لم يكن هدف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي بث اجواء توتر وشحن عندما نقل هواجس أهل القرى الحدودية في الجنوب ورفضهم أن يكونوا كبش محرقة لثقافة الموت التي لم تجر إلا انتصارات وهمية. وجد البطريرك الراعي نفسه في موقع المدافع عن هؤلاء الأهالي بعدما فقد بعضهم رزقه ومنزله وقبل كل ذلك استقراره ،في حين اضطر البعض الأخر إلى النزوح الى بيروت ومدن أخرى.


عكست صرخة هؤلاء الأهالي معاناة شهدوا عليها وليسوا على استعداد أن يبقوا على الوتيرة نفسها ، فهم ليسوا منخرطين في مواجهات الجنوب ولن يكونوا. هم جزء من الوطن ، يعتاشون من ارضهم وممتلكاتهم، ولم يكونوا في وارد إخلاء قراهم أو تكبد الخسائر. ومن هنا جاء هذا التحرك والاستغاثة بالبطريرك الماروني الذي نقل الرسالة بعدما أوكل بها.
تفاوتت ردات الفعل كما كان متوقعا،ووجهت السهام إلى البطريرك الراعي لاسيما في ما خص الإشارة إلى الانتصارات الوهمية في الجنوب ، وأنبرت قوى سياسية في الدفاع عن سيد بكركي بعدما وجهت إليه اتهامات عنصرية وغيرها.
وتفيد الوقائع أن البطريرك الراعي ومنذ اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية أبدى تمسكا بالقرارات الدولية ورسم سقفا لموقفه نابعا من أهمية المحافظة على أهالي القرى الحدودية وعدم جر لبنان إلى حرب موسعة، ولم يطلق مواقف ملونة بل ارتدت الطابع الوطني .
لكن ماذا لو هدأت على جبهة الجنوب تزامنا مع هدنة غزة ، هل تتواصل الحملة على البطريركية المارونية في حال اجريت اتصالات بشأن تثبيت التهدئة ومنع تكرار ما يجري؟ وماذا عن عودة الأهالي؟

الدعوة إلى الترقب أو الأنتظار، هذا ما تشدد عليه أوساط كنسية ل"لبنان ٢٤ "وتشير إلى أن البطريرك الراعي أكد أهمية صمود الأهالي وفي الوقت نفسه لا يرغب في تركهم لمصير مجهول، خصوصا وأن معطيات وصلت إليه بشأن تدمير كامل قام به العدو الإسرائيلي لمنازل وممتلكات في مناطق جنوبية ، فباتت بمثابة الخربة، حتى أن هناك إشكالية تتصل بكيفية تأمين العودة ومساعدة الذين بقوا في أرضهم،مع العلم أن مساعدات عينية واستشفائية وصلت إلى الأهالي وكذلك الأمر بالنسبة إلى مساعدات أخرى ، وبالتالي يستكمل البطريرك الراعي إطلاق النداء بشأن حاجاتهم منطلقا من مبدأ أن هؤلاء اجبروا على واقع ميداني معين وسيناريوهات مفتوحة وليس من باب مذهبي إنما من باب تأكيد حقهم في العيش بأستقرار دون أن تفرض عليهم خيارات مرة كخيار الحرب.
وبحسب الاوساط الكنسية فانه في كل مرة يتحدث فيها البطريرك الراعي عن هذا الواقع ،سيكون معرضا للانتقادات والاتهامات ، وستواجه هذه الحملات أيضا بحملة مضادة ممن رفعوا لواء منع الحرب .
وترى هذه الاوساط أن إرساء الهدوء في القرى الحدودية والتوصل إلى حل ديبلوماسي إذا كان الأمر متاحا، سيدفع في اتجاه وضع خطة تتصل بتقديم الدعم لأهالي القرى والتعويض عليهم كما يجب فضلا عن تقديم ضمانات لجعل الأهالي الذين غادروا أرضهم يبدون استعدادا للعودة، مع العلم أنه كل ذلك متوقف على المشهد الجنوبي وعما يمكن أن تفضي إليه الاتصالات بشأن الجبهة في الجنوب، على أن الكنيسة المارونية والتي باشرت تقديم المساعدة مع عدد من الجمعيات سيكون لها موقف جراء الوضع الجديد.
ولم تستبعد الاوساط أيضا أن تطلق حملة دعم للأهالي ، لافتة إلى أن ما من توقعات معينة بشأن عودة من نزح وانتقل إلى مرحلة التأقلم، وهذه الفئة لا تريد تكرار تجربة النزوح مجددا، كما أن الأهالي الذين لم يغادروا أرضهم ليسوا في وارد بناء ما تهدم أو إعادة فتح مصدر رزقهم ما لم يشعروا بأن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل احداث تشرين الأول الماضي.

هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل حتى تتبلور الصورة في الجنوب فهل ينجح الحل الديبلوماسي ام تتنقل وتيرة المواجهات إلى مرحلة جديدة ،وعندها لن يسكت أهالي القرى الحدودية عن أي تطور يعرضهم ويعرض حياتهم ومصدر عيشهم للخطر ويجعلهم كبش محرقة، كما عبّروا سابقا .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البطریرک الراعی القرى الحدودیة فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

سانا تستطلع آراء الأهالي حول أسعار السلع والبضائع، ووفرتها في أسواق شمال سوريا



آراء الأهالي حول أسعار السلع والبضائع 2025-03-18malekسابق وزير النفط يناقش آلية الاستلام والإشراف على الحقول والآبار في شمال شرق ‏سورياآخر الأخبار 2025-03-18وزير النفط يناقش آلية الاستلام والإشراف على الحقول والآبار في شمال شرق ‏سوريا 2025-03-18سوريا تدين الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها 2025-03-18وزارة الداخلية: بعد متابعة ورصد دقيقين وبعملية أمنية محكمة تمكنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية من تحرير أحد المختطفين وتأمين نقله إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية كما تم إلقاء القبض على أفراد الخلية المتورطة في الجريمة وسيتم تحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. 2025-03-18حملة “شفاء” لتقديم الرعاية الطبية المجانية للمرضى الأكثر حاجة 2025-03-18مسؤولة أممية: المناقشات الغربية بشأن المهجرين السوريين لا تتجزأ عن ضرورة المساعدة في إعادة بناء سوريا 2025-03-18الاتصالات: إحالة 43 ملفاً إلى مديرية الرقابة والتدقيق الداخلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية 2025-03-18القائم بأعمال وزارة الصحة يطلع على واقع مشفى الزهراوي للتوليد وأمراض النساء ‏وجراحتها‏ 2025-03-18إعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري في حلب لتحسين المظهر الحضاري للمدينة 2025-03-18الأمن العام يستلم أسلحة وذخائر بموجب الاتفاق المبرم مع أهالي قرية زقزقانية 2025-03-18تجهيز قسم جديد لمرضى الكلى في مشفى حماة الوطني

صور من سورية منوعات المائدة الرمضانية في درعا… تنوع يجمع بين الأصالة والنكهة 2025-03-15 العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة  2025-03-11فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • سانا تستطلع آراء الأهالي حول أسعار السلع والبضائع، ووفرتها في أسواق شمال سوريا
  • الراعي استقبل سفير كازاخستان وشخصيات
  • مياه الجنوب: بدء المرحلة الرابعة للاستجابة الطارئة لحاجات البلدات الحدودية
  • حماس: التزمنا بالاتفاق وحرصنا على الانتقال للمرحلة الثانية لكن الاحتلال رفض
  • «أم القرى»: 3.93 مليار طلبات اكتتاب الأفراد
  • محافظ الفيوم يفتتح مدرسة مصر الرسمية المتميزة للغات
  • هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي
  • تراجع سعر بتكوين وسط توترات تجارية وترقب قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة
  • الراعي: الشعب ينتظر من السلطة السياسية أن توفر السلام والعدالة والاستقرار
  • في قلب دمشق.. أهازيج الحرية تصدح وفرحة الأهالي تعانق السماء