السعودية من التشدد إلى الواقعية في الملف الرئاسي
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
رغم ازدحام الطريق الدولية إلى لبنان بالموفدين الأجانب، إلا أن الجمود السياسي لا يزال عنوان الاستحقاق الرئاسي الذي طرأت عليه ملفات أكبر، وضعته جانباً في الوقت الراهن، رغم تبدل مواقف بعض الدول المنضوية تحت لواء" الخماسية"، وانتهاجها معايير تبعث على التفاؤل إلى حد كبير.
لا شك أن هناك حساسية مفرطة تحكم عمل "اللجنة الخماسية" وسفرائها في لبنان، فهي لم تنجح في تجاوز خلافاتها والذهاب إلى توحيد المواقف وإلى "كلمة سواء" تحد من إطالة أمد الأزمة اللبنانية التي يعجز المعنيون في هذا البلد عن حلها من دون اليد الخارجية.
اختلف سفراء" الخماسية" على من يكون رئيس الوفد أو قائد المجموعة، هذا في الشكل. أما في المضمون فالمقاربات أيضاً تتضارب. ففي مقابل من يدعو إلى حل كامل ضمن سلة واحدة على غرار الطرح الأميركي الذي يسوق له موفد الرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين، فإن باريس تظن أن من مصلحتها الفصل بين الملفات الامنية والسياسية والدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، ولذلك تواصل الدفع بمبادرتها، وقدمت تنازلا من خلال طرح "الخيار الثالث" الذي ناقشه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع القوى السياسية والذي سيعيد التذكير به مجدداً في زيارته المرتقبة إلى بيروت.
في الأونة الأخيرة كثر الحديث عن احتمال أن تصبح الخماسية "سداسية"، وسط مساع تبذل لانضمام إيران اليها، إلا أن مصادر بارزة مطلعة على الموقف الايراني جزمت لـ"لبنان24" أن طهران لا تريد أن تكون "عضوا" في هذه اللجنة، ومرد ذلك أنها ترفض أن تكون عرضة للاتهامات من قبل بعض المكونات السياسية من أنها تتدخل في الشؤون اللبنانية، خاصة وأن هناك أراء عدة اليوم تجمع على أن جولات السفراء على القوى السياسية والحزبية وتحديدهم لمواصفات الرئيس تشكل خرقا للسيادة. ومع ذلك فإن التواصل على قدم ساق بين السفيرين الإيراني مجتبى أماني والسعودي وليد بخاري الذي تتوقع بعض المصادر أن يشارك في الاحتفال الذي يقيمه السفير أماني بمناسبة العيد الوطني الإيراني يوم الخميس المقبل في مبنى السفارة الجديد. كما أن المعلومات تؤكد أن طهران لن تكون بعيدة عن أجواء سفراء "الخماسية"، فالسفير السعودي سيكون الوسيط بين الدبلوماسي الايراني ودبلوماسيي "الخماسية"، وقد تظهر ذلك في اللقاء الذي جمع بخاري وآماني قبل اجتماع سفراء مصر، قطر، الولايات المتحدة، وفرنسا في دارة السفير السعودي في اليرزة، علماً أن التواصل دائم بين وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان والسعودي فيصل بن فرحان والبحث يتناول مجمل الملفات في المنطقة، مع الاشارة الى التواصل غير المباشر بين "دول الخماسية" وايران في مرحلة سابقة كان عبر دولة قطر.
المسلم به، وفق المصادر الايرانية، أن ايران لن تتدخل في الاستحقاقات الدستورية اللبنانية، صحيح أنها تتابع بدقة التطورات الجارية في لبنان، إلا أنها تبلغ من يراجعها بملفات محلية لبنانية بالقول " إذهبوا وتحدثوا مع حزب الله".
يظن بعض المراقبين أن اللقاء بين حزب الله والسفير السعودي بات قريباً، إلا أن مصادر مطلعة على أجواء الفريقين تنفي ذلك من دون أن تستبعده، فالموعد يتحدد وفق الظروف والتطورات التي ستفرض انعقاد اللقاء من عدمه. وتتوقف المصادر عند إيجابية استجدت في الموقف السعودي، فبعد أن أعلنت الرياض في مرحلة سابقة أعقبت انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، كما نقل عن مسؤوليها، أن لا رئيس من" فريق 8 آذار "من أجل الحد من سيطرة حزب الله على الحكم في لبنان، وتقليل نفوذه في البلاد، وان على الرئيس الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارين 1559 و1701، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ها هي اليوم ورغم أن سفيرها في مجالس ولقاءات عدة يبدي اهتماما بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، إلا أن مقاربتها للملف اللبناني أصبحت أكثر واقعية، فهي شطبت الشروط التعجيزية التي كانت قد وضعتها على "المرشح للرئاسة اللبنانية"، وتكتفي اليوم بدعوة المعنيين إلى ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني، ليستعيد لبنان دوره الفاعل في المنطقة ويلتزم مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي.
ما تقدم، يؤكد، وفق مصادر متابعة أن السعودية ستكون حاضرة في أي تسوية سترسم للبنان، أسوة بإيران والولايات المتحدة، علما أن هناك اقتناعا عند سفراء هذه الدول أن أي حل للوضع في الجنوب لا بد أن يكون قد سبقه تفاهم ضمني بين الخارج والداخل على انتخاب رئيس للجمهورية. ليواكب مفاوضات الترسيم البري، لكن كل ذلك يبقى رهن وقف اطلاق النار في غزة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة
كشف تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل دمرت 26 مبنى يوميا تقريبا جنوبي لبنان منذ 5 ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يتجاوز معدل الدمار الذي أحدثته أثناء صراعها مع حزب الله اللبناني بين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ولفت التقرير، بقلم المراسلتين آبي تشيزمان وميغ كيلي، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية تشكل انتهاكات لوقف إطلاق النار، لأن اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدد بعد ما الذي يعتبر انتهاكا للهدنة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزةlist 2 of 2وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماسend of listوقال أحد كبار أعضاء اللجنة الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مثل غيره بهذا التقرير "يتم خرق الاتفاق يوميا، وليس أمامنا إلا أن نفترض أنه لن يدوم وقد ينهار في أي لحظة".
الأضرار المكشوفةووجد التقرير أن إسرائيل توغلت في عدة مواقع جديدة جنوبي لبنان في أول 40 يوما من الهدنة التي ستنتهي في 26 الشهر الجاري، ودمرت إسرائيل مئات المباني المدنية بما في ذلك أثناء بحثها العشوائي عن مخازن أسلحة الحزب، وفق تحليل الصحيفة لبيانات أخذت من الأقمار الصناعية والصور على الإنترنت، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين ودبلوماسيين من الأمم المتحدة ومسؤولين غربيين ولبنانيين.
إعلانوحسب التحليل، منع الجيش الإسرائيلي المدنيين والصحفيين من دخول منطقة تبلغ مساحتها حوالي 518 كيلومترا مربعا في الجنوب منذ بدء وقف إطلاق النار، وفي الفترة ما بين 5 ديسمبر/كانون الأول و6 يناير/كانون الثاني تضرر أو دُمر أكثر من 800 مبنى في هذه المنطقة.
غارة إسرائيلية جنوبي لبنان (منصة إكس)كما شنّت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 غارة جوية أو صاروخية أو مدفعية في جميع أنحاء لبنان بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و6 يناير/كانون الثاني، وفقًا لمنظمة "بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة" التي تراقب النزاع.
وبحلول 27 ديسمبر/كانون الأول، كانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في 31 منطقة على الأقل في الجنوب اللبناني لم تكن وصلتها خلال الحرب، وفقا للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان.
وتشمل المناطق المتضررة الرئيسية يارون (8% من الأضرار بعد وقف إطلاق النار) ورأس الناقورة (14% من إجمالي الأضرار)، كفر كلا، حيث تم تدمير 65 مبنى منذ 5 ديسمبر/كانون الأول. ويفوق حجم الدمار ما كان عليه قبل وقف إطلاق النار، حسب تحقيق الصحيفة.
خرق مستمرونقل التقرير تأكيد قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) أن القوات الإسرائيلية لا تزال موجودة في معظم المناطق التي كان من المفترض أن تخليها على طول الحدود حسب بنود الاتفاق.
وقد أقر المسؤولون الأميركيون الأيام الأخيرة بأن الاتفاق قد لا ينفذ خلال الإطار الزمني الأصلي، وفي 24 ديسمبر/كانون الأول، اشتكى لبنان إلى الأمم المتحدة ولكن دون جدوى.
وقال دبلوماسيان للصحيفة إن اللجنة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار -التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل- لم تجتمع سوى 3 مرات فقط.
وأضاف دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تزالان تحاولان التوفيق بين خلافاتهما حول تفاصيله الاتفاق، بما في ذلك عملية انسحاب إسرائيل ودور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
إعلانوقال دبلوماسي أممي عن اللجنة "إنهم يبنون السفينة وهم يبحرون بها، ولا يبدو أن هناك خطة إستراتيجية على المدى الطويل".
وأضاف آخرون أن إسرائيل تتجاهل طلبات اللجنة بإبلاغها قبل تنفيذ الهجمات، إذ أنه بموجب الاتفاق، يجب أن تمر جميع التقارير بأي نشاطات عسكرية إلى اللجنة أولا حتى يتسنى للقوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل التحقيق في الأمر قبل أن تتخذ إسرائيل أي خطوة.
ومن جهته امتنع حزب الله عن شن هجمات جديدة، ولم يطلق سوى قذيفتين على مزارع شبعا المحتلة على الحدود السورية اللبنانية، ولكن مسؤولين لبنانيين حذروا من رده إذا ما استمرت الانتهاكات بعد انتهاء وقف إطلاق النار بعد 6 أيام، وفق التقرير.