د.حماد عبدالله يكتب: عمارة المحاكم !!
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
المحكمة أو دار القضاء فى كل بلاد العالم – تلك المبانى – ليست مثل كل الأبنية الإدارية – حيث تتميز بخصائص معمارية مختلفة – تتسم بالهيبه والفخامة، والسكون، وضخامة الأعمدة وإتساع الأفنية، وعلو منصة المحكمة عن القاعات وربط حجرات المداولة بالمنصة، وفصل الإجتماعات والمكتبة والأنشطة الإدارية عن مناطق إستقبال المتعاملون مع المحاكم وفصل قاعات المحامون عن قاعات النيابة العامة وأعضائها – كل هذه الإشتراطات المعمارية – تُدَرَّسْ فى أقسام العمارة بكليات الهندسة، ويعرفها المتخصصون الدارسون لصفات المبانى ووظائفها، والمحكمة فى مصر – لها شكل ولون وطعم، المحكمة كما أنشئت فى أوائل القرن التاسع عشر، فى العاصمة أو فى عواصم المدن المصرية لها صفات تتفق مع ما ذكرته فى بداية مقالى – ولعلنا – رأينا دار القضاء العالى فى القاهرة – أو محكمة جنوب القاهرة أو محكمة الإسكندرية، أو فى محكمة أسيوط، ولعل محكمة شمال القاهرة رغم إنشائها فى الستينيات وأوائل السبعينيات – إلا أن المصمم المعمارى للمحكمة راعى فيها – صفات الهيبة والعظمة – رمزًا لوظيفتها – التى تتسم بالفصل بين الحق والباطل – ومحاولة إعطاء كل ذى حق حقه – بالعدل ودون عنصرية دين أو جنس أو لون، فالكل أمام القضاء سواء ولعل الشعار الذى إتخذته العدالة ، لسيدة معصوبة العينين وتمسك بالميزان، شىء يرمز إلي العدالة المعصومة فى المحكمة المصرية، ولعل قرائة التاريخ القديم، يسجَّلْ من خلال فن العمارة – فكلما كانت الحياة مزدهرة، ومتقدمة فى عصر من العصور – ظهر ذلك من خلال عمارة هذا العصر – وإذا إضمحلت الحياة وسائت المعيشة، نرى ذلك فى العمارة المتروكة لنا من هذه الحقبة الزمنية، ولعلنا لن نبتعد كثيراَ عن هدف المقال وهى عمارة المحاكم، إن تدهور حال المحكمة المصرية فى كل مدن ومراكز وعواصم مصر – تدل على أننا قد أهملنا هذا القطاع الهام الذى نرتكن إليه كمصريين فى أن يبث الطمأنينة وينشر العدل بين الناس، ولاشك بأن مبنى محكمة مهدم- وغير أدمى وغير إنسانى – وغير مؤهل لإستقبال هيئات قضائية تفصل بين الناس، وكذلك إستقبال المتقاضيين ومحاميهم، كل هذا يؤثر بشكل بالغ على المنتج النهائى لهذه المحكمة ويفقدها الهيبة والأحترام المطلوبين ويجب أن تقوم وزارة العدل – وهى تبذل جهود جبارة لتطوير آلياتها ومبانيها – بأن تضع فى إعتبارها وبجدول زمنى معلن عن كيفية الإرتفاع بمستوى العمارة فى المحاكم المصرية – ولايجب أن يقل أهتمامنا بالمحكمة في مصر – شكلًا ومضمونًا – كأهتمامنا برفع النمو الأقتصادي في البلاد – فالعدل والأقتصاد وجهين لعمله واحدة !!
أ.
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مخرج “السفارة في العمارة” يكشف أزمات عادل إمام في الفيلم
كشف المخرج عمرو عرفة عن التحديات والصعوبات التي واجهها الفنان الكبير عادل إمام خلال تصوير فيلم “السفارة في العمارة”، الذي عُرض عام 2005، مشيراً إلى المعاناة التي عاشها مع “الزعيم” بسبب الرقابة حتى يخرج الفيلم إلى النور.
ونشر عرفة عبر حسابه على منصة “X” مقطعاً من الفيلم، وعلّق قائلاً: “لا يمكن تتخيلوا المعاناة اللي مرينا بيها أنا والأستاذ عادل إمام عشان الفيلم ده يشوف النور”. وأضاف: “شهور من الانتظار بسبب تأخير الرقابة في الموافقة، وحتى بعد التصوير استمرت المعاناة، الأمر وصل لرئيس الجمهورية شخصياً، الذي شاهد الفيلم برفقة السيدة قرينته… حسب وصف الزعيم، الضحك كان للركب وعجبهم الفيلم فتمت إجازته وخرج للنور”.
جدير بالذكر أن فيلم “السفارة في العمارة” حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه، حيث تناول قصة المهندس “شريف خيري”، الذي يعمل في إحدى شركات البترول في دبي، ثم يضطر للعودة إلى مصر بعد غياب 20 عاماً. يفاجأ شريف بوجود السفارة الإسرائيلية بجوار شقته، فيبدأ رحلة محاولاته لبيع الشقة، وعندما يفشل يلجأ إلى أساليب أخرى للتعامل مع الوضع.
ضم العمل مجموعة مميزة من النجوم، منهم عادل إمام، داليا البحيري، لطفي لبيب، خالد زكي، أحمد راتب، وميسرة، وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج عمرو عرفة.
مجلة لها
إنضم لقناة النيلين على واتساب