استعرض تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" شخصية إسماعيل قآاني خليفة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل بغارة أمريكية قبل أربع سنوات، بعدما عمل لعقدين من الزمن على توسيع نفوذ إيران في العالم العربي".

وذكرت الصحيفة، أن قآاني يعمل على إتمام مهمة سليماني لكن دون التسبب في انتقام أمريكي مدمر".

وتصف الصحيفة، قآاني "رجل الغرف الخلفية الغامض، الذي يواجه الآن مهمة جديدة صعبة تتمثل باستخدام هذا الخليط من الجماعات المسلحة لتوسيع بصمة إيران دون إثارة انتقام مدمر من الولايات المتحدة".




ومنذ توليه قيادة فيلق القدس، عمل قاآني بهدوء على توحيد الميليشيات المختلفة التي تعمل تحت إشراف إيران من بغداد إلى البحر الأحمر، حيث خلقت ما تسميه الحكومة الأمريكية الوضع الأكثر تقلبا في الشرق الأوسط منذ عقود.

وبينت، "لدى قآاني علاقات من حركة التمرد الحوثية في اليمن إلى القوات شبه العسكرية الشيعية في سوريا والعراق، وكلهم يمتلكون القدرة على تأجيج سلسلة متتالية من الصراعات التي أثارها هجوم حماس في 7 أكتوبر، وجر الولايات المتحدة أكثر إلى المستنقع من خلال استهداف القواعد الأمريكية، مثل الهجوم الذي قتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن قبل أكثر من أسبوع".

"وعندما ردت الولايات المتحدة بضربات على الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء سوريا والعراق خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت الرسالة موجهة مباشرة إلى قاآني تعني: تراجع"، وفقا للصحيفة.

وترى الصحيفة، "أن قتل الولايات المتحدة لسليماني كان محاولة لكسر سلسلة القيادة الممتدة من طهران إلى حلفائها المسلحين الذين يعملون من سوريا والعراق إلى اليمن ولبنان والأراضي الفلسطينية. لكنه لم يقلل من قدرتهم على قلب المنطقة بل جعلهم أكثر حرية لتعطيل الشحن في البحر الأحمر، ومهاجمة إسرائيل وتشكيل تهديد متزايد للقوات الأميركية".

يقول حميد رضا عزيزي، زميل زائر وخبير في سياسات إيران الإقليمية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: "إذا كان الهدف هو تقليص سيطرة إيران على هذه الجماعات، فإن الولايات المتحدة حققت ذلك ومن هنا تأتي المشكلة".

وبحسب مسؤول غربي وآخر لبناني ومستشار للحرس الثوري، "فإن قائد فيلق القدس أمضى أسابيع منذ هجوم حماس على إسرائيل في رحلات مكوكية بين الميليشيات للتأكد من أن هجماتهم ضد إسرائيل والقواعد الأمريكية لن تكون شديدة كي لا تشعل حربا إقليمية أوسع".



كان لسليماني دور فعال في تسليح وتدريب حلفاء إيران من الجهات الفاعلة غير الحكومية ويمكن القول إنه كان القائد الأكثر شهرة في المنطقة، مع هالة أسطورية تقريبا بين أتباعه وصورة عامة زرعتها القيادة الإيرانية كدليل على نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط، بحسب التقرير.

يقول راي تاكيه، الخبير في الحرس الثوري الإيراني في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي "كان ينظر إلى سليماني على أنه شخصية لا تتكرر"،مضيفا "قاآني شخصية أقل من ذلك في الواقع".

ولد قاآني في أواخر خمسينيات القرن الماضي، بيروقراطي أمضى معظم حياته المهنية في الإشراف على مصالح إيران في أفغانستان ولا يتحدث العربية إلا قليلا.

وعلى عكس الشخصيات البارزة الأخرى في طهران، لا يبدو أنه لعب دورا نشطا في الثورة الإسلامية عام 1979، حيث انضم إلى الحرس الثوري، الذي تشكل للدفاع عن الحكام الجدد، بعد عام كامل، في عام 1980.

وأصبح صديقا لسليماني في أوائل ثمانينيات القرن الماضي على الجبهة الجنوبية خلال حرب إيران مع العراق، وقال لاحقا إن القتال معا أقام صداقة عميقة بينهما. 

وفي التسعينيات، في أعقاب الحرب، ترقى قاآني في الرتب وكنائب لرئيس القوات البرية للحرس حول انتباهه إلى أفغانستان، حيث حارب مهربي المخدرات ودعم لاحقا التحالف الشمالي المناهض لطالبان ، الذي عمل مع الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان في عام 2001.

وعندما حشد سليماني عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عن النظام السوري ضد تنظيم الدولة ساعد قاآني في تجنيد الشيعة الأفغان للانضمام إلى صفوفهم.

ومع تراجع الحروب في العراق وسوريا، تغير دور شبكة الميليشيات الإيرانية، وأصبح العديد منها جزءا من النسيج السياسي، في لبنان، حيث حزب الله حزب سياسي وينظر إليه على أنه رادع ضد الهجمات من إسرائيل، وفي اليمن، حيث استولى الحوثيون على العاصمة وينظر إليهم على أنهم حكومة الأمر الواقع، وفقا للصحيفة.

وفي العراق، اندمجت الميليشيات بشكل أعمق في النظام السياسي والأمني في البلاد، واكتسبت القوة للتأثير على السياسة الوطنية، بينما بقيت خارج سيطرة الدولة.

وقال تاكييه إنه في حين استخدم سليماني جاذبيته لتعبئة ما أسماه "محور المقاومة"، سعى قاآني إلى ربط حلفاء إيران المتباينين معا على المستوى العملياتي.

وقال: "وهذا يتطلب محادثة خلف الكواليس أكثر من عبادة شخصية مثل سليماني".

وقال آرش عزيزي، المؤرخ في جامعة كليمسون ومؤلف السيرة الذاتية عن سليماني، إن هذا ينطبق بشكل خاص على الميليشيات العراقية، التي ربما تكون الأكثر تقلبا من بين جميع القطع في شبكة فيلق القدس.

وأضاف: "لقد بنى سليماني علاقة معهم على مر السنين وكان يحظى باحترام كبير من قبلهم ويفتقر قاآني إلى الكاريزما وتاريخ العلاقة مع هذه الجماعات العراقية والعربية الأخرى، ونتيجة لذلك، يكافح قاآني أكثر في إبقاء الجماعات العراقية تحت السيطرة وبما يتماشى مع المحور الأوسع ونفس المشكلة موجودة في ما يتعلق بالحوثيين الذين هم أكثر استقلالية".

ومع اقتراب الشرق الأوسط مما يمكن أن يكون صراعا أوسع، يعمل قاآني ومسؤولون إيرانيون آخرون على ضمان عدم إثارة ميليشياتهم لمزيد من الهجمات.



وعقب الهجوم في الأردن، سافر المسؤولون الإيرانيون إلى العراق لإخبار حلفائهم هناك أن الهجوم قد تجاوز الخط بقتل القوات الأمريكية، وفقا لأحد كبار مستشاري الحكومة الإيرانية الذين شاركوا في الاجتماعات، بحسب الصحيفة.

يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا بعد أدلة على أن إيران أمرت بالهجوم، ولن تكسب إيران أي شيء من قتل القوات الأميركية، بحسب عزيزي.

وأضاف، "كان الهدف منذ 7 أكتوبر هو إبقاء الجبهات الأخرى مشغولة لتوفير بعض التنفس لحماس، ولكن دون الدعوة إلى صراع أوسع أو هجوم أميركي". إنه لا يتناسب مع نمط التصعيد الإيراني، ولن يخدم أيا من أهداف إيران الاستراتيجية في الوقت الحالي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سليماني الإيراني الولايات المتحدة الحرس الثوري إيران الولايات المتحدة الحرس الثوري سليماني إسماعيل قاآني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فیلق القدس على أن

إقرأ أيضاً:

رئيس قوي عاملة النواب: قرار العفو الرئاسي خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة

 أشاد النائب عادل عبد الفضيل، رئيس قوي عاملة النواب،  رئيس النقابة العامة للعاملين بالمالية والضرائب والجمارك؛ باسم عمال مصر بصفة عامة ؛ والقطاعات الثلاثة بصفة خاصة بالقرار الذي اصدرة الرئيس عبدالفتاح السيسي  رئيس الجمهورية بالعفو الرئاسي عن ٤٤٦٦ من المحكوم  في جرائم مختلفة رجالاً ونساءً، مراعاة لظروفهم الإنسانية  بمناسبة احتفالات ٢٥ يناير ؛مؤكدا أنه يمثل امتدادا للجهود المستمرة التي تبذلها الدولة في ملف حقوق الإنسان؛ وتوفير فرصة جديدة للمفرج عنهم للاندماج في المجتمع.

وأكد "عبدالفضيل"، أن القرار يعكس التوجه الاستراتيجي لقيادة مصر نحو تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان والحريات على أرض الواقع، فضلا عن أن القرار يعكس حكمة القيادة السياسية وحرصها على تعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب المصري، وانحيازه للمواطن أولا في كل الأحوال والظروف.

وقال رئيس قوي عاملة النواب: إن قرار العفو الرئاسي يأتي تزامناً مع مناسبة مهمة وهي عيد الشرطة المصرية 25 يناير الجاري، مشيرا إلي أن القرار  يعتبر خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة، مما يسهم في استقرار الأوضاع الاجتماعية والنفسية للكثير من الأسر المصرية، ويعزز الثقة بين المواطنين والدولة.

مقالات مشابهة

  • حتى إشعار آخر..ترامب يعلق وصول الحاصلين عى حق اللجوء إلى الولايات المتحدة
  • زد في مواجهة صعبة أمام بيراميدز في الدوري الممتاز
  • حلمي النمنم: إيران مهمة لأمريكا منذ أيام الشاه لأنها في بطن روسيا
  • الليلة.. ليفربول في مهمة صعبة أمام ليل في دوري أبطال أوروبا
  • نهائي مبكر.. الأهلي في مهمة صعبة خلال الفترة المقبلة بدوري الأبطال
  • ترامب… صانع السلام مام مهمة صعبة
  • عاصفة «ترامب».. اربطوا الأحزمة!
  • رئيس قوي عاملة النواب: قرار العفو الرئاسي خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة
  • الدفاع المدني بغزة: لدينا مهمة صعبة في البحث عن 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض
  • الصحة العالمية: إعادة بناء النظام الصحي في غزة مهمة صعبة ومعقدة