ميدل إيست آي: كيف يرصد الحوثيون السفن التي يستهدفونها في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
ذكر موقع Middle East Eye في تقرير، أن الحوثيين يستغلون الكمية الكبيرة من المعلومات الاستخباراتية البحرية المتاحة لأغراض تجارية، من أجل تحديد مواقع الحاويات وشن هجمات ضدها في البحر الأحمر، وذلك حسبما قال مسؤولو دفاع غربيون حاليون وسابقون وخبراء بحريون.
يجسد استخدام الحوثيين بيانات الملاحة الخاصة بالسفن التجارية والمتاحة للجمهور، والمعلومات الأخرى التي يستطيعون الحصول عليها عبر الاشتراكات المدفوعة في مواقع الاستخبارات البحرية، حالةً غير مسبوقة بالنسبة لإحدى الجماعات المدعومة من إيران التي تستغل المعلومات مفتوحة المصدر، المتاحة على نطاق واسع في الغرب، ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
يتواصلون مباشرة مع السفن!
قال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة Dryad Global المتخصصة في استشارات المخاطر البحرية والأمن: "أظهر الحوثيون أنه من خلال استخدام حاسوب، مع إمكانيةٍ للوصول إلى شبكة الإنترنت، وربما بمساعدة شبكة خاصة افتراضية (VPN) وحسب، ما هو كم البيانات المتاحة في المجال البحري"، وذلك خلال حديثه مع موقع Middle East Eye.
في حديثهم مع موقع Middle East Eye، يقول مسؤولو الدفاع الغربيون وخبراء الاستخبارات البحرية، إن نقطة البداية في هجمات الحوثيين تتمثل في تحديد الهوية الأساسية للسفن وبيانات الملاحة التي يستطيع أي شخص بدءاً من مبتدئي مواقع التواصل الاجتماعي المتطفلين، وصحافيي التحقيقات، والقوات البحرية القوية، استخدامها لتتبع مسار السفن.
تبث الحاويات مواقعها عبر أجهزة إرسال واستقبال ساتلية، تعرف بـ"أنظمة تحديد الهوية الآلية (AIS). ومن خلال إشارة عبر أنظمة AIS، يمكن التقاط موقع أي سفينة ومسارها. يقول رانسلم إن مواقع إلكترونية مثل MarineTraffic توفر بيانات متعلقة بأنظمة AIS، ولكن يمكن الحصول عليها أيضاً عن طريق هوائي استقبال وجهاز استقبال منزلي.
ومن ثم فإن السفن التي تسافر عبر البحر الأحمر تتواصل مباشرة مع الحوثيين عبر أنظمة AIS. إذ تستخدم هذه السفن الأنظمة المذكورة لإرسال إشارة بأنها تسافر وعلى متنها طاقم صيني أو تركي؛ كي تثني الحوثيين عن مهاجمتها. وتقول سفن أخرى إنها ليس لديها صلة بإسرائيل، أملاً في تجنب استهدافها.
صحيحٌ أن بيانات أنظمة AIS تمثل نقطة البداية بالنسبة للحوثيين، لكن المواقع المجانية التي على شاكلة Marine Traffic لا تتيح التتبع عبر الأقمار الصناعية، وهو ما سيحتاج الحوثيون إليه لاستهداف الحاويات بنجاعة، وذلك حسبما قالت ميشيل ويزه بوكمان، المحللة البارزة في مجال الشحن لدى شركة Lloyd's List Intelligence خلال حديثها مع موقع Middle East Eye.
فضلاً عن إمداد الحوثيين بالصواريخ الباليستية المتطورة ومكونات صواريخ كروز، تقول الولايات المتحدة إن طهران تزوّد الحوثيين بمعلومات استخباراتية في الوقت الفعلي وخبراتها من أجل شن هجماتها.
لكن الطريقة التي من خلالها قد تجد إحدى السفن نفسها على قائمة الاستهدافات الخاصة بالحوثيين، لا تزال أمراً غامضاً ونقطة جدال داخل دوائر الدفاع.
قال مسؤول دفاعي غربي إنه حتى وكالات الاستخبارات الغربية غير متأكدة تماماً من هوية الشخص الذي يختار السفن المستهدفة. ويعتقد هذا المسؤول أن الحوثيين يجمعون معلوماتهم بأنفسهم حول الأهداف؛ عن طريق البيانات مفتوحة المصدر والرادار، لكن الإيرانيين "يضعون الضوابط على كل عملية".
جدار الحماية
يملك الحوثيون تقليداً بحرياً يمتد منذ قرون ويمكنهم الاعتماد عليه، ويقول رانسلم إن شركته اكتشفت نماذج من الاقتراب المثير للشكوك من الحاويات عن طريق قوارب "الداو" الشراعية" وأوضح أنها "بعد ساعات قليلة، تتعرض نفس هذه الحاويات للهجوم".
وأوضح: "إنها حالة نموذجية من الاستطلاع البصري على الطراز القديم"
يحاط مجال الشحن بالسرية؛ إذ إن البضائع التي تبحر في أعالي البحار تعد بطبيعتها من الأعمال التجارية العالمية. فربما يكون مُلَّاك سفينة ما ومشغلوها وعقود امتيازها، ينتمون إلى بلاد مختلفة. وفي غضون ذلك، قد يتغير مالك حاوية ما عدة مرات في عام واحد، وتكون هويته غامضة خلف طبقات من الشركات الوهمية.
ويقول الخبراء البحريون إنه بالإضافة إلى اسم السفينة، قد يرغب ضباط الحوثيين في مراتب القيادة في معرفة رقم تسجيل السفينة (IMO).
وهذه الأرقام السبعة تكون مميزة وتُكتب على الجزء الخارجي من الحاويات وتوفر أثراً ورقياً حول أنشطتها. ولكن حتى مع معرفة رقم تسجيل السفينة، يحتاج تعقب ملاك السفينة المستفيدين مستوى محدداً من المهارة.
في الغرب، يستخدم المحققون وشركات التأمين قواعد بيانات مثل قاعدة بيانات Lloyd's List، التي تتطلب اشتراكاً مدفوعاً يبلغ آلاف الدولارات سنوياً.
لدى موقع Marine Traffic وقاعدة بيانات Lloyd's list عملية تدقيق لمعرفة مستخدميها، ويصعب دخول هذه المواقع من اليمن وإيران. لكن الخبراء يقولون إن الاستخبارات الإيرانية واستخبارات الحوثيين، يستطيعون تجاوز ذلك بسهولة.
قالت ميشيل، من Lloyd's List Intelligence: "إذا كان الحوثيون وإيران لديهم قدرة على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية من الأشخاص الذين لديهم خلفية تتعلق بالشحن التجاري، سيكون من السهل نسبياً تحديد الملاك المستفيدين بدون الاعتماد على المعلومات التي يجري الحصول عليها عن طريق الاشتراكات المدفوعة".
قالت الولايات المتحدة إن الحوثيين يستهدفون السفن في البحر الأحمر بدون تمييز، لكن ديرك سيبلز، خبير الأمن البحري لدى شركة Risk Intelligence، وهي شركة تقييم مخاطر دنماركية، قال إن تلك كانت "حجة سياسية، غير مدعومة بالأدلة المتاحة"
وأوضح في حديثه مع موقع Middle East Eye: "تعرَّض الحوثيون لأضرار جانبية، لكنهم بشكل عام كانوا دقيقين بدرجة كبيرة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي السفن التجارية أمريكا البحر الأحمر عن طریق
إقرأ أيضاً:
سقوط مقاتلة أمريكية.. أبرز التطورات في البحر الأحمر
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم الأحد، عن سقوط إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر، مما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة، وذلك بعد ساعات من تنفيذه ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء،
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إنه تم إنقاذ الاثنين وأصيب أحدهما بجروح طفيفة، والحادثة لا تزال قيد التحقيق.
وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز إف/إيه-18 هورنت كانت تحلق فوق حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي جيتيسبيرج، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.
تطورات البحر الأحمرقالت القيادة الوسطى الأمريكية "سنتكوم" في بيان إن القوات الأمريكية أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة هجومية عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.
وأضافت، أن هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأمريكية وسفن الشحن التجارية.
وتابعت، تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأمريكيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية.
ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، فيما يعتبرونه دعما للفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2026، وأدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وأدّت هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية هذه إلى اضطرابات كثيرة في حركة النقل البحري في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية.
خسائر الحديدةوقالت جماعة الحوثي اليمنية، إن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة منذ 20 يوليو الماضي حتى 19 ديسمبر خلفت خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.
وجاءت الإحصائية خلال مؤتمر صحفي عقده وزير النقل في حكومة الحوثي محمد قحيم بحضور قيادات حوثية وفريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" حول تداعيات استهداف إسرائيل لموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وأوضح بيان صادر عن المؤتمر الصحفي أن مؤسسة موانئ البحر الأحمر لا تزال تعاني من تبعات الأضرار السابقة للغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة الثلاثة.
ولفت إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تسببت بأضرار جسيمة في المعدات والبنية التحتية لميناء الحديدة والتي طالت الكرينات (الرافعات) الجسرية ومحطة الكهرباء واللنشات القاطرة المساعدة للسفن بإجمالي خسائر تقدر بنحو 313 مليون دولار.
واعتبر البيان تدمير الموانئ اليمنية انتهاكا صارخا لمبادئ وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومنها اتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولات الملحقة بها والتي تجرم استهداف المرافق الحيوية التي لا غنى للناس عنها كالموانئ والمنشآت الاقتصادية باعتبارها من الأعيان المدنية المحظور استهدافها.
اقرأ أيضاًالجيش الأمريكي يسقط إحدى مقاتلاته بالخطأ فوق البحر الأحمر
الجيش الأمريكي يعلن شن ضربات في سوريا أسفرت عن مقتل 35 مسلحا
الجيش الأمريكي يشن ضربات جوية على معسكرات لتنظيم داعش في سوريا