وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، ضمن جولته الخامسة في المنطقة، في حين جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه بمواصلة الحرب في قطاع غزة بعد ساعات من رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح إطار للتهدئة وتبادل الأسرى.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن اليوم الأربعاء المسؤولين الإسرائيليين لبحث صفقة تبادل الأسرى المحتجزين في غزة، وسير العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، والتصور الإسرائيلي للمرحلة المقبلة.

وكانت حركة حماس أعلنت أنها سلمت ردها على اتفاق الإطار لقطر ومصر بعد تشاور القيادات في الحركة، إضافة إلى فصائل المقاومة.

وقالت الحركة إنها تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، لضمان وقف إطلاق نار شامل وإنهاء العدوان ورفع الحصار وتبادل الأسرى.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن مطالب حماس تضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين بينهم شخصيات بارزة، مقابل إفراجها عن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم في غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هناك "بعض التحرك" إزاء اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، واصفا رد حماس بأنه "مبالغ فيه نوعا ما" ولكنه قال إن المفاوضات ستستمر.

هدنة ممتدة

وفي وقت سابق، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن "ما نحاول القيام به في الصفقة التي يجري العمل عليها هو التوصل لفترة توقف طويلة".

وجاء في حديثه: "نهدف لصفقة تتضمن توقف الحرب لفترة طويلة".

وأضاف أن فترة التوقف الطويلة ستسهم في الإفراج عن المحتجزين وإدخال المساعدات وخفض مستوى العنف بشكل عام.

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لها للتوصل إلى هدنة ممتدة يخرج خلالها المحتجزون في غزة، مضيفا أن واشنطن ملتزمة باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي للمضي قدما نحو سلام عادل ودائم.

كما قال إنه سيبذل قصارى جهده في مناقشة اتفاق الإطار مع إسرائيل لتجديد وتوسيع الهدنة في غزة وإخراج المحتجزين.

وأعرب بلينكن عن تقدير واشنطن الشراكةَ مع قطر ودورها الأساسي الذي وصفه بأنه لا غنى عنه في الوساطة.

نتنياهو رفض مطالب حماس وجدد تمسكه بمواصلة الحرب على غزة (الفرنسية) رفض إسرائيلي

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبق لقاء بلينكن بتمسكه بمواصلة الحرب "حتى القضاء على حماس".

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن مطلبَي حماس الرئيسيين يتمثلان في وقف إطلاق النار بشكل كامل ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإطلاق أسرى فلسطينيين بارزين.

وأشارت الوكالة إلى أن نتنياهو رفض مطالب حماس، وأكد أن إسرائيل ملتزمة بمواصلة هجومها حتى "النصر الكامل" على حماس وإعادة جميع المحتجزين لديها. كما رفض الدعوات الأميركية لإقامة دولة فلسطينية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين -لم تسمهم- قولهم إن حماس قالت نعم لإطار العمل، لكنها وضعت شروطا مستحيلة.

ووفقا للمسؤولين، فإن إسرائيل لن تتوقف عن القتال، وأضافوا أن رد حماس في ظل الظروف الحالية يبدو "جوابا سلبيا"، حسب قولهم.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن سقوط أزيد من 27 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير المدن بالكامل وتهجير وتجويع السكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بمواصلة الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل.. وثيقة رسمية تكشف تصور تل أبيب لاتفاق محتمل مع حماس

نشرت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، فحوى ما قالت إنها وثيقة رسمية إسرائيلية تكشف تصور تل أبيب لبنود اتفاق محتمل مع حركة "حماس".

 

ووفق الهيئة، فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) وافق على الوثيقة في مايو/أيار الماضي ولم يتم الإعلان عنها.

 

والغرض من الاتفاق المحتمل، كما جاء في أعلى الوثيقة المكتوبة بالعبرية، هو "إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين في غزة من مدنيين وجنود، أحياء أو أموات".

 

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

 

وأضافت الوثيقة أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيكون "مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، واستعادة الهدوء المستدام".

 

وزادت بأن تل أبيب طالبت بترحيل أكثر من 50 أسيرا فلسطينيا إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

وحسب الوثيقة، ستنسحب إسرائيل من محور نتساريم وسط غزة، وتفكك مواقعها ومنشآتها العسكرية بالكامل، مع إيجاد آلية لمنع عودة المسلحين (المقاتلين الفلسطينيين) إلى شمال القطاع.

 

ومن اللافت عدم ذكر محور فيلادلفيا (جنوب) على الحدود بين غزة ومصر في الوثيقة وما إذا كانت إسرائيل ستنسحب منه أم لا.

 

ومنذ اليوم الأول من تنفيذ الصفقة، ستسمح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، بينها الوقود، بمعدل 600 شاحنة يوميا، وفق الوثيقة.

 

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

 

وضمن المرحلة الأولى "الإنسانية" من الصفقة، وفق الوثيقة، ستطلق حماس سراح الأسيرات أولا، بواقع 3 أسيرات "مدنيات" في اليوم الأول و4 في اليوم السابع.

 

وبعدها، ستطلق سراح 3 أسرى إسرائيليين أسبوعيا، مع إعطاء الأولوية للنساء المتبقيات (مدنيات ومجندات)، وأخيرا إعادة جثث الأسرى المتبقين، حسب الوثيقة.

 

وقالت هيئة البث إن إسرائيل، وبناء على توصية فريق التفاوض، تطالب بقائمة تضم أسماء أسراها الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.

 

ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تبدأ، مع انطلاق المرحلة الأولى من الصفقة، إعادة تأهيل البنية التحتية (التي دمرتها إسرائيل) وإزالة الركام وإدخال ما لا يقل عن 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، وفق الهيئة.

 

أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فقالت هيئة البث إنه تمت صياتها بشكل مقتضب جدا في الوثيقة، عبر "فقرة واحدة، ولا تتضمن عبارة وقف الحرب، بل وقف دائم للعمليات العسكرية وأي نشاط عدائي، ودخول الهدوء حيز التنفيذ".

 

وعلى مدار أكثر من عام، تؤكد حماس استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار 2024 على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.

 

ونقلت هيئة البث عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها إن "الفجوة لا تزال كبيرة بين الوثيقة، التي تم تحويلها رسميا إلى الوسطاء (مصر وقطر) وحماس، وبين ما تتم مناقشته في قطر".

 

وحتى الساعة 20:15 "ت.غ" لم تعقب "حماس" ولا مصر وقطر على تقرير هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

 

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


مقالات مشابهة

  • بلينكن يتحدث عن اتفاق قريب جدا بصفقة التبادل
  • بلينكن : إبرام اتفاق هدنة في غزة قريبا للغاية
  • هاليفي يتوعد بمواصلة الحرب في غزة
  • إسرائيل.. وثيقة رسمية تكشف تصور تل أبيب لاتفاق محتمل مع حماس
  • هاليفي يتوعد من جباليا بمواصلة الحرب في غزة
  • بعد تهديدات "ترامب".. حماس تتمسك بإنهاء الحرب على قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: الصفقة مع حماس قد تنقل قرار الحرب من غزة إلى الضفة الغربية
  • تظاهرة أمام مقر وزارة الحرب الصهيونية تطالب بإتمام صفقة التبادل
  • إعلام عبري: حماس تريد هدنة أسبوع قبل تأكيد من هو حي أو ميت في قائمة المحتجزين لديها
  • هيئة عائلات المحتجزين: علينا قبول طلب حماس بوقف الحرب مقابل إطلاق سراح أبنائنا