الثورة نت:
2024-10-05@05:57:14 GMT

ورقة “باريس” والتطبيع والصراع الدولي!!

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

 

التفاعل العام التلقائي مع ما أراها الجرائم الأشنع والأوسع التي تمارسها إسرائيل في غزة، هو من الإيجابيات كمخرجات لهذه الأحداث حتى لدى الشعوب التي تتقاطع مع رؤى وخيارات أنظمتها وهي واضحة في وضعنا وحالتنا العربية..
فالمؤكد أن الكثير من الشعوب ليست راضية عن خيارات أنظمتها وإن لم تستطع التعبير عن رؤاها بمظاهرات أو احتجاجات، لأنها تعيش مستوى من متراكم القمع كأمر واقع.

.
فنحن نشهد في الأردن مثلاً مظاهرات واحتجاجات تتقاطع مع سياسات وخيارات النظام كأمر واقع يختلف عن الحالة السعودية مثلاً، وفي مصر قد تخرج تظاهرة صغيرة ضد التهجير، لكنه لا يسمح بخروج جماهيري وكبير ضد الإبادة الجماعية..
من كل هذا قد نتساءل عن أداء ودور ما كنا نسميه الإعلام العربي كإعلام رسمي؟..
هذا الإعلام يهتم مثلاً بما تسمى ورقة باريس أكثر مما تعاطى واهتم بالإبادة الجماعية..
هذا الإعلام المعبر عن رأي وسياسة أنظمة يبحث لهذه الأنظمة عن تخريجات أو مخرج من إحراج أو مأزق من صياغة وصنع المقاومة ومعها محور المقاومة منذ السابع من أكتوبر 2023م..
أياً كانت أطراف التفاوض “السياسي” فإن ما تسمى “ورقة باريس” صاغتها أمريكا مثلما كانت تصيغ قرارات ومواقف للجامعة العربية ولقمم عربية منذ 1990م، وبالتالي يكفي أن تنظر المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة لورقة باريس على أنها “ورقة أمريكية” كاستيعاب ووعي أياً كانت القرارات التي تسير فيها أو يصار إليها، لأن السياسة الدولية وربطاً بها الأقليمية باتت ترتبط بالتغيير والمتغير كصراع دولي ولم يعد بمقدور أمريكا تجاوز استحقاق هذا المتغير والتغيير..
لفت نظري مسؤول ومحلل روسي حين قال: ” إن صفقة القرن لم تعد تعني الشرق الأوسط فقط وفق ما طرح ” ترامب”، وأضاف هذا المسؤول أن الصفقة تشمل “أوكرانيا”..
استشف من هذا الطرح الروسي ما طرحه الكاتب والمفكر العربي الراحل محمد حسنين هيكل بأن كل ما يجري سيدفع إلى ما أسماها هيكل” سايكس بيكو 2″، فهل ورقة باريس ستكون من أوراق وصول أو توصيل إلى ” سايكس بيكو 2 “؟..
هل من المحتمل مقايضة بين روسيا وأمريكا في مسألتي أوكرانيا وإسرائيل، وماذا عن الصين ولها قضية مع أمريكا والغرب اسمها تايوان؟..
مادام الغرب بات بقيادة أمريكا لا يطرح فقط حل الدولتين بل ويقدم التزاماً للعالم وما يسمى ” المجتمع الدولي ” بالاعتراف بدولة فلسطينية يشترطها منزوعة السلاح، فهو في ذلك ينطلق من المقايضة الدولية أو ” سايكس بيكو 2 “، ولنا هنا التوقف عند أن رئيس مصر ” السيسي ” استبق في إعلان مقترح ” منزوعة السلاح “ولهذا دلالاته وارتباطاته بالغرب قبل الشرق أو بالشرق قبل الغرب ” سيان “..
بغض النظر عن كل هذا بما في ذلك ورقة باريس، فإنه يعنينا كمقاومة ومحور مقاومة أن لا نتعامل باليومية ولا بالآنية بقدر ما يعنينا اللعب بالمتغيرات وبها لتعظيم مصالحنا ومكاسبنا، بحيث يكون التوافق أو التقاطع وفق معاييرنا وقياس مصالحنا، لأن روسيا والصين كطرف – افتراضا- هما بحاجة إلينا مثلما نحن نحتاج لهما في محور المقاومة بما يتطلب رؤية متوازنة في قياس الأولويات والمصالح..
أمريكا تريد استباقاً أي توافقاً دولياً أو مقايضة أو ” سايكس بيكو 2 ” بفرض التطبيع مع إسرائيل كأمر واقع في المنطقة، ولهذا تريد تطبيعاً إسرائيلياً سعودياً بسقف مطاطي أو مفتوح ” 5- 10 ” سنوات..
أمريكا تريد فرض التطبيع كأمر واقع في المنطقة من منظور التأسيس لنهج التطبيع، فثقل الثورة مصر دفع بها إلى المطبع الأول فيما ثقل الثروة ” السعودية ” سيكون الثقل الأهم لفرض التطبيع المناسب في الوقت المناسب..
فإذا تطبيع العلاقات – إن جاز التعبير – فرض على أمريكا بالوساطة الصينية فأمريكا تريد فرض التطبيع ” السعودي – الإسرائيلي ” خارج التفاوضات عربياً أو إقليمياً أو دولياً، والمسألة لم تعد تحتاج إلا إلى تخريجات لتخفيف إحراج النظام السعودي كما التخريجات الساداتية حين أول تطبيع، وأكثر ما طرح كتخريجة هو حل الدولتين والإعلان عن استعداد أمريكا وبريطانيا وفرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية، وبالتالي جاء ” السيسي ” الدور سادتي ” منزوعة السلاح”..
أعتقد أنني بهذا الأفق وضعت المقاومة ومحور المقاومة أمام المهم والأهم، ولدى المقاومة ومحور المقاومة كفاءات وقدرات نوعية وواعية تستطيع التحليق و”تخليق” ما هو المناسب والأنسب للتعامل مع التطورات بأسقف الصراع الملونة والمتلونة والعديدة والمتعددة بما فيها الدولي ربطاً بالمتغير والتغيير.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“الوعد الصادق 2”: لحظة فارقة في تاريخ المقاومة أمام الاحتلال

يمانيون – متابعات
جاءت البشرى لتثلج قلوبًا أشعل فيها الفقد جمرًا؛ على صهوة الصواريخ الإيرانية، تلقّى أهل المقاومة في لبنان هديّة من صنع دولة الوليّ الفقيه، فوحها فوح الثأر، ولونها لون نار تحرق قلب صهيون في كلّ نقاط الاستهداف..

مشهد الصواريخ التي هطلت فوق الكيان على كامل التراب الفلسطيني المحتلّ انتزع من القلوب المكلومة صيحات الفرح.. والذين في أقسى لحظاتهم، وهي لحظة الإعلان عن شهادة سيدّ شهداء الأمّة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، حمدوا الله وقالوا “ما رأينا إلّا جميلًا” و”خذ يا ربّ حتى ترضى”، جازاهم الله خيرًا بصبرهم ويقينهم، فكان “الوعد الصادق ٢” مدعاة صيحات حمد جديدة، مقترنة بالشعور بعزّة الانتماء إلى جبهة المقاومة الموحّدة ساحاتها..

تحلق الناس حول الشاشات لمتابعة الحدث العظيم ولمعرفة كل مجرياته..، وكذلك كانت ردود الفعل على منصات التواصل تكشف مدى ارتفاع معنويات أهل المقاومة: تكبيرات وأدعية وكلمات الشكر وصور السيّد القائد علي الخامنئي، وكذلك الصور الأولى لسماء فلسطين حيث تضيء الصواريخ المباركة ومنها تصل إلى أهدافها وتضرب عمق كيان العدو. بين “يا ربّ سدّد”، همست بها القلوب قبل الألسن.. بالنسبة إلى جميع المحبّين، الواثقين بأن ثأر السيد حسن ليس ثأرهم وحدهم، المدركين لدور الجمهورية الإسلامية في إيران في صناعة هذا الثأر كما لدورها المبارك في كلّ طلقة مقاومة، لم يشكّل “الوعد الصادق ٢” مفاجأة كبرى، فهم يعرفون أنّ دولة الوليّ لن تسكت عن جرحها وجرحنا؛ أمّا الآخرون الذين ألمحوا أو صرّحوا بتخوين أهل الوفاء والقوّة، فالأغلب أنّهم غابوا عن السّمع والرؤية، خجلًا وخزيًا.

في كلّ ساحات المقاومة عمّ الفرح.. بهجة غزّة وحدها كانت مدويّة كدويّ الصواريخ وهي تدك نتساريم.. من الخليل شاهدنا مقطع فيديو يوثّق “زفّة” فرح وأبواق سيارات تحتفل بالصاروخ الإيراني. في اليمن، وما أعزّ اليمن، بدا الخبر كماء يُسكب على جمر القلوب. في العراق، العراق الكريم، أيضًا سجّل الفرح أعلى مستوياته منذ النبأ الجارح الذي زفّ سيد المقاومة شهيدًا.

أصاب عدد كافٍ من الصواريخ أهدافه: قواعد عسكرية ومطارات ومراكز استراتيجية على امتداد أرض فلسطين المحتلة، وكعادته سعى العدو كلّ سعيه لإخفاء الحقائق والتعتيم الإعلامي على كلّ ما يتعلّق بالحدث. وبطبيعة الأحوال أوعز إلى أدواته الناطقة بضرورة تسخيف الحدث والتقليل من أهميته وتأثيره، مع أن جنون تصريحات قادته والناطقين باسمه وحديثهم عن أن طائراتهم الحربية ستغير في مناطق الشرق الأوسط كافة دليلٌ على حجم الخسائر التي أصابتهم، ولا سيّما على صعيد القواعد العسكرية التي تضرّرت بشكل هائل. إذ سُرّبت بعض المشاهد التي أظهرت مبانٍ عسكرية قد سوّيت بالأرض. هذا الإنكار الإسرائيلي معتاد وليس ذي قيمة، إذ يعتّم الكيان على خسائره في كلّ معركة وسرعان ما تبدأ الحقائق بالظهور، ما يضع الذين شكّكوا بالضربات التي تلقاها وسوّقوا لروايته عنها في موقف محرج ومخجل.. إن كان قد بقي فيهم ذرة من كرامة وأخلاق تدعوهم إلى الإحراج وتلخجل إن هم بعد الكذب كُشفوا وافتضحوا..

كان الحرس الثوري قد أعلن، في بيان له، استهداف عمق الأراضي المحتلة ردًا على استشهاد الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد عباس نيلفروشان.. وجاءت العملية المباركة، “الوعد الصادق ٢” في لحظة خارج التوقّع الصهيوني والأميركي، “من حيث يحتسبون وحيث لا يحتسبون”، فقد رصدوا حركة الصواريخ لكنّهم أخطأوا في تقدير توقيت وصولها وبدا أن دفاعاتهم الجوية قد فشلت فشلًا ذريعًا، سواء في داخل الأراضي المحتلة أو من البوارج الأميركية المنتشرة في المنطقة أو من الأردن. وبهذا الوعد أُثلجت قلوب أهل المقاومة فعلًا وليس قولًا، فقد جاءهم الخبر على وقع كلمات سيّدهم الشهيد: “الخبر ما ترون لا ما تسمعون…”.
————————————————–
-موقع العهد الاخباري / ليلى عماشا

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة تحدّث عن “حدث كبير” جرى في الجولان السوري المحتل
  • “الداخلية” تطلق ختمًا خاصًا بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
  • “الوعد الصادق 2”: لحظة فارقة في تاريخ المقاومة أمام الاحتلال
  • عمليات المقاومة الإسلامية ضد جيش العدوّ “الإسرائيلي” الأربعاء 2 اكتوبر 2024
  • وفد من “حماس” يلتقي الرئيس الايراني في الدوحة
  • باريس تعتبر أن إعلان الاحتلال غوتيريش “شخصا غير مرغوب فيه” قرار “خطير وغير مبرر”
  • “أحرار أمريكا” يشيدون بالأوراش الملكية وجهود الحكومة في تنزيل المشاريع الإجتماعية
  • بعد الإعصار “هيلين”.. انقطاع الكهرباء عن 1.3 مليون شخص في أمريكا
  • التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة فرع اليمن يبارك عملية الوعد الصادق “2”
  • خاتمة كتاب “مصر والصراع على السلطة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الناصرية”