تركي العريض ملخص عندما نشتري سيارة فإننا نشتريها ككل متكامل، تعمل، وننظر اليها، بشمولية كوحدة واحدة، كمنظومة إختارت وقررت على أجزائها ونسقتها الشركة الصانعة التي تمتلك المعرفة والخبرة. لا نشتريها موتور، عجلات، كراسي، هيكل، ناقل سرعة، كراسي، .. الخ كأجزاء مستقلة من مُصنّعيها المختلفين، حتى نقوم بتجميعها، فأداء كل جزء بها سيؤثر على أداء كامل السيارة، وكم منا يمكنه التقرير على كل جزء من أجزاء السيارة، من مصادرها المختلفة، ليختار من بينها؟ لهذا نقبل أن تتصدى الشركات السيارات لهذه المهمة بكفاءة أعلى بكثير من أي منا، كونها تمتلك كل أدوات المعرفة، والخبرة، والأبحاث، والخبراء، .

. التي لا نمتلكها. عليه، ستبدو فكرة مضحكة، بل وسخيفة، لو قرر شخص أن يشتري أجزاء ومكونات مختلفة ليُكون منها سيارة لإستعماله الذاتي. ربما الوضع بالزراعة اقل تعقيد من السيارة، لكنه ليس سهل ولا بسيط، خاصة أن التعامل به معاكس تماما حيث لا يرى المعنيون بالزراعة أن هناك ما هو شاذ، وغير طبيعي، حين يقرر المزارع بنفسه على شراء المكونات والمواد والإحتياجات المختلفة التي يحتاج اليها ليحقق أفضل نتائج من مزروعاته.  بالواقع، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعمل بها المزارعون ويعمل بها قطاع الزراعة ببلادنا حاليا؟ السؤال المنطقي: هل يمتلك المزارع العادي المعرفة والخبرة ليقرر ويختار من بين ما يعرض عليه من مواد ومكونات، وأن يراها بنظرة شمولية holistic، يستوعب ويدرك تأثير كل من هذه المواد والأدوات على بعضها الآخر؟ وعلى زراعته، وتأثير كل منها على قدرته على تحقيق أهدافه النهائية؟ أم أن المزارع غالبا إنسان بسيط يعمل بجسده وعضلاته، ويقع تحت تأثير الشركات المسوقة للمنتجات، التي تصيغ فكره وما يعرفه، فتضع أمامه خيارات يعتقد معها أن عليه أن يختار من بينها، ولا خيارات أخرى خارجها، فهو لا يفتقد ما لا يعرفه، كما يقول المثل الإنجليزي؟ وهل ما تقوله هذه الشركات محايد، أم أنها تعمل بطريقة شركات الأدوية، حيث خطابها فقط لتبيع منتجاتها وخدمة مصالحاها، بغض النظر عن مصلحة المزارع؟  ألا يعلن عن سحب دواء من السوق بعد سنوات طويلة من تناول المرضى له بعد أن يُكتشف أنه تسبب بوفاة الآلاف، وتسبب بمشاكل صحية لآخرين، فما بالك بالزراعة حيث الرقابة أضعف، وما قيمة حياة النبتة؟ ولما يلحق بالإنسان من ضرر منها؟ قطعا المزارع غير مؤهل لإتخاذ قرارات على هذا المستوى، ولن لا نحتاج لأن نذهب أبعد من حال الزراعة العربية لإثبات وجهة نظرنا من حيث الإنخفاض الكبير بإنتاجية وحدة الأرض، وتردي جودة المنتج، وكلفة الإنتاج العالية، والورم بإستهلاك الماء بمنطقة تعاني من شح بالمياه، وإفراط بإستعمال سماد يرهق المزارع بكلفته وفوق هذا يرفع ملوحة الأرض وينتقض من صلاحيتها للزراعة، ناهيك عن الكميات الكبيرة من المبيدات الكيماوية السامة التي تضر بصحتنا، وصولا للسرطان وتلوث الجو، والمياه الجوفية، وتقضي على كائنات حية مهمة جدا لتلقيح النبات … الخ. نجادل أن أداء الزراعة العربية سيقفز بشكل كبير إن وُجدت الشركات التي تقوم، نيابة عن المزارع، بالدور الذي تقوم به لنا شركات السيارات.  أي تضع شركة الزراعة منظومة متكاملة ليعمل بموجبها المزارع، أو بأخرى منافسة لها من شركة أخرى، ويقرر على الأنسب من بينها، بعدما يمر المزارع بإختبار “قيادة” للمنظومة الزراعية. ولا ء المزارع سيكون قوي للمنظومة التي تحقق له الحد الأقصى من أهدافه، والولاء لأي علامة تجارية أو منتج، هو دلالة على علاقة سابقة. هذا ما فعلنا بالضبط حيث “هندسنا” منظومة تشمل كل ما تحتاجه الزارعة، لأداء عالي جدا، ومعها صممنا خطة لإحداث تغيير عميق بطريقة التفكير المحافظ للمزارع وإقناعه. أسرع وأكفأ طريقة لتحقيق هذا التغيير هو بأن يكون  شاهد عيان من الدرجة الأولى، يقرأ الأرقام التي تتولد بين يديه، ويقف على التفاصيل والإحصائيات، التي ستقنعه بأنه يمسك بمصباح علاء الدين من حيث غزارة بالإنتاج، مع التحكم بطعم وجودة ما ينتج، وأرقام دقيقة، وموثقة عن كيف سيوفر ليس أقل من 80% من ماء الري، وأيضا 80% من السماد، وأن يتخلص من تكاليف لم يفكر يوما بأنها زائدة عن الحاجة مثل تكاليف الحرث، والتعشيب، وتعقيم التربة، .. وسيرى كم من فاتورة المبيدات ومعقمات التربة وقد وفر، وسيكتشف أن شخص واحد فقط يمكنه أن يشرف على مزرعة بمساحة عشرات الآلاف من الأمتار المربعة. حتى تعم الفائدة على أوسع نطاق، وتصل منظومتنا لأوسع قاعدة من الزراعة التقليدية المكشوفة بالموسم، والآخرين الذين يزرعون بالمحميات التقليدية على شكل نفق تقليدية، مهم أن تكون تكلفة هذه المنظومة، مناسبة وضمن إمكانيات المزارع العادي، وأن تحقق له تكاليف التشغيل بأعلى جدوى إقتصادية. لهذا إستغرقنا بالبحث سنين طويلة، لنحقق ما يبدو أنه المتناقضات، حيث لزمن أنفسنا بتصميم منظومة من الأعلى بالعالم بأدائها، ومعها ينتقل المزارع بأدائه إلى منطقة يطل منها على ما يحققه المزارع بهولندا، وفرنسا وإسبانيا، … الجزء الأول خبير بالزراعة المائية torki_alareed@yahoo.co.uk

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

البنك الزراعي يوقع بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات لتمويل الزراعات التعاقدية

شهد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، توقيع بروتوكول التعاون المشترك بين الوزارة والبنك الزراعي المصري وشركة MAFI  لتصنيع الحاصلات الزراعية (ش.م.م)، بهدف دعم الزراعات التعاقدية وتوفير التمويل اللازم للمزارعين لتشجيعهم على التوسع في زراعة المحاصيل التي تحتاجها الشركة كمواد خام أولية تدخل في عمليات الصناعة التي تقوم بها الشركة وتصدرها للخارج،  ما يسهم في تحسين مستوى معيشة المزارعين وتحقيق قيمة مضافة للإنتاج الزراعي سعياً لتحقيق التنمية الزراعية ودعم الاقتصاد الوطني.

وزير الزراعة

وقع البروتوكول المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وسامي عبد الصادق القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة رئيس مجلس إدارة شركة MAFI، بحضور بعض قيادات الوزارة والبنك الزراعي المصري والشركة.

 

وعقب التوقيع صرح علاء فاروق وزير الزراعة انه وفقاً للبروتوكول تقوم شركة MAFI  بترشيح المزارعين الراغبين في الحصول على تمويل من البنك الزراعي المصري لإنتاج وزراعة المحاصيل الزراعية وفقا للمواصفات التي تتعاقد عليها الشركة مع المزارعين لتدخل في عمليات التصنيع والتصدير.

نائب وزير الزراعة يدعو إلى تبني حلول زراعية مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي

وأشار وزير الزراعة  إلى أن البنك سوف يتلقي طلبات التمويل ودراستها لإتاحة التمويل اللازم للمزارعين وفقا لبرامجه التمويلية والفئات التسليفية المتاحة لكل محصول، لافتا إلى أن مركز الزراعات التعاقدية التابع للوزارة الزراعة سيقوم بتقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي للمزارعين لضمان تحقيق أعلى انتاجية وفق معايير الجودة للمحاصيل الزراعية.

 

ومن ناحيته أكد سامي عبد الصادق، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، حرص البنك على مساندة جهود الدولة لتنمية القطاع الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية الشاملة بالتعاون والتنسيق الدائم مع وزارة الزراعة لتعظيم الاستفادة من القطاع الزراعي وإسهامه في الاقتصاد القومي، مشيرا إلى سعي البنك الدائم لتعزيز القدرات الانتاجية للمزارعين من خلال التوسع في تمويل الزراعات التعاقدية وإتاحة قروض انتاج المحاصيل الزراعية وإزالة كافة المعوقات أمام المزارعين للاستفادة من التيسيرات التمويلية المقدمة للمشروعات الزراعية، بما ينعكس على زيادة دخل الفلاح وتحسين مستوى معيشته.

 

وأوضح أن البروتوكول يستهدف خلق علاقة تعاقدية وتكاملية بين المزارع والبنك والشركة بهدف تعظيم القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية لتحقيق أقصى استفادة منها في عمليات التصنيع والتصدير وتأمين تسويقها، ما ينعكس بدوره على زيادة وتحسين الانتاج الزراعي وفتح آفاق لأسواق جديدة للمنتج الزراعي المصري، وتحسين دخل صغار المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة والجمعيات التعاونية العاملة في انتاج وزراعة المحاصيل فضلاً عن جذب وتحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي.

 

فيما أكد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة شركة MAFI لتصنيع الحاصلات الزراعية، أن التعاون مع وزارة الزراعة والبنك الزراعي المصري يعد خطوة جوهرية لدعم وتطوير قطاع الزراعة والصناعات الغذائية الزراعية في مصر، لافتاً إلى أن تلك الشراكة تهدف لتقديم الدعم الفني والاستشارات الزراعية للمزارعين لضمان إنتاج زراعي متطور وفعّال يتماشى مع أعلى معايير الجودة العالمية.

شاهد بالصور.. المنظمه العربية للتنمية الزراعية تحتفل بيوم الزراعة العربي 2024

وأوضح أبو هشيمة، أن التعاون مع البنك الزراعي المصري يهدف لتعزيز إنتاج المواد الخام الزراعية بجودة عالية، ودعم المزارعين والفلاحين والجمعيات التعاونية الزراعية للحصول على أفضل المنتجات الزراعية، لتدخل في عملية التصنيع الزراعي الغذائي لتتحقق القيمة المضافة، مشيرا  إلى أنه من المقرر تصدير تلك المنتجات بالكامل للأسواق الخارجية، ما يساهم في تعزيز الإيرادات من العملة الأجنبية ودعم الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • البنك الزراعي يوقع بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات لتمويل الزراعات التعاقدية
  • نورت يا قطن النيل.. انطلاق موسم جني الذهب الأبيض بالشرقية
  • وكيل زراعة كفر الشيخ يُشدد على ضرورة تفعيل وثيقة تأمين الحوادث الشخصية
  • «زراعة المنوفية»: توريد 1724 جوال قطن إلى مراكز التجميع في 3 قرى
  • بجودة HD..تردد قناة العربية الحدث الجديد 2024 عبر جميع الأقمار الصناعية لمتابعة آخر المستجدات حول العالم
  • تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)
  • الجامعة العربية: الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالزراعة الملحية لمكافحة التصحر
  • الخطة الشتوية.. قرار حكومي بزيادة مساحات زراعة الحنطة لأكثر من مليوني دونم
  • زراعة الشرقية تكثف مرورها للتصدي لحرق قش الأرز بفاقوس وكفر صقر
  • «زراعة المنوفية»: ضبط 694 عبوة من المبيدات المحظور تداولها في منوف