لبنان ٢٤:
2025-01-30@05:29:36 GMT
أهالي القرى الحدودية يستنجدون ببكركي وترقب للمرحلة الجديدة
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
لم يكن هدف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي بث اجواء توتر وشحن عندما نقل هواجس أهل القرى الحدودية في الجنوب ورفضهم أن يكونوا كبش محرقة لثقافة الموت التي لم تجر إلا انتصارات وهمية. وجد البطريرك الراعي نفسه في موقع المدافع عن هؤلاء الأهالي بعدما فقد بعضهم رزقه ومنزله وقبل كل ذلك استقراره ،في حين اضطر البعض الأخر إلى النزوح الى بيروت ومدن أخرى.
عكست صرخة هؤلاء الأهالي معاناة شهدوا عليها وليسوا على استعداد أن يبقوا على الوتيرة نفسها ، فهم ليسوا منخرطين في مواجهات الجنوب ولن يكونوا. هم جزء من الوطن ، يعتاشون من ارضهم وممتلكاتهم، ولم يكونوا في وارد إخلاء قراهم أو تكبد الخسائر. ومن هنا جاء هذا التحرك والاستغاثة بالبطريرك الماروني الذي نقل الرسالة بعدما أوكل بها.
تفاوتت ردات الفعل كما كان متوقعا،ووجهت السهام إلى البطريرك الراعي لاسيما في ما خص الإشارة إلى الانتصارات الوهمية في الجنوب ، وأنبرت قوى سياسية في الدفاع عن سيد بكركي بعدما وجهت إليه اتهامات عنصرية وغيرها.
وتفيد الوقائع أن البطريرك الراعي ومنذ اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية أبدى تمسكا بالقرارات الدولية ورسم سقفا لموقفه نابعا من أهمية المحافظة على أهالي القرى الحدودية وعدم جر لبنان إلى حرب موسعة، ولم يطلق مواقف ملونة بل ارتدت الطابع الوطني .
لكن ماذا لو هدأت على جبهة الجنوب تزامنا مع هدنة غزة ، هل تتواصل الحملة على البطريركية المارونية في حال اجريت اتصالات بشأن تثبيت التهدئة ومنع تكرار ما يجري؟ وماذا عن عودة الأهالي؟
الدعوة إلى الترقب أو الأنتظار، هذا ما تشدد عليه أوساط كنسية ل"لبنان ٢٤ "وتشير إلى أن البطريرك الراعي أكد أهمية صمود الأهالي وفي الوقت نفسه لا يرغب في تركهم لمصير مجهول، خصوصا وأن معطيات وصلت إليه بشأن تدمير كامل قام به العدو الإسرائيلي لمنازل وممتلكات في مناطق جنوبية ، فباتت بمثابة الخربة، حتى أن هناك إشكالية تتصل بكيفية تأمين العودة ومساعدة الذين بقوا في أرضهم،مع العلم أن مساعدات عينية واستشفائية وصلت إلى الأهالي وكذلك الأمر بالنسبة إلى مساعدات أخرى ، وبالتالي يستكمل البطريرك الراعي إطلاق النداء بشأن حاجاتهم منطلقا من مبدأ أن هؤلاء اجبروا على واقع ميداني معين وسيناريوهات مفتوحة وليس من باب مذهبي إنما من باب تأكيد حقهم في العيش بأستقرار دون أن تفرض عليهم خيارات مرة كخيار الحرب.
وبحسب الاوساط الكنسية فانه في كل مرة يتحدث فيها البطريرك الراعي عن هذا الواقع ،سيكون معرضا للانتقادات والاتهامات ، وستواجه هذه الحملات أيضا بحملة مضادة ممن رفعوا لواء منع الحرب .
وترى هذه الاوساط أن إرساء الهدوء في القرى الحدودية والتوصل إلى حل ديبلوماسي إذا كان الأمر متاحا، سيدفع في اتجاه وضع خطة تتصل بتقديم الدعم لأهالي القرى والتعويض عليهم كما يجب فضلا عن تقديم ضمانات لجعل الأهالي الذين غادروا أرضهم يبدون استعدادا للعودة، مع العلم أنه كل ذلك متوقف على المشهد الجنوبي وعما يمكن أن تفضي إليه الاتصالات بشأن الجبهة في الجنوب، على أن الكنيسة المارونية والتي باشرت تقديم المساعدة مع عدد من الجمعيات سيكون لها موقف جراء الوضع الجديد.
ولم تستبعد الاوساط أيضا أن تطلق حملة دعم للأهالي ، لافتة إلى أن ما من توقعات معينة بشأن عودة من نزح وانتقل إلى مرحلة التأقلم، وهذه الفئة لا تريد تكرار تجربة النزوح مجددا، كما أن الأهالي الذين لم يغادروا أرضهم ليسوا في وارد بناء ما تهدم أو إعادة فتح مصدر رزقهم ما لم يشعروا بأن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل احداث تشرين الأول الماضي.
هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل حتى تتبلور الصورة في الجنوب فهل ينجح الحل الديبلوماسي ام تتنقل وتيرة المواجهات إلى مرحلة جديدة ،وعندها لن يسكت أهالي القرى الحدودية عن أي تطور يعرضهم ويعرض حياتهم ومصدر عيشهم للخطر ويجعلهم كبش محرقة، كما عبّروا سابقا .
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البطریرک الراعی القرى الحدودیة فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
رسالة من حزب الله إلى أهالي الجنوب والعدو.. إليكم ما جاء فيها
وجه رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد رسالة إلى "أهلنا المقاومين في جنوب لبنان".وجاء في الرسالة: "سلام الى عقولكم وقلوبكم والى أرواحكم ودمائكم وجراحاتكم، سلامٌ الى أقدامكم أينما وطأت تطّهر الأرض من رجس المجرمين والوحوش الصغار والكبار، لقد اختبر عدوكم في الميدان سلاح مقاومتكم وبالأمس واجه سلاح إرادتكم وعزيمتكم وتعرّف على كنهه وطبيعته، هذا السلاح لا يعرفه الا الله والراسخون في العلم والمؤمنون المتّقون".
أضاف: "أنتم أيّها النساء والرجال والأطفال، أنتم يا أشرف وأطهر الناس ليس فيكم الخائفون، الخانعون، الخاضعون، المستسلمون، أنتم الصفوة وأنتم تاج الرؤوس، الفخر لمن ينتمي إليكم".
وتابع: "للعدو أقول: هل علمت الآن أن جرائمك لم تصنع لك أي انتصار، وأن أسلحتك وقنابلك لم تكتب لك سوى تاريخ الهزائم، وأن دماء الشهداء الذين قتلتهم تحولت إلى إيمان وشجاعة وإرادة وعزم وقوة قلّ نظيرها في هذا العالم، وستكون إلهاما ومحجةً لشعوب العالم ومزارا، وسيأتي الزمن الذي تتهاوى فيه هياكلك في المنطقة، وستكون شعوب العالم على نفس صورة هذا الشعب العظيم في لبنان من جنوبه إلى كلّ جهات الأرض فيه. أما في فلسطين يتلاحم المشهد والصورة والشعب والدم والنصر والعزّة والكرامة".
وختم: "أخيرا أقول لكل إخوتنا في الوطن، هذه فرصة نادرة وتاريخية للوحدة ولو لمرة واحدة نرمي بها الأحقاد والصراعات والخلافات المصنعة والمركبة على مصالح الأعداء ونصنع سيادتنا ونفرضها على الأعداء والأصدقاء، ونُثبت للعالم أننا لسنا شعبا للاستئجار والاستثمار. وأننا شعب يستحق الحياة بجدارة وكرامة وشرف".