لبنان ٢٤:
2024-10-04@23:02:06 GMT

موازين القوى مخّتلة داخليًا... فكيف تُصحّح؟

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

موازين القوى مخّتلة داخليًا... فكيف تُصحّح؟

عندما قرّر "حزب الله" الانخراط في الحرب السورية بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق ضد تهديدات "داعش" وأخواتها لم يستشر احدًا ولم يأخذ برأي من يُفترض بهم أن يكونوا شركاءه في المواطنية. وكذلك فعل عندما قرّر فتح جبهة الجنوب لمساندة أهل غزة في حرب الإبادة، التي يتعرّضون لها منذ أربعة أشهر. ولا يخفى على أحد، لا في الداخل ولا في الخارج، على أنه استطاع من خلال تفرّده في اتخاذ القرارات، التي لا تلقى اجماعًا لبنانيًا، أن يفرض نفسه على المجتمع الدولي، الذي يتطلع إلى مفاوضته، وإن بالواسطة، في ما خصّ الوضع الجنوبي ومسار السلم والحرب، وذلك انطلاقًا من وضعية أصبحت أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله.


وعلى رغم الأصوات الداخلية التي تطالب بأن يكون قرار "الحرب والسلم" في يد الدولة اللبنانية، وليس في يد فريق واحد من اللبنانيين، فإن "حزب الله"، وبلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ومعظم قيادييه ومسؤوليه يصرّ على قرار الاستمرار في تسخين الجبهة الجنوبية ما دام الوضع في غزة على حاله، وهو يتصرّف على أساس أنه لن يدافع فقط عن الجنوب، بل عن كل لبنان. وهذا ما يزيده ثقة في ما يقوم به، وإن كان البعض يتهمه بأنه ينفذّ "أجندة" سياسية إيرانية من خلال ربط مصير الجنوب ولبنان بمصير قطاع غزة.
ولأنه يعلم أن موازين القوى الداخلية مختّل، وأن اعتراض من يعترض من القوى السياسية المناهضة لسياساته لا يعني له الشيء الكثير فإن "حزب الله" يتصرّف مع الحملات التي تُشّن ضده وكأنها فقاقيع صابون لن تلبث أن تتلاشى بمجرد النفخ عليها بقوة، وهو ماضٍ في ما يقوم به، سياسيًا وميدانيًا، من دون أن يتطلع إلى الوراء، لأنه لا يرى سوى الهدف الذي هو نصب أعينه، وهو يعرف كيف يستثمر ما قد يكون لغير مصلحته ليصبّ في خانة أهدافه، ومن بينها وأهمّها فرض نفسه كمعادلة إقليمية وازنة يُحسب لها ألف حساب في أي حلّ على المستويين الداخلي والخارجي بما قُدّر له أن يحقّقه على أرض الواقع من توزان "الردع" بينه وبين إسرائيل، وذلك بما لديه من قوة نارية يستطيع من خلالها فرض أمر واقع معين.
وانطلاقًا من هذا الواقع المكرّس بما يملكه من ترسانة صواريخ يهدّد بها العمق الإسرائيلي استطاع "حزب الله" أن يفرض نفسه على لائحة التفاوض الدولي والإقليمي في شأن مآل الحرب في الجنوب التي رُبطت عن سابق تصور وتصميم بحرب غزة. وهذا الواقع ينعكس حتمًا على الوضع الداخلي بما فيه من تعقيدات، ومن بين هذه الانعكاسات يأتي الاستحقاق الرئاسي في الطليعة، إذ يُنقل عن قيادات في "حارة حريك" بأن ما لم يكن مقبولًا رئاسيًا قبل السابع من تشرين الأول لا يمكن أن يكون مقبولًا به بعد هذا التاريخ، وبعد كل هذه التضحيات التي قدّمتها "المقاومة الاسلامية"؛ فهو لن يتخلى عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصًا أنه قد يكون الوحيد الذي في إمكانه أن يحمي ظهر "المقاومة الإسلامية، أو على الأقّل لن يطعنها من الخلف، فيما يكتفي الآخرون بتسجيل أهداف التعادل في مباراة رئاسية لم تخرج نتائجها عن خطّ التعادل السلبي. وقد يكون المطلوب منهم أكثر من هذا الاكتفاء بما أنهم يعتبرون أنفسهم "أم الصبي". وأقل ما هو مطلوب منهم أن يتوحدوا حول مشروع انقاذي واحد، وعدم الاكتفاء بتسجيل نقاط التعادل، بحيث تبقى النتيجة سلبية إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
فلو توحدّ جميع الذين لا يتوافقون مع نظرة "حزب الله" إلى الشأن الرئاسي، سواء بأحلاف ثنائية أو ثلاثية أم حتى رباعية، أقّله مسيحيًا، فإنهم قادرون فرض الرئيس الذين يرون أنه "الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين على الجميع، في الداخل وفي الخارج.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

القوى اللبنانية تتحرك لإنهاء "الشغور الرئاسي"

دفع الهجوم الإسرائيلي على حزب الله في لبنان، بعض السياسيين اللبنانيين البارزين إلى إطلاق مسعى جديد، لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ عامين، في محاولة لإعادة الحياة لبلد يعاني من الشلل، بينما يكافح للصمود في ظل الصراع المتصاعد.

ولبنان بلا رئيس أو حكومة بصلاحيات كاملة منذ أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022، بسبب صراع على السلطة كان لجماعة حزب الله دور كبير فيه. وتتمسك الجماعة الشيعية المسلحة مع حلفائها بأن يذهب المنصب، المخصص لمسيحي ماروني، إلى حليفهم المسيحي سليمان فرنجية.

وبينما لا تزال جماعة حزب الله وسط صدمتها، بعد مقتل أمينها العام حسن نصر الله، تجدد الحديث عن الرئاسة هذا الأسبوع، عندما أبدى رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري، الحليف الكبير لحزب الله، مرونة في هذا الشأن وقال لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إنه يؤيد انتخاب رئيس لا يمثل تحدياً لأحد.

???? LEBANESE FACTIONS REVIVE BID TO FILL PRESIDENCY AS ISRAEL ATTACKS

Full Story → https://t.co/uZV0uJdQQn

(Reuters) - Israel's offensive against Hezbollah in Lebanon has prompted a renewed bid by some leading Lebanese politicians to fill a two-year-long presidential vacuum,… pic.twitter.com/usMjIYmoXh

— PiQ (@PiQSuite) October 2, 2024

وقال مسؤول في حزب الله إن "الجماعة فوضت بري للتفاوض نيابة عنها بشأن الرئاسة".

ويتم اختيار من يشغل منصب الرئيس، من خلال تصويت في البرلمان اللبناني الذي يتألف من 128 مقعداً. وليس لدى أي تحالف سياسي بمفرده ما يكفي من المقاعد لفرض اختياره، مما يعني ضرورة التوصل إلى تفاهم بين الكتل المتنافسة من أجل انتخاب مرشح.

وبعد اجتماع عقده، أمس الأربعاء، مع بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قرأ ميقاتي، وهو مسلم سني، بياناً مشتركاً دعا فيه "الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق.. عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية، يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة". ولم يذكر البيان أسماء أي مرشحين.

وتشن إسرائيل هجوماً كبيراً على حزب الله، أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص في لبنان منذ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى جانب نزوح مليون شخص.

وقال وائل أبو فاعور النائب البارز عن كتلة جنبلاط، إن "انتخاب رئيس جمهورية بإجماع لبناني أو تفاهم لبناني، يعطي رسالة إلى الخارج بأن هناك حكماً قوياً في البلد، مستعداً لأن يفاوض على مستقبل الوضع في لبنان". وذكر أن اجتماع القادة الثلاثة لا يمثل تشكيل تحالف جديد، وأن قُوى من بينها الأحزاب المسيحية منخرطة في مناقشات حول الرئاسة.

ودعا حزب القوات اللبنانية، وهو أحد الفصائل المسيحية الكبرى والمعارضة الشرسة لحزب الله، يوم الإثنين الماضي، إلى انتخاب رئيس، وقال إن "هذه هي الطريقة الوحيدة لتتحمل الدولة مسؤولياتها بنفسها"، في انتقاد ضمني لجماعة حزب الله بسبب امتلاكها ترسانة هائلة من الأسلحة.

وآخر رئيس للبنان هو ميشال عون، الذي كان قائداً سابقاً للجيش، وحليفاً سياسياً لحزب الله. وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه إن "الدول الغربية والعربية حثت السياسيين في لبنان على انتخاب رئيس"، مضيفاً أن "من مصلحة حزب الله أيضاً حل المعضلة السياسية، حتى تتمكن الدولة من تحمل المزيد من عبء الأزمة مع إسرائيل".

وأوضح أبو فاعور أن "القادة الثلاثة ناقشوا أيضاً تجنب التوتر الداخلي في لبنان، نتيجة نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، من المناطق التي تسيطر عليها جماعة حزب الله إلى مناطق أخرى من البلاد".

مقالات مشابهة

  • حزب "الجرار" يعقد مجلسه الوطني في 19 أكتوبر في "اجتماع تطهير داخلي" غير مسبوق
  • المقاومة واستعادة زمام المبادرة
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • القوى اللبنانية تتحرك لإنهاء "الشغور الرئاسي"
  • أخشى أن يكون ماحدث للخرطوم من سنن الله الكونية في هلاك القرى عقوبة من الله تعالى
  • معادلات نصر الله مستمرة.. حزب الله يدفع بـ”الخسارة” بعيدا عن موازين الإسناد والردع
  • متخصصة في حرب العصابات.. ما هي وحدة إيغوز التي قتل 8 من جنودها في الجنوب؟
  • مدبولي: نشهد الآن إعادة تشكيل موازين القوى في العالم
  • مدبولي: نشهد الآن إعادة تشكيل موازين القوى في العالم ومحاولات لإضعاف المنطقة
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها