رسالة مكتوبة بالدم تمهد مسار الطوربيدات الحية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
في أعقاب الهزيمة في معركة ميدواي عام 1942، وتدمير قسم كبير من الأسطول الياباني، بعث ضابطان صغيران برسالة كتبت بالدم إلى قيادة الأسطول الياباني، عرضا فيها فكرة "الطوربيدات الحية".
إقرأ المزيد الجنود الأمريكيون يحملون الملاقط ويتجولون بين جثث العدو قبل أن تتجمدفي أتون الحرب العالمية الثانية، طالبت جميع الدول الكبرى التي شاركت فيها من عسكرييها الصمود والقتال حتى آخر نفس، إلا أن اليابانيين حينها كانوا أكثر من حاول التمسك بقوة بهذا الأمر.
في الجيش الياباني وسلاح الطيران والبحرية، شُكلت وحدات خاصة ضمت محاربين أقسموا على التضحية بحياتهم من أجل "الإمبراطور الإلهي"، من بين أشهر هؤلاء كان طيارو الكاميكاز، لكن البحرية اليابانية هي الأخرى سعت في تلك الأوقات الحرجة التي منيت فيها اليابان بخسائر جسيمة في معارك المحيط الهادئ، إلى محاولة تغيير مسار الحرب وتفادي الهزيمة، بمواجهة الأعداء بمحاربين انتحاريين تحت الماء.
استعملت البحرية اليابانية أسلوبين، الأول من خلال غواصين كانوا يحملون ألغاما بحرية ويحاولون السباحة والتسلل إلى السفن المعادية وإلصاق الألغام على سطحها ومحاولة تفجيرها، والثاني من خلال "طوربيدات حية" وهي عبارة عن غواصة صغيرة جدا مليئة بالمتفجرات، يتولى شخص واحد قيادتها بسرعة كبيرة نحو الهدف.
خطرت فكرة "الطوربيدات الحية" على ملازمين في سلاح البحرية بعد الهزيمة الكارثية التي تعرض لها الأسطول الياباني في معركة ميدواي التي دارت رحاها بين 4 إلى 6 يونيو عام 1942.
في تلك المعركة البحرية التي حاول فيها الأسطول الياباني مهاجمة أرخبيل هاواي انطلاقا من جزيرة ميدواي المرجانية الصغيرة، فقدت البحرية الإمبراطورية أربع حاملات طائرات ضخمة وعددا كبيرا من السفن الأخرى، علاوة على خسائر بشرية لم يتم الاحتفاظ ببيانات دقيقة عنها.
خطرت فكرة الطوربيدات الانتحارية في ذلك الوقت على الملازمين في البحرية اليابانية كوروكي ونيشينا، واستعانا بشخص على علاقة ببناء السفن يدعى هيروشي سوزوكاوا.
استكمل الثلاثة المشروع بحلول يناير عام 1943، وفكر صاحبا الفكرة في طريقة مناسبة لإيصال المشروع إلى قيادة سلاح البحرية.
تقول رواية شائعة أن الملازمين لجأ إلى أسلوب ياباني خالص تمثل في كتابة رسالة باستخدام دمهما إلى وزير البحرية، وذلك لأن التقاليد الوطنية تفرض في مثل هذه الحالة على المسؤول قراءتها.
قيادة البحرية اليابانية رفضت في البداية فكرة "الطوربيدات الحية"، إلا أن الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها الأسطول في المعارك البحرية، وحالة اليأس التي سادت حينها أجبرتها على تبني هذا السلاح، وتم الانتهاء من صنع طوربيدات من هذا النوع منتصف عام 1944.
الطوربيدات التي استخدمت في مهمات انتحارية كانت فقط من النوع رقم 1، وكان قطرها متر واحد، وبطول يزيد قليلا عن 14 مترا، وكانت مزودة برأس حربي في المقدمة يزن 1550 كيلو غراما، وكانت تتمركز داخل غواصات كبيرة، كما وضع البعض منها على ظهر بعض السفن الحربية، إلا أنها نادرا ما استخدمت انطلاقا منها.
في البداية، نجحت "الطوربيدات الحية" في تدمير بعض السفن والزوارق الأمريكية، ولكن في وقت لاحق بدأت معداتها التي صنعت على عجل في التعطل، ولم يتمكن الانتحاريون داخل هذه الطوربيدات من الوصول إلى الهدف وقضوا اختناقا داخلها بسبب نقص الأكسجين، وغرقت إثر ذلك ببساطة إلى القاع.
مع مرور الوقت ساءت الأوضاع أكثر وبدأت أجهزة الطوربيدات وهياكلها الرقيقة في الصدأ والتآكل، وغرقت بأصحابها بشكل متزايد قبل أن تنفذ مهامها.
رغم أن البحرية اليابانية صنعت حوالي 300 طوربيد من هذا النوع، إلا أن حوالي 100 فقط استعملت في الهجمات.
الملازم كوروكي قتل بطريقة مأساوية أثناء عملية تدريب على الغطس، أما نيشينا، الضابط المشارك الثاني في الفكرة، فقط كُلف بتنفيذ أول هجوم بطوربيد حي، وفي المهمة الأخيرة التي قام بتنفيذها حمل معه جرة برماد رفيقه في السلاح.
في الوقت الضائع، تيقن الجميع أن استخدام الطوربيدات الموجهة بانتحاريين غير فعال، وأنه ألحق أضرارا بالبحرية اليابانية أكثر من الخسائر التي لحقت بالأمريكيين.
الطوربيدات اليابانية الحية أغرقت السفينة الناقلة الأمريكية الكبيرة "ميسيسيبي"، وأعطبت أو دمرت حوالي عشرة زوارق وسفن، إلا أن الخسائر التي منيت بها البحرية اليابانية في معركة ميدواي، كانت قاسية جدا، ولم تنجح كل المحاولات في تفادي الهزيمة النهائية.
المصدر:RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف أسلحة ومعدات عسكرية الحرب العالمية الثانية المحيط الهادي البحریة الیابانیة إلا أن
إقرأ أيضاً:
مدير الكلية البحرية الأسبق: رسالة المناورة العسكرية في البحر المتوسط الردع لكل العدائيات
أكد اللواء بحري محفوظ مرزوق مدير الكلية البحرية الأسبق، أن تدريبات ردع 2024 غير مسبوقة بمشاركة القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي، مشيرا إلى أن العمليات البحرية تمت بمنتهى الدقة والاحترافية.
وزير الدفاع يشهد تنفيذ النشاط التدريبي ردع 2024 باستخدام الذخيرة الحية بالبحر المتوسط المناورة العسكرية ردع 2024وأضاف مدير الكلية البحرية الأسبق، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الثلاثاء، أن لاول مرة يكون مركز القيادة على إحدى الوحدات البحرية على مسرح العمليات، متابعا أن تم اصابة الاهداف بدقة عالية خلال المناورة العسكرية ردع 2024.
وتابع اللواء بحري محفوظ مرزوق مدير الكلية البحرية الأسبق، أن اصابة الاهداف بدقة خلال المناورة يعكس قمة الاحتراف التدريبي والقتالي، مستدركا أن حاملة المروحيات تحمل العديد من طائرات الهليكوبتر المزودة بالصواريخ.
وأشار إلى أن رسالة المناورة في العسكرية في البحر المتوسط الردع لكل العدائيات، والقوات البحرية مسئولة عن تأمين 400 ألف كم2 في البحر المتوسط.
شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، تنفيذ النشاط التدريبى "ردع 2024" والذى نُفذ بمسرح عمليات البحر المتوسط بالذخيرة الحية وبمشاركة الأفرع الرئيسية ومختلف الإدارات التخصصية بالقوات المسلحة، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة .
ردع 2024
بدأت الفعاليات بعرض ملخص الفكرة الإستراتيجية التعبوية والأنشطة المنفذة خلال النشاط التدريبى وذلك على متن حاملة المروحيات جمال عبد الناصر .
الاشتباك مع الطائرات المعادية
وتضمنت المرحلة الأولى للنشاط التدريبى تنظيم جميع أنواع الدفاعات عن الوحدات البحرية المشتركة ضد كافة العدائيات المحتملة وذلك بالتعاون بين القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى، حيث قامت طائرات الحماية الجوية للتشكيل البحرى بالاعتراض والاشتباك مع الطائرات المعادية.
الحرب الكيميائية
قامت عناصر الحرب الكيميائية بإجراءات تطهير الوحدات البحرية وإزالة الآثار الناتجة عن استخدام العدو للأسلحة الكيميائية لتتمكن من استكمال تنفيذ باقى المهام المكلفة بها.
الدفاع الجوي
وقامت عناصر الدفاع الجوي بصد هجمة جوية معادية وتوفير الحماية لحاملة المروحيات جمال عبدالناصر والقطع البحرية المصاحبة لها بإطلاق عدد من صواريخ الدفاع الجوى طراز أفنجر للتصدى للهجوم الجوى المعادى وشاركت لنشات الصواريخ طراز سليمان عزت فى صد الهجوم الجوى وتنظيم الدفاع الجوى عن التشكيل .
القوات الخاصة
ونفذت عناصر القوات الخاصة البحرية إجراءات حق الزيارة والتفتيش لإحدى السفن التجارية المشتبه بها وغير المنصاعة وذلك بالأساليب القتالية الاحترافية للسيطرة على السفينة بسرعة ودقة عالية وذلك فى ظل الحماية الجوية لعملية الاقتحام من الهليكوبتر الهجومى طراز كاموف .
القوات الجوية
ونفذت عناصر من القوات الجوية بالتعاون مع الوحدات البحرية أعمال البحث والإنقاذ بالبحر، حيث تم التقاط أحد الأفراد المصابين ونقله بواسطة الطائرة الهل طراز اجوستا المجهزة طبياً لتلقى العلاج اللازم بالمستشفى الميدانى المجهز بغرف العمليات وأحدث الإمكانيات على متن حاملة المروحيات جمال عبد الناصر.
الحرب الإلكترونية
وقامت عناصر الحرب الإلكترونية بالتعامل مع الطائرات الموجهة بدون طيار صغيرة الحجم والتى تمثل أهدافاً معادية، كما نفذت أعمال التأمين الإلكترونى باستخدام الوحدات المحمولة بحراً وجواً لتأمين أعمال قتال الوحدات البحرية .
تدمير أحد الأهداف المعادية
وشملت المرحلة الثانية تدمير أحد الأهداف البحرية المعادية ذات الأهمية الخاصة بإطلاق صواريخ سطح سطح طراز هاربون من أحد لنشات الصواريخ بالتزامن مع قيام القوات الجوية باستكمال تدمير الهدف من مقاتلات المعاونة الجوية للتشكيل البحرى .
ونفذت الوحدات البحرية ضربات مركزة من خلال تنفيذ رمايات مدفعية سطحى بالذخيرة الحية وبمختلف الأعيرة على الأهداف السطحية المعادية ، فضلاً عن قيام إحدى الغواصات بتنفيذ مهمة الاستطلاع البحرى للبحث عن الوحدات البحرية المعادية واكتشافها ، كما نفذت الطائرات الهجومية طراز أباتشى أعمال القذف الجوى ضد عدد من الأهداف المعادية المكتشفة بواسطة الغواصات .
التغطية بالصواريخ على هدف حيوي
كما تضمنت المرحلة الثالثة تنفيذ التغطية بالصواريخ على هدف حيوي بواسطة الإمكانيات القتالية لأنظمة الدفاع الجوي الحديثة المتمركزة على الساحل والتى قامت برصد الأهداف الجوية المعادية على مسافات مختلفة والإشتباك معها بواسطة الأنظمة الصاروخية مختلفة الطرازات والتى نجحت فى إصابة جميع الأهداف إصابات مباشرة.