NYT توثق احتفال جنود الاحتلال بتدمير غزة والسخرية من أهلها
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنها تحققت من صحة مقاطع فيديو لجنود إسرائيليين قاموا بعمليات تدمير واسعة للمنازل وعمليات تخريب في قطاع غزة، ضمن حملة انتقامية ممنهجة تخالف الاتفاقيات والأعراف الدولية.
ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريرا حول مقاطع الفيديو التي ينشرها الجنود الإسرائيليون أثناء العمليات في غزة، قالت فيه إنها تمكنت من تجميع وتحليل عدد كبير من هذه المقاطع لتتأكد من صحتها وتستنتج ما تكشفه من تدمير واسع النطاق للمباني المدنية والسخرية من سكان القطاع، في ما اعتبره خبراء قانونيون دليلا محتملا على ارتكاب انتهاكات لاتفاقيات جنيف.
وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المقاطع توفر فرصة نادرة لعرض سلوك الجنود وما يحدث في قطاع غزة بعيدا عن القنوات الرسمية. وفي أحدها يظهر جندي يرفع إبهامه أمام الكاميرا بينما يقود جرافة في طريق في بيت لاهيا في شمال القطاع، دافعا سيارة محطمة أمامه نحو مبنى نصف مدمر. وقد كتب على الفيديو المنشور في تيكتوك: توقفت عن احتساب عدد الأحياء التي مسحتها.
دعوة لبناء مستوطنات
وتضيف الصحيفة أنها تمكنت من مراجعة المئات من هذه الفيديوهات، وبعضها يعرض جوانب مثيرة من حياة الجنود، مثل الأكل والغناء والتنزه وتوجيه الرسائل لأحبائهم. فيما تكشف أخرى عن عمليات تخريب لمحلات وفصول داخل المدارس، وإطلاق تعليقات مسيئة ضد الفلسطينيين، وتجريف ما يبدو أنه مناطق مدنية، والدعوة لبناء مستوطنات إسرائيلية في غزة، وهي الفكرة المثيرة للجدل التي يروج لها سياسيون من اليمين المتطرف.
وتنبه الصحيفة إلى أن بعض هذه المنشورات تعد خرقا لقواعد الجيش الإسرائيلي التي تقيد استخدام الجنود لوسائل التواصل الاجتماعي، وتمنع بشكل خاص نشر محتوى يمكن أن "يؤثر بالسلب على صورة الجيش ونظرة الرأي العام له"، أو يعرض سلوكات تسيء للكرامة الإنسانية. وقد أصدر الجيش بيانا استنكر فيه هذه المقاطع المنشورة من طرف جنوده واطلعت عليها نيويورك تايمز.
ولكن تشير الصحيفة إلى أن نشر مثل هذه الفيديوهات من الميدان متواصل، في تذكير بأن شبكات التواصل الاجتماعي غيرت طبيعة الحرب في هذا العصر. إذ أنه حتى في روسيا وأوكرانيا ينشر الجنود الآن مقاطع مصورة مباشرة من الجبهة، منها مقاطع لعمليات قتالية، ومنها ما تم تصويره من كاميرات مثبتة على خوذات الجنود، إلى جانب مقاطع تكشف عن تعذيب وإعدامات.
وفي ظل المراقبة المكثفة لحرب إسرائيل على غزة، تعرضت العديد من مقاطع الفيديو التي ينشرها الجنود لانتقادات حادة. حتى أن أحدها تم عرضه كدليل وخمسة مقاطع أخرى تمت الإشارة إليها، خلال الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وتقول الصحيفة إنها تمكنت من تتبع مصدر أكثر من خمسين مقطع فيديو وصولا إلى مصدرها في الوحدات الهندسية للجيش الإسرائيلي، وهي تظهر استخدام جرافات وحفارات ومتفجرات لتدمير ما يبدو أنه منازل ومدارس ومبان أخرى مدنية. وقد عبر خبراء حقوقيون عن قلقهم بشأن حجم الدمار في مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، مشيرين إلى أن المعايير الدولية للحرب تنص على وجود ضرورة واضحة لتدمير الممتلكات المدنية.
وتوضح الصحيفة أنها قامت بالتثبت من مقاطع الفيديو من خلال تحديد تاريخ تصويرها ومواقعها، أو التأكد من الجنود الذين يظهرون فيها ووجود الوحدات التي ينتمون لها في قطاع غزة في وقت نشر الفيديو على الإنترنت. وقد طلبت تعقيبا من هؤلاء الجنود الذين صوروا ونشروا هذه المقاطع، ولكنهم امتنعوا عن الإجابة.
قاعدة "نوفا بيتش"
بحسب الصحيفة، أقامت القوات الإسرائيلية قواعد لها على طول شاطئ شمال غزة، وقد أصبح الجنود يسمون هذه المنطقة "نوفا بيتش" أو شاطئ نوفا، نسبة إلى مهرجان الموسيقى الذي تمت مهاجمته في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. هذه المنطقة المحاذية للشاطئ كانت قبل الحرب مكونة من منازل لعائلات غزة ومشاريع زراعية، والآن بات الجنود يصورون فيها مقاطع فيديو، على غرار ذلك نشره في تشرين الثاني/ نوفمبر مجند من الاحتياط يعمل أيضا كمنسق أغاني، وفيه يظهر منزل عائلة من غزة مدمر تماما، مع أغنية إسرائيلية ساخرة اسمها "هذا كان منزلي"، انتشرت بدورها بين الجنود خلال الأشهر الماضية للسخرية من الفلسطينيين.
ونبهت الصحيفة إلى أنها مباشرة بعد تواصلها مع إدارة تطبيق تيك توك للاستفسار حول هذه الظاهرة، تم حذف المقاطع المعنية من المنصة. وقال مسؤول في تيك توك إنها تعتبر خرقا لقواعد الشركة وسياستها ضد خطاب وسلوك الكراهية. فيما امتنعت شركة ميتا المالكة لتطبيقي فيسبوك وإنستغرام عن الرد على استفسارات الصحيفة.
في مقاطع أخرى اطلعت عليها الصحيفة، تم تصويرها في تخوم خانيونس في جنوب القطاع مع بداية كانون الثاني/ يناير، يمكن رؤية جنود الوحدات الهندسية وهم يدخنون الأرجيلة قبل الانفجارات التي تهز مبان سكنية في الخلفية، ثم يرفع هؤلاء الجنود أكواب الشراب لتهنئة بعضهم.
وتأكد الصحيفة أن أربعة خبراء قانونيين اطلعوا على مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، حول تدمير مبان وتجريف مناطق عديدة في القطاع، وبعد التثبت من صور الأقمار الصناعية، أكدوا أن هذه المعطيات يمكن استخدامها لإثبات ارتكاب عمليات تدمير غير قانوني، وهي انتهاك لاتفاقيات جنيف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تدمير غزة الفلسطينيين الحرب فلسطين غزة تدمير جنود الاحتلال الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مقاطع الفیدیو هذه المقاطع إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإعلام العبري يتحدث عن مرارة الانسحاب من نتساريم.. هذه حالة الجنود المغادرين
قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجنود الإسرائيليين غادروا محور نتساريم "مفرق الشهداء)، الذي أقامه جيش الاحتلال، وهم "يذرفون الدموع ويشعرون أن ما فعلوه لأكثر من عام بغزة يذهب هباء".
قال المراسل العسكري للقناة الـ14 الإسرائيلية هاليل روزين "يمكنني أن أخبرك أن المقاتلين الذين غادروا ممر نتساريم غادروا وهم يبكون، وقالوا إنهم يشعرون أن كل ما فعلوه على مدار أكثر من عام في قطاع غزة قد ذهب هباء".
وأضاف أن "هذا الأمر يثير الغضب، كانت التكلفة سابقا هي الإفراج عن أسرى أمنيين، أما اليوم فقد أصبحت التكلفة عملياتية، لأن شمال القطاع بات الآن مكشوفا، سيضعون (المقاومة) لنا عبوات ناسفة تحت الأرض وسيزرعون ألغاما في أماكن لم نعمل فيها بعد".
وأوضح روزين، أنه "إذا كان هناك آلاف المسلحين في منطقة بيت حانون وجباليا، فقد يرتفع العدد الآن إلى أكثر من 10 آلاف وسيكون في انتظارنا -في حال عدنا للحرب- قتال عنيف ومكثف لا يقل عما رأيناه من قبل".
وأشار المراسل العسكري، إلى أن "التحصينات التي ستقام والأسلحة التي سيتم تهريبها تجعل أي عملية عسكرية مستقبلية أكثر خطورة وتعقيدا"، واعتبر أن هذا الأمر "يمثل ضربة كبيرة لكل الجهود التي بذلتها قواتنا في القطاع، والآن، يبدو أن كل ذلك يُهدر تماما".
وفي وقت سابق الاثنين، انسحب جيش الاحتلال من محور نتساريم بعدما توصلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن ستة أسرى إسرائيليين بينهم الأسيرة أربيل يهود مقابل السماح اعتبارا من صباح اليوم للمهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
ومع انسحاب جيش الاحتلال من نتساريم -الذي أنشأه مع بدء عمليته البرية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تدفق عشرات آلاف النازحين عبر طريقين رئيسيين، أحدهما شارع الرشيد الذي شهد مَسيرات طويلة للعائدين سيرا على الأقدام، بينما بدأ آلاف آخرون بالمرور بمركباتهم من جنوب قطاع غزة عبر محور نتساريم.
وجاءت عودة الفلسطينيين المهجرين إلى شمال القطاع بعد أشهر من القصف الإسرائيلي والحصار الذي أدى إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا، ورافقت ذلك ظروف معيشية قاسية من تجويع وعرقلة وصول المساعدات الغذائية، مما جعل رحلة العودة بمثابة لحظة استثنائية تحمل الأمل والألم في آن واحد.
ويوم 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن.