لبنان ٢٤:
2024-11-22@22:27:04 GMT
جعجع: حزب الله لن ينسحب من الجنوب وهو يخدع الأميركيين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى أن "حزب الله لن ينسحب من الجنوب اللبناني وهو يخدع الأميركيين". وأكد أنه "لا يمكن استبدال تطبيق القرار الدولي 1701 برئاسة لبنان، فرئيس الجمهوريّة يجب أن يمثّل البلد بأكمله وليس حزب الله، ومن يفكر في اقتراحٍ مماثل فهو يحلم، اذ لا مقايضات ولا تسويات على حساب لبنان وسيادته ومهمة السلطة التنفيذية إعلاء مصلحة البلاد وليس محور الممانعة".
كلام جعجع جاء خلال حديث مع جريدة "كورييري ديللا سيرا" (Corrier Della Sera)، أجراه الصحافي أندريا نيكاسترو وتمحور حول المستجدات السياسيّة على الساحتين اللبنانيّة والاقليميّة.
وردا على سؤال عما إذا كان هجوم حماس في 7 تشرين الأول وردّ فعل إسرائيل يغيران الشرق الأوسط، أجاب جعجع: "إن الأهمية التاريخية لهذه الأشهر لن تتضح إلا بعد إنتهاء العمليات البرية داخل غزة. بالطبع، إذا انتشر الصراع خارج القطاع فسيكون الأمر أسوأ، لكن من الواضح أن ميزان القوى في الشرق الأوسط بدأ فعلياً يتغير". أما لجهة من الرابح ومن الخاسر، فعلّق قائلاً: " قبل الأزمة، كانت إيران تستعرض نفسها على أنها نمر المنطقة، لكنها الآن بدأت تظهر على حقيقتها بأنّها هرّة صغيرة خطاباتها وهميّة. هي التي ردّدت لعقود «على طريق القدس سنحرر القدس وفلسطين من هذا السرطان الذي هو إسرائيل". وفجأة، في السابع من تشرين الأول، وبينما كانت إسرائيل في حالة من الفوضى، ماذا فعلت إيران؟ أعلنت أنه لا علاقة لها بهجوم حماس وأنها لن تتدخل. ويبدو أن ميليشياتها الشيعية ليست قوية أو جاهزة كما ادعت وبالتالي الأمر لا يقتصر على خيانة حماس فحسب، بل إنكار سمعة طهران كحارس للقدس، ومدافع عن الفلسطينيين والمسلمين. إذاً التمثيليّة الإيرانية انفضحت".
أضاف: "طهران تعوّض تقاعسها من خلال أذرعها، وهي تفعل ذلك ضمن قواعد اشتباك دقيقة عملت حتى الآن على تجنب التصعيد ، لكن عندما يبدأ إطلاق النار ، يمكن أن يتدهور الوضع في أي لحظة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": هناك أفخاخ عدة زرعها بنيامين نتنياهو في صلب الورقة التي يعمل هوكشتاين على تسويقها، وأبرزها على الإطلاق شرط احتفاظ إسرائيل ب »حقّها » فيرصد أجواء لبنان بالطيران الحربي والمسيّرات، وبأن تكون لها صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في أي لحظة، إذا اكتشفت أنّ«حزب الله » أو أي طرف آخر يقوم مجدداً بالتسلح أو الانتظام عسكرياً.طبعاً،المفاوض اللبناني هرب من هذا البند باعتماد صيغة «حق كل من الطرفين في الدفاع عن النفس »، إذا اكتشف أنّ الطرف الآخر يخرق الاتفاق. ووفق الصيغة المتداولة، يتقدّم الطرف المشتكي باعتراضه إلى الهيئة المعنية بمراقبة الاتفاق،التي يرئسها جنرال أميركي، وهي تتولّى المعالجة. ولكن السؤال هو: ماذا لواعتبر الطرف الشاكي أنّ المعالجة لم تتمّ كما يجب؟ هل سيحصّل حقه بيده؟ أيهل يلجأ إلى القوة في التعاطي مع الطرف الآخر؟ هذه الصيغة التي طرحها لبنان، كبديل من النص القاسي الذي كان قد صاغه الإسرائيليون، تبقى أيضاً قاسية، وهي عملياً تخدم المصلحة الإسرائيلية في التنفيذ. فإسرائيل لا تحتاج إلى خرق القرار 1701 لتحافظ على قوة ردعها. وأما «حزب الله » فمضطر للحصول على السلاح من الخارج وتخزينه من أجل البقاء كقوة عسكرية، وإّ لّافإنّه سيصبح حزباً سياسياً لا أكثر. وكذلك، الإسرائيليون مؤهلون أكثر من«الحزب » لإقناع أركان الهيئة بوجهة نظرهم. فهي برئاسة أميركي وتضمّ دولاً أطلسية، بعضها يعتبر الجناح العسكري ل »الحزب » منظمة إرهابية، ما يعني أنّ احتمال تحرّك الهيئة ضدّ«الحزب » يفوق بكثير احتمال تحركها ضدّ إسرائيل. وللتذكير أيضاً، إسرائيل تمتلك قدرة عملانية كبيرة على ضرب أهداف لـ «الحزب » في لبنان، إذا قرّرت ذلك، فيما قدراته على القيام بالمثل ضدّها هي اليوم محدودة، وستكون محدودة أكثر بعد تنفيذ الاتفاق وتوقفه عن التزود بالسلاح.
في أي حال، ربما تكون صيغة «الدفاع عن النفس » هي أفضل ما استطاع المفاوض اللبناني تحقيقه، كبديل من الطرح الإسرائيلي القاضي بالتدخّل العسكري، في أي لحظة، علماً أنّ إيراده ضمن ملحق خاص بينهم وبين الأميركيين يشكّل إلزاماً إضافياً لواشنطن. والتدقيق في هذا الشرط يكشف أبعاداً بالغة الخطورة حاول المفاوض اللبناني تجنّبها .
في أي حال، قرار لبنان الرسمي ليس عنده. والمفاوض الفعلي هو إيران. فهل ستترك لإسرائيل أن تهزم «الحزب » نهائياً؟ وهل تعتبر أنّ «الحزب » في موقع ضعف في لبنان يفرض عليها الاستسلام؟ المطلعون على أجواء «الحزب » يقولون إنّ إيران لن توافق في أي شكل على انكسار «الحزب » أمام إسرائيل في لبنان، كما لم توافق على انكسار «حماس » في غزة، وستقاتل حتى النهاية سعياً إلى تدارك الخسارة. وهي تراهن على أنّ إسرائيل قد تتعب وتدفعها الظروف الدولية إلى تسوية أكثر توازناً تسمح ل «الحزب » بأن يحتفظ بقوته، وأن يبقى لها نفوذ من خلاله على حدود إسرائيل وشاطئ المتوسط. ففي الواقع،لن توافق طهران بأي ثمن على نهاية «حزب الله ». وفي الموازاة، لن توافق إسرائيل على نهاية الحرب الدائرة حالياً. ولذلك، سيراوح هوكشتاين طويلاً في الدوامة باحثاً عن تسوية. وسيناور بنيامين نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين واليمين المتطرف ويرفضون أي تسوية حتى يبلغوا أهدافهم المرسومة، في المراحل المقبلة من الحرب. وهذه الأهداف ستؤدي على الأرجح إلى إحداث تحولات جديدة في لبنان والمنطقة كلها.