الجزيرة:
2024-11-18@11:29:40 GMT

بايدن.. وزلّاته

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

بايدن.. وزلّاته

كثيرةٌ هي زلّات اللسان للرئيس الأميركيّ جو بايدن، زعيم "الدّولة الأقوى" نفوذًا في العالم.. الشريك، والداعم الأكبر لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها على قطاع غزة الأبيّ الصامد.

هذه " الزلات"، تعكس ارتباكًا سياسيًا، وتخبطًا نفسيًا، وفضحًا للعقل الباطن، وربما، تشي بنوع من الخبل، والعَتَه (سوء الأداء العقلي)؛ نتاجًا لتقدم بايدن في العمر (81 عامًا).

. لاسيما، أن سلوكه، وإدارته في الشرق الأوسط، كشفا عن الغباء والحماقة منذ عملية "طوفان الأقصى".

ذلك أنّ الرئيس الأميركي، بتأييده الأعمى- معنويًا وماديًا وعسكريًا- لإسرائيل، قد فتح أبوابَ الجحيم على القواعد العسكرية، والمصالح الأميركية في المِنطقة العربية، وخلق موجة عارمة من العداء لـ "أميركا" في المحيط الشعبي- وليس الرسمي- العربي والإسلامي.

عدم توسعة الحرب أم استفراد بالفلسطينيين؟

ها هو بايدن ينزلق ببلاده مع بريطانيا – التابع المُطيع لأميركا- إلى حرب عدوانيّة على اليمن؛ دفاعًا عن مصالح إسرائيليَّة تجارية، بما يُنذر بتعقيد الملاحة في البحر الأحمر، وإشعال المِنطقة كلها، تناقضًا مع "الهدف الأميركي" المُعلن بعدم توسعة نطاق الحرب، بينما الهدف الحقيقيّ، هو تمكين الكيان الصهيوني، من الاستفراد بـ "الشعب الفلسطيني" في القطاع، لإبادته، وتهجير الناجين من المجازر، ومنع أي أطراف أخرى من دعمه. إنَّها الحماقة الأميركية، التي تتجلَّى وتتجسّد في رئيس لسانه منفلت، وكثير الزلل.

بايدن ومودي

عودة لزلات وهفوات "لسان بايدن".. كان أحدثها يوم  (الأحد) الماضي، أمام جمهور كبير في مدينة شيكاغو الأميركية، عندما كان يتحدث مستذكرًا حوارًا في لقاء له، عام 2021، في بريطانيا، مع الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران".. قاصدًا الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، وليس الرئيس ميتران المتوفَّى عام 1996.

"بايدن"، سبق له السقوط في هفوات وزلات يصعب حصرها، فقد أنهى إحدى خُطبه قبل عدة أشهر، بقوله: "حفظ الله الملكة"، التي تُختتم بها خطابات المسؤولين في المملكة المتحدة، (بريطانيا+ أيرلندا الشمالية).

الصين، تشغل حيزًا من هفوات بايدن، ففي إحدى زياراته إلى كندا (العام الماضي)، توجّه بالتحية إلى الصين بدلًا من كندا، وذلك في خطابه أمام البرلمان الكندي. مثلما جرى في كلمة له أثناء حملة لجمع الأموال لحملته الانتخابية في يونيو/ حزيران الماضي.. إذ أتى على سيرة صديقه ناريندرا مودي (رئيس الوزراء الهندي)، بأنه رئيس وزراء دولة كانت صغيرة.. هي الآن أكبر دولة في العالم.. "الصين".. قبل أن يستدرك بعدها بقليل، بأنّها الهند.

شيطنة بوتين وحماس

روسيا ورئيسها بوتين، يمثلان هاجسًا أيضًا لدى "بايدن".. بعد ساعات من هفوته بحقّ رئيس الوزراء الهندي مودي، وردًا منه على سؤال صحفي عن تمرّد مجموعة فاغنر الروسية العسكرية غير النظامية بقيادة يفغيني بريغوجين، قال: "من الواضح أن بوتين يخسر الحرب في العراق".. بينما هو يقصد أوكرانيا.

وفي أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي (بعد طوفان الأقصى)، تحدّث بايدن عمّا أسماه (الاستثمار الذكي في أوكرانيا وإسرائيل)، واصفًا بوتين بأنه طاغية ويشبه حماس (على اعتبار أن حماس شيطان).. الأمر الذي أثار انتقادات روسية لاذعة، كونه يعتبر تمويل الحروب بأنه استثمار ذكي.

هذا فضلًا عن توظيف "بايدن"- ربما لحالته الذهنية المهتزة- ترويجَ الأكاذيب، عن قطع حماس رؤوس الأطفال، واغتصاب نساء إسرائيليات، وتكرار هذه الأكاذيب على لسانه، رغم نفيها من قِبل البيت الأبيض.

مكنونات العقل الباطن

ماذا وراء هفوات وزلات اللسان.. وعلامَ تؤشر هذه الهفوات؟. شغلت قضية فلتات اللسان وهفوات القلم؛ مؤسس مدرسة التحليل النفسي العالم اليهودي النمساوي سيغموند فرويد (1856- 1939م).. وفقًا لدراساته، فإن هناك جانبًا مُظلمًا في النفس، أطلق عليه "اللاشعور" أو العقل الباطن، وأن هذا الجانب، له تأثيره القوي في سلوك الإنسان، وقد يكون السبب في بعض الاضطرابات النفسيّة التي تصيب شخصًا ما.

وتُعد هفوات اللسان وزلات القلم، ونسيان المواعيد، ميدانًا أو مسرحًا للعقل الباطن للتعبير عن مكنوناته ومكبوتاته. حسب فرويد، فإن هذه الهفوات للقلم أو اللسان، يتورط فيها الإنسان دون إرادة منه أو قصد، لينقلب المعنى المُراد من الكلام، بما يتسبب في الكثير من الحرج على شاكلة هفوات بايدن.

إذ يجد المرء نفسه، يتمنى لو لم يقع في هذه الهفوة.. مثال ذلك أن يكتب شخص لصديقه قائلًا؛ أشكر الله على ما أنت فيه من نقمة (بدلًا من نعمة).. أيضًا، نسيان شخص ما موعدًا مع آخر، غالبًا يكون رغبة دفينة لدى الأول في الفرار أو الهروب من هذا اللقاء.

كراهية دفينة

يُرجع فرويد هذه الزلات في غالبها؛ إلى دوافع لا شعورية أو شبه شعورية سلبية أو إيجابية، لا يدركها الشخص صاحب الهفوة، ولا يفطن إلى وجودها.. لكنها على صلة بالهفوة فقد تكون حُبًا مكبوتًا أو غيرة أو كراهية لا شعورية، أو ما شابه.

آية ذلك في حالة بايدن، تكرار زلات لسان" بايدن" عن الصين وروسيا، منها زلة لسان له في فبراير/شباط من العام الماضي- أثناء وجوده بالعاصمة البولندية وارسو- بأن "بوتين لا يمكنه البقاء في السلطة"، وهو ما حدا بـ "ماكرون" إلى التحذير من أن مثل هذه التصريحات خطيرة، ومُربكة، وتؤدّي إلى تصعيد النزاع.

إلى جانب تفسير فرويد، لـ "زلات اللسان"- وإكمالًا له- فمن وجهة طبية حديثة، فإن "الهفوات"، على شاكلة ما يفلت من لسان بايدن، تؤشر إلى تدهور عقلي أو زهايمر- وإن كان محدودًا-، حيث يغيب الشخص شاردًا إلى زمن، أو مكان آخر، أو كليهما للحظات، فتقع زلات اللسان، قبل أن يعود إلى وعيه.

هذا يعني أن الكون في خطر عظيم.. حين يكون شخص مثل بايدن، على رأس القوة العُظمى في عصرنا.

نسأل الله السلامة.

 

 

 

 

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كل قرية من قرى الجزيرة المستباحة لها قصة وخلفيات

الإستباحات … خلفيات ودوافع …
كل قرية من قرى الجزيرة المستباحة لها قصة وخلفيات في إرشيف فيسبوك خاصة والإنترنت عامة.

وبعض القرى المستباحة سواء في الجزيرة أو في منطقة الدندر كان لها ماضي خلافات وتقاطعات مع بعض الجوار ما يجعلك تشعر وكأن ما حدث لها خلال الحرب الحالية فرصة تم إنتهازها لتصفية حسابات قديمة أو لفرض واقع جديد يجسد أطماعا ظلت كامنة.

الغريب انني وجدت أن بعض القرى كانت بينها قضايا خلافية تمت تسويتها بمؤتمرات مصالحة مشهودة ولكنها تجددت في هذه الحرب مابين ضحايا ومهاجمين وكأن تلك المصالحات كانت على مضض ولكن ظلت الضغائن كامنة فلما تهيأ لبعض ذوي النفوس الضعيفة أن عهدا جديدا قد حان في صالحهم لم يكتفوا بنقض العهد الذي كان بل خانوا كل قيم الجيرة والإنسانية وسولت لهم أنفسهم أن الفرصة قد أتت لطرد الآخر والإستيلاء على كل ما كان لديه وتحته.
هكذا يبدو الوضع من خلال الوقائع المتكررة المتشابهة ، وبالنسبة لي شخصيا فإن أرشيف الفيسبوك والإنترنت يعزز توقعا وتوجسا كان في نفسي لسنوات ، فماذا كان يقتضي شبابا في الجزيرة الخضراء الوادعة للتدرب منذ سنوات على دخول معسكرات التدريب على حمل واستخدام السلاح وتبني خطابات التهميش والمظلومية والمجاهرة بأحلام التحرير ؟ !
تحرير ماذا وتحرر من من ؟!

إن مقتضى العدالة والمنطق أن يتولى أبناء كل منطقة إدارة التعويضات وإعادة الإعمار في منطقتهم وإن أية إدارة مركزية أو إتحادية لأعمال التعويضات وإعادة الإعمار لن يكتب لها النجاح لأن مفهوم أخوة الوطن والوطنية نفسه قد تعرض لزلزال مدمر بسبب هذه الحرب ونكباتها التي ما خطرت على عقول ولا قلوب الضحايا يوما ما.

#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كاميرا الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على مبنى في بيروت
  • لماذا يحاول بايدن استفزاز بوتين قبل مغادرته البيت الأبيض؟
  • بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين
  • الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على بعلبك
  • كل قرية من قرى الجزيرة المستباحة لها قصة وخلفيات
  • نازحون يكشفون عن مآسي النزوح من قرى شرق الجزيرة
  • أعظم آفات اللسان.. خطيب المسجد الحرام: 6 أفعال شائعة تؤدي إلى الهلاك
  • السنة الإمساك عنه.. خطيب المسجد الحرام: على كل مكلف حفظ لسانه عن جميع الكلام
  • أصل الخير كله.. خطيب المسجد الحرام: أُمرنا بإمساك اللسان عن السوء والشر
  • خطيب المسجد الحرام: اللسان ترجمان الأفكار والقلوب.. ويجب حفظه عن الغيبة والنميمة