دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة العمل بشكل فوري لوقف الحرب والمذابح الإسرائيلية في قطاع غزة، منبها إلى الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة العربية نتيجة الجرائم الإسرائيلية الفظيعة في القطاع، والتي تخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية والمبادئ والقيم الإنسانية.

أبو الغيط يدعو المجتمع الدولي للدفاع عن الأونروا ويؤكد إنهاء دورها يجلب الخطر على المنطقة بأسرها أبو الغيط يستقبل الشاعر العراقي أحمد شوقي مديرمعهد العالم العربي في باريس

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط، خلال افتتاحه اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية الاجتماعية متعددة الأبعاد المنعقد بالدوحة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ويعقد بتنظيم مشترك بين الجامعة العربية ووزارة الشؤون الاجتماعية بدولة قطر.

وأكد أبو الغيط، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية، أهمية حشد الجهود التنموية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في ظل الافتقار إلى متطلبات الحياة الأساسية في قطاع غزة واستمرار سقوط أعداد هائلة من الشهداء وارتفاع أعداد الجرحى لاسيما من الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن تشرد آلاف الأسر وتيتّم آلاف الأطفال.

وقال إن الحدث رفيع المستوى اليوم يأتي في فترة عصيبة تشهد فيها المنطقة العربية كارثة اجتماعية إنسانية غير مسبوقة نتيجة الجرائم الإسرائيلية البشعة التي تخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية والمبادئ والقيم الإنسانية.

وأضاف "إننا في جامعة الدول العربية نعمل على كل صعيد ممكن من أجل وقف هذه المذبحة فورًا، ومخاطبة الضمير العالمي ليعي الآثار العميقة لاستمرار هذه الجريمة".

وتابع أبو الغيط: "وكما نتابع جميعًا، فقد صار قطاع غزة وللأسف منطقة منكوبة، بعد أن تعطلت نظم الحياة في أغلب مناطقه وتهدمت نحو نصف مبانيه بما يحتاج إلى كافة الجهود التنموية الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في ظل الافتقار إلى متطلبات الحياة الأساسية اليومية واستمرار سقوط الشهداء وازدياد أعداد الجرحى وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة فضلًا عن تشرد الأسر، ويُتم الآلاف من الأطفال".

وأضاف "يأتي المنتدى اليوم بهذا الحضور رفيع المستوى العربي والدولي، ليؤكد في جانب رئيسي منه على الدعم الإنساني والتنموي للأشقاء في فلسطين، والتعهد بالعمل من أجل استعادة نسيج المجتمع الفلسطيني الذي يجسد قيم الصمود والتمسك بالأرض".

وأوضح أن هذا المنتدى يعد انطلاقة نوعية مميزة حول أهم القضايا التي تمس حياة المواطن العربي أيًا كانت الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، مؤكدا أن القضاء على الفقر بمختلف أبعاده في المنطقة العربية، يعد أساساً لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة التي يعد من أهم جوانبها تعزيز القدرات للأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة وريادتهم للأعمال، على استثمار الحلول الذكية في المبادرات الهامة والشراكات الفاعلة بين منظمات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها اتحاد الغرف العربية ومنظمة العمل العربية، بالتعاون مع الوكالات الأممية مثل اليونيدو وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف، وغيرها من المنظمات والوكالات ذات الصلة.

وتوجه أبو الغيط بالتهنئة لدولة قطر على إطلاقها التصنيف القطري الموحد للأشخاص ذوي الإعاقة كأول تصنيف وطني يأتي وفقاً للتصنيف العربي الذي أقرته القمة العربية الأخيرة في المملكة العربية السعودية، ضمن العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة.

كما توجه بالشكر لدولة قطر أيضاً على مبادرتها بتدشين "تطبيق لغة الإشارة القطري المرقمن" وفقاً للقاموس العربي للغة الإشارة، وهي مبادرة تستحق الثناء والتقدير وأدعو إلى العمل على تعميمها بما يعظم الاستفادة منها.

وشدد أبو الغيط على أن جامعة الدول العربية تولي اهتماماً كبيراً بتعزيز جهود الحماية الاجتماعية المتكاملة، وبالتركيز على ترسيخ المبادئ والأعراف ذات الصلة بالأسرة، مضيفا: "جميعنا يعرف مركزية الأسرة في البنيان الاجتماعي العربي وفي الثقافة العربية، كما لا يخفى علينا تصاعد بعض الاتجاهات التي تدعو لتغيير القيم المستقرة والمبادئ الراسخة المتعلقة بالأسرة، وبالعلاقات الطبيعية والسوية المرتبطة بها، ولا شك أن لمثل هذه الاتجاهات والتوجهات تأثيرات بالغة السلبية على حقوق الأطفال، وعلى تماسك النسيج الاجتماعي والتناغم الثقافي داخل المجتمع الواحد، فضلًا عن ما تؤدي إليه من تزايد في نسب الطلاق واختلال ديموغرافي نشهد مظاهره في دول كثيرة".

وأشاد أبو الغيط، في هذا السياق، بمبادرة دولة قطر بإطلاق تعهدها العالمي لحماية منظومة الأسرة من التغيرات الأمنية والاجتماعية والفكرية المؤدية إلى إضعاف بنية الأسرة الطبيعية، مؤكدًا على الدعم الكامل لهذا التعهد تماشيًا مع مبادئنا وأعرافنا والقيم الدينية السمحة والمواثيق العربية والدولية ذات الصلة.

وأضاف أن هذا المنتدى يمثل تعهداً للعمل من أجل استعادة نسيج المجتمع الفلسطيني الذي يجسد قيم الصمود والتمسك بالأرض،منوها بحرص دولة قطر على دعم العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك، خاصةً في المرحلة الحالية.

وأكد أبو الغيط، لافي ختام كلمته، على مواصلة دعم إخواننا في فلسطين في مواجهة تبعات الهجوم الشرس الذي يستهدف تحطيم بنيانهم الاجتماعي ومحو وجودهم كافة، وهو ما لن يكون أبداً.

كما أكد أهمية إبراز مخرجات هذا الحدث العربي الدولي الهام، ليمثل نقلة نوعية هامة تنعكس إيجاباً على حياة المواطن العربي ورقي المجتمعات العربية وتعزيز تماسكها.

ومن جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي بأن المنتدى يشكل انطلاقة نوعية مميّزة حول أهم القضايا التي تمس حياة المواطن العربي كالقضاء على الفقر بمختلف أبعاده في المنطقة العربية، والذي يُعدّ أساساً لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، ومن أهم جوانبها تعزيز قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة والأُسر المنتجة وريادة الأعمال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبوالغيط تكثيف العمل وقف الحرب الإسرائيلية قطاع غزة المنطقة العربیة ذوی الإعاقة أبو الغیط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

طه حسين في عيد ميلاده.. تحدى الإعاقة ليصبح عميد الأدب العربي

طه حسين.. تحل اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي أضاء دروب الأدب العربي، وتحدى الإعاقة وصار أيقونة للعلم والمعرفة.

نشأة طه حسين

ولد طه حسين عام 1889 بمركز مغاغة في محافظة المنيا، وعندما وصل سن الـ 4 سنوات، فقد بصره، وألحقه والده بكتاب القرية فتعلم العربية وحفظ القرآن الكريم، وفى عام 1902 انتقل إلى القاهرة في رعاية أخيه الأكبر الشيخ أحمد والتحق بالأزهر ونال شهادته، ليلتحق بعدها بالجامعة المصرية، وكان أول المنتسبين لها، وحصل عام 1914 على أول دكتوراه من الجامعات المصرية بتقدير جيد جدا، ثم أوفدته الجامعة المصرية في بعثة دراسية إلى مونبلييه بفرنسا فدرس الأدب الفرنسي وعلم النفس والتاريخ الحديث.

طه حسين زواج طه حسين من سوزان بيرسو

أثناء وجوده للدراسة بباريس تعرف على سوزان، في مدينة «مونيليه» الفرنسية، كانت البداية وبالتحديد في يوم 12 مايو 1915، جمعها القدر معاً لأول مرة، كانت قارئته التي لازمته بصوتها بقراءة الأدب الفرنسي أثناء بعثته التعليمية المجانية في باريس، وحينها اهتز قلبه وشعر أنه لا يستطيع العيش بدونها، فلم يفترقا إلا في بعض الأحيان المعدودة، وذات مرة افترقا لسبب غير معلوم مدة ثلاثة أشهر فكتب لها قائلًا «ابقي، لا تذهبي، سواء خرجتُ أو لم أخرج، أحملكِ فيَّ، أحبّكِ. ابقي، ابقي، أحبّكِ. لن أقول لكِ وداعاً، فأنا أملككِ، وسأملككِ دوماً. ابقي، ابقي يا حبِّي»،

طه حسين

عاشا معًا كروحين ملتصقين كلٍ منهما يكمل الآخر، حتى بعد عودته من باريس عاشا سويًا في مصر، كان يرى العالم بأعينها، يرتدى ملابسه بذوقها، يتلذذ بالطعام الذى تحبه وتختاره هي، فقد اهتمت بصحته كطبيبة تلازمه، هيئت له المكان والوقت والأجواء المريحة والممتعة للعمل والكتابة والإبداع، حتى أصبح طه حسين باشًا عميد كلية الآداب ووزير المعارف ورئيس مجمع اللغة العربية، وذاع صيته في العالم كله، وأنجب منها ابنه مؤنس وابنته أمينة.

طه حسين وزوجته الفرنسية

عندما عاد طه حسين إلى مصر عام 1919 تم تعيينه أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، وكانت جامعة أهلية، وعندما أُلحقت بالدولة عام 1925 عينته وزارة المعارف أستاذاً فيها للأدب العربي، فعميداً لكلية الآداب في الجامعة نفسها، وذلك عام 1928، لكنه لم يلبث في العمادة سوى يوم واحد، إذ قدّم استقالته من هذا المنصب تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفدين، خصوم الأحرار الدستوريين الذي كان منهم طه حسين.

طه حسين

وفي عام 1930 أُعيد طه حسين إلى عمادة الآداب، بسبب منح الجامعة الدكتوراه الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية المرموقة مثل عبد العزيز فهمي، وتوفيق رفعت، وعلي ماهر باشا رفض طه حسين هذا العمل، فأصدر وزير المعارف مرسومًا يقضي بنقله إلى وزارة المعارف، لكن رفض العميد تسلم منصبه الجديد فاضطرت الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد عام 1932.

طه حسين

وعند تعاقد طه حسين أتجه إلى العمل الصحفي فأشرف على تحرير «كوكب الشرق» التي كان يصدرها حافظ عوض، وما لبث أن استقال من عمله بسبب خلاف بينه وبين صاحب الصحيفة، فاشترى امتياز «جريدة الوادي» وذهب يشرف على تحريرها، لكن هذا العمل لم يعجبه فترك العمل الصحفي.

طه حسين وزوجته الفرنسية

وفي العام نفسه أُعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذ للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من عام 1936، وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود استقال من العمادة لينصرف إلى التدريس في الكلية نفسها حتى عام 1942، سنة تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية، إضافة إلى عمله الآخر كمستشار فني لوزارة المعارف، ومراقب للثقافة في الوزارة عينها، وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن أُحيل إلى التقاعد.

ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي «طه حسين»

وفي عام 1950، وكان الحكم بيد حزب الوفد صدر مرسوم تعيينه وزيراً للمعارف، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1952، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية، بعد أن منح لقب الباشوية عام 1951.

وفي عام 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ، كما عاد إلى الصحافة فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية.

طه حسين الجوائز التي حصل عليها طه حسين

حاز طه حسين على مناصب وجوائز مختلفة، منها تمثيله مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوًا محكمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية، وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان.

رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي عام 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية، عام 1965، وفي السنة نفسها ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية، وفي عام 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواي حفلاً تكريمياً أدبياً قل نظيره.

طه حسين مؤلفات طه حسين

بعض مؤلفات طه حسين: الأيام، الوعد الحق، المعذبون في الأرض، في الشعر الجاهلي، كلمات، نقد وإصلاح، من الأدب التمثيلي اليوناني، طه حسين والمغرب العربي، دعاء الكروان، حديث الأربعاء، صوت أبي العلاء، من بعيد، على هامش السيرة، في الصيف، ذكرى أبي العلاء، فلسفة بن خلدون الاجتماعية، الديمقراطية في الإسلام.

طه حسين وفاة عميد الأدب العربي طه حسين

توفي طه حسين يوم 28 أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 84 عاماً، تاركًا إرثا من نور العالم أضاء مصر والعالم العربي رغم ظلام عينه، وحين موته قالت حبيبته وزوجته ورفيقة عمره سوزان: «ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس» ولم تغادر مصر وتعود لبلدها حتى لحقت بزوجها وحبيبها في عام 1989 عن عمر 94 عاما.

اقرأ أيضاًفي ذكرى ميلاده.. طه حسين عميد الأدب العربي صاحب مسيرة أدبية وصلت للعالمية

في ذكرى وفاة عميد الأدب العربي.. قصة اختيار طه حسين وزيرا للمعارف

إغلاق كلي لكوبري طه حسين لتنفيذ أعمال الصيانة

مقالات مشابهة

  • إيران تدعو إلى تدخل الأمم المتحدة لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية في سوريا
  • ليبيا والأردن توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في الخدمات الاجتماعية
  • «الاتحاد العربي للمعارض»: تنفيذ استراتيجية لتنشيط الصناعة العربية تبدأ من مصر
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة
  • صحيفة تكشف تفاصيل مقترح صفقة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • الأونروا: لا مساعدات كافية بغزة طوال الحرب الإسرائيلية
  • طه حسين في عيد ميلاده.. تحدى الإعاقة ليصبح عميد الأدب العربي
  • “السعيطي” يناقش مع وزير الشؤون الاجتماعية القضايا التي تمس الشباب
  • رحيل قاهر المستحيل السعودي ... خسارة فادحة لذوي الإعاقة بالعالم العربي
  • غزة: ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية لـ 43 ألفا و736 قتيلاً