مصالحِنا الوطنيةِ باعتبارِها أهمَّ ثوابتِ المرحلةِ القادمةِ التي حددتْ مساراتِها وأهدافـَها «رؤيةُ عُمان 2040» سعيًا إلى إحداثِ تحولاتٍ نوعيةٍ في كافة مجالاتِ الحياةِ، مجسدةً الإرادةَ الوطنيةَ الجامعة». فدعوة النهضة العمانية هي دعوة إلى التفاعل مع العصر والدعوة إلى استلهام التراث واستيعابه لا تعني العودة إليه بالمعنى الزمني، وإنما تعني الأخذ بنمط حضاري يمدنا بالقوة والمعرفة وقادر على تحقيق تطلعات الأمة وطموحاتها.. فالعودة إلى الماضي لا تعني الهروب من مسؤوليات الحاضر وتحدياته.. وإنما هي عملية واعية لتحقيق الوجود؛ لأن التاريخ هو الذي يمتطي صهوة الحاضر وعدته، وأن المجموعة البشرية التي تنفصل عن تاريخها، فإنها تقوم بعملية بتر قسري لشعورها النفسي والثقافي والاجتماعي وسيفضي هذا البتر إلى الاستلاب والاغتراب الحضاري. والتوازن الذي حققته النهضة العمانية كان أكثر اتساقا مع الذات، وأقوى ارتباطا مع الواقع؛ لأن هذه المعادلة العقلانية المتوازنة جمعت بين الثوابت والمتغيرات.

والنجاح الباهر الذي حققته الحضارة العربية الإسلامية في أوج ازدهارها قبل قرون، كان العامل الأول في هذه المكانة العالمية والانتشار العظيم لمنهجها العلمي والقيمي هو توازنها الدقيق بين معايير القيم ونوازع الابتكار والتفوق، وبين ما يتم أخذه من الآخر وما يتم تركه وإهماله، وقد عمدت إلى الوسطية والاعتدال والتوازن، ولذلك عمد الإسلام إلى إقامة مفهوم كامل للحضارة بطريقة متوازنة قوامه الحركة المادية والمعنوية، وفي نفس الوقت الإحاطة بالقيم والأخلاق، واتسمت هذه الحضارة بالسماحة والإنسانية والعالمية، واستخلصت كل ما كان في تراث الأمم والحضارات القديمة، فصهرت الجوانب الصالحة منه في بوتقتها، واحتفظت بخصوصيتها وتراثها الأصيل كسياج من المؤثرات غير الذاتية، وهذه كلها معطيات إيجابية شددت عليها النهضة العمانية الحديثة، واعتبرت أن التوازن والتدرج المحسوب سمة من سمات التقدم الإيجابي بعيدًا عن حرق المراحل أو القفز على الواقع وثوابته.

فالثوابت، كما يقول المفكر العربي أنور الجندي «إطار والمتغيرات حركة داخلة، وهذا يعني وحدة الأصل وتعدد الصور، فمثلًا الكون في صورته العامة وإطاره الواسع ثابت لكنه ـ بقدرته سبحانه ـ دائب الحركة بين ليل ونهار، شمس وقمر، صيف وشتاء وهكذا فترابط الثبات بالحركة في منهج المعرفة الإسلامي قانون أصيل شأنه شأن قانون التكامل والوسطية والتوازن، وهذا الثبات ليس بمثابة الجمود أو التوقف، لكنه بمثابة علامة الطريق التي تحول دون الوقوع في التيه، وفي مجال الفكر يكون هذا الإطار عاصمًا من التخلف أو الانحراف، وهو معين على تنوع المضامين الفكرية داخلًا عصرًا بعد عصر، فلا تزال الأمة قادرة على حمل رسالتها، وحماية أمانتها، فإذا ذهب الثبات تحطم الإطار وفقد الرباط الذي يجمع بين الأمس والغد، هذا الإطار الثابت يتمثل في مجموعة القيم التي يقوم عليها بناء الأمة والذي تستمده من عقائدها وأخلاقها وذاتيتها وطوابعها المتفردة». وينبغي من هذه المنطلقات أن تكون للنهضة صلتها بالماضي من منطلق الاستلهام لا التجاوز أو القفز على مضامينه النيّرة التي يمكن أن تجسد تطلعات الأمم في استخراج الكثير من العبر والإضافات التي أنجزها الأسلاف، وكانت خير معين لهم في نهضتهم السالفة، وما حققوه من إنجازات، وهذا ما يدفعنا إلى ضرورة التمييز بين غاية النهضة ومضمونها، وما يقتضيه من الالتحام بالآخر وبين منابع النهضة وحسها التاريخي، أي مرتكزات قوتها الأساسية، وهو الجانب المتعلق بالهوية والتراث.

فعندما انطلقت النهضة العمانية الحديثة في عُمان رسمت الملامح الأساسية لهذا التحرك نحو المستقبل بظلال الحاضر، ووازنت بين ما يجب أخذه وما يجب تركه، بين الأخذ بتكنولوجيا العصر والعناية برصيد التراث، مع التفاعل مع الحضارات الإنسانية وفق المصالح المشتركة، وبين الاستمساك بالخصوصية والهوية الذاتية، والأهم أن تكون المصلحة العامة، هي المعايير في تنفيذ كل السياسات التي تنفذها الجهات المعنية، بتطبيق الخطط والبرامج، فهذه المنجزات هي ملك لعمان كلها، والأمانة والإخلاص، تتطلب الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في كل المجالات والمسارات، بما فيها المنجزات التي تحققت في نهضتها عُمان الحديثة، أو التي تحققت وستتحقق في نهضتها المتجددة، وأن تكون التطبيقات لهذه المهام الموكلة لجهات الاختصاص في غاية الدقة والأمانة، وأن تكون عُمان هي الهدف والمسعى لكل إنجاز تحقق ويتحقق على هذه أرضها الطيبة. فتحية للقائد العظيم في هذا اليوم الوطني المجيد، وتحية للشعب العماني محور هذه النهضة ومحركها.

مقالات مشابهة

  • تقنيون: التكنولوجيا أصبحت من العناصر الأساسية المؤثرة في جميع جوانب المجتمع
  • اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة
  • مجلة أمريكية: الضرباتُ اليمنية على السفن الحربية تزعزعُ شعورَ أمريكا الزائف بالأمن
  • عيدنا الوطني بين نهضتنا الحديثة والمتجددة
  • درونز الموت... حشرة تلاحقنا من السماء!
  • استخدام أدوية السكرى فى التخسيس يؤدى إلى كارثة.. حقنة الموت بـ٦٠٠٠ جنيه
  • كايرو آى سى تى عيد ميلاد تكنولوجيا المعلومات
  • رئيس جامعة حلوان: الدولة عازمة على استعادة الأمجاد الصناعية وتوطين التكنولوجيا الحديثة
  • أخبار التكنولوجيا|واتساب يطلق ميزة جديدة لمنع ضياع الرسائل.. OpenAI تتيح تطبيق ChatGPT مجانا لهؤلاء المستخدمين
  • أخر موعد للتقديم غدا| وزارة التضامن توفر وظائف جديدة للشباب.. إليك الشروط والمستندات المطلوبة