مواجهات الجنوب كرّست البعد الآخر لسلاح حزب الله
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": بعد أربعة أشهر على حرب غزة واندلاع المواجهات الحدودية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، كرّس حزب الله موقعه الداخلي والخارجي ليضع حداً فاصلاً بين مرحلتين، ما قبل غزة وما بعدها.لا شك في أن حزب الله تمكّن من تظهير قدراته العسكرية بعد 18 عاماً على حرب تموز، بالقدر الذي أراد كشفه حتى الآن، رغم الهفوات العسكرية التي أقرّ بها لاحقاً.
أصبح حزب الله المرجعية التي يقصدها الموفدون الغربيون من دون استثناء، في إطار التفاوض غير المباشر بواسطة رئيسَي المجلس وحكومة تصريف الأعمال. وهم أصبحوا كثراً في عدد الجولات وفي الرسائل التي يستطلعون رأي الحزب فيها. الكلام عن الترسيم البري يجب أن يمر في قنوات حزب الله، والمساحة الجغرافية التي تُطرح على بساط البحث والتي يفترض أن ينسحب الحزب منها، يفترض أن يوافق عليها، وسحب السلاح والمسلحين، وتفعيل القرار 1701، قرار يتخذه حزب الله، والأهم قرار ربط الوضع الجنوبي مع غزة. والموفدون الغربيون يعرفون ذلك تماماً. ما يقال غربياً بات محصوراً بقدرة حزب الله على إدارة التفاوض عن بعد، من أجل التوصل إلى قرار يتعلق بمصير الحرب الدائرة جنوباً. وهذا ليس أمراً عابراً في مسار الحزب سياسياً حين يتحوّل إلى مرجعية أولى، يتوالى وصول الموفدين الدوليين إلى لبنان للكلام معها، ويصبح لسلاحه بعد إقليمي ودولي مختلف عن السنوات الماضية.
من هنا يصبح السؤال الآتي: كيف يمكن للحزب أن يستثمر هذه الورقة داخلياً؟
لا شك في أن خصوم حزب الله أبدوا خشيتهم، منذ اللحظة الأولى لحرب غزة، من أن يكون استثمار ما يحصل جنوباً في ارتداد الحزب داخلياً، في شكل يتخطى ما حصل عليه بعد حرب تموز، ولا سيما أنه عزّز بنيته وحضوره في الهرم السياسي في شكل ثابت لا يتخطّاه أحد. كانت الخشية أولاً من تجييره الملف الرئاسي لصالحه، لتتخطاه وتتناول التفاصيل التي تسبق أو تلحق به. حتى موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، لم يكن ليمر لولا حرب غزة، وغضّ الحزب النظر عنه لأسباب مختلفة، توافق فيها مع الخارج الذي لم يكن متحمساً، لكنه غضّ النظر بدوره. وهذا يعني أن الحزب أصبح أكثر حرصاً على أن تكون له كلمة أولى وأخيرة في كل تفصيل. ومع الاعتراف الغربي بدور الحزب في معادلة الحرب والسلم، ثمة خشية من ألّا «يتواضع» الحزب كثيراً، حين تسلك التهدئة سبيلها إلى الجنوب، فتصبح لمعاينة الوضع الداخلي حاجات ومتطلبات أخرى، من شأنها أن تعيد التذكير بالأولويات. وأولويات الحزب حينها ستكون ربطاً بما حقّقه جنوباً. وهنا يصبح دور خصومه ومن يقف خلفهم على المحكّ، في قدرتهم على تحصيل مكاسب من التفاهم الذي سيتم على أساسه وقف مواجهات الجنوب. فالاتّكال على واشنطن أو باريس أو السعودية لن يكون متفلّتاً من تفاهمات هذه الدول مع إيران وإسرائيل ومصالح كل منهما، في حين يراكم الحزب من النقاط في رصيده مفاوضاً وحيداً من دون شريك داخلي، حتى ولو كان أقرب حلفائه إليه.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. والمعارك تحتدم في الجنوب
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث غارات فجر الخميس على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر إنذارا باستهداف ثلاث بنايات في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية.
كما شنت مقاتلات الاحتلال غارات على بلدات في قضاء صور جنوبي لبنان، واستهدفت نقطة تجمع لمسعفين في بلدة كفردونين بقضاء بنت جبيل جنوبي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن "10 أشخاص بينهم ثلاثة من المسعفين استشهدوا وأصيب 68 آخرون في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية على بلدات عدة جنوبي لبنان".
وفي الجنوب، تتواصل المعارك في محاور التوغل، قرب بلدات الخيام وإبل السقي شرقا، وشمع والبياضة غربا.
وقال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ للمرة الثانية تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام جنوبي لبنان.
وأسفرت المعارك في الساعات الأخيرة عن مقتل 4 جنود إسرائيليين، وفق ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي من وحدة النخبة "ماجلان" وإصابة 10 آخرين.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد 25 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه الشريط الساحلي الشمالي، مؤكدا سقوط صاروخ في عكا.
من جانبه، قال حزب الله، إن مقاتليه هاجموا بالمسيّرات "قاعدة لوجستية للفرقة 146 بجيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا"، مؤكدا إصابة الأهداف.
وأضاف الحزب، أنه هاجم "بسرب من المسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة، وأصبنا الأهداف"، كما أعلن عن استهداف مدينة صفد برشقة صاروخية.
وأمس الأربعاء، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة من الأراضي اللبنانية، بالتزامن مع وجود المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في بيروت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في حين قصف حزب الله عددا من التجمعات العسكرية والقواعد التابعة للاحتلال.
وأفاد حزب الله، في سلسلة من البيانات عبر "تلغرام"، باستهداف مقاتليه بواسطة المدفعية والرشقات الصاروخية تجمعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع، وموقع المرج المقابل لبلدة مركبا، وموقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وفي جنوبي مدينة الخيام.
وأضاف الحزب أن مقاتليه استهدفوا أيضا قاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا شمالي الأراضي المحتلة، موضحا أن العملية "تمت بسرب من المسيرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة".
ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 3 آلاف و544 شخصا على الأقل في لبنان، وجرح أكثر من 15 ألفا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، باءت بالفشل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.