هتاف بالدمار وسخرية.. ماذا تكشف مقاطع فيديو لجنود إسرائيليين في غزة؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
خلصت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الصور الواردة في فيديوهات نشرها جنود إسرائيليون للحظات توثق تدمير ممتلكات مدنية في قطاع غزة، وإظهار بعض السخرية، تشكل نافذة لجانب آخر من جوانب الحرب لا يتم الحديث عنه.
وتنقل الصحيفة أن أحد المقاطع يظهر جنديا إسرائيليا يرفع إبهامه للكاميرا وهو يقود جرافة في شارع في بيت لاهيا، في شمال غزة، ويدفع سيارة محطمة نحو مبنى نصف منهار.
ويقرأ التعليق المرافق للفيديو على حسابه الشخصي "تيك توك"، "توقفت عن حساب عدد الأحياء التي قمت بمحوها"، مصحوبا بنشيد عسكري.
New: Our analysis of social media videos found Israeli soldiers filming themselves in Gaza destroying civilian property, including a number of homes. We focused on combat engineers, who used D9 bulldozers and explosives to destroy civilian buildings.https://t.co/CgorfdSVlr pic.twitter.com/whWFBTTBoP
— Aric Toler (@AricToler) February 6, 2024ومنذ الاجتياح الإسرائيلي في أكتوبر، شارك الجنود مقاطع فيديو من غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدموا نظرة نادرة وغير مصرح بها على العمليات على الأرض، وفق الصحيفة.
???? BREAKING NEWS | ???????? ????????
An IDF soldier at Gaza's beach remarks, "We're here on the shores of Gaza, reminiscent of Gush Katif. I'm pleased that we've captured Beit Lahia and Atatra, and we're determined to extend our control over the entire Gaza Strip."#Israel | #Hamas | #Gaza |… pic.twitter.com/2MoCHp4O12
واستعرضت صحيفة نيويورك تايمز المئات من مقاطع الفيديو هذه، وبعضها يظهر جنودا يخربون المتاجر المحلية والفصول الدراسية في المدارس، ويدلون بتعليقات مهينة للفلسطينيين، ويهدمون ما يبدو أنها مناطق مدنية، ويدعون إلى بناء مستوطنات إسرائيلية في غزة، وهي فكرة تحريضية يروج لها بعض السياسيين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين.
وتنتهك بعض منشورات الجنود تعليمات الجيش الإسرائيلي التي تقيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أفراده، والتي تحظر على وجه التحديد مشاركة المحتوى الذي قد "يؤثر على صورة القوات الإسرائيلية لدى الناس"، أو الذي يظهر سلوكا "يمس بالكرامة الإنسانية".
وفي بيان، دان الجيش الإسرائيلي مقاطع الفيديو التي صورها الجنود، وقال الجيش في بيان مكتوب."السلوك الذي يظهر من اللقطات مؤسف ولا يمتثل لأوامر الجيش"، مضيفا "أنه يجري تحقيقا".
ومع خضوع الحرب الإسرائيلية في غزة لتدقيق مكثف، أثارت العديد من مقاطع الفيديو التي صورها الجنود في غزة انتقادات. وتم فحص إحداها واستشهد بخمسة مقاطع كأدلة في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية متهمة إسرائيل بالإبادة الجماعية، وهي تهمة نفتها إسرائيل بشكل قاطع.
وتتبعت الصحيفة أكثر من 50 مقطع فيديو تعود إلى وحدات الهندسة القتالية العسكرية الإسرائيلية، تظهر استخدام الجرافات والحفارات والمتفجرات لتدمير ما يبدو أنها منازل ومدارس ومبان مدنية أخرى.
وقد أثار خبراء حقوق الإنسان مخاوف بشأن حجم هذا النوع من الدمار في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن المعايير الدولية للحرب تتطلب ضرورة عسكرية واضحة لتدمير الممتلكات المدنية.
وتم التحقق من مقاطع الفيديو من خلال تحديد التواريخ والمواقع التي تم تسجيلها فيها، أو من خلال التأكد من أن الجنود الذين ظهروا فيها ووحداتهم كانوا في غزة في وقت قريب من تحميل اللقطات.
بعد غزوه البري في أواخر أكتوبر، أنشأ الجيش الإسرائيلي قواعد على طول الساحل الشمالي لغزة. والمنطقة التي أطلق عليها الجنود اسم "نوفا بيتش" في إشارة إلى المهرجان الموسيقي الذي قتل فيه 364 شخصا على يد حماس وحلفائها في 7 أكتوبر، هي خلفية للعديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي استعرضتها الصحيفة.
قبل الحرب، كانت المنطقة تتكون من منازل لعائلات من غزة، وممتلكات لقضاء العطلات، وحقول زراعية، وفق الصحيفة.
ونشر جندي احتياط مقطع في نوفمبر عن منزل مدمر في غزة فوق مكانه الآن قاعدة إسرائيلية ساحلية.
تم دمج المقطع بنسخة ساخرة من الأغنية الإسرائيلية "هذا كان بيتي"، التي ظهرت في عرض كوميدي إسرائيلي وانتشرت على الإنترنت في الأشهر الأخيرة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيليين الذين يسخرون من الفلسطينيين.
"كان هذا منزلي، بدون كهرباء، بدون غاز"، تقول الأغنية، ودمر المنزل في أواخر ديسمبر، كما تظهر صور الأقمار الصناعية.
باستخدام ميم شائع آخر ، نشر الجندي نفسه أيضا مقطع فيديو في منتصف نوفمبر على أصوات موسيقى ريمكس، وفي المقطع الذي تمت مشاركته على نطاق واسع، يرقص الجنود أمام الكاميرا، وعندما تسمع كلمة "إطلاق"، ينقل الفيديو لقطة لمبنى يتم تفجيره.
وبعض الحسابات الأكثر نشاطا التي استعرضتها الصحيفة تخص جنودا من وحدات من سلاح الهندسة القتالية التابع للجيش الإسرائيلي، والذي يستخدم الآلات الثقيلة، بما في ذلك الجرافات، لإخلاء الطرق للجيش.
وفي شريط فيديو تم تصويره على مشارف خان يونس في جنوب غزة في أوائل يناير، يمكن رؤية جنود الهندسة القتالية وهم يدخنون الشيشة قبل أن تدمر الانفجارات المباني السكنية في الخلفية.
في بعض مقاطع الفيديو التي نشرها مهندسو القتال، يسخر الجنود الإسرائيليون من الفلسطينيين وهم يدمرون المباني والممتلكات.
وفي حالات أخرى تمت مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وجه الجنود تدمير المباني لضحايا هجمات 7 أكتوبر وأفراد أسرهم.
وفي أحد مقاطع الفيديو على "تيك توك"، يهدي الجنود تدمير مبنى إلى إيال جولان، المغني الإسرائيلي الذي دعا إلى التدمير الكامل لغزة.
وبينما تقتحم الجرافة الجدران المتبقية لمنزل مدمر جزئيا في خان يونس، يصرخ الجنود: "إيال جولان، أخونا العزيز، نحن نحبك"، ويضيفون: "هذا المنزل لك".
We verified over 50 videos posted by members of the IDF combat engineering corps showing destruction of civilian infrastructure. Recently, a number of these videos have been highlighted in the controlled demolition along the so-called "buffer zone". pic.twitter.com/KRLHFYx4aA
— Aric Toler (@AricToler) February 6, 2024واستشهدت جنوب أفريقيا بهذا الفيديو كدليل على ما أسمته "خطاب الإبادة الجماعية من قبل الجنود" في قضيتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
IDF soldier chanting Jewish prayer Shema Yisrael (Hear, O Israel) while destroying a mosque and several other buildings in Gaza. pic.twitter.com/7GOQloxDuN
— Clash Report (@clashreport) February 5, 2024وأرسلت الصحيفة إحداثيات 63 مبنى مدمر إلى الجيش الإسرائيلي وطلبت التعليق على الضرورة العسكرية لتدميرها. وفي رد مكتوب، ذكر الجيش أن إسرائيل "تخوض حاليا حربا معقدة" وأن "هناك صعوبات في تتبع حالات محددة بإحداثيات محددة في هذا الوقت".
وراجع أربعة خبراء قانونيين مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية بالقرب من القاعدة وقالوا إن الصور يمكن أن تستخدم لإظهار التدمير غير القانوني، وهو انتهاك لاتفاقيات جنيف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على وسائل التواصل الاجتماعی الجیش الإسرائیلی من مقاطع الفیدیو pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة أكثر مناطق العالم التي يعيش فيها مبتورو الأطراف .. والسبب العدوان الإسرائيلي
الثورة /
رؤى محفوظ فتاة فلسطينية تعيش في قطاع غزة عمرها “19” عاما “كانت تحلم قبل العدوان الإسرائيلي على غزة بأن تكمل دراستها وتذهب إلى الخارج لدراسة الطب، لكنها الآن تنتظر بفارغ الصبر أن يفتح المعبر ويسمح لها بالسفر لتلقى العلاج في أقرب وقت ممكن .
أصيبت رؤى المرة الأولى في منزلهم في أكتوبر 2023م، وفقدت خلالها اثنتين من شقيقاتها وثلاثة من أشقائها والشظايا ملأت وجهها وهذا خير شاهد ودليل على إجرام العدو الإسرائيلي .
وفي يوليو 2024 م أصيبت رؤى للمرة الثانية، إصابة بالغة جعلتها مقعدة على كرسى متحرك.
رؤى ليست سوى واحدة من آلاف الجرحى في القطاع الذين تسبب لهم العدوان بإعاقة دائمة أفقدتهم أحلامهم، وذنبهم الوحيد أنهم من سكان قطاع غزة .
ونتيجة العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق المدنيين تحول قطاع غزة إلى أكثر المناطق التي يعيش فيها أشخاص مبتورو الأطراف وجلهم من الأطفال والنساء في ظل منع كامل من العدو الإسرائيلي لإدخال المستلزمات الطبية من القطاع ومنع الجرحى من الخروج لتلقي العلاج في الخارج .
ووفق تصريح للمدير العام لمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة محمد أبو سلمية فإن عدد الجرحى الذين بترت أطرافهم نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع بلغ أكثر من أربعة آلاف مبتور جلهم من الأطفال.. فيما منهم بحاجة إلى تأهيل إثر إصابات بليغة في العمود الفقري والدماغ بلغ عددهم أكثر من ألفي شخص وهم طريحو الفراش، إضافة إلى أن هناك الآلاف من الجرحى الذين لديهم إعاقات بصرية وسمعية.
ويضيف أبو سلمية انه لا توجد أية رعاية طبية وصحية في القطاع حتى المشافي دمرها العدو الإسرائيلي، حيث دمر مشفى حمد الوحيد للتأهيل في القطاع ومشفى الوفاء ومركز غزة للأطراف الصناعية ويمنع دخول أية مستلزمات لهذه الشريحة من المرضى ويمنعهم من الخروج للعلاج في الخارج.
وطالب أبو سلمية جميع الأحرار في العالم والمنظمات الإنسانية بالتحرك لوقف العدوان بشكل عاجل وفتح المعابر جميعها لسفر الجرحى والمصابين وإدخال المستلزمات الطبية جميعها والأدوية وللجرحى كراسٍ متحركة وعكاكيز وأطراف صناعية، وإعادة تأهيل المشافى التي دمرها الاحتلال لخدمة الجرحى.