إسماعيل الثوابتة متحدث الإعلام الحكومي في غزة لـ«البوابة نيوز»: الحرب العدوانية أكلت الأخضر واليابس.. والاحتلال نبش 1800 قبر وسرق 220 جثمانًا
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
لم تستثن آلة الحرب العدوانية الغاشمة على غزة القطاعات الحيوية والخدمية والمحمية بموجب القانون الدولي بما فيها قطاع الصحة؛ فعلى مدار الـ120 يومًا دمرت مدافع وطائرات الاحتلال بـ 2 ألف مجزرة وأطنان من المتفجرات الأخضر واليابس؛ راح ضحاياها ما يزيد على 34 ألف شهيد ومفقود و66 ألف جريح؛ وبات الملايين نازحون فى العراء دون ماء ولا دواء ولا غذاء ينهش جسدهم البرد والمرض؛ بل وصلت جرائم الحرب الشاملة ضد الإنسانية فى غزة لنبش القبور وسرقة نحو 220 جثة للموتى.
■ ماذا عن آخر تداعيات الأوضاع فى غزة بعد ١٢٠ يومًا من العدوان؟
الاحتلال الإسرائيلى ارتكب على مدار ١٢٠ يومًا من حرب الإبادة والتطهير العرقى ضد شعب فلسطين الأعزل والأطفال والنساء أكثر من ألفى مجزرة راح ضحاياها ما يزيد على ٣٤ ألف شهيد ومفقود؛ واستقبلت المستشفيات منهم أكثر من ٢٧ ألف شهيد من بينهم ١٢ ألف طفل و٨٢٠٠ سيدة جميعهم شهداء... أما شهداء الأطقم الطبية والصحية بلغت ٣٣٩ شهيدًا و٤٦ من الدفاع المدنى و١٢٢ شهيدًا من الصحفيين؛ يأتى ذلك بالإضافة إلى ما يزيد على ٧ آلاف من المفقودين تحت الأطلال ولم تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشالهم على مدار ١٢٠ يومًا من القصف والعدوان المستمر وانقطاع الوقود؛ ومن بينه هؤلاء المفقودين ٧٠٪ من الأطفال والنساء.
الاحتلال شن ألفى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 34 ألف شهيد ومفقود
■ وماذا عن الاستهداف المتعمد للقطاع الصحي والعاملين فيه؟
الوحدات الصحية ليست بعيدة عن عدوان الاحتلال الإسرائيلى فمنذ الـ ٧ من أكتوبر دمر الاحتلال وأخرج ٣٠ مستشفى عن الخدمة و٥٣ مركزًا صحيًا واستهدف ١٥٠ مؤسسة صحية واستهدف ١٢٢ سيارة إسعاف دمرها بالكامل وبلغ شهداء الأطقم الطبية والصحية ٣٣٩ شهيدًا. أما عدد الجرحى إثر الحرب العدوانية على المدنيين العزل فى غزة يزيد على ٦٦ ألفا؛ وجميعهم محرومون من السفر للعلاج فى الخارج بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح؛ من بينهم ١٠ آلاف مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت ؛ فمن لم يمت بالقصف مات بالمرض والسرطان.
كل هذا الكم من الضحايا والخسائر جراء الحرب الشرسة على أهالى غزة؛ فإن الاحتلال خلال ١٢٠ يومًا اعتقل أكثر من ٢٦٠٠ مدنى أعزل بينهم ٩٩ فردًا من الكوادر الصحية و١٠ صحفيين (المعلوم أسماؤهم لدينا) وهؤلاء المعتقلون يعيشون حياة قاسية تحت التعذيب الشديد دون مراعاة لحقوق الإنسان أو الأسرى.
المستشفيات استقبلت أكثر من 27 ألف شهيد بينهم 12 ألف طفل و8200 سيدة
■ وماذا عن أوضاع النازحين جراء القصف والتهجير؟
يوجد ٢ مليون مواطن فلسطيني فى غزة نزحوا فى الملاجئ والمدارس والشوارع والخيام؛ ويعيشون حياة غاية فى الصعوبة والمأساوية دون ماء ولا غذاء ولا دواء؛ وأصبح بينهم ٧٠٠ ألف مصاب بأمراض مُعدية نتيجة النزوح المتعدد دون أى مقومات للحياة؛ حتى أن آلة قصف الاحتلال طالت ودمرت ٣٩٥ مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، و٤٤٧ مسجدًا و٣ كنائس. ونحو ٣٦٠ ألف وحدة سكنية وبات أصحابها يعيشون فى الشوارع والطرقات دون مأوى؛ بعد أن ألقى الاحتلال ٦٦ ألف طن من المتفجرات على الأحياء السكنية فى غزة وطالت أيضًا ٢٠٠ موقع أثري وتراثي فلسطيني. الأوضاع فى غزة باتت مأساوية وصعبة جدًا ولا يمكن وصف بشاعتها؛ فالحرب الشاملة التى أكلت الأخضر واليابس جراء قصف وتدمير وعدوان غاشم لـ ١٢٠ يومًا على التوالي؛ وهناك ٨٠٠ ألف فلسطينى يعيشون مجاعة حقيقية فى غزة والشمال بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية وطالت الكوارث الحقيقية مُتعددة الأوجه أكثر من ١٥ قطاعًا حيويًا أبرزها الصحة والتعليم والتموين والإسكان.
تدمير 30 مستشفى و53 مركزًا صحيًا واستهدف 150 مؤسسة صحية و122 إسعافا
■ وماذا عن سرقة ممتلكات المدنيين واختطاف الجثث ونبش القبور؟
رغم القصف والقتل والدمار إلا أن ممتلكات المدنيين العزل لم تسلم من جنود الاحتلال الإسرائيلى فقد سرقوا أموالًا ومصوغات ذهبية ومقتنيات تُقدرت قيمتها بـ ١٣٠ مليون شيكل؛ بعد أن تم السطو على المنازل والمحال التجارية ومحال صرف العملات؛ أضف إلى ذلك سرقة الجثث ونبش القبور فخلال الـ ١٢٠ يومًا من العدوان نبش الاحتلال أكثر من ١٨٠٠ قبر وسرق منها ٢٢٠ جثمان فى محافظات غزة والشمال وخان يونس.
■ هل يمكن اطلاعنا بشكل مُفصل عن اعتقال واختطاف الأطباء والعاملين فى الصحة من قبل الاحتلال؟
الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة؛ وهو يستهدف بشكل مركز ومقصود القطاع الصحي، حيث إنه قام باحتلال وهدم وتدمير وتفجير وحرق ٣٠ مستشفى من مستشفيات قطاع غزة، مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى القدس، والمستشفى الإندونيسى ومستشفى الرنتيسي، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى العيون، ومستشفى الصحة النفسية، ومستشفى كمان عدوان، ومستشفى العودة، ومجمع ناصر الطبي، وكذلك قام بتدمير وإخراج ٥٣ مركزًا صحيًا عن الخدمة بشكل كامل، وكذلك استهدف بشكل جزئى ١٥٠ مؤسسة صحية بشكل جزئى وتأثرت خدمتها للمواطنين؛ إضافة إلى ذلك تدمير جيش الاحتلال ١٢٢ سيارة إسعاف وإخراجها عن الخدمة.
واستكمالًا لحرب الاحتلال على المستشفيات واستهدافها وإخراجها عن الخدمة نفذ جيش الاحتلال ٩٩ حالة اعتقال من الأطباء والكوادر الصحية، وهؤلاء يتعرضون إلى التعذيب الشديد والضغط النفسي داخل السجون وعلى رأسهم د. محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي، ود.أحمد الكحلوت مدير مستشفى كمال عدوان، ود.أحمد مهنا مدير مستشفى العودة. ونؤكد مرارًا وتكرارًا على حماية المستشفيات من استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونطالب بالإفراج الفورى عن جميع الطواقم الطبية ونطالب جميع المنظمات الدولية بإدانة هذه الجرائم والضغط على الاحتلال لوقف خطته المدبرة بالقضاء على القطاع الصحى فى كل محافظات قطاع غزة.
٩٩ حالة اعتقال من الأطباء والكوادر الصحية
وفى ظل هذه الكوارث وجرائم الاحتلال المستمرة لـ ١٢٠ يومًا من الإبادة الجماعية؛ نطالب كل المنظمات الدولية وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية الشاملة ضد شعبنا الأعزل والمدنيين والأطفال والنساء؛ وملاحقة الاحتلال فى المحاكم الدولية؛ بالإضافة إلى فتح معبر رفح بشكل دائم وفورى عاجل ليكون ممرًا إنسانيًا مفتوحًا على مدار الساعة وبلا قيود وإخراج أكثر من ٦ آلاف جريح للعلاج فى الخارج وإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدسة لإنقاذ لأهالى غزة الذين دخلوا مرحلة المجاعة والكارثة، وفى خضم الحرب الحرب الشرسة التى أكلت الأخضر واليابس؛ نطالب بضرورة إعادة الحياة مرة أخرى لغزة وإعادة الحياة للقطاع الصحى والإنسانى والقطاعات الحيوية والمخابز وآبار المياه والصرف الصحى ومياه الشرب وإدخال الوقود والكهرباء والاتصالات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جرائم الحرب حرب شاملة الإنسانية في غزة نبش القبور سرقة الجثث طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 دولة فلسطين الضفة الغربية حرب غزة 2023 الصحة في غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين مستشفى القدس في غزة مستشفى القدس مستشفى الشفاء حكومة غزة الهلال الأحمر المساعدات غزة تحت القصف شمال غزة وائل الدحدوح التهجير القسري رفح الأخضر والیابس ١٢٠ یوم ا من عن الخدمة یزید على ألف شهید على مدار أکثر من قطاع ا فى غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: إسرائيل مكروهة اليوم أكثر من أي وقت مضى.. ما علاقة الإخوان؟
رغم ما تبذله دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة من محاولات لتحسين صورتها في العالم، لكن القناعة السائدة في صفوفها أنها استيقظت متأخرة، بما يعني افتقادها لفرصة استعادتها.
ليلاخ سيغان الخبيرة الإعلامية والدعائية ذكرت أن "هناك علاقة وثيقة بين ما حصل في أمستردام قبل أيام بالدعاية الإسرائيلية الفاشلة التي حققت إخفاقات كارثية منذ 13 شهراً من العمل المستنزف، مما يعني أن فرص الاحتلال في إحداث تغيير في حرب الوعي التي يخوضها حول العالم ضئيلة جدا".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أنه "بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت شركات دعاية عالمية تتفاعل بشكل عدائي تجاه الاحتلال، وشهدت شبكات التواصل مشادات افتراضية حول عدم مشروعية ما يرتكبه الاحتلال ضد الفلسطينيين، ورغم الجهود الإسرائيلية لتسويق روايتها، لكن الآخرين رفضوا تقبلها وشراء بضاعتها، بل إن بعض الأوروبيين اعتبروا ما حدث للمشجعين الإسرائيليين في أمستردام، رداً طبيعيا على ما يرتكبونه من إبادة جماعية في غزة".
وأشارت إلى أن "العديد من الأوروبيين الذين يرفضون تبني الرواية الإسرائيلية ليسوا في الأساس معادين للسامية، أو يكرهون إسرائيل، لكن ما حصل لهم أنهم مروا بحالة من تغيير الوعي خلال عام الحرب الجارية، وقد تعرضوا لمعلومات كان لها صدى في نواحٍ عديدة، مقابل الاستجابة الإسرائيلية الضعيفة، هذا إذا كانت على الإطلاق، مما يستدعي من الجمهور الإسرائيلي أن يعرف أن إسرائيل مكروهة اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ضوء ما يقوم به أعداؤها حول العالم من جهود دعائية للتشهير بها، لاسيما من الإخوان المسلمين وأعوانهم في قطر وإيران، ممن عملوا بجدّ لسنوات للتحضير لحملة التشهير التي شهدناها هذا العام".
وزعمت أن "أعداء الاحتلال المذكورين آنفاً أسسوا حركات طلابية نشطة في الجامعات العالمية، وطوّروا تعاون شبكة الجزيرة مع وسائل الإعلام الغربية، واستثمروا ميزانيات ضخمة في شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل أن الحكومة الإسرائيلية لم تتحرك للتعامل مع هذه الموجة الدعائية المعادية منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وإذا تحركت، فمن الواضح أنها فشلت فشلا ذريعا، وخلاصة القول أن الحكومة لم تحمِ الإسرائيليين في سياق الحرب على الوعي، وإن استيقظت فقد جاءت صحوتها متأخرة.".
وشرحت قائلة أن "تولي غدعون ساعر منصبه الجديد وزيرا للخارجية كشف عن إخفاقات وقع فيها سلفاه السابقان: إيلي كوهين ويسرائيل كاتس، اللذان أصدرا خلال فترة ولايتهما القصيرة مجموعة متنوعة من التصريحات للصحافة المحلية، لكن الوزارة ذاتها لم تعقد أي إحاطات إعلامية في العامين الماضيين لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، مع أن ميزانيتها تبلغ اليوم 28 مليون شيكل سنويا، (الدولار يساوي 3.7 شواكل)، فيما زعم ساعر أنه تلقى 545 مليون شيكل للوزارة في 2025، وسيتصرف وفق خطة منظمة وأهداف قابلة للقياس بهدف الترويج للاحتلال أمام العالم".
وتساءلت الكاتبة: "لماذا استغرق الأمر 13 شهرا من الحرب التي تدهورت فيها صورة إسرائيل حول العالم لأدنى مستوياتها، رغم وجود الكثير من الدول الداعمة لها في حربها، لكننا جميعا ندرك التيار الغامض للرأي العام السلبي، الذي لا يعرّض للخطر فقط شحنات الأسلحة المتوجهة إليها، بل يعرض للخطر أكثر من أي وقت مضى الإسرائيليين المسافرين للخارج، ولذلك تم تحذيرهم هذا الأسبوع من المشاركة في حفلات اكتمال القمر في تايلاند، مما يعني أنهم يواجهون اليوم ظواهر لم يواجهوها منذ عقود".
وأوضحت أن "أحد أشكال فشل دعاية الاحتلال يتمثل بشكاوى الإسرائيليين من المقاطعة الأكاديمية لهم في جامعات العالم التي تتجلى في الإقصاء من المؤتمرات ورفض نشر أبحاثهم الأكاديمية، وكشف العشرات من محرري موسعة ويكيبيديا وهم يعيدون كتابة تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بهدف تقويض شرعية الصهيونية".
وختمت بالقول إن "الأساس الذي تنطلق منه إخفاقات الدعاية الإسرائيلية هو تزايد الأدلة على أن الاحتلال دولة استعمارية وقحة لا تهتم بحياة الإنسان، مما يعني أن يدفع الإسرائيليون مزيدا من الأثمان في ساحة الوعي العالمي، والشيء الوحيد الواضح أن إسرائيل أظهرت أداءً عسكرياً في الميدان، لكنها هُزمت في معركة الوعي، لأن وزراء الحكومة مشغولون للغاية بمحاولة التأثير على وعي الجمهور الإسرائيلي، ولا يستطيعون توفير الوقت للتعامل مع التأثير على الرأي العام العالمي، وتراجع مكانة الاحتلال في العالم".