الخليج الجديد:
2025-05-01@08:02:54 GMT

احتواء الحوثيين في اليمن: أمل زائف

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

احتواء الحوثيين في اليمن: أمل زائف

احتواء الحوثيين في اليمن: أمل زائف

لقد تحطمت فكرة أن الحوثيين لا يشكلون سوى تهديد لليمن أو الشرق الأوسط.

هجمات البحر الأحمر جزء من الاستراتيجية السياسية للحوثيين للحفاظ على قوتهم وتوسيعها داخل اليمن.

صعدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر الحرب في غزة إلى بُعد جديد، ما يعرض التجارة الدولية للخطر في أحد أهم ممرات الشحن في العالم.

هناك عنصر أيديولوجي في الهجمات، لأنها تسمح للحوثيين بإعادة التموضع بوصفهم داعما إقليميا رئيسا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

* * *

كما هو واضح الآن، أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى تصعيد الحرب في غزة إلى بُعد جديد، ما يعرض التجارة الدولية للخطر في أحد أهم ممرات الشحن في العالم. من المؤكد أن هناك عنصرًا أيديولوجيًا في الهجمات على السفن التجارية، لأنها تسمح للحوثيين بإعادة وضع أنفسهم بوصفهم داعما إقليميا رئيسا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. لكن هذه الهجمات هي أيضًا جزء من الاستراتيجية السياسية للحوثيين للحفاظ على قوتهم وتوسيعها داخل اليمن.

في يونيو/حزيران 2018، حاصرت قوات التحالف بقيادة السعودية مدينة الحُديدة، وهي ميناء على البحر الأحمر يسيطر عليه الحوثيون ونقطة دخول رئيسة للمساعدات الإنسانية. وبحلول نهاية العام، ضمنت اتفاقية ستوكهولم التي توسطت فيها الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في الحُديدة.

ومع ذلك، لم يجبر الاتفاق قوات الحوثيين على مغادرة المدينة، واستمرت انتهاكات الحوثيين لوقف إطلاق النار على مدى السنوات التالية. مع وصول الصراع في اليمن إلى طريق مسدود بحلول نهاية عام 2022، ومع عدم قدرة الأمم المتحدة على الحفاظ على وقف مؤقت لإطلاق النار على مستوى البلاد، تضاءل الاهتمام الدولي تجاه الصراع في اليمن. تفاقم هذا الوضع مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، التي حولت التركيز الدولي وحتى الإقليمي نحو أزمة الطاقة العالمية.

ومع ذلك، استغل الحوثيون هذه الحقائق الجيوسياسية لتعزيز الحكم الاجتماعي والسياسي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. قبل الهجمات الأخيرة على أهداف عالمية، كان الحوثيون قد بسطوا سلطتهم بشكل رئيس في شمالي اليمن، بما في ذلك صنعاء.

لكن المرجح أنهم وصلوا إلى حدود توسعهم الإقليمي: رغم الهجمات المتجددة، لم يتمكنوا من السيطرة على مدينة مأرب وحقولها النفطية القيمة، بينما بقي الجنوب تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو هيئة سياسية وعسكرية مستقلة تدعمها الإمارات العربية المتحدة.

بعبارة أخرى، أصبحت أهدافهم داخل اليمن الآن مقيدة، ما يترك لهم مجالاً للتمحور وتأكيد قدراتهم العسكرية على المسرح العالمي.

توفر المفاوضات الخلفية الجارية بين الحوثيين والسعودية عنصرًا سياقيًا حاسمًا آخر لفهم هجمات البحر الأحمر. وكجزء من صفقة محتملة مع الرياض، يأمل الحوثيون في الاعتراف بهم بوصفهم سلطة شرعية في اليمن، وفي إنهاء التدخل العسكري السعودي وتقليل تهديد الهجمات التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتلقي المساعدات الدولية لتجنب أزمة اقتصادية.

قد يعتقد الحوثيون أنه من خلال مهاجمة سفن الحاويات وتشكيل تهديد خطير للنظام الاقتصادي الذي يقوده الغرب - والذي تنتمي إليه السعودية - يمكنهم زيادة نفوذهم على طاولة المفاوضات لتأمين أولوياتهم المحلية. ومع ذلك، ظلت الرياض حتى الآن على الحياد لتجنب إثارة هجمات الحوثيين المباشرة على أراضيها.

يدعو اليمنيون المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، إلى إعادة النظر في سياساتهم تجاه البلد الذي مزقته الحرب. ورغم مشاركة الأمم المتحدة، كانت الحرب بالوكالة في اليمن في المقام الأول عبارة عن منافسة بين السعودية والإمارات وإيران، ما أضعف دور الأطراف المحتملة الأخرى المتدخلة.

وبعد ما يقرب من عقد من الزمن، افترض كثر أن هذا الصراع الذي لم يتم حله سيظل معزولا ومُحتوىً داخل اليمن - وهو توقع تم تدميره تماما الآن. ومع إعادة تركيز الاهتمام الدولي على اليمن، هناك إمكانية جديدة لإرساء الأساس للسلام المستدام.

*د. بتول دوغان عكاس باحثة في شؤون الخليج والسياسة الخارجية والاستراتيجيات الأمنية والثقافة السياسية بالخليج.

المصدر | مؤسسة كارنيغي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن السعودية الإمارات المفاوضات الحوثي البحر الأحمر سفن الحاويات التجارة الدولية المقاومة الفلسطينية الحرب في غزة الأمم المتحدة البحر الأحمر الحوثیین فی داخل الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

قتلى جراء هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا.. وروبيو يدعو لوقف الحرب العبثية

تبادلت أوكرانيا وروسيا خلال الليل الهجمات بمسيّرات متفجرة أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، في حين اتهمت كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بعرقلة" جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الجانبين.

في ذات الوقت قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية، الاثنين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس لدى تلاوتها إحاطة حول المكالمة الهاتفية التي جرت الأحد وأعلنت عنها روسيا إن "الولايات المتحدة جادة في تيسير وضع حد لهذه الحرب العبثية".



من جهته قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تطبيق "تليغرام"، الثلاثاء: "يكفي أن يصدر بوتين أمرا واحدا ليتوقف إطلاق النار". وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس ترامب وتدعمها أوكرانيا".

وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن هجوما بمسيّرات أوكرانية أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم "بحالة خطرة" في المنطقة.

وفي أوكرانيا، أفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرغي ليسياك عبر تطبيق "تليغرام" بوقوع "هجوم ضخم جديد بالمسيّرات" أسفر عن مقتل فتاة في الثانية عشرة وإصابة طفل في السادسة بالإضافة إلى شخصين بالغين.

وذكرت أجهزة الطوارئ أن "الطفلين حوصرا تحت الأنقاض" عندما استهدفت الضربة منزلا في منطقة ساماريفسكي.

وقال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو عبر "تليغرام" إن امرأة أصيبت أيضا بسبب سقوط حطام خلال غارة روسية مساء الاثنين.

وأعلن بوتين عن هدنة من طرف واحد على خطوط المواجهة في أوكرانيا تستمر ثلاثة أيام من 8 إلى 10 أيار/ مايو بمناسبة احتفالات النصر على ألمانيا النازية.

ودان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما وصفه بأنه "محاولة للتلاعب" مطالبا بوقف إطلاق نار فوري وشامل دون شروط.



من جهة أخرى أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، في مقابلة نشرتها مجلة "باري ماتش" أنه "في الأيام الثمانية إلى العشرة المقبلة سنزيد الضغوط على روسيا"، لافتا إلى أنه "أقنع الأمريكيين بإمكان تصعيد التهديدات وكذلك العقوبات" على موسكو.

وشدد الرئيس الفرنسي بعد لقاء نظيريه الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، في الفاتيكان على أن "الأيام الخمسة عشر المقبلة ستكون أساسية لمحاولة تنفيذ وقف إطلاق النار" الذي طالبت به الولايات المتحدة ووافقت عليه أوكرانيا ودافع عنه الأوروبيون، لكن روسيا لم توافق عليه بعد، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: ضربنا الحوثيين لحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • ردًا على هجمات الحوثيين.. الطيران الأمريكي يقصف موقعا في اليمن
  • عقوبات أميركية جديدة تضرب شبكة تمويل الحوثيين النفطية
  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • اليمن يسقط ثاني طائرة أمريكية نوع F-18 في البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • قتلى جراء هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا.. وروبيو يدعو لوقف الحرب العبثية
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • "أنصار الله" تتوعد بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وبحر العرب
  • عاجل.. مقتل 30 مهاجرًا أفريقيًا في غارات أمريكية شمال اليمن "تفاصيل"