تقع تركيا ضمن واحدة من أكثر مناطق الزلازل نشاطا في العالم نظرا لموقعها الجغرافي وبنيتها الجيولوجية. ويمتد صدع شمال الأناضول، من ولاية بينغول شرقا إلى أرزينجان ـ نيكسار ـ طوسيا ـ بولو غربا بطول حوالي 1600 كلم.

الفرع الشمالي للصدع الذي يتفرع من بولو إلى الغرب، يمر عبر دوزجة وصقاريا ( شمال غرب)، ويدخل بحر مرمرة من خليج إزميت، مارًا بجزر مرمرة، وسواحل قومبورغاز ـ سلوري ـ تكيرداغ، وخليج ساروس إلى شمال بحر إيجة ثم اليونان.

وبحسب القياسات الدورية، فإن سرعة حركة الصدع في هذا الفرع والتي تراوح بين 15-20 ملم/ سنة هي أعلى بكثير من غيرها، ولذلك فإن المنطقة تشهد حدوث حركات زلزالية بشكل متكرر أكثر في هذا الفرع والذي يسمى “الفرع الرئيسي”.

بدوره، يمتد الفرع الجنوبي للصدع عبر بحيرة بولو ـ كيوة ـ إزنيق، إلى مياه مرمرة من خليج “غملك” (بولاية بورصة)، ويمتد بموازاة الساحل الجنوبي نحو خليج أدرميت (ولاية بالق أسير). وينتج هذا الفرع أيضًا حركات زلزالية كبيرة، ولكن على فترات زمنية أكبر.

– تاريخ الزلازل في إسطنبول

إن معرفتنا بتاريخ الزلازل في إسطنبول، المدينة القديمة التي تعتبر شريان الحياة الأكثر اكتظاظًا بالسكان والاقتصاد في تركيا، ترجع إلى آلاف السنين.

لقد جرى توثيق أكثر من 100 زلزال في سجلات العصرين البيزنطي والعثماني، بعضها أثر على إسطنبول بشكل كبير.

ونظرًا لعدم وجود أجهزة قياس زلزالية قبل عام 1900، فليس من الواضح بالضبط حجمها وعلى أي صدع وقعت، ولكن المؤرخين ومن خلال السجلات التاريخية والأضرار المدوّنة، يقدمون جملة من التوقعات حول مصادر تلك الزلازل.

إن معرفة هذه المعلومات أمر في غاية الأهمية وذلك بحساب الاحتمالات المتعلقة بالزلازل المستقبلية. إضافة إلى ما سبق، نستطيع القول إن زلزالي عامي 1509 و1766 على الأقل (بالطبع هناك قبل وبعد) كانا بقوة تجاوزت 7 درجات، وتسببا بأضرار كبيرة في إسطنبول والمناطق المحيطة بها، وإن مصدرهما كان الصدع الرئيسي.

من ناحية أخرى، كشفت الدراسات التي أجريت مباشرة بعد زلزال 17 أغسطس/ آب 1999 في غولجوك، أنه تسبب في زيادة التوتر في الصدوع على الجهتين الشرقية والغربية.

ومن المعروف أيضا أن زلزال دوزجة (شمال غرب) الذي وقع في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1999، كان نتيجة زيادة التوتر في الصدع، وكان هناك توقعات تشير إلى اقتراب حدوث زلزال كبير في الجزء الغربي، أي في بحر مرمرة، منذ ذلك التاريخ.

إذا حدث زلزال كبير في مكان ما في الماضي، فإن زلازل مماثلة ستحدث في المنطقة نفسها مرة أخرى بعد مدة معينة.

أما بالنسبة إلى زلزال مرمرة، فعلى الرغم من عدم إمكانية تحديد وقته بالضبط، إلا أن احتمال حدوث زلزال كبير في المنطقة مرتفع للغاية.

لقد تم وضع مجموعة من السيناريوهات للكشف عن مكان وحجم الضرر الذي سيسببه الزلزال المحتمل.

الوضع الذي أظهرته السيناريوهات ليس مشجعًا، فالأماكن التي من المتوقع أن تتلقى أكبر قدر من الأضرار في حالة وقوع هذا الزلزال المحتمل هي المناطق الأقرب إلى شواطئ بحر مرمرة.

إن من القواعد الذهبية للسيطرة على آثار الزلازل هي عدم زيادة عدد السكان والمناطق الصناعية في الأماكن النشطة زلزاليًا، ونقل المنشآت والمرافق ذات الصلة خارج المناطق المحتملة للزلازل.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا أخبار الزلزال أخبار تركيا اخبار الزلزال

إقرأ أيضاً:

زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا

قالت وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية، اليوم الأربعاء، إن زلزالاً قوته 6.2 درجة هز منطقة واقعة قبالة ساحل جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا.


وذكرت الوكالة على منصة "إكس" أن الزلزال كان على عمق 81 كيلومترًا، مُستبعدة أن يؤدي إلى حدوث أمواج مد عاتية "تسونامي".
ورغم قوة الزلزال، فإنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار، حتى الآن.

وكانت إندونيسيا قد أحيت في ديسمبر الماضي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي، إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث.
وتسبب زلزال قوي بلغت قوته9.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل جزيرة سومطرة الإندونيسية في 26 ديسمبر 2004 في حدوث تسونامي أدى إلى مقتل حوالي 230 ألف شخص في نحو 12 دولة.

كما تسبب في تشريد 1.7 مليون شخص معظمهم في البلدان الأربعة الأكثر تضررا، إندونيسيا، وسريلانكا، والهند، وتايلاند.

ولقي أكثر من 170 ألف شخص حتفهم في إندونيسيا وحدها جراء تلك الكارثة.

مقالات مشابهة

  • خبير يكشف سر الوميض الأبيض خلال زلزال تركيا المدمر
  • تركيا تحيي الذكرى الثانية للزلزال المدمر
  • تركيا.. العلماء يحذّرون من «زلازل مدمّرة» وانهيار 100 ألف مبنى!
  • زلزال يضرب منطقة بركانية في نابولي
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب شمال غرب الصين
  • زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب ساحل جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا
  • بقوة 4.3 درجة.. زلزال يضرب أفغانستان
  • زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا
  • اليونان.. النشاط الزلزالي المتكرر يثير «الخوف» والمئات يرحلون (فيديو)
  • وزير: 1.5 مليون مبنى معرضين للخطر إذا ضرب الزلزال إسطنبول