قال الكاتب الفرنسي في صحيفة لوفيغارو رينو جيرار، إنه على الرغم مما يجري بين الولايات المتحدة وإيران اليوم، إلا أن هناك تقاربا تكتيكيا بينهما، لتجنب الوقوع في حرب مدمرة.

وأوضح جيرار، أن عمليات الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتقامية، محاولة لإظهار دفاعه عن الناخبين الأمريكيين بكل حزم، ورسالة لإيران والجماعات التي تفكر بالانضمام لمحورها في المنطقة.



وأضاف: "تأخرت هذه الضربات الأمريكية في العراق وسوريا لإتاحة الوقت للمستشارين الإيرانيين المحتملين المنتشرين مع هذه المليشيات للمغادرة. وقبل أن يبدأ زيارته الخامسة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الصراع، وأنها لا ترغب في الحرب مع إيران.

ورأى جيرار أن إيران ترغب في نزع فتيل الاتهامات الموجهة إليها بمهاجمة المصالح الغربية عبر وسائل غير مباشرة، وليس من الخطأ أيضا أن تتمتع جماعات الشرق الأوسط القريبة أيديولوجيا من طهران باستقلالية معينة في اتخاذ القرار.

ودلل بأمرين الأولى هجوم حزب الله على دورية للاحتلال، وأسر جنود منها، عام 2006، والتي أدت إلى عدوان 33 يوما، فضلا عن عملية طوفان الأقصى التي لم يكن أحد يعلم عنها.  



وشدد الكاتب على أن هناك اليوم تقارب تكتيكي حقيقي بين هاتين القوتين لتجنب خوض الحرب، ولقد أدرك كلاهما أنه ليس هناك أي شيء يكسبانه على الإطلاق.

أما إيران فقد بلغت بالفعل قمة السعادة الدبلوماسية دون أن تخسر جنديا واحدا، و بعد أن قدمت لها الحرب في غزة كهدية على طبق من فضة، وأعادت إليها قيادة غير متوقعة في الشرق الأوسط، وجعلت العالم ينسى دورها المثير للجدل في سوريا، كما تراجعت السعودية التي تصالحت معها عبر الصينيين عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال إن إيران تدرك تماما تكلفة صداقتها مع الصين وروسيا، ويرغب نظامها الثيوقراطي سرا في إبرام صفقة كبرى مع الأمريكيين، حيث يتم وضع كل شيء على الطاولة: الطاقة النووية، والعقوبات والبنية الأمنية الجديدة للشرق الأوسط.

ويضيف جيرار أن الملالي يريدون الحفاظ على طبيعة نظامهم، لكنهم يريدون أن تصبح إيران قوة تجارية كبرى مرة أخرى، على الأقل للحد من استياء شبابها. وفيما يتعلق بما يسمونه الكيان الصهيوني، لديهم مخرج خطابي جاهز: "سنتبع في كل الظروف ما يقرره الفلسطينيون".

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد تم تحصين الديمقراطيين الموجودين في السلطة منذ فترة طويلة ضد التدخلات العسكرية للمحافظين الجدد في أرض الإسلام، والتي من المفترض أن تجلب السلام من خلال إقامة ديمقراطيات على النمط الغربي. في مواجهة دونالد ترامب، الذي من المحتمل أن يواجهه انتخابيا، لا يريد جو بايدن الظهور كرئيس متشدد.

ورأى الكاتب أن العداء الإسرائيلي الإيراني، والأمريكي الإيراني ليس له جذور في التاريخ ولا في الجغرافيا، فهو عداء مصطنع، يتغذى على اعتبارات سياسية داخلية لدى الجانبين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانيين غزة إيران امريكا غزة هجمات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب: على أفغانستان بإعادة المعدات العسكرية التي تركناها هناك

طالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أفغانستان بإعادة المعدات والأسلحة الأمريكية التي تركت بعد رحيل القوات الأمريكية، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل منذ قليل.

خطوة غير حكيمة

وخلال الأشهر الأخيرة، كرر دونالد ترامب، كمرشح ثم كرئيس، الحديث حول إعادة حكومة حركة طالبان الأسلحة الأمريكية المتبقية في أفغانستان، والتي تركت هناك عقب انسحاب القوات الأمريكية منها، حيث وصف انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021 بأنه خطوة غير حكيمة وأكثر اللحظات المخزية في التاريخ الأمريكي.

وهاجم الرئيس الأمريكي ترامب ترك أسلحة أمريكية في أفغانستان، كجزء من استراتيجيته للهجوم على سجل إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، وبحسب قوله فإن الانسحاب أدى إلى بقاء تلك المعدات العسكرية لتصبح الآن في أيدي طالبان، ومن وصفهم بالجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة، لتثير مطالبه ضجة للحكومة في أفغانستان.

المساعدة بشروط

وفي تجمع حاشد عشية تنصيبه، أشار ترامب في كلمة له إلى حالة عدم اليقين بشأن موقف إدارته من أفغانستان، وقال: «لقد أعطت إدارة بايدن مليارات المليارات لطالبان، لقد أعطوا جزءا كبيرا من معداتنا العسكرية للعدو».

ويقول ترامب إن المساعدة المالية المستقبلية لأفغانستان ستكون مشروطة بإعادة المعدات العسكرية الأمريكية من قبل قادة طالبان الحاليين في السلطة، لكنه لم يخض في أي تفاصيل.

ومن الجدير بالذكر أنه -وحتى اليوم- لا يزال اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان يعتبر ساري المفعول، ويلزم طالبان بتقييد تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات الأخرى من استخدام ملجئهم في أفغانستان لارتكاب أعمال إرهابية في الغرب.

اقرأ أيضاًبيان مشترك من 12 دولة حول الأوضاع الراهنة في أفغانستان من المرأة إلى الإرهاب

الإمارات تدين بشدة التفجير الذي وقع في وزارة اللاجئين بـ «أفغانستان»

الاتحاد الأوروبي يدعو طالبان إلى تعزيز دور ومشاركة المرأة في التعليم بأفغانستان

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لسلام دائم في الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء البريطاني: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام بالشرق الأوسط
  • ترامب: اتفاقية المعادن ستكون أساسا للعلاقات بين أمريكا وأوكرانيا
  • أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية.. الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي!
  • “شوارع من ذهب وراقصات”.. شاهد ترامب يستفز العالم بفيديو ريفييرا الشرق الأوسط!
  • ترامب: على أفغانستان بإعادة المعدات العسكرية التي تركناها هناك
  • عاجل. غزة التي في خاطره".. ترامب يحول غزة إلى منتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"
  • محمد مرعي: هناك تحديات كبيرة تصاحب مشروعات التهجير في دول الشرق الأوسط