مرضى الكلى في مستشفيات جنوب قطاع غزة يصارعون الموت
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
عذاب وألم تتجرعه مريضة الكلى هدى عودة التي نزحت من منزلها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوبه، فهي تحتاج إلى غسيل الكلى مرتين أسبوعياً الأمر المستحيل في ظل الاكتظاظ الشديد في مستشفيات جنوب القطاع، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر معظم المستشفيات وحرم المرضى والجرحى من العلاج.
هدى تقول لمراسل سانا وهي تحاول الإمساك بكرسيها المتحرك وعلامات التعب تغطي وجهها: إن مستشفى أبو يوسف النجار في رفح الذي يوجد فيه قسم صغير لغسيل الكلى يقوم بعمليات الغسيل لمدة ساعتين فقط أسبوعياً بدلاً من ثماني ساعات، نظراً للازدحام الشديد لكونه المشفى الوحيد الذي يضم قسماً لغسيل الكلى جنوب القطاع.
وتؤكد هدى أن حالتها الصحية تسوء كل يوم مع تقليص ساعات الغسيل، لافتة إلى أن العديد من مرضى الكلى ممن تعرفهم فارقوا الحياة، نظراً لعدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية التي يحاصرها الاحتلال لإجراء عمليات الغسيل في الوقت المناسب.
محمود النحال من شمال القطاع يروي مأساته بفراق والدته التي كانت مريضة كلى وتوفيت، جراء عدم انتظام عمليات الغسيل وتوقفها تماماً بعد حصار قوات الاحتلال لمستشفى الإندونيسي، ما حرم مئات المرضى من جلسات العلاج لإنقاذ حياتهم.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن الاحتلال دمر أقسام غسيل الكلى في مستشفيي الإندونيسي والشفاء بمدينة غزة، معرضاً حياة أكثر من 1000 مريض كلى لخطر الموت، مشيرة إلى أن كوادرها وإمكانياتها الطبية استنزفت في ظل عدد الشهداء والجرحى الكبير الذي فاق الـ100 ألف منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول الماضي.
وحذرت الوزارة من أن مستشفيات القطاع باتت عاجزة عن تقديم العلاج للجرحى والمرضى، في ظل تعمد الاحتلال استهداف المنظومة الصحية، ما أدى إلى استشهاد 339 من الكوادر الطبية وإصابة 450 وتدمير أكثر من 90 بالمئة من المستشفيات والمراكز الصحية.
وتلفت مؤسسات حقوقية فلسطينية باستمرار إلى وفاة المئات من المرضى في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي، نظراً لعدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات بسبب حصار الاحتلال لها ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.
المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس أكد أن هناك أكثر من 350 ألفاً من أصحاب الأمراض المزمنة معرضين لخطر الموت، جراء توقف علاجهم بشكل شبه كامل مع نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والاكتظاظ الشديد في مستشفيات جنوب القطاع وخاصة في مدينة رفح، مشيراً إلى أن مستشفيات مدينة خان يونس تتعرض لحصار واستهداف مباشر من طائرات ومدفعية الاحتلال التي تحاصر مستشفيات ناصر والأمل بالمدينة، مطالباً بتدخل عاجل لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى في ظل الكارثة الصحية في قطاع غزة.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
استشهاد فلسطينيان وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال منزلا جنوب غزة
استمرارا لجرائم الاحتلال الاسرائيلي، فقد استشهد مواطنان على الأقل، وأصيب آخرون، الليلة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا جنوب مدينة غزة، لترتفع حصيلة الشهداء في القطاع منذ صباح الخميس إلى 90 شهيدا، بحسب مصادر طبية.
البرلمان العربي يدين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة ويحذر من عواقبه جيش الاحتلال: مقتل جندي في معارك شمال غزةوبحسب"وفا"، فقد استشهد مواطنين وإصابة آخرين في قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة الداية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، مشيرا إلى أن طواقم الإسعاف والإنقاذ ما زالت تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
كما أصيب عدد من أفراد الكادر الطبي داخل مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال القطاع، بعضهم وصفت إصابته بالخطيرة، جراء إلقاء مسيّرات الاحتلال قنابل على ساحة المستشفى.
وقال مصدر طبي في المستشفى إن مسيّرات الاحتلال قصفت مولد الكهرباء، ما تسبب بأضرار كبيرة، خاصة أنه لا يوجد بديل لهذا المولد الذي تعتمد عليه جميع أقسام المستشفى، وعدم توفر إمكانيات لإصلاح الأضرار في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل.
وأطلقت طائرات الاحتلال الرصاص تجاه المنازل المتبقية في مخيم جباليا شمال القطاع، دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي وسط القطاع، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة الهور في منطقة مخيم (5) شمال النصيرات.
وفي جنوب القطاع، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال نسفت عدة منازل جنوب رفح.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,056 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,268 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.