كيف يتخذ أطباء غزة قرارات مؤلمة بسبب نقص المعدات؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
قال أطباء إن النقص الحاد في العاملين والمعدات بالمستشفى الأوروبي في غزة يدفع الفرق الطبية إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من يقبلونه، الأمر الذي يتسبب في ترك مرضى كثر بلا علاج رغم معاناتهم من إصابات خطيرة.
وذكر الأطباء أن المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس بجنوب غزة كان مخصصا لاستيعاب 240 شخصا فقط، لكنه يعالج حاليا حوالي ألف مريض، في وقت يحتمي فيه العديد من النازحين في أروقته.
وقال جراح التجميل أحمد المخللاتي "نضطر في أيام كثيرة إلى الاختيار بين المرضى بحسب الأولوية"، مضيفا أن هذا يعني التركيز على من لديهم فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة والتخلي عمن هم "في وضع سيئ و(بحاجة) إلى الكثير من الرعاية".
وأضاف "فقدنا العديد من المرضى لأننا لم نتمكن من تقديم الخدمة. لم نكن نستقبل في وقت ما أي مريض يعاني من حروق شديدة لأننا نعلم أن الطاقة الاستيعابية في وحدة العناية الفائقة لا يمكنها التعامل مع هذا الأمر".
وتحدث المخللاتي عن إجراء عمليات بتر لمرضى فقدوا عائلاتهم بالكامل، قائلا إنه كان ينفجر بالبكاء في كثير من الأوقات "لأننا غير قادرين على تقديم الرعاية بالطريقة المطلوبة".
واستشهد أكثر من 27 ألف شخص، وأصيب 66 ألفا في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتوقف معظم مستشفيات القطاع عن العمل، وتعرض بعضها للقصف المباشر أو المداهمة، في حين تتعرض المستشفيات التي لا تزال تعمل لضغوط متزايدة مع اقتراب القوات الإسرائيلية منها.
نقص في أبسط المواد
واشتكى جراح الوجه ثائر ضيف الله من النقص حتى في أبسط المواد الأساسية.
وقال "أود أن أقول إن الرعاية الصحية في انهيار كامل وستستغرق عودتها إلى الوضع الطبيعي سنوات".
وصرح المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا اليوم الثلاثاء بأن المستشفيات القريبة، مثل مستشفى الأمل الذي تعرض للقصف عدة مرات في الأسابيع القليلة الماضية، قد تجد صعوبة في البقاء مفتوحة.
وقال في مؤتمر صحفي بجنيف "لا أريد حتى أن أفكر في احتمال إغلاق مستشفى الأمل في الأيام المقبلة، لكن الحقيقة هي أنه إذا لم يتغير الوضع فسيكون من الصعب جدا استمرار الأنشطة في المستشفى".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حصار مستشفى كمال.. عدوان يدخل يومه العاشر ونقص حاد في الكوادر الطبية
علق مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، اليوم الأربعاء، على الأوضاع الكارثية التي يعاني منها المشفى في ظل استمرار حصاره لليوم العاشر على التوالي.
وقال أبو صفية في إفادة صحفية اليوم، أن الوضع داخل مشفى كمال عدوان صعب جدا وما زال الطاقم الطبي والمرضى محاصرين داخل أروقة المشفى.
وأشار إلى أنه قبل 10 أيام تم اعتقال أغلب الكادر الطبي ولم يتبق رفقة أبو صفية دخل المشفى سوى طبيبن وعدد من الممرضين.
وأضاف أن المشفى فقد عددا من الجرحى لعدم وجود تخصصات جراحية وذلك لأن أغلب الحالات تأتي مشيا على الأقدام وتحتاج لتدخل جراحي.
وشدد على أن القوات الإسرائيلية منعت إدخال طواقم جراحية إلى المشفى بعد اعتقال الطواقم الطبية الأساسية فيه، كما تتوفر مركبة إسعاف واحدة في مناطق شمال قطاع غزة، وبالتالي كثير من المصابين يموتون في الشوارع لعدم مقدرتهم الوصول إلى المشفى، مؤكدا خطورة الوضع هناك.
وذكر بأن القوات الإسرائيلية قصفت مباني المشفى بشكل مباشر وعشوائي خلال ليومين الماضيين ما أسفر عن إصابة أطفال وطواقم كانت تقدم الخدمة في المكان.
وقال: "للأسف ناشدنا العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية ولم نحصل على إجابة".
وأعلن مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة نهاية شهر أكتوبر الماضي توقف كامل خدمات العمليات الجراحية من جراء القصف الإسرائيلي المستمر، مؤكدا انهيار المنظومة الصحية داخل المشفى بشكل كامل.
وأكد أن "المستشفى محاصر بالكامل وتم اعتقال كل الكوادر الطبية باستثنائه مع طبيب آخر".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور خليل دقران إن طبيبا واحدا فقط تبقي في مستشفى كمال عدوان، في ظل غارات إسرائيلية استمرت عدة أيام.
وحث المنظمات الدولية على إرسال طاقم طبي إلى المستشفى في شمال القطاع، قائلا إن المرضى هناك "ينزفون حتى الموت بسبب نقص الرعاية المناسبة".
وكانت إسرائيل قد قالت في وقت سابق، إن قواتها اعتقلت "حوالي 100 إرهابي" في المستشفى قبل الانسحاب منه، مدعية أن عناصر حركة حماس كانوا يستخدمون المستشفى، الذي يقع داخل مخيم جباليا للاجئين، وهو ما ينفيه مسؤولون صحيون في غزة.
وقال أبو صفية، الأحد، إن القوات الإسرائيلية استهدفت ليلة الأحد مربعات سكنية في محيط المشفى ما أثار خوف ورعب المرضى المتواجدين في مرافقة.