خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي.. رئيس الوزراء: تلقينا رداً إيجابياً من حماس حول إطار اتفاقية الرهائن
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
محمد بن عبدالرحمن:
لا يمكن الخوض في تفاصيل الرد نظرا لحساسية المرحلة إلا أنه يدعونا للتفاؤل
ندعو جميع الأطراف لضبط النفس وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد
لا زالت المستشفيات تستهدف والمدارس تقصف والنازحون يقتلون بالطرقات
أنتوني بلينكن:
نحن محظوظون بأن تكون دولة قطر شريكة لنا في هذه الجهود
يوجد الآن مقترح جاد وينبغي عدم إعادة الاتفاق السابق وإنما توسيعه
سنواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة للتوصل إلى هدنة ممتدة
أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر تلقت ردا من حركة حماس حول الإطار العام لاتفاقية الأطراف بشأن الرهائن، مشيرا إلى أن الرد يتضمن بعض الملاحظات على الإطار، إلا أنه يعد في مجمله «ردا إيجابيا».
وقال معاليه، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أمس: «نظرا لحساسية هذه المرحلة لا يمكن الخوض في التفاصيل، إلا أن هذا الرد يدعونا إلى التفاؤل، وتم تسليم الرد للجانب الإسرائيلي».
وأضاف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي كافة المستجدات، لا سيما الاتساع المؤسف الذي نشهده في الآونة الأخيرة، وتداعيات هذه الأزمة على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت توترات مختلفة، إضافة إلى الحرب على قطاع غزة، حيث امتدت من حدود القطاع والأراضي الفلسطينية إلى بلدان محيطة في المنطقة، كالأردن ولبنان واليمن والعراق وسوريا وكذلك في البحر الأحمر.
وأعرب معاليه عن تعازيه لسعادة السيد أنتوني بلينكن في وفاة جنود أمريكيين من قوات التحالف، مشددا على أن دولة قطر لا يمكن أن تقبل مثل هذا العمل، والمساس بعمل التحالف في المنطقة.
وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «لقد حذرنا منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات من مخاطر اتساع دائرة العنف في المنطقة، حيث تعاني المنطقة أيضا من أزمات ونزاعات مستمرة ومزمنة، ويؤسفنا ويحزننا أن نرى هذه المخاوف تصبح واقعا لنا اليوم، ما يزيد الوضع تعقيدا ويعرض المفاوضات القائمة للوصول لهدنة في قطاع غزة إلى الخطر».
ودعا معاليه جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد وعدم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى المزيد من سفك الدماء، وعدم التعرض للمدنيين ولحرية الملاحة التجارية.
وأشار معاليه إلى أن الحرب حصدت حتى اليوم أكثر من 27 ألف شخص في قطاع غزة، وخلفت أكثر من 66 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لفرض وقف فوري لإطلاق النار، كما أكد أنه آن الأوان لموقف دولي حازم ضد هذه الحرب المدمرة، وضد أي إجراء من شأنه توسيع دائرة العنف.
ونوه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن وقف الدعم عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» سيكون له تداعيات كارثية، حيث سيحرم أكثر من 6 ملايين شخص فلسطيني من الخدمات الإغاثية والإنسانية.
وشدد معاليه على أن دولة قطر تؤمن بأهمية الأمم المتحدة، وبأهمية «الأونروا» ودورها، حيث يجب الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية ذات قيم وتقاليد راسخة، وبين التهم التي طالت عددا من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق، لافتا إلى أنه لا يمكن معاقبة وكالة إنسانية كاملة بسبب اتهامات تطال بعض موظفيها، خاصة في ظل المعاناة الناجمة عن نقص التمويل لدى «الأونروا» على مدى السنوات الماضية والمخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية المؤسفة نتيجة لقطع المزيد من التمويل.
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «انطلاقا من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، نؤكد استمرار الجهود القطرية في مجال إجلاء المرضى والمصابين من قطاع غزة وتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع، حيث أثمرت جهود الوساطة القطرية مع الشركاء الإقليميين والدوليين في التوصل إلى اتفاق لإدخال الأدوية إلى المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في المناطق الأكثر تضررا والمحتجزين في القطاع».
وأضاف معاليه أنه بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تم حتى الآن إرسال 75 طائرة عسكرية قطرية محملة بأكثر من ألفي طن من المساعدات، بما فيها مستلزمات إيواء ومواد غذائية ومستلزمات طبية ومستشفيان ميدانيان، كما تم، بالتعاون مع شركائنا في المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا إضافة للجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، إجلاء أكثر من 600 فلسطيني من قطاع غزة، منهم حوالي 200 مريض ومصاب لتلقي العلاج في الدوحة، وذلك تنفيذا لالتزام قطر بتوفير العلاج لـ 1500 فلسطيني مصاب جراء الحرب، إلى جانب كفالة ثلاثة آلاف من الأطفال الذين فقدوا والديهم في القطاع إثر الحرب.
وتابع معاليه: «من المؤسف بالرغم من المساعي الإقليمية والدولية للتهدئة وبعد مرور أربعة أشهر من اندلاع المواجهات، فشلنا جميعا في وقف نزيف الدم ووقف مسلسل العنف، فلا زالت المستشفيات تستهدف ولا زالت المدارس تقصف ولا زال النازحون يقتلون على طرقات نزوحهم الثاني والثالث، ولازال التهديد قائما».
وثمن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة، التعاون المستمر مع الولايات المتحدة الصديقة في هذه الأزمة بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، معربا عن تطلعه في أن تثمر الجهود المستمرة منذ أربعة أشهر وقفا لإطلاق النار، بما يسهم في التوصل لتسوية شاملة وعادلة لحقن الدماء وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أعرب معاليه عن شكره وتقديره للجهود الأمريكية في هذا الاتجاه، وللشركاء الدوليين في الأمم المتحدة ومصر وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، لتعاونهم معنا في شتى المجالات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.
شكر وتقدير
من جانبه، أعرب سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها دولة قطر، قائلا: «نحن محظوظون بأن تكون دولة قطر شريكة لنا في هذه الجهود».
وأكد سعادته، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انخراط بلاده بشكل مستمر ودائم مع الحكومات المعنية بهدف إطلاق سراح الرهائن والوصول إلى هدنة ممتدة للتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، مضيفا: «رأينا جميعا نتائج الهدنة الإنسانية، والتي أسفرت عن إطلاق سراح 105 أشخاص من الرهائن، إلى جانب الزيادة المهمة في المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، والتعامل مع الدمار الذي حدث هناك، وما هو أوسع من ذلك».
وأوضح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن بلاده تعمل مع دولة قطر وجمهورية مصر العربية، حيث يوجد الآن مقترح جاد، وينبغي عدم إعادة الاتفاق السابق وإنما توسيعه، مشيرا إلى أن حركة حماس ردت على هذا المقترح أمس، وستتم مناقشة هذا الرد مع الجانب الإسرائيلي اليوم.
وأضاف أنتوني بلينكن: «لا يزال هناك الكثير من العمل في هذا الإطار، إلا أنه سنستمر للتوصل إلى اتفاق»، مضيفا أنه تم عقد لقاءات في الدوحة والقاهرة والرياض، ركزت في مجملها على ضمان استخدام أي هدنة لدعم خطة مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة من ناحية الأمن وإعادة الإعمار والبناء والحوكمة.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه على الرغم من أن ذلك يحمل في طياته تحديات مهمة، إلا أن بلاده عازمة على استخدام أي حالة هدنة للاستمرار في المسار الدبلوماسي، وصولا إلى سلام واستقرار دائمين في المنطقة.
وأكد سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، خلال المؤتمر الصحفي، أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لها للتوصل إلى هدنة ممتدة، لافتا إلى أن بلاده ملتزمة باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي والمضي قدما نحو سلام عادل ودائم.
وأضاف أنه سيبذل قصارى جهده في مناقشة اتفاق الإطار مع إسرائيل، لتجديد وتوسيع الهدنة في غزة وإخراج المحتجزين وإدخال المساعدات وإحلال الهدوء على المدنيين في قطاع غزة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر رئيس الوزراء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتفاقية الرهائن قطاع غزة وزیر خارجیة الولایات المتحدة الأمریکیة رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة خلال المؤتمر الصحفی فی قطاع غزة فی المنطقة دولة قطر لا یمکن أکثر من إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
ما هي خطط نتانياهو بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن إسرائيل تجري حالياً مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن استمرار إطلاق سراح الرهائن، بهدف تحرير جميع الرهائن دفعة واحدة دون الالتزام بالانسحاب من قطاع غزة، وبحال رفضت حماس، فإن إسرائيل ستعود إلى القتال وتنفذ خطة الجنرالات، وهو ما يعني طرد عشرات الآلاف من السكان من شمال قطاع غزة.
وأضافت "هآرتس" في تحليل تحت عنوان "نتانياهو يهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بمساعدة ترامب لكن حماس لن تتنازل عن أوراق المساومة"، أنه مع إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء الذين تشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس، سيصير رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "فظاً" أو صريحاً بشأن المرحلة الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى الرسالة التي نقلها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر نيابة عن نتانياهو، والتي تفيد بأن "لا توجد مرحلة ثانية"، موضحة أن ديرمر، الذي يشغل منصب المبعوث الشخصي لنتانياهو إلى الولايات المتحدة، التقى ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرتين في فلوريدا خلال الأيام الأخيرة، وأكد له أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملتزمة بخطة إدارة بايدن المكونة من ثلاث مراحل، حتى لو وقعت عليها.
حماس تشترط الإفراج عن الأسرى لاستئناف المفاوضاتhttps://t.co/RpxFx5Y3Vd
— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025 خطة نتانياهوووفقاً لهآرتس، تتضمن خطة نتانياهو، كما عرضها ديرمر على ويتكوف، إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بدون الالتزام بالانسحاب من القطاع، وإذا رفضت حماس، فإن إسرائيل ستنفذ خطة الجنرالات في قطاع غزة، والتي تعني طرد عشرات الآلاف من السكان من شمال قطاع غزة من أجل السماح للجيش الإسرائيلي بحرية التحرك في الحرب ضد إعادة تأسيس حماس.
وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي سوف يهدم المباني التي لا تزال قائمة في معظم أنحاء قطاع غزة، باستثناء مناطق الملاجئ المحددة في جنوب قطاع غزة، وفقط في هذه المناطق سوف يتم توزيع الغذاء، وينتظر نتانياهو تولي رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، منصبه لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل.
وأوضحت أن إسرائيل تتفاوض على استمرار إطلاق سراح الرهائن فقط مع الولايات المتحدة، وتكتيك نتانياهو هو التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب، والتي بدورها ستمارس ضغوطاً على حماس.
وبالنسبة لمصر، تقول الصحيفة إن الأمر سيكون أكثر تعقيداً، لأن إسرائيل قدمت لمصر التزاماً مكتوباً بأنها ستنسحب من محور فيلادلفيا في اليوم الخميسن من الاتفاق، والذي سيدخل حيز التنفيذ في التاسع من مارس (آذار)، أي بعد أسبوعين بالضبط من الآن، مشيرة إلى أن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود لفترة طويلة من شأنه خلق أزمة سياسية ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين.
وأوضحت هآرتس، أن القاهرة تستعد لتقديم خطة لترامب تتضمن اتفاق سلام إقليمي واسع النطاق، وإنشاء لجنة مدنية لإدارة القطاع، والإفراج عن الرهائن، وتتم حاليًا صياغة تفاصيل الخطة في القاهرة، والتي تشمل الاستجابة للتحديات الأمنية ومخطط مدني واضح.
الجيش الإسرائيلي يطلق النار على الفلسطينيين في شرق وجنوب غزةhttps://t.co/u58zhW6aJk
— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025 رسائل حماسكما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حركة حماس في هذه الأثناء، تبعث برسائل إلى الوسطاء تعبر فيها عن استعدادها لإطلاق سراح المزيد من الرهائن حتى بدون التوقيع على اتفاق شامل أو إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وهي تريد أن تجعل الوضع هادئ في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وتخشى من سيناريو تجدد القتال.
ولكن الحركة الفلسطينية لا تنوي الموافقة على مطلب إسرائيل بالإفراج عن جميع الرهائن، وستصر على الاحتفاظ بأوراق المساومة الخاصة بها لصالح المفاوضات بشأن تسوية شاملة، وفقاً لـ"هآرتس".
وتوضح حماس أن الجنود الإسرائيليين الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم الآن، وأن عودتهم إلى إسرائيل ستكون مشروطة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد المتراكم، والذين رفضت إسرائيل حتى الآن الإفراج عنهم.