قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، ورئيس مجلس إدارة جريدة «الوطن»، إن هناك توافقا أوروبيا حول حل الدولتين، كما أن أمريكا تؤيد السلام الشامل العادل، وبعض الدول أصبح لها موقف صريح في دعم هذا التوجه، ولكن الكل ينتظر حتى نهاية الحرب التي تتوقف على حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة التي تسعى إلى الدماء بأي شكل من الأشكال، وبالتالي، جاء الدور على أمريكا للضغط للدفاع عن أهالي غزة.

وأضاف مسلم، في مداخلة عبر قناة «العربية الحدث»، أن إسرائيل أطالت أمد الحرب كثيرا، فهي مستمرة لأكثر من 120 يوما، ولم تحقق أهدافها التي أعلنتها وهي القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن، وقتلت عددا كبيرا من الفلسطينيين يقدر بنحو 30 ألفا من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وهذا يضع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي كله في مأزق أمام العالم والشعوب الحرة، ويجب التركيز على إنهاء الحرب أكثر من شكل السلطة بعد إنهاء الحرب.

وتابع رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أنّ الدرس الأهم من هذه الحرب هو أن الأمن وحده ليس كافيا للأمان، فقد استخدمت إسرائيل أحدث التكنولوجيا مثل القبة الحديدية، ومع ذلك جاء 7 أكتوبر بالنسبة إليها كالصاعقة لدرجة لم يكن أحد يتخيلها أو يتوقعها، حيث أن ما حدث في هذا اليوم هزّ نظرية الأمن الإسرائيلي، وبالتالي، فإن الضمان الوحيد للعيش في أمان هو السلام وليس أي أمر آخر فيما يخص الاحتلال أو زيادة الإجراءات الأمنية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمود مسلم مجلس الشيوخ مصر القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل

إقرأ أيضاً:

دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الأو ل

بروفيسور إبراهيم أحمد البدوى عبد الساتر
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السابق يونيو، 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
}وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ الَّلََّه شَدِيدُ الْعِقابِ{ )الأنفال: 25(
إن الحرب التي تدور الآن في السودان منذ أكثر من عام هي فتنة ماحقة مكتملةُ الأركان، أهلكت الحرث والنسل ومازالت، بل قد باتت تشكل تهديداً وجودياً للبلاد وأهلها. فالحروب والنزاعات الداخلية كوارثَ وطنية عظيمة، تُزِهق الأرواح وتُشرد المواطنين الآمنين - نزوحاً في الداخل ولجوءً في المنافي - وتدمر الأصول المادية والبيئية، وتتسبب في المجاعات وغير ذلك من الكوارث، وفى نهاية المطاف قد تؤدي إلى تفتت الأوطان، كما نخشى أن يحدث ذلك، لا سمح الله ،لبلادنا الحبيبة السودان .
في إطار السعي لبناء رأ ي عام مستنير لمكافحة الغوغائية والشحن الغرائزي الذي يعتمده دعاة هذه الحرب، علينا التذكير، دون كلل أو ملل، بأن الكل خاسر في هذه الحرب الكارثية، وبطبيعة الحال الخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن السوداني اللذان يزعم دعاة الحرب، زوراً وبهتاناً، بأنها تُدار بإسميهما ومن أجلهما .هذه الحرب تندرج فيما أسماه البروفيسور جيفرى ساكس، عالم الاقتصاد الذائع الصيت، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولمبيا الأمريكية، "حروب الضعفاء". ففي محاضرة له للجمعية الباكستانية بجامعة أكسفورد بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانون لوفاة الشاعر والمفكر الباكستاني الكبير محمد إقبال تحدث بروفيسور ساكس عن ثلاثة أنواع من الحروب، منها اثنتين أسماهما حروب الأقوياء. أولاهما، حروب التباعد الاقتصادي والتقني، حيث تمتلك مجموعة من الدول ناصية التكنلوجيا المدنية والعسكرية والتطور الاقتصادي، مما يم كِ نها من بناء قوة عسكرية واقتصادية متفوقة مقارنة بالدول الأخر ى، الأمر الذي يغريها بإشعال الحروب العدوانية طمعاً في الموارد الأولية والأيدي العاملة الرخيصة، كما حدث في حالة الحروب الإمبريالية بعد الثورة الصناعية. ثانيهما، حروب التقارب الاقتصادي والتقني، والتي عادة ما تكون حروباً بالوكالة أو توترات كبيرة في العلاقات الدولية، كما كان الحال بين الغرب والاتحاد السوفيتي السابق وكما يحدث الآن بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. أما حروب الضعفاء فهي تلك التي تحدث في الدول الفقيرة المنهكة بفساد الحكم وضعف المؤسسات والاقتصاد وسوء إدارة التنوع الهويوى، مما يؤدى إلى النزاعات والحروب الأهلية، خاصة في ظل عدم قدرة القوات النظامية على "احتكار العنف الشرعي المنظم". مآلات هذه الحروب المزيد من الضعف الاقتصادي والمؤسسي والتشرذم المجتمعي، بل وتفكك الدول وربما زوالها في بعض الحالات.
لهذا واجبنا الوطني كقوى مدنية ديموقراطية وأيضاً كمواطنين سودانيين شرفاء، مهما اختلفت مشاربنا وتباينت رؤانا، واجبنا أن نسعى بالكلمة المقروءة والمسموعة لبناء رأى وطني عام مناهض لهذه الحرب وتفعيل ذلك بالتعبئة الشعبية في كل الساحات المتاحة، خاصة في العواصم العالمية الكبرى، تماماً كما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة، حيث كانت الدياسبورا السودانية حاضرة وبقوة في دعم الثورة ونزع ما تبقى من ش رعية نظام الإنقاذ البائد، مما كان له أبلغ الأثر في الدعم العالمي والإقليمي لشباب الثورة الأبطال في داخل البلاد .هذا العمل التعبوي سيسلط المزيد من الضوء علي معاناة المواطنين السودانيين جراء النزوح الداخلي واللجوء القسري إلى دول الجوار، الأمر الذي قد يفضي إلى مشروع أُممي لإعلان وفرض مناطق آمنة داخل السودان لإعادة توطين النازحين واللاجئين، خاصة أن ت وَ سع وكثافة ظاهرة اللجوء قد أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على دول الجوار وأدت إلى ارتدادات سلبية رغماً عن أنها ظاهرة اضطرارية، مفروضة علي شعب مغلوب على أمره يتم قتله وتدمير مقدرات حياته بذات الموارد التي وفرها لمن ائتَ منهم على حمايته لكى يعيش معززاً مكرماً في وطنه "آمناً في سربه، يمتلك قوت يومه".
أكثر من ذلك ،إذا لزم الأمر، يمكن تطوير هذا الزخم الشعبي التعبوي للمطالبة بعملية للأمم المتحدة متعددة الأبعاد لإسناد منبر جدة وغيرها من مبادرات بناء السلام الإقليمية، خاصة بعد إعلان الاتحاد الأفريقي الهام بالنظر في تشكيل مجلس رئاسي لوضع حد لهذه الحرب. إلا أنه من الأهمية بمكان التنويه إلى أن العملية ا لأُممية التي نحن بصددها لا تسمح بالتدخلات الخارجية الأحادية غير المحايدة من جانب فرادى البلدان، حيث أن عمليات الأمم المتحدة المناسبة لبناء السلام تعمل بموجب ولاية صارمة تضمن الحياد والنزاهة والتبعية لسيادة البلد المعني. بالمقابل، لابد من التشديد على أنه لكي تكتسب العملية الأمُمية المستهدفة الشرعية الكافية لأداء مهمتها في فرض وبناء السلام، يجب أن تكون مسنودة بموقف شعبي وطني واز ن، تحت قيادة جبهة مدنية ديمقراطية عريضة القاعدة لا تستثني أحداً على قاعدة وقف الحرب وبناء السلام والالتزام بمبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة. ربما قد أصبح بناء هكذا جبهة ممكناً في سياق المزيد من التوسع والتصويب والمأسسة لمبادرة "تنسيقية تقدم"، أو على أقل تقدير بناءها كتحالف "افقي "لإنجاز الأهداف المرحلية لوقف الحرب واستحقاقات بناء السلام على لمدى القصير، ممهدة الطريق للتوافق علي عقد اجتماعي مستدام لبناء دولة مدنية، ديمقراطية قوية، متصالحة مع شعبها ومحيطها الإقليمي.
من الأهمية بمكان أن يتواكب مع هذا الجهد التعبوي والسياسي مساهمات فكرية عميقة تعتمد طرائق البحث الحديثة في علوم الاقتصاد والسياسة وغيرها للتوفر على نتائج وبرامج يمكن أن تشكل عناصراً لبناء مشروع وطني يُعتد به. أيضاً، نقترح أن تتناول الدراسات المقترحة ثلاث مراحل هامة في المشروع الوطني السوداني. أولاً، بناء سردية وطنية جامعة عن المخاطر الوجودية لهذه الحرب العسكرية الفصائلية وضرورة إيقاف تحولها المتسارع إلى حرب إثنية/جهوية متطاولة ،وضرورة نزع شرعيتها وشرعية من أيقظ فتنتها ومن شارك وأجرم فيها. ثانياً، قضايا بناء واستدامة السلام والاستحقاقات المترتبة على القوى الوطنية المدنية الديمقراطية لإنجاز هذه الأهداف الوطنية السامية. ثالثاً، تحديات وآفاق التوافق علي عقد اجتماعي وازن لتحقيق الانتقال المدني، الديمقراطي، النهضو ي وتأسيس شرعية سياسية-اقتصادية مزدوجة لبناء ديمقراطية برامجية تتعدى التنافس الانتخابي إلى إنجاز تحو لات اقتصادية نهضوية تعالج جذور أزمة التخلف والشمولية والنزاعات التي أقعدت بالبلاد – هذه البلاد التي حباها الله سبحانه وتعالى بخير كثير وسَعة، الأمر الذي دفع مجلة النيوزويك الأمريكية في العام 1953 إلى وصفها بأنها "بقعة مضيئة في قارة مظلمة": مجلة نيوزويك الأمريكية.
الجزئيين الثاني والثالث من هذا المقال سيسعيان إلى استدعاء الدروس والعِبَر من تراثنا العربي-الأفريقي المزدوج عن الحروب الأهلية وكوارثها وأيضاً نِعَم ومِنَن السلام وعظمة من قيضهم الله سبحانه وتعالى لبنائه، لما لهذه العِبَر والدروس من دلا لا ت عظيمة لحالنا ومآلنا في ظل هذه الحرب المأساوية.

   

مقالات مشابهة

  • دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الأول
  • غالانت يتحدث عن توافق إسرائيلي مع واشنطن ونتنياهو يرد عليه
  • إسرائيل تعرقل الجهود المصرية والقطرية لوقف الحرب
  • أمن إسرائيل الصهيونية.. اللغز والمدلول
  • دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الأو ل
  • واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة
  • هنية يعلق على مقتل شقيقته: "واهمون"
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: إسرائيل تٌدمر حل الدولتين وكل فرصة لتحقيق السلام
  • مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: استمرار استيطان إسرائيل بالضفة عقبة لحل الدولتين
  • تحذير أميركي ـ أوروبي من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط