عربي21:
2025-01-07@14:25:16 GMT

بن غفير ينطق بلسان نتنياهو

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

لم يقم بنيامين نتنياهو بوصفه رئيس الحكومة الإسرائيلية، لا بتوبيخ ولا بزجر ولا حتى بمعاقبة الوزير المتطرف في حكومته إيتمار بن غفير، بعد أن هاجم الأخير الرئيس الأميركي جو بايدن، في أول لقاء له مع صحيفة أجنبية، وكانت من سوء حظه أميركية، بل وهو يقول كلاما يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي الأميركي، ويؤثر حتى على انتخابات الرئاسة التي تستعد للإقلاع قريبا، وحيث يبدو أن المنافسة النهائية فيها ستكون «كلاكيت ثاني مرة» لتلك التي جرت في المرة السابقة، أي في العام 2020، وخسرها الرئيس الذي كان حينذاك يجلس في البيت الأبيض، دونالد ترامب، هذا الذي يفضله بن غفير على خصمه الرئيس الحالي جو بايدن.



وقد جاءت تصريحات بن غفير، في ظل احتدام الجدل الإسرائيلي الداخلي، إن كان في «الكابينت» أو المجلس الوزاري المصغر حول مقترح صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين مع وقف إطلاق للنار في غزة، مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، حيث معروف تماما وللجميع، بأن بن غفير هو أحد أكثر المعارضين لأي صفقة يتخللها أي وقف لإطلاق النار، في حين ترغب واشنطن بتلك الصفقة، حيث يريدها جو بايدن كورقة تعزز حظوظه الانتخابية، لذا يمكن اعتبار ما قاله الوزير المتطرف الإسرائيلي من مفاضلة لترامب على بايدن، بأنه تدخل واضح في الانتخابات الأميركية ومحاولة للتأثير على الناخبين اليهود الأميركيين.

أما نتنياهو، فهو لا يبتلع لسانه إزاء ما يثيره كل من بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عبر تصريحاتهما المثيرة دائما للجدل، ليس الداخلي وليس مع الجانب الفلسطيني وحسب، بل ومع أطراف عديدة منها الأردن ومصر حتى الإمارات وصولا إلى الأوروبيين والأميركيين، ولا يعود ذلك لحسابات تتعلق بالتوازن داخل ائتلافه الحكومي، وليس تجنبا لانفراط عقد ذلك الائتلاف وسقوط الحكومة، كما يعتقد أو كما يقول الكثير من المراقبين، بل يعود أساسا إلى أن نتنياهو مقتنع تماما بما يقوله الوزيران المتطرفان، اللذان هما ـــ بالمناسبة ـــ لأول مرة يشاركان في التشكيل الحكومي، ومن يتابع تصريحات ومواقف نتنياهو ليس فقط منذ السابع من أكتوبر الماضي، أي على خلفية الحرب التي شنها على قطاع غزة، بل منذ أكثر من عام على تشكيل هذه الحكومة، يدرك تماما بأن نتنياهو لا يقل تطرفا عن الوزيرين المذكورين، لكن انشغال إسرائيل قبل 7 أكتوبر بالصراع الداخلي على «إصلاحات القضاء» كان يخفي موقفه الحقيقي من أي حقوق للشعب الفلسطيني، بدءا من رفض حقه في الدولة المستقلة، وانتهاء برفض حقه في الحياة على قدم المساواة مع غيرهم من اليهود الإسرائيليين، على وجه التحديد، ومرورا بالطبع برفض الانسحاب من الأرض الفلسطينية التي يحتلها منذ 57 سنة.

وعمليا فإن نتنياهو يعتبر قائد اليمين الإسرائيلي بعد مؤسسه مناحيم بيغن، وعراب اليمين المتطرف، الذي أخرج من عباءته أكثر من حزب وجماعة وشخصية يمينية متطرفة، والأمثلة على ذلك كثيرة، من أفيغدور ليبرمان، إلى نفتالي بينيت، إلى العديد من قادة «الليكود»، كما أنه ليس بن غفير وسموتريتش وحدهما المتطرفين فقط في حكومة نتنياهو الحالية، بل يمكن القول، إن أغلبية واضحة وكبيرة من نخبة السياسة الإسرائيلية متنكرة تماما للحقوق الوطنية الفلسطينية، ليس فقط كل أعضاء الائتلاف الحالي، بل جزء كبير من المعارضة أيضا، ويمكننا أن نشير باختصار إلى ما قاله قبل أيام فقط جدعون ساعر الليكودي السابق، الذي سبق له أن نافس نتنياهو على زعامة «الليكود»، وهو، اليوم، ضمن حزب معسكر الدولة بزعامة بيني غانتس، من أن الدولة الفلسطينية خطر على إسرائيل.

أما الحديث عن استخدام القنبلة النووية ضد غزة، الذي قال به وزير التراث عميحاي إلياهو، العضو في حزب بن غفير «القوة اليهودية» فقد سبقته إليه النائبة عن «الليكود» تالي غوتليف بالدعوة لاستخدام سلاح يوم القيامة، وذلك بعد أيام قليلة من طوفان الأقصى، أما وزير الخارجية إسرائيل كاتس، فقد اقترح رسميا على الدول الأوروبية صناعة جزيرة صناعية لإسكان أهل غزة فيها في عرض البحر، فيما سارع وزير الحرب يوآف غالانت منذ اليوم الأول للحرب إلى ارتكاب جريمة الحرب بقطع الماء والدواء والطعام عن كل سكان قطاع غزة.

أما فيما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة، ورغم أن الإسرائيليين يعرفون جيدا، أن بايدن ليس بيل كلينتون، ولا باراك أوباما، وهو يمثل يمين الحزب الديمقراطي، الذي عجز عن فرض العودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المعقود العام 2015، وذلك لأن إسرائيل وبنيامين نتنياهو بالتحديد، قد رفضا ذلك الاتفاق، وحقيقة الأمر أنه منذ وقت طويل، لا يظهر هناك فارق كبير بين اليمين والوسط، أي اليمين الذي يقوده نتنياهو والوسط الذي يقوده يائير لابيد، إلا في تفاصيل صغيرة، بالكاد استطاعت العام 2021، وبعد ضم ليبرمان وجدعون ساعر، وتنصيب نفتالي بينيت أن تقصي نتنياهو عن مقعد رئيس الحكومة، لعام ونصف العام فقط، وذلك بعد «دعم» بايدن، والآن وبعد كل ما قدمه بايدن منذ 7 أكتوبر، فإن اليمين الإسرائيلي، «يبخل» عليه بورقة صفقة تبادل الأسرى، وهو يعرف بأنها أقل كثيرا مما تطلبه «حماس»، ورغم الفشل العسكري الإسرائيلي وعدم وجود أهداف سياسية قابلة للتحقق، لكن لأن الفاشية الإسرائيلية  وجدت تغطية أميركية، رغم أنها بدت في البداية مشروطة، بالحرب على «حماس» فقط، أي تجنب استهداف المدنيين، وألا تؤدي لا إلى تهجير ولا لإعادة احتلال، وأنها محدودة بأسابيع، وها قد مرت الشهور، أربعة شهور، وهي تدفع للمضي بعيدا في الحرب، وتحقيق طرد كل الفلسطينيين من وطنهم المحتل.

أي أن إسرائيل هي التي خذلت وأخلت بعقد الشراكة مع بايدن، ونتنياهو نفسه يقول بالسيطرة العسكرية على غزة، وبرفض عودة السلطة الفلسطينية إليها، ويرفض حل الدولتين، ويرفض وحدة الضفة وغزة، ويشد على يد سموتريتش وهو يواصل قرصنته على الأموال الفلسطينية، ليعاقب جماعيا كل الشعب الفلسطيني، سواء كان في غزة أو القدس أو الضفة الفلسطينية، أما بايدن، فهو غير قادر حتى اللحظة على أن يضع حدا لاحتمال اندلاع حرب إقليمية ستجر إليها أميركا، وهذا هدف إسرائيلي واضح منذ سنوات، حيث تريد إسرائيل أن تدفع أميركا للحرب مع إيران، وذلك بتأييد وقف إطلاق النار فورا، وإنهاء حرب الإبادة، التي كانت سببا في التنديد بإسرائيل وأميركا في كل عواصم ومدن العالم، بما في ذلك واشنطن وبرلين ولندن وباريس.

أي أن أميركا تدفع ثمنا باهظا، من رصيد زعامتها للنظام العالمي الذي تتحداها عليه الصين وروسيا، وليس فقط بايدن هو من يدفع الثمن من رصيده الانتخابي، وبذلك فإن الحديث الأميركي عن حل الدولتين دون وقف الحرب، ما هو إلا كلام بلا رصيد، خاصة إذا ما سقط بايدن، وجاء ترامب، الذي ليس بالضرورة أن يكون صديقا لنتنياهو، الذي طعنه شخصيا حين هنأ بايدن لحظة إعلان النتائج العام 2020، لكنه كجمهوري يبقى أكثر يمينية ومحافظا أكثر من بايدن، وربما أنه يولي الكراهية الشخصية لنتنياهو اهتمامه، لو فاز وعاد للبيت الأبيض مطلع العام القادم، لكنه لن يحيد بالطبع عن تشجيع الطريق الفاشي لليمين الإسرائيلي الذي سيظل يحكم إسرائيل، وبه ستظل إسرائيل غير قابلة للتعايش مع كل شعوب الشرق الأوسط، ولن تنسى شعوب العالم بسرعة ما ارتكبته في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية ولا من جرائم حرب، وسيظل ينظر إليها باعتبارها دولة منبوذة وشاذة في عالم يسعى لطي ملف الحروب والصراعات الساخنة بأسرع وقت، ذلك بعد أن ظن العالم بأن عصر الحروب الطاحنة قد ولى مع شروق شمس الألفية الثالثة.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو بن غفير الفلسطينيين فلسطين نتنياهو بن غفير طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بن غفیر

إقرأ أيضاً:

كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية تقريراً تحدثت عن قوة الحوثيين في اليمن ومسعاهم لإثبات أنهم ليسوا ضعفاء أمام إسرائيل، كما قالت.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الإسرائيليين اضطروا لـ8 مرات خلال الأسبوعين الماضيين، للبحث عن ملجأ بسبب هجمات الصواريخ الباليستية التي تُطلق من اليمن لاسيما خلال الليل".   وأضاف: "تقف وراء هذه الهجمات جماعة تعرف باسم الحوثيين، والتي على الرغم من وجودها على بعد نحو 2000 كيلومتر (1200 ميل)، تمكنت من مضايقة الدولة اليهودية من بعيد، وخنق التجارة العالمية، في حين أثبتت مقاومتها العنيدة لمحاولات الغرب لقمعها".   وأردف: "مع تدهور القدرات العسكرية لحماس بشكل خطير، وقبول حزب الله بوقف إطلاق النار في لبنان، وإسقاط النظام السوري، وقرار الجماعات العراقية، على حد قول التقارير، بوقف الهجمات، بدا الأمر في أوائل كانون الأول أن إسرائيل قد تكون أخيراً خالية من صفارات الإنذار من الغارات الجوية، والاعتراضات المدوية والتأثيرات المميتة التي أصبحت عذاباً مستمراً منذ السابع من تشرين الأول 2023".   وأكمل: "في ظلّ هذا الفراغ، تدخل الحوثيون وهم الأعضاء النشطون الوحيدون في محور المقاومة الإيراني الذين ما زالوا يشاركون في أعمال عدائية مباشرة ضد إسرائيل. ففي الأسابيع الأخيرة، صعدت الجماعة المتمردة هجماتها الصاروخية بعيدة المدى عالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كان يشكله شركاؤها المدعومون من إيران في أوقاتٍ سابقة".   واعتبر التقرير أنَّ الحوثيين استمدوا الإلهام من "حزب الله" في لبنان والذي كان يُعتبر في السابق أقوى وكلاء إيران في حين أنهُ كان يحظى بعلاقات متينة معها.   وفي السياق، قال مايك نايتس، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير مخضرم في الجماعات المدعومة من إيران: "كان هدف الحوثيين دائما أن يكونوا حزب الله المقبل".   كذلك، رأى التقرير أنَّ التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي يتفاقم بسبب بُعدها عن الدولة اليهودية، مما يقيد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة.   ويتابع: "إن جماعة أنصار الله، المعروفة رسمياً باسم الحوثيين، والتي نشأت في المناطق الجبلية شمال غرب اليمن، هي جماعة عرقية دينية وأفرادها هم ينتمون إلى الطائفة الزيدية، فرع من الإسلام الشيعي انشق في القرن الثامن بسبب نزاع ديني. ولطالما تبنت المجموعة التطرف، وتعمل تحت شعار الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".   وأكمل: "باعتبارها قوة سياسية، ظهرت الجماعة لأول مرة في الاضطرابات التي أعقبت الوحدة في أوائل تسعينيات القرن العشرين تحت قيادة حسين الحوثي، الزعيم القبلي البارز ومعارض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وبإلهام من الثورة الإسلامية في إيران وصعود حزب الله في لبنان، أرسل الحوثيون مقربين منهم للتدريب العسكري والديني".   وأضاف: "لقد تعزز تحالف الحوثيين مع الإيرانيين تحت قيادة قاسم سليماني، القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي قاد محور المقاومة الإيراني بدءاً من أواخر التسعينيات".   وقال: "رغم عدم اعتبارهم من الشيعة السائدين، فقد أكد الحوثيون في السنوات الأخيرة على علاقاتهم بالإسلام الشيعي الذي يمارس في إيران، وتحالفوا مع النظام الديني في طهران".   هُنا، يشير نايتس إلى أنَّ "الإيرانيين أدركوا أن لديهم شريكاً عنيداً للغاية وقوياً للغاية في الحوثيين، فدفعوهم إلى مقدمة الصف بين قوات شركائهم في المنطقة".   وبحسب التقرير، فإن الحوثيين يُسيطرون على شمال غرب اليمن، موطن ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 34 مليون نسمة، رغم أنهم لا يسيطرون على أي من موارد النفط والغاز في اليمن. في المقابل، تحكم الحكومة المعترف بها دوليا الجنوب والشرق من خلال إدارات محلية مختلفة.   وتابع: "لقد حولت الحرب الأهلية، التي مضى عليها الآن أكثر من عقد من الزمان، البلاد إلى حالة إنسانية حرجة، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن 18 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات عاجلة، بما في ذلك ما يقرب من 10 ملايين طفل، في ظروف أشبه بالمجاعة. كذلك، فإنه لدى البلاد أحد أعلى معدلات الخصوبة في العالم بمعدل 6.2 طفل لكل امرأة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ، وذلك بسبب الزواج المبكر، والتعليم المحدود للفتيات، وانخفاض استخدام وسائل منع الحمل".   وأكمل: "لقد ساعدت هذه الظروف في تعزيز قبضة الحوثيين على السلطة"، ويقول نايتس إنَّ "الأسر ستبيع أطفالها حرفياً لحركة الحوثيين لأنهم كجنود سيحصلون على طعام على الأقل".   وتابع: "لقد استغلت بعض الجهات الأجنبية الوضع المزري من خلال تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال لصالحها، بما في ذلك روسيا في حربها في أوكرانيا. وفي حين يمكنهم الاعتماد على إمدادات لا نهاية لها على ما يبدو من المقاتلين، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة ينبع من القوة الجوية الحوثية، والتي تطورت بشكل كبير".   وأكمل: "في عام 2013، اعتمد الحوثيون على صواريخ كاتيوشا الأساسية؛ وبحلول عام 2015، وبدعم من إيران، أطلقوا صواريخ سكود الباليستية متوسطة المدى على المملكة العربية السعودية. وفي السنوات اللاحقة، استهدفوا مراراً وتكراراً مصافي النفط السعودية بطائرات من دون طيار هجومية وقذائف أخرى".   وتابع: "تضم ترسانة الحوثيين الآن صواريخ قصيرة المدى، مما يمكنهم من تعطيل التجارة البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية بعيدة المدى (فلسطين)، والتي تعهدوا بمواصلة إطلاقها على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة".   وقال: "كذلك يزعم الحوثيون أن صاروخ فلسطين، بما في ذلك نسخة تفوق سرعتها سرعة الصوت، يتم تصنيعه محلياً، لكن السلاح يحمل العلامات المميزة للصواريخ التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني. وفي حين تزعم إيران أنها لا تسلح الحوثيين، فإن السفن المتجهة إلى اليمن التي احتجزتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عثرت على أسلحة إيرانية ووقود صواريخ ومكونات على متنها".   وأردف: "رغم أن إسرائيل تمكنت من اعتراض العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون، فإن العديد منها تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية، كما أن سقوط الشظايا يعني أن حتى تلك التي أسقطتها إسرائيل لا تزال تشكل تهديداً".   ويضيف: "ولمواجهة هذه الجماعة، نفذت إسرائيل حتى الآن أربع جولات من الغارات الجوية المتصاعدة في اليمن. وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع إسرائيل كاتس إن إسرائيل ستبدأ في تصعيد الضغوط على الحوثيين من خلال استهداف قادتهم، مكررة بذلك الاستراتيجية التي استخدمتها ضد حماس وحزب الله. لكن الحوثيين يمثلون تحدياً مختلفاً تماماً عن الجماعات الإرهابية الأخرى التي تمكنت إسرائيل من إخضاعها، وقد يكون من الصعب القضاء على قياداتهم".   ويكشف التقرير أنّ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يتمتع بمهارة إخفاء مكان وجوده، كما أنه تمكن على مدى أكثر من عقدٍ من الزمان من الإفلات من الإغتيال، وأضاف: "إن الحوثي يسجل خطبه مسبقاً مثلما كان يفعل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله". هنا، يقول نايتس: "في الواقع، فإن الحوثي أكثر حرصاً من نصرالله الذي اختبأ من إسرائيل لسنوات قبل مقتله في أيلول الماضي".   وذكر نايتس "إن الحوثي يشبه الشبح، ولا يعرف مكانه إلا عددا قليلا من الناس في أي وقت، كما أنه لا يحمل أي أجهزة إلكترونية على الإطلاق، ولا يظهر في العلن إلا نادراً".   كذلك، يقول التقرير إنه "بما أن الحوثيين أصبحوا مؤخرا قضية رئيسية بالنسبة للقدس، فمن المعتقد أن إسرائيل لديها معلومات استخباراتية محدودة ليس فقط عن قادة المجموعة ولكن أيضاً عن مخازن الأسلحة، مما يحد من بنك الأهداف المحتملة في الغارات الجوية".   وتابع: "حتى الآن، استهدفت ضربات الجيش الإسرائيلي البنية التحتية الاقتصادية والمدنية في اليمن - ميناء الحديدة في تموز، والذي يستخدمه الحوثيون لاستيراد الوقود والأسلحة من إيران، بالإضافة إلى مطار صنعاء الدولي والبنية التحتية البحرية الأخرى في سلسلة من الضربات الأسبوع الماضي. لكن يبدو أن الجماعة اليمنية، التي تتبنى أيديولوجية قاتلة، لا تتراجع حتى الآن أمام محاولات ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية عليها".   وأشار نايتس إلى أن الطريقة الأكثر وضوحا بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على افتراض أن الجماعة ستلتزم بوعدها بوقف إطلاق النار بمجرد التوصل إلى هدنة، وتابع: "هناك خيار آخر يتمثل في فرض حصار أكثر صرامة على اليمن بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك وقف جميع التجارة البحرية الواردة وطرق التهريب البرية من سلطنة عمان المجاورة لقطع إمدادات الأسلحة من إيران تماماً".   وتابع: "أما الخيار الثالث، وربما الأكثر فعالية، هو أن يقدم حلفاء إسرائيل الإقليميون الدعم العسكري للقوات البرية المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا والتي تقاتل الحوثيين منذ سنوات. هنا، فإنّ إسرائيل قد تلعب بهدوء دوراً غير مباشر في دعم مثل هذا الهجوم المنسق".   وتوقع الخبير أن "يجد المتمردون الحوثيون قواتهم منهكة بسرعة بسبب الضغط عليهم من الشمال والجنوب والشرق، مما يضطرهم إلى الانسحاب من المدن الرئيسية". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بلسان الجمل
  • بشأن اليمن.. ما الذي تريده “إسرائيل” من “ترامب” فور وصوله الى السلطة..!
  • السطلة الفلسطينية تسلم الاحتلال منفذة عملية دير قديس.. ومطالب لعائلات الأسرى من نتنياهو
  • “إسرائيل” تشرع بهدم المبنى الذي أصابه صاروخ يمني في “رمات غان”
  • ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الاجتماع الأمني الذي سيعقده نتنياهو الليلة سيتناول موضوع لبنان وليس صفقة التبادل في غزة
  • ائتلاف نتنياهو يعاقب بن غفير ويمتنع عن دعم قوانين حزبه
  • الائتلاف الحكومي في إسرائيل يقرر معاقبة بن غفير وأعضاء حزبه
  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • كان حريصاً أكثر من نصرالله.. من هو الشبح الذي تراقبه إسرائيل؟