محمد بن عبدالرحمن: 
لا يمكن الخوض في تفاصيل الرد نظرا لحساسية المرحلة إلا أنه يدعونا للتفاؤل
ندعو جميع الأطراف لضبط النفس وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد
لا زالت المستشفيات تستهدف والمدارس تقصف والنازحون يقتلون بالطرقات

أنتوني بلينكن:
نحن محظوظون بأن تكون دولة قطر شريكة لنا في هذه الجهود
يوجد الآن مقترح جاد وينبغي عدم إعادة الاتفاق السابق وإنما توسيعه
سنواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة للتوصل إلى هدنة ممتدة

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر تلقت ردا من حركة حماس حول الإطار العام لاتفاقية الأطراف بشأن الرهائن، مشيرا إلى أن الرد يتضمن بعض الملاحظات على الإطار، إلا أنه يعد في مجمله «ردا إيجابيا».


وقال معاليه، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أمس: «نظرا لحساسية هذه المرحلة لا يمكن الخوض في التفاصيل، إلا أن هذا الرد يدعونا إلى التفاؤل، وتم تسليم الرد للجانب الإسرائيلي».
وأضاف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي كافة المستجدات، لا سيما الاتساع المؤسف الذي نشهده في الآونة الأخيرة، وتداعيات هذه الأزمة على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت توترات مختلفة، إضافة إلى الحرب على قطاع غزة، حيث امتدت من حدود القطاع والأراضي الفلسطينية إلى بلدان محيطة في المنطقة، كالأردن ولبنان واليمن والعراق وسوريا وكذلك في البحر الأحمر.
وأعرب معاليه عن تعازيه لسعادة السيد أنتوني بلينكن في وفاة جنود أمريكيين من قوات التحالف، مشددا على أن دولة قطر لا يمكن أن تقبل مثل هذا العمل، والمساس بعمل التحالف في المنطقة.
وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «لقد حذرنا منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات من مخاطر اتساع دائرة العنف في المنطقة، حيث تعاني المنطقة أيضا من أزمات ونزاعات مستمرة ومزمنة، ويؤسفنا ويحزننا أن نرى هذه المخاوف تصبح واقعا لنا اليوم، ما يزيد الوضع تعقيدا ويعرض المفاوضات القائمة للوصول لهدنة في قطاع غزة إلى الخطر».
ودعا معاليه جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد وعدم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى المزيد من سفك الدماء، وعدم التعرض للمدنيين ولحرية الملاحة التجارية.
وأشار معاليه إلى أن الحرب حصدت حتى اليوم أكثر من 27 ألف شخص في قطاع غزة، وخلفت أكثر من 66 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لفرض وقف فوري لإطلاق النار، كما أكد أنه آن الأوان لموقف دولي حازم ضد هذه الحرب المدمرة، وضد أي إجراء من شأنه توسيع دائرة العنف.
ونوه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن وقف الدعم عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» سيكون له تداعيات كارثية، حيث سيحرم أكثر من 6 ملايين شخص فلسطيني من الخدمات الإغاثية والإنسانية.
وشدد معاليه على أن دولة قطر تؤمن بأهمية الأمم المتحدة، وبأهمية «الأونروا» ودورها، حيث يجب الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية ذات قيم وتقاليد راسخة، وبين التهم التي طالت عددا من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق، لافتا إلى أنه لا يمكن معاقبة وكالة إنسانية كاملة بسبب اتهامات تطال بعض موظفيها، خاصة في ظل المعاناة الناجمة عن نقص التمويل لدى «الأونروا» على مدى السنوات الماضية والمخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية المؤسفة نتيجة لقطع المزيد من التمويل.
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «انطلاقا من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، نؤكد استمرار الجهود القطرية في مجال إجلاء المرضى والمصابين من قطاع غزة وتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع، حيث أثمرت جهود الوساطة القطرية مع الشركاء الإقليميين والدوليين في التوصل إلى اتفاق لإدخال الأدوية إلى المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في المناطق الأكثر تضررا والمحتجزين في القطاع».
وأضاف معاليه أنه بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تم حتى الآن إرسال 75 طائرة عسكرية قطرية محملة بأكثر من ألفي طن من المساعدات، بما فيها مستلزمات إيواء ومواد غذائية ومستلزمات طبية ومستشفيان ميدانيان، كما تم، بالتعاون مع شركائنا في المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا إضافة للجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، إجلاء أكثر من 600 فلسطيني من قطاع غزة، منهم حوالي 200 مريض ومصاب لتلقي العلاج في الدوحة، وذلك تنفيذا لالتزام قطر بتوفير العلاج لـ 1500 فلسطيني مصاب جراء الحرب، إلى جانب كفالة ثلاثة آلاف من الأطفال الذين فقدوا والديهم في القطاع إثر الحرب.
وتابع معاليه: «من المؤسف بالرغم من المساعي الإقليمية والدولية للتهدئة وبعد مرور أربعة أشهر من اندلاع المواجهات، فشلنا جميعا في وقف نزيف الدم ووقف مسلسل العنف، فلا زالت المستشفيات تستهدف ولا زالت المدارس تقصف ولا زال النازحون يقتلون على طرقات نزوحهم الثاني والثالث، ولازال التهديد قائما».
وثمن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة، التعاون المستمر مع الولايات المتحدة الصديقة في هذه الأزمة بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، معربا عن تطلعه في أن تثمر الجهود المستمرة منذ أربعة أشهر وقفا لإطلاق النار، بما يسهم في التوصل لتسوية شاملة وعادلة لحقن الدماء وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أعرب معاليه عن شكره وتقديره للجهود الأمريكية في هذا الاتجاه، وللشركاء الدوليين في الأمم المتحدة ومصر وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، لتعاونهم معنا في شتى المجالات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.

شكر وتقدير
من جانبه، أعرب سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها دولة قطر، قائلا: «نحن محظوظون بأن تكون دولة قطر شريكة لنا في هذه الجهود».
وأكد سعادته، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انخراط بلاده بشكل مستمر ودائم مع الحكومات المعنية بهدف إطلاق سراح الرهائن والوصول إلى هدنة ممتدة للتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، مضيفا: «رأينا جميعا نتائج الهدنة الإنسانية، والتي أسفرت عن إطلاق سراح 105 أشخاص من الرهائن، إلى جانب الزيادة المهمة في المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، والتعامل مع الدمار الذي حدث هناك، وما هو أوسع من ذلك».
وأوضح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن بلاده تعمل مع دولة قطر وجمهورية مصر العربية، حيث يوجد الآن مقترح جاد، وينبغي عدم إعادة الاتفاق السابق وإنما توسيعه، مشيرا إلى أن حركة حماس ردت على هذا المقترح أمس، وستتم مناقشة هذا الرد مع الجانب الإسرائيلي اليوم.
وأضاف أنتوني بلينكن: «لا يزال هناك الكثير من العمل في هذا الإطار، إلا أنه سنستمر للتوصل إلى اتفاق»، مضيفا أنه تم عقد لقاءات في الدوحة والقاهرة والرياض، ركزت في مجملها على ضمان استخدام أي هدنة لدعم خطة مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة من ناحية الأمن وإعادة الإعمار والبناء والحوكمة.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه على الرغم من أن ذلك يحمل في طياته تحديات مهمة، إلا أن بلاده عازمة على استخدام أي حالة هدنة للاستمرار في المسار الدبلوماسي، وصولا إلى سلام واستقرار دائمين في المنطقة.
وأكد سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، خلال المؤتمر الصحفي، أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لها للتوصل إلى هدنة ممتدة، لافتا إلى أن بلاده ملتزمة باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي والمضي قدما نحو سلام عادل ودائم.
وأضاف أنه سيبذل قصارى جهده في مناقشة اتفاق الإطار مع إسرائيل، لتجديد وتوسيع الهدنة في غزة وإخراج المحتجزين وإدخال المساعدات وإحلال الهدوء على المدنيين في قطاع غزة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر رئيس الوزراء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتفاقية الرهائن قطاع غزة وزیر خارجیة الولایات المتحدة الأمریکیة رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة خلال المؤتمر الصحفی فی قطاع غزة فی المنطقة دولة قطر لا یمکن أکثر من إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

رئيسة الوزراء الدنمارك يزور جرينلاند في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأمريكي

مارس 30, 2025آخر تحديث: مارس 30, 2025

المستقلة/- ستزور رئيسة وزراء الدنمارك غرينلاند الأسبوع المقبل، في رحلة إلى الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، بعد أيام قليلة من زيارة نائب الرئيس جيه دي فانس وتشكيل ائتلاف واسع جديد في حكومة غرينلاند.

ستعزز الزيارة، التي أُعلن عنها في بيان صادر عن رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن يوم السبت، الروابط مع غرينلاند، وستتطرق إلى التعاون بين غرينلاند والدنمارك.

وقالت فريدريكسن في البيان: “أتطلع إلى مواصلة التعاون الوثيق والبناء على الثقة بين غرينلاند والدنمارك”.

أعلنت حكومة غرينلاند يوم الجمعة عن اتفاق لتشكيل ائتلاف بين ديمقراطيي غرينلاند وأحزاب أخرى، في خطوة دعا إليها زعيم الائتلاف، ينس فريدريك نيلسن، كإظهار للوحدة في ظل تهديدات الرئيس دونالد ترامب المتزايدة بضم الإقليم.

ستلتقي فريدريكسن مع نيلسن ومع سكان غرينلاند، بعد أن لم يتلقَّ فانس دعوة من حكومة غرينلاند ولم يلتقِ بالسكان. زار فانس قاعدة بيتوفيك الفضائية الأمريكية في جرينلاند يوم الجمعة، حاثًا الإقليم على “إبرام صفقة” مع الولايات المتحدة.

لكن اقتراح الرئيس دونالد ترامب بتوسيع الوجود الأمريكي ليشمل جرينلاند ازداد قوة، إذ جعله ترامب أولوية قصوى للأمن القومي. وصرح للصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الجمعة بأنه “يجب أن نمتلك” هذه المنطقة لتأمين موقع الولايات المتحدة في القطب الشمالي.

اتخذ فانس لهجة أقل حدة يوم الجمعة، قائلاً إن الولايات المتحدة تحترم حق جرينلاند في تقرير المصير.

وقال فانس يوم الجمعة: “ما نعتقد أنه سيحدث هو أن يختار سكان جرينلاند الاستقلال عن الدنمارك من خلال تقرير المصير، وبعد ذلك سنجري محادثات مع شعب جرينلاند من هناك”.

وفي إعلانه، بدا أن فريدريكسن شددت على أهمية حق تقرير المصير، وشددت على ضرورة التعاون بين الأحزاب.

أثارت زيارة فانس استياءً بين القادة الأوروبيين، بمن فيهم وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن، الذي نشر مقطع فيديو مساء الجمعة يندد فيه بزيارة فانس ووصفها بأنها غير محترمة. وصرح كبير الدبلوماسيين الدنماركيين بأنه لم يُعجبه أسلوب الخطاب الأمريكي بشأن غرينلاند.

وقال راسموسن: “هذه ليست الطريقة التي تتحدث بها مع حلفائك المقربين. وما زلت أعتبر الدنمارك والولايات المتحدة حليفتين وثيقتين”.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وكوبنهاغن، حيث انتقد ترامب الدنمارك لعدم بذلها المزيد من الجهود لحماية غرينلاند من العدوان الروسي أو الصيني. واتفق راسموسن على أن تعزيز الوجود العسكري في الجزيرة قد يكون ضروريًا.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يعلن ترحيل المزيد من أفراد العصابات الأجانب إلى السلفادور
  • مؤتمر صحفي لبيسيرو للحديث عن مباراة ستيلينبوش
  • مؤتمر صحفي لبيسيرو قبل لقاء الزمالك وستيلينبوش بالكونفدرالية
  • الموافقة على المقترح المصري لـ«إطلاق سراح الرهائن» وإسرائيل تعيّن رئيساً جديداً لـ«الشاباك»
  • رئيسة الوزراء الدنمارك يزور جرينلاند في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأمريكي
  • الخارجية الروسية: الصين غير مستعدة للانضمام إلى الحوار الروسي الأمريكي المحتمل بشأن الاستقرار الاستراتيجي
  • مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة يشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول»
  • وزير الخارجية يتابع مع نظيره الكويتي استعدادات «مؤتمر القاهرة» لإعادة إعمار غزة
  • حماس تثمن جهود مصر لتشكيل إدارة مؤقتة لقطاع غزة
  • منظمات الصحة في العالم يحثوا الاتحاد الأوروبي على تمويل المساعدات الخارجية بعد الخفض الأمريكي