كاتب فرنسي: أمريكا وإيران تتقاربان تكتيكيا رغم التصعيد بينهما
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
قال الكاتب الفرنسي في صحيفة لوفيغارو رينو جيرار، إنه على الرغم مما يجري بين الولايات المتحدة وإيران اليوم، إلا أن هناك تقاربا تكتيكيا بينهما، لتجنب الوقوع في حرب مدمرة.
وأوضح جيرار، أن عمليات الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتقامية، محاولة لإظهار دفاعه عن الناخبين الأمريكيين بكل حزم، ورسالة لإيران والجماعات التي تفكر بالانضمام لمحورها في المنطقة.
وأضاف: "تأخرت هذه الضربات الأمريكية في العراق وسوريا لإتاحة الوقت للمستشارين الإيرانيين المحتملين المنتشرين مع هذه المليشيات للمغادرة. وقبل أن يبدأ زيارته الخامسة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الصراع، وأنها لا ترغب في الحرب مع إيران.
ورأى جيرار أن إيران ترغب في نزع فتيل الاتهامات الموجهة إليها بمهاجمة المصالح الغربية عبر وسائل غير مباشرة، وليس من الخطأ أيضا أن تتمتع جماعات الشرق الأوسط القريبة أيديولوجيا من طهران باستقلالية معينة في اتخاذ القرار.
ودلل بأمرين الأولى هجوم حزب الله على دورية للاحتلال، وأسر جنود منها، عام 2006، والتي أدت إلى عدوان 33 يوما، فضلا عن عملية طوفان الأقصى التي لم يكن أحد يعلم عنها.
وشدد الكاتب على أن هناك اليوم تقارب تكتيكي حقيقي بين هاتين القوتين لتجنب خوض الحرب، ولقد أدرك كلاهما أنه ليس هناك أي شيء يكسبانه على الإطلاق.
أما إيران فقد بلغت بالفعل قمة السعادة الدبلوماسية دون أن تخسر جنديا واحدا، و بعد أن قدمت لها الحرب في غزة كهدية على طبق من فضة، وأعادت إليها قيادة غير متوقعة في الشرق الأوسط، وجعلت العالم ينسى دورها المثير للجدل في سوريا، كما تراجعت السعودية التي تصالحت معها عبر الصينيين عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقال إن إيران تدرك تماما تكلفة صداقتها مع الصين وروسيا، ويرغب نظامها الثيوقراطي سرا في إبرام صفقة كبرى مع الأمريكيين، حيث يتم وضع كل شيء على الطاولة: الطاقة النووية، والعقوبات والبنية الأمنية الجديدة للشرق الأوسط.
ويضيف جيرار أن الملالي يريدون الحفاظ على طبيعة نظامهم، لكنهم يريدون أن تصبح إيران قوة تجارية كبرى مرة أخرى، على الأقل للحد من استياء شبابها. وفيما يتعلق بما يسمونه الكيان الصهيوني، لديهم مخرج خطابي جاهز: "سنتبع في كل الظروف ما يقرره الفلسطينيون".
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد تم تحصين الديمقراطيين الموجودين في السلطة منذ فترة طويلة ضد التدخلات العسكرية للمحافظين الجدد في أرض الإسلام، والتي من المفترض أن تجلب السلام من خلال إقامة ديمقراطيات على النمط الغربي. في مواجهة دونالد ترامب، الذي من المحتمل أن يواجهه انتخابيا، لا يريد جو بايدن الظهور كرئيس متشدد.
ورأى الكاتب أن العداء الإسرائيلي الإيراني، والأمريكي الإيراني ليس له جذور في التاريخ ولا في الجغرافيا، فهو عداء مصطنع، يتغذى على اعتبارات سياسية داخلية لدى الجانبين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانيين غزة إيران امريكا غزة هجمات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فائزون بـنوبل للآداب يدعون لـالإفراج عن كاتب فرنسي جزائري.. من يكون؟
دعا الفائزون بجائزة نوبل للآداب، آنّي إرنو، جان ماري لو كليزيو، أورهان باموك، ووول سوينكا، إلى "الإفراج الفوري" عن الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلام صنصال، وذلك خلال مقال قد نُشِر على الموقع الإلكتروني لمجلة "لوبوان" الفرنسية.
كذلك، طالب عدد من الكتاب، من بينهم سلمان رشدي وروبرتو سافيانو، عبر المقال نفسه، إلى "الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال وجميع الكتاب المسجونين بسبب أفكارهم"، مردفين: "لا يسعنا أن نبقى صامتين. فإن المسألة متعلقة بالحرية، وبالحق في الثقافة، وبحياتنا ككتّاب مستهدفين بهذا الترهيب".
تجدر الإشارة إلى أن المقال، قد نُشر إثر مبادرة من الكاتب الجزائري، الفائز بجائزة غونكور هذه السنة، كمال داود؛ فيما قالت عدد من وسائل الإعلام، أن الكاتب، الفرنسي الجزائري، البالغ 75 عاما، أوقف في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، حيث كان آتيا من فرنسا.
من جهتها، أعربت دار "غاليمار" الفرنسية، التي تنشر مؤلفات الكاتب صنصال، "عن قلقها العميق بعد توقيف أجهزة الأمن الجزائرية الكاتب"، حيث دعت، في بيان لها، الجمعة، "إلى الإفراج عنه فورا".
إلى ذلك، نشرت عدد من الصحف الفرنسية، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعرب عن قلقه، الخميس، بالقول إنه "قلق للغاية بشأن هذا الاختفاء"، موضحا أن "أجهزة الدولة مستنفرة لكشف ملابسات وضعه"، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي فرنسي، الجمعة.
وفي السياق نفسه، أكدت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية، الجمعة، "توقيف صنصال في مطار الجزائر، العاصمة"، من دون أن تحدّد تاريخ ذلك. وتعبّر الأوساط السياسية والأدبية عن قلقها بخصوص ما تصفه بـ"مصير بوعلام صنصال، المعروف بمواقفه المندّدة بالتشدد الديني والاستبداد".
ووفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية، قد انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لمجلة "فرونتيير" الفرنسية، تبنّى فيها موقفا مساندا للمغرب، إذ بيّن أن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة تحت الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
إثر ذلك، انتقدت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فرنسا، الجمعة الماضي، من أجل دفاعها عن "منكر يشكّك في وجود الجزائر واستقلالها وتاريخها وسيادتها وحدودها"، واصفة الكاتب بأنه "دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر".