لماذا تتخوف مصر من عملية عسكرية في محور فيلادلفيا؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
استعرض مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" ليهودا بيلانجا، خبير بشؤون العالم العربي في قسم الدراسات اليهودية في جامعة "بار إيلان" العلاقات بين الاحتلال ومصر.
وقال بيلانجا، "منذ توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر في مارس 1979، شهدت العلاقات بين الطرفين بعض التقلبات. فالهجمات التي استهدفت الإسرائيليين القوميين (بما في ذلك الدبلوماسيون) من ناحية، والخلافات المتعلقة بالسياسة تجاه لبنان والفلسطينيين من ناحية أخرى، كثيراً ما أدت إلى عودة السفراء إلى أوطانهم".
وأضاف، "رغم كل شيء، يعتبر المصريون الاتفاق أحد ركائز الأمن القومي المصري، أو كما قال عبد الفتاح السيسي: (مصر تبنت السلام كتوجه استراتيجي)"،
وأوضح، "أن الاتفاق يمنح مصر السلام على الجبهة التي احتلتها على مدى ثلاثة عقود في خمس حروب، وهو السلام الذي يسمح لها بتحويل الميزانيات لقنوات أخرى غير الجيش.
وتابع، "السلام يعزز مكانتها الإقليمية والدولية، من بين أمور أخرى، كعامل وسيط بين إسرائيل للفلسطينيين أو الدول العربية الأخرى، ومقارنتها بصورة دولة تسعى للسلام في فضاء عربي ومعادي كما يتيح السلام لمصر التعاون الوثيق مع إسرائيل في إطار الحرب على الإرهاب في ساحة سيناء".
واستدرك، "على الرغم من تنوع المزايا، فإن مصر لم تستوعب بعد جوهر السلام مع إسرائيل. ويسود سلام بارد بين الطرفين، دون أي محاولة من جانب السلطات في القاهرة لبث الدفء في العلاقات بين الشعبين أو العمل على تغيير رأي الجمهور المصري ونظرته لمواطني إسرائيل على وجه الخصوص، واليهود بشكل عام".
وأردف، "أن المؤسسة المصرية، ناهيك عن جماهير الشعب، لا تزال ترى إسرائيل عدو محتملا يجب تحقيق المساواة الإستراتيجية معه. وقد انعكست هذه الأمور في عملية تحديث طويلة وشاملة، عسكرية في المقام الأول، والتي بدأت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي".
وبحسب الكاتب، "فإن هذه النقطة تقود إلى قضية محور فيلادلفيا التي تصدرت عناوين الأخبار في الأسابيع الأخيرة. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، توصلت إسرائيل ومصر إلى تفاهم، تقوم بموجبه قوة قوامها 750 من حرس الحدود المصريين باحتلال المحور البالغ طوله 12 كيلومترا والعمل على منع الإرهاب والتهريب من سيناء إلى غزة".
وقال. "إن مصر نفسها غضت الطرف وسمحت لصناعة التهريب خاصة الأسلحة أن تصل إلى أبعاد فظيعة، وهي الآن تنكر وجود الأنفاق وتشعر بالإهانة من الاتهامات الموجهة إليها".
وأشار، "إلى أن احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا والسيطرة عليه هو وحده الذي سيؤدي إلى سد الثغرات من سيناء، وسيقطع خطوط إمداد حماس بالأسلحة، وسيساهم بشكل كبير في انهيار الحركة".
وتابع، "إلا أن نظام السيسي غير مهتم بهذا النقطة رغم عدائه للإخوان المسلمين بشكل عام وحماس بشكل خاص، فقد حافظ المصريون على علاقة وثيقة مع القيادة في غزة.".
وبين، "أنه من وجهة نظر القاهرة، فإن التنظيم الإرهابي يشكل رادعاً ضد إسرائيل، ومن شأن القضاء عليه أن يقلل من درجة النفوذ المصري على الفلسطينيين".
"ولهذا السبب فإن الموافقة المصرية على عودة إسرائيل إلى محور فيلادلفيا تعني إعطاء الضوء الأخضر للإطاحة بحماس ومساعدة إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، وهي خطوة لن يتسامح معها الرأي العام المصري، ونتيجة لذلك فإن القيادة لن تقبل"، وفقا لكاتب المقال.
وأضاف، "هناك نقطة أخرى تتعلق بتخوف مصر من انتقال المسؤولية عن غزة إلى أبوابها، ومن موجة اللاجئين التي ستغمر محور فيلادلفيا وتخترق الحدود باتجاه مصر ورفح سيناء".
وفي نظر المصريين، فإن مثل هذه الخطوة ستكون نتيجة جهد إسرائيلي متعمّد، ولذلك أعلن السيسي أن أي محاولة إسرائيلية لاقتلاع الفلسطينيين من غزة من أجل توطينهم في سيناء ستكون سببا للحرب.
وتساءل الكاتب، "كيف يتم تسوية الخلاف وتحقيق أهداف الحرب دون المساس بالعلاقات مع "أم الدنيا" أو الإضرار بها؟ ويجب أن نتذكر أن النشاط الإسرائيلي في غزة ينعكس على أعدائنا، ولكن أيضا على الدول التي وقعنا معها اتفاقا سلام".
ويرى، "أن الكشف عن الضعف، أو إنهاء الحملة فيما يمكن اعتباره خسارة سيشجع الجميع على تحدّي إسرائيل وجني الأرباح منها، لذلك، إلى جانب الحاجة الضرورية للسيطرة على محور فيلادلفيا من أجل إسقاط حماس، لا بد من تنسيق المواقف مع مصر، وتوضيح أهمية المصلحة الأمنية المتبادلة في العمل، وفوق كل شيء، يجب طمأنة القاهرة بأنه ليس لدى إسرائيل أي نية لتوطين الغزيين في سيناء".
وختم، "قد يكون من المفيد تقديم مخطط أولي لخطة اليوم التالي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال محور فيلادلفيا غزة غزة الاحتلال رفح محور فيلادلفيا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا
إقرأ أيضاً:
الأعنف منذ 2012.. فيديو قصف إسرائيل لمواقع عسكرية في طرطوس
استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، ليل الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد أن "الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على مواقع عدة بينها وحدات للدفاع الجوي ومستودعات صواريخ أرض أرض"، واصفا إياها بأنها "الضربات الأعنف في منطقة الساحل السوري منذ بدء الغارات في 2012".
وفي وقت سابق من الأحد، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة دير الزور، استهدف آخرها محيط المطار العسكري في المدينة، وفق المرصد.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، غاراته المكثفة على أهداف عسكرية بالعمق السوري، إلى جانب اجتياحه للأراضي السورية من ناحية الجولان، وذلك تحت مزاعم سعيه لمنع أي تهديدات عسكرية من الفصائل المسلحة في سوريا.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع ومختبرات ومعدات عسكرية، في هجمات لم تؤدِّ إلى سقوط ضحايا إلا أنها تسببت في تدمير غالبية مقدرات الجيش السوري.
فيما أكد قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، أن "القوى الجديدة غير معنية بالدخول في مواجهة مع إسرائيل".
وأوضح الجولاني أن "إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا"، مضيفا: "الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة، والإسرائيليون تجاوزوا خطوط الاشتباك بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
وردا على ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إن "إسرائيل لا تريد التدخل في الشأن السوري".