استئصال ورم عضلي على شكل بطن امرأة حامل بنجاح في مستشفى أستر بالمنخول
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
عرض مستشفى أستر منخول مؤخراً حالة رائعة ونادرة جداً تسلط الضوء على الحل الناجح لحالة معقدة لدى السيدة جيسيكا ديليس سانتوس، وهي امرأة فلبينية تبلغ من العمر 33 عاماً، كانت قد خضعت لعملية استئصال ورم عضلي تحت رعاية د. كارولين ألفين جينيتا، أخصائية أمراض النساء والولادة الخبيرة في مستشفى أستر، المنخول.
كان للسيدة سانتوس تجربة في استئصال الورم العضلي في عام 2011، دون متابعة منتظمة حتى عانت من آلام شديدة في المعدة ونزيف حيض حاد وتصلب في البطن وفقدان ملحوظ في الوزن.
اكتشفت د. كارولين، المتخصصة في أمراض النساء والتوليد، ورماً عضلياً كبيراً يبلغ حجمه 22 سم × 10 سم ويبلغ وزنه 3 كجم، ينشأ من الجدار الخلفي لرحم السيدة سانتوس، ويمتد حتى منطقة المراق (تحت القفص الصدري مباشرة) في جسدها ذي البُنية الصغير والذي يزن 45 كجم فقط. لقد كان الورم العضلي أكبر من المتوسط بشكل ملحوظ، ويشبه بطن سيدة حامل في شهرها الثامن، لذلك تضمنت الجراحة التي أجريت تحت التخدير العام إجراءات معقدة مثل فك الالتصاقات وحقن الفاسوبريسين في منطفة الورم العضلي، مما يضمن تعافي السيدة سانتوس بشكل سلس بعد العملية الجراحية.
وقالت د. كارولين ألفين جينيتا، أخصائية أمراض النساء والولادة في مستشفى أستر المنخول، في معرض حديثها عن هذه الحالة: “لقد أظهرت السيدة سانتوس تحدياً فريداً ونادراً جداً بسبب حجم وكمية الالتصاقات الواسعة في الأمعاء، كما تطلبت الجراحة تخطيطاً وتنفيذاً دقيقاً، وأنا سعيدة بالنتيجة الرائعة، وهذا يؤكد على أهمية إجراء فحوصات منتظمة والتدخل في الوقت المناسب لعلاج الأمراض النسائية.”
وأعربت المريضة السيدة جيسيكا ديليس سانتوس عن فرحها العميق وامتنانها قائلة: “أنا ممتنة للدكتورة كارولين والفريق بأكمله في مستشفى أستر منخول على رعايتهم ودعمهم الاستثنائي لي طوال فترة علاجي. لا يمكنني وصف آلام المعدة وعدم الراحة التي واجهتها من قبل بالكلمات، لكن الجراحة عالجت الموضوع بشكل جذري، كما لا يمكنني وصف الراحة التي أشعر بها الآن، وأنا أُقَدِّرُ الحِرَفية والتعاطف الذي أظهره جميع المشاركين في علاجي.”
ليس لدى السيدة جيسيكا ديليس سانتوس تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض، إلا أنها خضعت في السابق لإجراء عملية استئصال ورم في عام 2011 لإزالة ورم ليفي يبلغ طوله 16 سم في الفلبين. ولسوء الحظ، تم إهمال الفحوصات المنتظمة منذ ذلك الحين، مما يؤكد أهمية المراقبة المستمرة للصحة.
تؤكد هذه الحالة الناجحة والنادرة بشكل استثنائي التزام مستشفى أستر المنخول بتقديم خدمات رعاية صحية عالمية المستوى، وتسلط الضوء على خبرة د. كارولين ألفين جينيتا في التعامل مع حالات الأمراض النسائية المعقدة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
السيدة سالمة .. قصة حب في وقت عصيب
من المفارقات العجيبة أنّ فكري كان مشغولًا برجل شغل العالم بقوته وحنكته وتسامحه، هو السيد سعيد بن سلطان، فإذا دليلنا يُخرجني من شرودي إلى وضع آخر مختلف عنه تمام الاختلاف؛ عندما سألنا: هل تعرفون هذين المبنيين؟! قبل أن يضيف: «هذا هو بيت السيدة سالمة بنت سعيد، والبيتُ المقابل هو بيت الرجل الألماني الذي هربت معه وتزوجته فـيما بعد». ففـي لحظة واحدة عادت قصة السيدة سالمة وكتابها الذي شغل الناس «مذكرات أميرة عربية» إلى ذهني وحملقتُ بكثير من التركيز فـي بيتها، فإذا هو بُني من جديد على الطراز نفسه، وتخيلتُ فـي أيِّ نافذة كانت تقف لترى ذلك الألماني الذي يقيم حفلات استقبال فـي سطح شقته المقابلة لغرفتها؟ وقستُ المسافة بين نافذتها وسطح بيته فإذا هي قريبة، مع تساؤل كيف بدأ الأمر بينهما؟ ومن الذي تولى أمر نقل الرسائل بينهما؟ وهل كانت أعين الحراس غافلة؟ وفورًا خطر على بالي كلامُ أمير الشعراء أحمد شوقي:
نَظرَةٌ.. فَابتِسامَةٌ.. فَسَلامٌ.. فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ فَفِراقٌ يَكونُ فـيهِ دَواءٌ أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ لكن الذي حصل بينهما لم يكن فراقا فـيه دواء، وإنما كان لقاء منه الداء.
من خلال قراءة «مذكرات أميرة عربية» للسيدة سالمة، يتضح أنها كانت فـي ذلك العُمر المبكر من حياتها فـي وضع نفسي صعب وتعاني من فراغ قاتل؛ فبعد وفاة أبيها لحقت به أمُّها، ووجدت نفسَها يتيمة الأبوين، وشاركت مشاركة فعالة فـي معارك التنافس على كرسي الحكم بين أخَويْها ماجد وبرغش، إذ وقفت فـي البداية فـي صف برغش ضد ماجد مدفوعة بأختها خولة ذات النفوذ، لكن السلطان ماجد استطاع أن يستميلها لصالحه، فإذا خولة تعاديها، وكذلك ابتعدت عنها نساء العائلة. وفـي هذا الوقت بالذات، ظهر فـي حياتها زوجُها المستقبليّ فكان ما كان؛ وهي نفسُها وصفت هذا الوقت بأنه «مشؤوم، حيث ساد الجفاء والانقسام فـي عائلتنا، وشعرتُ بالسعادة من خلال حبِّي لشاب ألماني كان يقيم فـي زنجبار كممثل لشركة تجارية من هامبورج، والذي أصبح زوجي لاحقًا». المهم أني التقطتُ صورة تذكارية للبيتين، وواصلنا مسيرنا إلى شارع «هروموزي»؛ فإذا السيدة سالمة تفرض نفسها علينا من جديد كما سيأتي.
لصديقي سيف أسلوبه الخاص فـي التعامل مع الناس؛ فهو يأخذ معه فـي تنقلاته حقيبة ظهر، بها بعض المبالغ التي يوزعها؛ إما للمحتاجين، أو لمن يقدّمون له خدمة تستحق الشكر، وفـي الحقيبة أنواع متعددة من حلويات الأطفال يوزّعها عليهم أينما صادفهم. وفـي هذا الشارع وزع الحلويات على مجموعة منهم فتناولونها فرحين، إلا أنّ مرافقنا قال: «الشيخ سيف.. لا تعطِ الأطفال شيئًا؛ فالحكومة تمنع توزيع الحلاوة للأطفال»، وقبل أن نفـيق من دهشتنا من هذا القرار الغريب أضاف: «لأنّ بعضهم وزعوا حلويات بها مخدرات»، وبينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض متخيلين ما يمكن أن يجلبه لنا كرم سيف الحاتمي من متاعب شاهدنا محلًا تتصدره لافتة استطاعت أن تحوّلنا إلى وجهة تفكير أخرى.
المحل هو «متحف السيدة سالمة» الذي تتصدر واجهته أيضًا لوحةٌ ذهبية اللون معلقة عند الباب بها التوقيع العربي للسيدة سالمة. هذا المتحف عبارة عن دكان فـي سوق كان مغلقًا، فاتصل مرافقنا محمد بشخص أتى بعد قليل وفتح لنا المحل. عرّفنا الرجلُ بنفسه - وهو يمسح العرق - أنه سعيد بن ناصر الغيثي، وأنه فتح هذا المتحف بجهوده الذاتية ويحتوي على بعض المقتنيات الأصلية للسيدة سالمة مثل مصحفها وثوبها الذي كانت ترتديه وهي فـي الشام وبعض الصور والمراسلات وغيرها من الأشياء. وتتفاوت رسوم المتحف بين سائح وآخر، فالسائح الذي يكتفـي بإلقاء نظرة على المعرض دون شرح يدفع سعرًا أقل من ذلك الذي يطلب شرحًا لما يشاهده من مقتنيات أو صور، وقد استمعنا إلى شرح وافٍ عن تاريخ السيدة سالمة خاصة أنّ الأستاذ سعيد على تواصل مع أحفادها، وأخذ تلك المقتنيات منهم، وله صورٌ معهم وهم يزورون ذلك المتحف أيضًا.
وأرانا كتابًا قال: إنه بالألمانية ولم يُترجم بعد إلى اللغة العربية أو السواحلية، هو عبارة عن رسائل كتبتها السيدة سالمة لصديقة مجهولة، وإنها قد تكون ليست رسائل حقيقية، إنما هو مجرد بوح فـي أسلوب أدبي. قلتُ له: إنّ هذه الرسائل صدرت باللغة العربية بترجمة زاهر الهنائي عن الألمانية مباشرة، ونُشرت تحت عنوان «رسائل إلى الوطن ــ الجزء الثاني من مذكرات أميرة عربية». ومما ذكره لنا أن السيدة سالمة كسرت التقاليد المتعلقة بتعليم المرأة، فعلمت نفسها الكتابة، ويُنظر إليها باعتبارها أول امرأة من شرق إفريقيا تكتب سيرة ذاتية، كما أنها كانت تتحدّث عدة لغات هي السواحلية والعربية والتركية والألمانية. وأضاف أنّ «قصة حبِّها فجّرت زلزالًا فـي العائلة المالكة فـي زنجبار وفـي الشركة الأجنبية للتجارة هناك، إذ اعتقد التجار الأجانب أنّ رودولف رويته بخطوته تلك يُعرِّض حياة الأوروبيين الذين يحظون بثقة السلطان للخطر، وأنّ الألمان على نحو خاص اعتبروا أنه تصرّف بطريقة غير مسؤولة، كما اعتبر أهالي زنجبار أنّ لرودولف تأثيرًا مفسدًا على الأميرة». وعند الحديث عن تجارة الرق، قال لنا سعيد: «ستسمعون كلامًا مغلوطًا ومبالغات كثيرة عن العُمانيين، ولكن الذي أود قوله: إنّ الرق كان منتشرًا فـي العالم حتى فـي آسيا الحالية؛ والدليل أنّ من ضمن سراري (جواري) السلاطين شركسيات وآشوريات وغيرها من أجناس آسيا، فمن كان يبيع هؤلاء، هل هم عُمانيون؟!».
تركنا المكان وملابسُنا مبللة بالعرق، وبدأ النشاط الثاني فـي هذا اليوم بالرحلة البحرية لجزيرتين، وهي الرحلة التي سبق وأن تحدثتُ عنها سابقًا.