انطلقت أمس أعمال الاجتماع الحادي عشر للجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية الذي تستضيفه دولة قطر ممثلة بمركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية، ويستمر حتى غد الخميس بمعرض اكسبو 2023 الدوحة للبستنة. بمشاركة عدد من الخبراء الدوليين بمجال إدارة المعلومات الجغرافية المكانية وعدد من مسؤولي وزارة البلدية.


ويهدف الاجتماع لتعزيز تطوير البنية التحتية للمعلومات الجيومكانية للدول العربية، وتعزيز التنسيق بين الدول العربية لتطوير وتنفيذ سياسات واستراتيجيات إدارة المعلومات الجغرافية المكانية. 
وأكد السيد مناف السادة مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية، أهمية بناء القدرات الجيومكانية للدول العربية من خلال الاستفادة من هذه الاجتماعات ونتائجها، حيث إن الاطار المتكامل للمعلومات الجيومكانية تعد من الأدوات المهمة التي تمكن الدول من بناء وتنفيذ خطط عمل تتناسب مع احتياجاتها بهدف الاستفادة منها لإدخال أساليب عمل جديدة ومبتكرة لإدارة المعلومات الجيومكانية الوطنية، وتطبيق حلول تكاملية مبنية على بيانات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات، إضافة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من نظم المعلومات الجغرافية الوطنية المناسبة لأوضاع وظروف كل بلد.
وأضاف أن الإطار المتكامل للمعلومات الجيومكانية للدول تسهم بدور فعال في مساعدة الدول للتحول نحو الاقتصاد الرقمي وتقديم مختلف الخدمات الإلكترونية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وبناء القدرات في مجال استخدام التقنيات الجيومكانية، وتعزيز إجراءات اتخاذ القرار الحكومي المبني على المعلومات المطابقة للواقع مما يساهم في تطبيق الأولويات الاستراتيجية على المستوى الوطني للتنمية المستدامة.
وأوضح أن أحد أهم الأهداف الرئيسية لمركز نظم المعلومات الجغرافية في دولة قطر هو دمج المعرفة وتقنيات نظم المعلومات الجغرافية المكانية ومشاركتها مع المؤسسات الحكومية وأبناء المجتمع ككل في دولة قطر، والذي كان له الاثر الإيجابي الواضح في تطور تقنيات الجغرافيا المكانية وما حققه من النجاح المميز للعديد من المؤسسات بدولة قطر. 
وأكد أن مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية حرص في خلال السنوات الماضية على تطوير قدراته الذاتية في المسح الجوي ومعالجة واستخراج البيانات الناتجة عنه من خلال امتلاك وتشغيل منظومة المسوحات الجوية والاستشعار عن بٌعد وإعداد الإمكانات الذاتية لإنتاج البيانات المكانية الرقمية وتطوير خدمات الاستشعار عن بٌعد والنموذج ثلاثي الابعاد.
وأضاف: «يجري حالياً العمل على تطوير التطبيقات والحلول التي تشتمل على الذكاء الاصطناعي في تقنيات المعلومات الجغرافية المكانية وحلول التعلم الآلي للمساعدة على استخراج الأنماط المكانية والعلاقات بين عناصر البيانات للوصول لمعالجة أكثر كفاءة ودقة لكميات كبيرة من البيانات واجراء التحليل المكاني عليها والخروج بمنتجات مكانية رقمية جديدة تساعد متخذي القرار في العديد من الجهات نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية».
وأشار الى أن هذا التطور والانجاز المميز للمركز لا يؤدي فقط إلى تحسين الاداء في الأعمال، بل يؤدي إلى الدفع نحو التحول الرقمي مما يساهم في تحقيق المؤسسات لأهداف التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية للدولة بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تتجه الدولة نحو تبني التكنولوجيا الرقمية في مختلف المجالات للوصول الى التحول الرقمي الشامل لكافة اجراءاتها.
وشدد السيد مناف السادة على أهمية الاستفادة من ورش العمل واجتماعات اللجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية، وأهمية تشارك البيانات والتجارب في مجال تكامل المعلومات الجغرافية المكانية والاحصائية والاطلاع على التجارب العالمية ومتابعة تنفيذ التوصيات والنتائج لما فيه المصلحة العامة للدول العربية. 
جهود قطرية 
وأشاد سعادة المهندس عاصم الغامدي الأمين العام للجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجيومكانية، بدور دولة قطر الفعال في اللجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لادارة المعلومات الجيومكانية. مشيرا الى ان دولة قطر باعتبارها عضوا مؤسسا في اللجنة شاركت بشكل فعال في جميع مبادرات اللجنة العربية منذ انشائها، وعملت على تحقيق اهداف فرق العمل الفنية في اللجنة بشكل متواصل ومميز، كما استضافت دولة قطر اجتماعات اللجنة العربية مرتين في فبراير 2017، وفبراير 2024م.
جدير بالذكر أن اللجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لادارة المعلومات الجيومكانية تهدف بشكل عام لتعزيز تطوير البنية التحتية للمعلومات الجيومكانية للدول العربية وتحديد الأولويات والتحديات الإقليمية المتعلقة بإدارة المعلومات الجيومكانية والعمل على معالجتها. كما تسعى إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين الدول الأعضاء لتعزيز قدراتها الجيومكانية وتحسين آليات تبادل البيانات.
كما تشمل الأهداف المحددة للجنة العربية ما يلي: تعزيز التنسيق: تهدف اللجنة إلى تعزيز التنسيق بين الدول العربية في تطوير وتنفيذ استراتيجيات وسياسات ومبادرات إدارة المعلومات الجيومكانية. ويشمل ذلك مواءمة الجهود الوطنية مع الأولويات الإقليمية وتبادل أفضل الممارسات لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد وتجنب ازدواجية الجهود. وتطوير أطر مشتركة: تعمل اللجنة على تطوير أطر ومبادئ توجيهية ومعايير مشتركة لإدارة المعلومات الجيومكانية في المنطقة العربية. وهذا يعزز قابلية التشغيل البيني والتنسيق والتوافق بين البيانات والتقنيات الجيومكانية عبر الدول الأعضاء. وتعزيز القدرات: تركز اللجنة على تعزيز قدرات الدول الأعضاء في إدارة المعلومات الجيومكانية. ويشمل ذلك دعم برامج التدريب وبناء القدرات، وتيسير نقل التكنولوجيا، وتعزيز التعاون في أنشطة البحث والتطوير. وتسهيل تبادل المعلومات: تعمل اللجنة كمنصة لتبادل المعلومات الجيومكانية والتجارب والخبرات بين الدول الأعضاء. وهو ما يعزز تبادل البيانات وأفضل الممارسات والدروس المستفادة في إدارة المعلومات الجيومكانية، وبالتالي تسهيل عملية صنع القرار القائمة على الأدلة وتعزيز الابتكار داخل المنطقة العربية. ودعم إدارة الكوارث: تعترف اللجنة بالدور الأساسي للمعلومات الجيومكانية في إدارة الكوارث والاستجابة لها. ويهدف إلى دعم الدول الأعضاء في الاستفادة من التقنيات والبيانات الجيومكانية للحد من مخاطر الكوارث والتخطيط للطوارئ وجهود التعافي بعد الكوارث. ويشمل ذلك تعزيز استخدام المعلومات الجيومكانية في نظم الإنذار المبكر، وتحليل الأوضاع، وتنسيق جهود الإغاثة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر خبراء الأمم المتحدة الجغرافية المكانية وزارة البلدية اكسبو 2023 الدوحة نظم المعلومات الجغرافیة للمعلومات الجیومکانیة لإدارة المعلومات اللجنة العربیة للدول العربیة الدول الأعضاء الاستفادة من بین الدول دولة قطر

إقرأ أيضاً:

كيف تمكنت ديب سيك من بناء الذكاء الاصطناعي الخاص بها بأموال أقل؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يسلط الضوء على كيفية نجاح شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في بناء أحد أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم باستخدام عدد أقل بكثير من الرقائق الحاسوبية مقارنة بالشركات الكبرى.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شركات الذكاء الاصطناعي عادة ما تقوم بتدريب روبوتات الدردشة الآلية الخاصة بها باستخدام أجهزة كمبيوتر عملاقة مزودة بـ16,000 شريحة متخصصة أو أكثر، لكن شركة "ديب سيك" قالت إنها تحتاج إلى حوالي 2,000 شريحة فقط.

وأوضح مهندسو الشركة بالتفصيل في ورقة بحثية؛ فقد استخدمت الشركة الناشئة العديد من الحيل التكنولوجية لتقليل تكلفة بناء نظامها؛ حيث احتاج مهندسوها إلى حوالي 6 ملايين دولار فقط من قوة الحوسبة الخام، أي ما يعادل عُشر ما أنفقته شركة ميتا في بناء أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.


كيف يتم بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
وأوضحت الصحيفة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة تعتمد على ما يسمى بالشبكات العصبية، وهي أنظمة رياضية تتعلم مهاراتها من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات.

وتقضي أقوى الأنظمة شهورًا في تحليل جميع النصوص الإنجليزية على الإنترنت، بالإضافة إلى العديد من الصور والأصوات والوسائط المتعددة الأخرى، مما يتطلب كميات هائلة من القدرة الحاسوبية.

 وقد أدرك باحثو الذكاء الاصطناعي منذ حوالي 15 سنة أن رقائق الكمبيوتر المتخصصة التي تسمى وحدات معالجة الرسومات تعد وسيلة فعالة للقيام بهذا النوع من تحليل البيانات، وقد صممت شركات مثل شركة إنفيديا هذه الرقائق لعرض رسومات ألعاب الفيديو على الكمبيوتر في الأصل، ولكن وحدات معالجة الرسومات كانت لديها القدرة أيضًا على تشغيل العمليات الحسابية التي تدعم الشبكات العصبية.

ومع قيام الشركات بتعبئة المزيد من وحدات معالجة الرسومات في مراكز بيانات الحواسيب الخاصة بها، أصبح بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل المزيد من البيانات.

ولكن أفضل وحدات معالجة الرسومات تكلف حوالي 40,000 دولار، وتحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء.

كيف تمكنت "ديب سيك" من خفض التكاليف؟
أشارت الصحيفة إلى أن أبرز ما فعلته الشركة هو اعتمادها على طريقة تسمى "خليط الخبراء".

وقد كانت الشركات سابقًا تنشئ شبكة عصبية واحدة تتعلم جميع الأنماط في جميع البيانات الموجودة على الإنترنت، وكان ذلك مكلفا لأنه يتطلب كميات هائلة من البيانات للتنقل بين رقاقات وحدة معالجة الرسومات.

ومن خلال طريقة "خليط الخبراء"، حاول الباحثون حل هذه المشكلة عن طريق تقسيم النظام إلى العديد من الشبكات العصبية، وهكذا يكون هناك 100 من هذه الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا، ويمكن لكل منها التركيز على مجاله الخاص.

لقد عانت العديد من الشركات لتنفيذ هذه الطريقة، لكن شركة "ديب سيك" تمكنت من القيام بذلك بشكل جيد؛ حيث قامت بإقران تلك الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا مع نظام "عام".

فقد كانت الأنظمة الخبيرة لا تزال بحاجة إلى تبادل بعض المعلومات مع بعضها البعض، وكان بإمكان النظام "العام" المساعدة في تنسيق هذه التفاعلات بينها.

وأضافت الصحيفة أن هذا ليس الشيء الوحيد الذي قامت به "ديب سيك"؛ حيث أتقنت أيضًا خدعة بسيطة تتضمن الكسور العشرية التي يمكن لأي شخص يتذكر درس الرياضيات في المدرسة الابتدائية أن يفهمها.


واستخدمت الشركة طريقة تبسيط الأرقام التي يستخدمها دارسو الرياضيات عند التعامل مع الأرقام التي لا تنتهي مثل رمز باي، والذي يُشار إليه أيضًا بـ π، وهو عدد لا ينتهي أبدًا: 3.14159265358979…
يمكن استخدام باي لإجراء عمليات حسابية مفيدة، ولكن عند إجراء هذه الحسابات، يمكنك اختصار باي إلى بضعة أعداد عشرية فقط: 3.14.

وقد قامت "ديب سيك" بشيء مماثل - ولكن على نطاق أوسع بكثير - في تدريب تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وبيّنت الصحيفة أن العمليات الحسابية التي تسمح للشبكة العصبية بتحديد الأنماط في النص هي في الحقيقة مجرد عمليات ضرب، الكثير والكثير من عمليات الضرب.

وعادة ما تقوم الرقائق بضرب الأرقام التي تتناسب مع 16 بت من الذاكرة، لكن "ديب سيك" ضغطت كل رقم في 8 بتات فقط من الذاكرة، أي أنها اقتطعت عدة كسور عشرية من كل رقم.

وهذا يعني أن كل عملية حسابية كانت أقل دقة، لكن ذلك لم يكن مهمًا لأن العمليات الحسابية كانت دقيقة بما فيه الكفاية لإنتاج شبكة عصبية قوية جدًا.

وتابعت الصحيفة بأن الشركة أضافت خدعة أخرى؛ حيث اتخذ مهندسوها مسارًا مختلفًا عند ضرب الأرقام معًا بعد ضغطها، فعند تحديد إجابة كل مسألة ضرب، كانوا يقومون بتمديد الإجابة عبر 32 بت من الذاكرة، أي أنهم احتفظوا بالعديد من الكسور العشرية، مما جعل الإجابة أكثر دقة.

لقد أظهر مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية أنهم كانوا بارعين جدًا في كتابة التعليمات البرمجية الحاسوبية المعقدة للغاية التي تخبر وحدات معالجة الرسومات بما يجب القيام به، وكانوا على مقدرة من جعل هذه الرقائق المزيدة أكثر كفاءة.

ورغم أن قليلًا من الناس يملكون هذا النوع من المهارة، لكن مختبرات الذكاء الاصطناعي الجادة لديها المهندسين الموهوبين اللازمين لمضاهاة ما قامت به "ديب سيك"، وربما يستخدم بعضهم الحيل نفسها بالفعل.


لكن من الواضح أن الكثيرين فوجئوا بعمل "ديب سيك"، وهذا لأن ما قامت به الشركة الناشئة ليس بالأمر السهل؛ فالتجارب اللازمة للتوصل إلى إنجاز كهذا تكلف ملايين الدولارات - إن لم يكن المليارات - من الطاقة الكهربائية.

وقد أشار العديد من النقاد إلى أن مبلغ الـ 6 ملايين دولار الذي أنفقته الشركة لم يغط سوى تدريب النسخة النهائية من النظام، وقال مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية إنهم أنفقوا أموالاً إضافية على الأبحاث والتجارب قبل إجراء التدريب النهائي، ولكن الأمر نفسه ينطبق على أي مشروع متطور للذكاء الاصطناعي.

وختمت الصحيفة بأن شركة "ديب سيك" خاطرت مخاطرة أتت بثمارها، ومع مشاركة الشركة الصينية الناشئة لأساليبها مع باحثين آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن حيلها التكنولوجية ستقلل تكلفة بناء الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • معهد بحوث الإلكترونيات يشارك في منتدى توطين الذكاء الاصطناعي في مصر
  • ول هاتف في العالم يدعم الذكاء الاصطناعي DeepSeek
  • الذكاء الاصطناعي
  • خبير تكنولوجيا المعلومات: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة القطاعات في مصر
  • آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي
  • خبراء الأمم المتحدة يشيدون بريادة المملكة في تعزيز الإطار المتكامل للمعلومات الجيومكانية
  • 100 متخصص.. خبراء الأمم المتحدة يشيدون بريادة المملكة في الجيومكانية
  • حلول الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة لتطوير العمل الحكومي العربي
  • جامعة الأمير سلطان تستضيف المؤتمر الدولي الثامن لعلم البيانات والذكاء الاصطناعي
  • كيف تمكنت ديب سيك من بناء الذكاء الاصطناعي الخاص بها بأموال أقل؟