ميناء الدقم.. محطة استراتيجية على طريق الشحن الدولي بين الشرق والغرب
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
الدقم- الرؤية
ميناء الدقم هو ميناء بحري يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لـسلطنة عمان، في المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم ويطل على بحر العرب والمحيط الهندي، ويكتسب أهمية إستراتيجية بالغة الأهمية بحكم موقعه الجغرافي.
وتم إنشاء ميناء الدقم كجزء من رؤية عمان الطموحة للتنويع الاقتصادي، ويتميز بموقعه الاستراتيجي على طريق الشحن الدولي بين الشرق والغرب وبالقرب من الأسواق الناشئة الكبيرة في إفريقيا والهند ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر موقع الميناء مثاليا جدا لخدمة الخط الرئيسي للممرات التجارية الشرقية والغربية، إذ يقع الميناء قبالة بحر العرب وخارج مضيق هرمز، ويجعله هذا الموقع جذاباً للغاية لخطوط الشحن العالمية التي تعمل بين الأسواق الكبيرة والمتطورة لشبه القارة الهندية والأسواق الأفريقية وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي التي يمكن الوصول إليها مباشرة من الدقم.
يتم تشغيل ميناء الدقم وإدارته من قبل شركة ميناء الدقم، وهي شركة مشتركة مناصفة بنسبة 50:50 بين الحكومة العُمانية (ممثلة بمجموعة أسياد) والتحالف البلجيكي بين ميناء أنتويرب بروج الدولي ومجموعة ديمي، يسمى كونسورتيوم ميناء أنتويرب. يقدم ميناء أنتويرب الدولي خبرته الواسعة باعتباره ثاني أكبر ميناء في أوروبا، في حين تقدم مجموعة ديمي خبرات القطاع الخاص كونها شركة متعددة الجنسيات، ولها اهتمامات متنوعة بما في ذلك الحفر والتعميق البحري والهندسة البحرية وتطوير الموانئ بالإضافة إلى الطاقة المتجددة.
وقد مُنحت شركة ميناء الدقم امتيازًا لمدة 28 عاما للتعاون في استثمار ميناء الدقم وتشغيله وإدارته والترويج له بموجب المرسوم السلطاني رقم 28/2015 (الصادر في 8 يوليو 2015م)، وتضطلع شركة ميناء الدقم بثلاثة أدوار رئيسية فهي: سلطة الميناء، وهي: مشغّل المحطات، وهي: مالك أراضي الاستثمار.
ويعتبر ميناء الدقم هو ميناء بحري متعدد الأغراض، يتألف من 3 أرصفة رئيسية هي:الرصيف التجاري، والرصيف الحكومي، والرصيف النفطي.
ويتمتع الميناء ببنية أساسية متطورة، إذ يبلغ إجمالي أطوال كاسري الأمواج حوالي 8.7 كم فيما يصل عمق حوض الميناء إلى 18 مترا وقناة الدخول إلى 19 مترا مما يؤهله لاستقبال ومناولة سفن الحاويات العملاقة .
ونظرًا لكونه ميناءً متعدد الأغراض، فإن أنشطته تشمل العديد من محطات الشحن المخصصة لمناولة جميع أنواع السفن والبضائع بما في ذلك الحاويات، والبضائع السائبة، والبضائع ذات الأبعاد الكبيرة والضخمة، والبضائع الجافة، والمواد السائلة، بالإضافة إلى سفن الدحرجة.
كما تقوم شركة ميناء الدقم والشركات التابعة لها بالترويج للأراضي القابلة للتأجير ضمن أراضي الميناء الصناعية واللوجستية البالغة مساحتها 5000 هكتار ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وفقا لعقد الامتياز الموقع بين الطرفين.
ويتمثل طموح ميناء الدقم في تحقيق نمو مستدام طويل الأجل، مع التركيز على تطوير المشاريع الاستراتيجية، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040، وبما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة للموانئ و وخطه السلطنه 2050 للحياد الصفري وأهداف للأمم المتحدة للاستدامه وبالتالي فإن الميناء يعمل بصفته ميناء أخضر قادرا على تحقيق النمو المطلوب للصناعات الخضراء.
ويعد الرصيف التجاري ومحطة الحاويات حيث يبلغ طول الرصيف 2.2 كيلومتر، ويتمتع بعمق يبلغ 18 مترا فيما يبلغ عمق قناة الدخول 19 مترا، ويضم الرصيف التجاري العديد من محطات الشحن بما في ذلك محطات البضائع السائبة والجافة والبضائع ذات الأبعاد الزائدة ومحطات الحاويات.
وقد قامت شركة ميناء الدقم في الربع الثالث من عام 2021 بتعيين أسياد لمحطات الدقم ATD كشركة مشغّلة لـ 3 محطات على الرصيف التجاري تتضمن محطة متعددة الأغراض تتولى مناولة البضائع السائبة والبضائع ذات الأبعاد الزائدة، ومحطة البضائع الجافة ومحطة سفن الدحرجة.
وقد تم في عام 2023 تشغيل رافعات الحاويات الجديدة بعد إنجاز المشروع من قبل الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.
وتعتبر استثمارات الهيئة في تركيب رافعات حديثة لمناولة الحاويات بميناء الدقم بمثابة خطوة نوعية لتطوير قدرات الميناء وتحسين كفاءته، وقد عملت شركة ميناء الدقم بشكل مكثّف مع الهيئة لإنجاز المشروع وفق المواصفات الدولية في هذا المجال.
وتتميز الرافعات الجديدة بإمكانيات عالية وذكية وسريعة في مناولة الحاويات وقد تم تزويدها بتقنيات الجيل الخامس بالإضافة إلى نظام الألياف البصرية لنقل البيانات ليتم التحكم بها عن بُعد من قبل مشغّل الرافعة، وقد تم تزويد الرافعات بأنظمة القيادة الذكية ونظام مراقبة الساحة ونظام الهبوط التلقائي، كما تتميز الرافعات الجديدة بقدرتها على التعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم.
ويبلغ عدد الرافعات الجديدة 16 رافعة من بينها 4 رافعات لنقل الحاويات من السفن إلى الرصيف التجاري بطاقة تصل إلى 65 طنًّا، و12 رافعة ساحات جسرية ذات إطارات مطاطية بطاقة تحمّل تبلغ 41 طنًّا
وأسند ميناء الدقم تشغيل محطة الحاويات لشركة محطات اسياد للحاويات ش م م و قد تم تدشين اولى العمليات منذ عدة أيام، وتبلغ سعة المحطة 1.7 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدماً وتم تصميمها من أجل استيعاب سفن الحاويات الأكبر حجماً في وقتنا الراهن (أكثر من 20,000 وحدة مكافئة لعشرين قدماً).
ويعتبر الرصيف الحكومي بميناء الدقم أول رصيف حكومي يتم تشييده للجهات الحكومية بالموانئ العُمانية. يبلغ طول الرصيف 980 مترا، ويتخذ موقعا مميزا بين الحوض الجاف ورصيف المواد السائلة والسائبة وعلى مقربة من الرصيف التجاري.
كما يعد الرصيف الحكومي من أهم المرافق الأمنية بميناء الدقم ويوفر الجاهزية لإدارة العمليات اللوجستية لعدد من الجهات الحكومية التي يقع عليها الدور الأكبر في توفير الجانب الأمني للميناء والمنطقة بالكامل.
وتم تخصيص الرصيف الحكومي لعدد من الجهات الحكومية هي: اليخوت السلطانية العمانية، وقوة السلطان الخاصة، والبحرية السلطانية العمانية، وخفر السواحل بشرطة عمان السلطانية، وتُعتبر البحرية السلطانية العمانية أول جهة تباشر أعمالها بالرصيف الحكومي، كما أن الرصيف الحكومي مهيأ أيضا للأغراض السياحية إذ يمكن في المستقبل إنشاء مبنى للمسافرين.
وقد تم في عام 2019 إنجاز البنية الفوقية للرصيف الحكومي التي تضمنت إنشاء المباني الخاصة باليخوت السلطانية العمانية، وقوة السلطان الخاصة، والبحرية السلطانية العمانية، وخفر السواحل بشرطة عمان السلطانية، بالإضافة إلى مساكن الموظفين والمكاتب الإدارية مع وجود ورش لصيانة الزوارق والمعدات الخاصة بالسفن والزوارق ومناطق للخدمات اللوجستية.
وتضمنت أعمال المشروع أيضا: مدَّ شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي ومكافحة الحرائق، وإنشاء 4 مضخات، وقنوات لتصريف المياه السطحية، وخزانات للمياه، وتسوير الرصيف الحكومي، وإنشاء البوابات الرئيسية والبوابات الأمنية.
ويبلغ أطوال الطرق التي تم تنفيذها على الرصيف الحكومي حوالي 2 كم وبعرض 7 أمتار؛ تضم طُرُقا رئيسية وطرقا داخلية مع إنارة الطرق وتركيب إشارات مرور وتوفير مواقف للمركبات بمختلف أنواعها.
فيما يعتبر رصيف المواد السائلة والسائبة بميناء الدقم واحدا من المشروعات العملاقة التي ستغير خارطة الدقم الاستثمارية لتكون مدينة مصدرة للمشتقات النفطية والصناعات الخضراء، وقد تم إنشاء البنية الفوقية للرصيف عبر مرحلتين؛ تم إنجاز المرحلة الأولى في عام 2019 والثانية في الربع الثاني من عام 2020.
وكانت الخطة الأولى هي تهيئة جزء من الرصيف ليكون ذراع التصدير للمشتقات النفطية التي تنتجها مصفاة الدقم، غير أن ازدياد الإقبال على الدقم من قبل الشركات النفطية العالمية دفع الهيئة إلى تطوير الرصيف بالكامل ليستوعب طلبات عدد من الشركات النفطية العالمية، بالإضافة إلى استيعاب أنشطة التصدير للصناعات الخضراء والأمونيا الخضراء التي يتم تأسيسها في الدقم حاليا.
وقد تم خلال المرحلة الأولى من أعمال البنية الأساسية للرصيف تطوير واستصلاح 79هكتارا من المنطقة المحاذية لكاسر الأمواج البالغ طوله 4.6 كم لتشييد رصيف المواد السائلة والسائبة، كما تم تشييد مرسى الرصيف المزدوج مع الملحقات وأدوات الملاحة البحرية، وحفر حوالي 26 مليون متر مكعب من المواد لأعمال تعميق الحوض إلى 18مترا وتعميق قناة المسار بالميناء التي تؤدي إلى الرصيف لتبلغ 19 مترا، وتم استخدام حوالي 5 ملايين متر مكعب من هذه المواد لاستصلاح وردم الموقع المخصص للرصيف، كما تم تشييد جدار للرصيف بطول كيلومتر واحد وتركيب العوامات وأجهزة المساعدات الملاحية.
أما المرحلة الثانية فقد تضمنت زيادة عمليات استصلاح الرصيف لتشمل تطوير واستصلاح 55 هكتارا من المنطقة المحاذية لكاسر الأمواج، الأمر الذي جعل الرصيف مهيأ لأعمال الشركات الجديدة.
وقامت شركة ميناء الدقم خلال عام 2019 تسليم المرحلة الأولى إلى شركة مصفاة الدقم (OQ8) التي قامت بتشييد مرافق التصدير الخاصة بها وإنشاء الخزانات والمباني والخدمات المرتبطة بتصدير المشتقات النفطية الناتجة عن المصفاة.
ويرتبط رصيف المواد السائلة والسائبة بمصفاة الدقم عن طريق ممر الخدمات الذي تم إنشاؤه بغرض تسهيل تصدير المشتقات النفطية، ويبلغ طول الممر 6.5 كيلومتر وبعرض 37.2 متر،
كما حرصت إدارة ميناء الدقم على تحقيق العديد من الإنجازات ليصبح الميناء مركزًا بحريًا ولوجستيًا رائدًا في المنطقة. فقد اجتذب موقعه الاستراتيجي وبنيته التحتية ذات المستوى العالمي وتركيزه على التنمية المستدامة استثمارات كبيرة. حيث وقع الميناء في مطلع عام 2023 اتفاقيات حجز أراضي صناعية مع العديد من الشركات الرائدة في مجال الحديد الاخضر والهيدروجين الاخضر.
فقد وقّعت شركة ميناء الدقم على اتفاقية حجز أرض مع مجموعة جندال الرائدة في صناعة الحديد لإقامة مصنع يعد الأكبر من نوعه لإنتاج الحديد الأخضر. وسوف يتم استخدام مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في عمليات التصنيع. يقام هذا المشروع الاستراتيجي في مساحة تقدر بقرابة ٢ كيلو متر مربع كما يقدر حجم الاستثمار ب 3 مليارات دولار امريكي. ويهدف المشروع الى إنتاج 5 مليون طن متري من الحديد الأخضر سنوياً مما يضيف قيمة مضافة تفوق 800 مليون دولار سنويا.
كما وقّعت شركة ميناء الدقم على اتفاقية حجز أرض مع شركتي "كوبي ستيل" و"ميتسوي وشركائها المحدودة"، اليابانيتين لإنشاء مصنع للحديد المختزل بطاقة إنتاجية تقدر بـ 5 ملايين طن من الحديد المختزل سنويا. ويتميز هذا المشروع بانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون، وذلك باستخدام تقنية ميدركس المثبتة تجاريًّا وفنيًّا في هذا المجال. وتهدف الشركتان من إنشاء المشروع إلى توفير أحد أفضل الحلول للتخلص من الكربون على المدى القريب في صناعة الحديد الصلب، والتخلص التام من الكربون باستخدام تدابير معيّنة المتمثلة في توسيع الطاقة الإنتاجية، والتحويل إلى تقليل الهيدروجين واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه على المدى الطويل.
ووقع الميناء اتفاقية حجز أرض صناعية مع شركة فالي لإنشاء مجمَّع صناعي متكامل للحديد الأخضر لإنتاج منتجات ذات بصمة كربونية منخفضة. وسيضم المجمع الصناعي مصنعاً لتركيز الخام (CONCENTRATION)، ومصنعا للقولبة الخضراء (GREEN BRIQUETTE) بالإضافة إلى مصنع للحديد المختزل (HBI)، وسيكون على مساحة إجمالية تقدر بـ (6.78) كيلو متر. وتستهدف شركة فالي من خلال هذا المشروع إلى تخفيض صافي انبعاثات غازات النطاق الثالث لديها بنسبة 15% بحلول عام 2035. كما تسعى إلى تخفيض مطلق انبعاثات غازات النطاقين الأول والثاني لديها بنسبة 33% بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050م، عملًا بمستهدفات اتفاق باريس العالمي حول التغيّر المناخي. ويعد المجمع الصناعي (Mega Hub) مشروعاً مصمَّماً لإنتاج الحديد المختزل HBI ومنتجات الصلب الأخرى، وتوريدها للأسواق المحلية والعالمية، مع خفض مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة كبيرة.
كما وقعت شركة شركة ميناء الدقم والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة (أوباز) و شركة شل للتنمية (شل عمان) مذكرة تفاهم في فرص خفض انبعاثات الكربون في الدقم. حيث سيتم تطوير خطة رئيسية للطاقة لاستكشاف المسارات المختلفة من خلال تحول الطاقة والمواءمة مع رؤية الدقم التي تتوافق مع رؤية عمان 2040 واستراتيجية السلطنة للحياد الصفري بحلول عام 2050. وسيتم تحقيق ذلك من خلال إجراء دراسات حول العرض والطلب على الطاقة، وتطوير البنية التحتية، وتأثير البصمة الكربونية، واستراتيجيات إزالة الكربون، وفرص سلسلة القيمة الجديدة وفوائدها الاجتماعية والاقتصادية الأوسع للبلاد.
وفي الربع الأخير من عام 2023 تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات محورية بين شركة وميناء الدقم وشركة فولكان جرين ستيل وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في السعي لإنتاج الصلب الصديق للبيئة.وتشمل اتفاقية اتفاقية إنشاء وامتلاك وتشغيل ونقل واتفاقية حق الانتفاع من الباطن لموقع مصنع الحديد واتفاقية حق الانتفاع من الباطن للرصيف التجاري لإنشاء وتشغيل مصنع حديث للصلب يغطي مساحة تزيد عن مليوني متر مربع في اراضي ميناء الدقم (PODC) وإنتاج الصلب منخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال توظيف أحدث التقنيات والممارسات المبتكرة، حيث يهدف هذا المصنع إلى تسريع عملية التحول وتقليل انبعاثات الكربون بنسبة لا تقل عن 85% مقارنة بما يقرب من ثلثي عمليات صناعة الصلب التقليدية في العالم اليوم، أو 1.4 مليار طن متري من الفولاذ. تُطلق هذه العملية التقليدية المعروفة باسم BF-BOF طنين من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الفولاذ المنتج.
ويهدف ميناء الدقم لأن يكون ميناءً أخضرًا من خلال استقطاب مشاريع الهيدروجين الأخضر واعتماد نهج شامل واستباقي للاستدامة البيئية. كما أن شركة ميناء الدقم تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية عمان 2040 بما في ذلك إزالة الكربون والالتزام بالحياد الصفري. ويركز الميناء على جذب المشاريع التي تستخدم مصادر الطاقة النظيفة لتحقيق التوجه الاستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة والموارد الطبيعية المستدامة والتي تأتي ضمن أولويات رؤية عُمان 2040 والاستراتيجية الوطنية الشاملة للاستثمار في الخفض من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: السلطانیة العمانیة ثانی أکسید الکربون الاقتصادیة الخاصة بالإضافة إلى بما فی ذلک بحلول عام العدید من من خلال وقد تم من قبل
إقرأ أيضاً:
في دورته الـ56: فعاليات وإصدارات متنوعة لمركز “المستقبل” في “القاهرة الدولي للكتاب”
يُشارك مركز “المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة” في فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال الفترة من 23 يناير إلى 5 فبراير 2025، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة المركز كمؤسسة بحثية رائدة. وتقام فعاليات هذه الدورة في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالعاصمة المصرية القاهرة.
ويقع جناح المركز بالمعرض في قاعة 3- C36، ويضم أحدث إصداراته المتنوعة، التي تقدم رؤى علمية وأكاديمية متخصصة حول القضايا العالمية والإقليمية؛ إذ تُسلط الضوء على أهم التحولات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية والاجتماعية الجارية وغيرها من الموضوعات التي تدخل في نطاق مجالات عمل المركز.
وضمن فعاليات مشاركته هذا العام في المعرض، ينظم مركز “المستقبل” أربع ندوات توقيع كتب، يستهلها بعقد ندوة فكرية لمناقشة وتوقيع كتاب “قيد التشكُّل: الشرق الأوسط بين تحولات النظام الدولي والتفاعلات الإقليمية” الصادر عن المركز لمعالي نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، ويتناول فيه تحولات النظام الدولي والتوجه نحو التعددية القطبية، والتنافس الدولي على الشرق الأوسط، وملامح النظام الشرق أوسطي الجديد، والصراع العربي الإسرائيلي ومعضلة السلام في المنطقة، ورؤية المؤلف لما يجب أن يكون عليه النظام الدولي والشرق أوسطي. وتقام الندوة يوم الأحد 2 فبراير 2025 في الساعة الثالثة مساءً، في الدور الثاني – بلازا 1 – قاعة حفلات التوقيع.
وفي اليوم التالي، ينظم المركز ندوة لتوقيع كتاب “قوى التغيير: مستقبل الشرق الأوسط بين محركات الداخل وتفاعلات الخارج”، الذي أعده مجموعة من المؤلفين، وقام بتحريره الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. ويتناول الكتاب قوى التغيير في الشرق الأوسط، من حيث العوامل الداخلية، وعلاقتها بالعوامل الإقليمية والتي تعني العلاقة بين دول الجوار الجُغرافي، تركيا وإيران وإسرائيل، وتقام الندوة يوم الاثنين 3 فبراير في الساعة الثالثة مساءً، في الدور الثاني – بلازا 1 – قاعة حفلات التوقيع.
كما ينظم المركز ندوة لتوقيع كتاب “الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط”، من تأليف ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمنسق العام للحوار الوطني في جمهورية مصر العربية، والرئيس الفخري للاتحاد العام للصحفيين العرب. ويتناول الكتاب، في أربعة فصول رئيسية، ملامح إعلام الإخوان عقب الإطاحة بحكم الجماعة في مصر. وتقام الندوة يوم الثلاثاء 4 فبراير في الساعة الرابعة مساءً، في الدور الثاني – بلازا 1 – قاعة حفلات التوقيع.
أما الندوة الرابعة فتشهد توقيع كتاب “تنظيم الإخوان المسلمين والعنف” وهو من تحرير الدكتور إبراهيم غالي، المستشار الأكاديمي لمركز “المستقبل” ورئيس برنامج دراسات آسيا والمحيط الهادئ بالمركز، وشارك في إعداده مجموعة مؤلفين. وتقوم فكرة الكتاب على تناول جوانب وأبعاد ارتباط تنظيم الإخوان بالعنف والإرهاب من خلال تحديد مستويات لهذا العنف، سواء العنف المسلح، أم التطرف الفكري والعنف المجتمعي. وتقام الندوة يوم الثلاثاء 4 فبراير في الساعة الخامسة مساءً، في الدور الثاني – بلازا 1 – قاعة حفلات التوقيع. ويترأس جلستها الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وتشمل إصدارات المركز خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، سلسلة “كُتب المستقبل”؛ التي صدرت عنها العديد من الكتب الأخرى التي تناولت قضايا حيوية مثل: تحولات الاقتصاد العالمي، والتغير المناخي وحروب المستقبل في إفريقيا، وسياسات القوة البحرية في آسيا والمحيط الهادئ، والثورة الرقمية للبيانات الضخمة، وصعود الجنوب العالمي وإعادة تشكيل النظام الدولي، وتحولات الإعلام ودور الذكاء الاصطناعي في عصر المعلومات، والحروب في الشرق الأوسط، وتأثير تحولات النظام الدولي على التفاعلات الإقليمية، وتأثير التحولات السكانية على الأمن القومي للدول، ودور القوة الناعمة في السياسة الخارجية للقوى المتوسطة، وتوظيف القوى الكبرى للثقافة في العلاقات الدولية، والتنافس الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والحرب الروسية الأوكرانية، والتداعيات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية لتغير المناخ، وسلاسل الإمدادات ومسارات مستقبل الطاقة المتجددة حول العالم، ومستقبل صناعة الغاز الطبيعي، والعالم في 2050، وتحولات العولمة، والرقائق الإلكترونية، والحرب في عصر الروبوتات، وغيرها من الكتب، ومنها سلسلة “كتب المستقبل المترجمة” التي حصل المركز فيها على حقوق النشر والترجمة إلى اللغة العربية من دور نشر عالمية.
كما يتضمن جناح المركز العدد السابع من “التقرير الاستراتيجي” السنوي الصادر في يناير 2025 بعنوان “حالة الإقليم: التفاعلات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط 2025″؛ حيث يتميز هذا العدد من التقرير بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والذين تجاوز عددهم الـ30.
ويُضاف إلى ذلك، إتاحة أحدث الأعداد الصادرة من دورية “اتجاهات الأحداث”، وهي الأعداد 36 و37 و38، والتي تُقدم تحليلات مُعمقة للقضايا العالمية والإقليمية من خلال استكتاب أساتذة العلوم السياسية وكبار الكتَّاب والخبراء والباحثين في الدول العربية والشرق الأوسط، فضلاً عن كتَّاب من مناطق جغرافية أخرى في العالم. بالإضافة إلى ثلاثة أعداد من مجلة “اتجاهات آسيوية” التي تركز على تحليل أبرز التطورات والأحداث الراهنة في قارة آسيا، سواءً ما يتعلق بعلاقات الدول الآسيوية مع العالم، أم ما يرتبط بالتفاعلات الإقليمية بين دول ومناطق القارة ذاتها، أم ما يتصل بأهم مستجدات الأوضاع والتحولات الداخلية في دول آسيا المختلفة.
كذلك يمكن من خلال زيارة جناح “المستقبل” الاطلاع على إصدارات ومنتجات المركز الأخرى، مثل: “دراسات المستقبل”، و”الدراسات الخاصة”، و”تقديرات المستقبل”، و”مؤشرات المستقبل”، و”رؤى عالمية”، وغيرها من الإصدارات المتنوعة.
وتأتي مشاركة مركز “المستقبل” في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في إطار حرصه على الحضور في العديد من الفعاليات والمنتديات الثقافية والفكرية في المنطقة العربية وخارجها؛ إذ يسعى المركز من خلالها للتواصل مع الباحثين والأكاديميين والجمهور العام، والاطلاع على الفعاليات والأنشطة المصاحبة لها والاستفادة منها؛ مما يُعزز دوره كمصدر موثوق للمعرفة والتحليلات الاستراتيجية. كما تأتي هذه المشاركة لتعزيز الجهود المبذولة في استشراف المستقبل ودعم الفهم العميق للتغيرات العالمية والإقليمية؛ مما يجعل المركز داعماً لتقديم رؤى مستنيرة تُسهم في تشكيل ملامح المستقبل.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تشارك فيه هذا العام 1350 دار نشر من 80 دولة عربية وأجنبية، وتحلّ عليه سلطنة عُمان ضيف شرف، أحد أكبر معارض الكتب في المنطقة، ويحظى باهتمام كبير من قبل الأدباء، والمفكرين، والناشرين العرب والأجانب.