الموقع بوست:
2024-07-05@11:42:12 GMT

زخم للشحن الجوي في الخليج بسبب حرب البحر الأحمر

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

زخم للشحن الجوي في الخليج بسبب حرب البحر الأحمر

يؤشر استمرار أزمة الهجمات العسكرية بالبحر الأحمر إلى ارتفاع كبير في حصة النقل الجوي التجاري كبديل عن النقل البحري، إذ سعت العديد من شركات الخدمات اللوجستية، خلال الأسابيع الماضية، إلى نقل منتجات الصناعات التحويلية جواً بعدما أجبرت الهجمات سفن الشحن البحرية على البحث عن طرق بديلة، ما تسبب في ارتفاع أسعار الشحن الجوي، المرتفع الكلفة أصلاً مقارنة بنظيره البحري.

 

وبعدما ظلت أسعار الشحن الجوي مستقرة نسبياً بسبب تزامن أزمة الشحن مع هدوء موسمي في الطلب، أظهرت بيانات منصة الحجز والدفع للشحن الدولي "فريتوس"، في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، ارتفاعاً في أسعار الشحن من الصين إلى أوروبا بنحو 91% .

 

وتعزز تلك البيانات من نسبة مساهمة الشحن الجوي في حركة التجارة العالمية، التي لم تكن تتجاوز الـ 1% الشهر الماضي، وفق بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا".

 

فالشحن الجوي بات خياراً جذّاباً في ظل طول مسافة الطرق البحرية البديلة لمسار مضيق باب المندب وقناة السويس مروراً بالبحر الأحمر، ما يعني خسارة مزيد من الوقت والكلفة.

 

زخم جديد

 

يؤكد الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أنّ النقل الجوي التجاري اكتسب زخماً بعد التوسع في التجارة الإلكترونية ويكتسب اليوم زخماً إضافياً مع أزمة البحر الأحمر، فهنالك زيادة في الشحن الجوي بواقع 6.4%.

 

ويوضح الشوبكي أن حصة الشحن الجوي من النقل التجاري العالمي 1% فقط، لكن هذه الحصة تمثل 35% من "قيمة" التجارة العالمية بواقع 6 تريليونات دولار سنوياً، مشيراً إلى أن دول الخليج تشهد نموّاً مطرداً في حصة الشحن الجوي، وهو ما يتعزز اليوم في ضوء مخاطر البحر الأحمر.

 

وللشحن الجوي الخليجي زخم خاص في هذا السياق، بحسب الشوبكي، موضحاً أن موقع دول الخليج المتوسط يمثل عامل جذب للشركات التي ترغب في تخفيف أزمة البحر الأحمر أو الالتفاف على مخاطرها، خاصة تلك التي تريد نقل منتجات يخشى على تلفها في المسافات البحرية الطويلة.

 

ولذا فهناك زيادة ملحوظة في الشحن الجوي التجاري بدول الخليج العربية بعد أزمة البحر الأحمر، ويتوقع الشوبكي أن تصل نسبة نموه إلى قرابة الـ 10% هذا العام، وأن تتضاعف قيمة الشحن الجوي الخليجي السنوية، البالغة حالياً قرابة 16 مليار دولار، بحلول عام 2030.

 

صناعة أزمة

 

في السياق، يشير الخبير الاقتصادي حسام عايش، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لا تستهدف الشحن البحري أو وصول السلع والمنتجات المختلفة المنقولة إلى الدول المختلفة في العالم باستثناء إسرائيل، حسبما أعلن الحوثيون، ومع ذلك خلقت الولايات المتحدة، ومعها حلفاؤها الغربيون، أزمة شحن عالمية بدلاً من التوجه لحل جذر الأزمة السياسي بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة كما يطالب الحوثيون.

 

وأدت المعالجة الأميركية للأزمة إلى حرمان العالم من منتجات، في إطار معاقبة الحوثيين على هجماتهم، بدلاً من الضغط على إسرائيل، وفي النتيجة تتجنب رحلات الشحن الذاهبة إلى إسرائيل مسار مضيق باب المندب، وهو ما اعتمدته أكثر من 500 سفينة تجارية حتى الأسبوع الماضي، بحسب عايش.

 

ومن شأن ذلك زيادة كلفة الشحن البحري إلى أكثر من 200% في بعض حالات التأمين، فضلاً عن خسارة رحلة الشحن الواحدة لأكثر من أسبوعين بالالتفاف حول قارة أفريقياً عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بحسب عايش.

 

ويشير عايش إلى أن العالم اليوم يعيش حالة من عدم يقين يفاقمها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على غزة، ما يعزز من أهمية الشحن الجوي رغم أن كلفته تزيد على نظيره البحري بين 5 مرات إلى 15 مرة.

 

ولذا فإن قرار الانتقال إلى الشحن جواً يعتمد على حجم السلع المنقولة ونوعيتها والاحتياجات الخاصة بسلامتها وحساب تكاليفها، وهذه التكاليف قد تحدّ من الاتساع الكبير في النقل الجوي، لكنه سيظل خياراً مطروحاً، خاصة للمنتجات التي تحتاج إلى نقل سريع، حسبما يرى عايش.

 

ويلفت عايش إلى أن الدول الخليجية مستفيدة من استخدام الشحن الجوي في عمليات النقل الإقليمية والعالمية، مؤكداً في الوقت ذاته أن أغلب دول مجلس التعاون ليست متضررة بشكل واضح من أزمة باب المندب وبالتالي فهي ليست مضطرة إلى الشحن الجوي إلا لحسابات زيادة العوائد المالية، حسب تعبيره.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر الشحن الجوی إلى أن

إقرأ أيضاً:

بنسبة تجاوزت 200%.. ارتفاع أسعار الشحن البحري إلى مستوى غير مسبوق

كشفت إحصائية صادرة عن مؤشر "دروري" العالمي المركب الخاص بشحن الحاويات "world container index" عن ارتفاع غير مسبوق لأسعار الشحن البحري خلال النصف الأول من العام الجاري 2024. 

وأشارت الإحصائية إلى أن كلفة شحن الحاوية النمطية قياس 40 قدماً وصل إلى 5318 دولاراً في الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، مرتفعة بنحو 220% من مستوياتها قبل نحو عام، حيث كان متوسط سعر شحن الحاوية نحو 1661 دولارا.

وعلى الرغم من المستويات المرتفعة الحالية، إلا أنه لا يزال أقل بنسبة 49% من ذروة الارتفاع التي وصل إليها الشحن البحري خلال فترة جائحة "كوفيد-19" والتي بلغت 10377 دولارا لكل حاوية. لكنه يزيد بنسبة 274% عن متوسط أسعار 2019 (ما قبل الوباء) البالغة 1420 دولارا.

ووفق مؤشر "دروري" بحسب خطوط الملاحة، فقد بلغت أسعار الشحن من شنغهاي الصينية إلى روتردام الهولندية 7322 دولاراً لكل حاوية مقاس 40 قدماً، ومن شنغهاي إلى لوس أنجلوس في أميركا ومن شنغهاي إلى نيويورك 6673 دولاراً و7827 دولاراً.

ووفق مؤشر البلطيق الذي يرصد أسعار الشحن عالمياً بين العديد من الخطوط الرئيسة التي تمر عبر المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وعبر قناة السويس، فقد ارتفعت أسعار الشحن البحري عالمياً بنحو 235% خلال العام الجاري، إذ وصلت تكلفة شحن الحاوية النمطية قياس 40 قدماً إلى 4508 دولارات كما في بداية شهر يوليو الجاري، مقارنة بنحو 1341 دولارا في الأسبوع المنتهي في 29 ديسمبر 2023.

وأعاد الكثير من خبراء الملاحة الدوليين سبب الارتفاع الكبير في أسعار الشحن البحري إلى الكثير من العوامل في مقدمتها الاضطرابات الحاصلة في البحر الأحمر جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، ضد السفن التجارية المارة في هذا الشريان التجاري المهم.

وأكد الخبراء أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، تسببت في عزوف الكثير من شركات النقل البحري عن المرور في هذا الممر، والاتجاه صوب الالتفاف حول قارة إفريقيا، وهو ما يزيد من فترة السفر وتكلفة النقل.

وتبحر حوالى 690 سفينة حالياً حول رأس الرجاء الصالح. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط حجم التجارة المنقولة بحراً بنسبة 2.8% هذا العام، مقارنة بـ1.8% في العام السابق.

وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية: "التهديدات التي يتعرض لها المرور عبر البحر الأحمر تؤدي إلى تفاقم الضغط المستمر على الشحن البحري العالمي الناجم عن الانقطاعات في قناة بنما بسبب الجفاف"، موضحة أن الهجمات أثرت على ما لا يقل عن 65 دولة، وأجبرت أكثر من 29 شركة كبرى للطاقة والشحن على تغيير مساراتها، وتضيف طرق الشحن البديلة حول إفريقيا حوالي 11 ألف ميل بحري لكل رحلة، مما أدى إلى زيادة تكاليف الوقود بنحو مليون دولار لكل رحلة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء المصري: إيرادات قناة السويس انخفضت على نحو حاد بعد أزمة البحر الأحمر
  • مدبولي: إيرادات قناة السويس انخفضت بشكل حاد بسبب أزمة البحر الأحمر
  • الصين تطلق خطًا جويًا جديدًا للشحن إلى النرويج
  • نشاط القراصنة في الصومال يتزايد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • بريطانيا تعلن عن تعرض إقتصادها لخسائر فادحة منذ مشاركتها في التحالف الأمريكي في البحر الأحمر
  • "ميرسك": الشركة قد تعتمد على "رأس الرجاء الصالح" طوال 2024
  • بنسبة تجاوزت 200%.. ارتفاع أسعار الشحن البحري إلى مستوى غير مسبوق
  • إيطاليا تؤكد تضرر نظامها التجاري بسبب هجمات البحر الأحمر‎
  • كبرى شركات الشحن البحري الداعمة لكيان العدو تشكو عمليات القوات المسلحة اليمنية
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر