شدد برلمانيون في الغرفة الثانية على أنه لا نهوض بالاستثمار في ظل غياب عدالة جهوية، معلنين فشل عدد من المشاريع والمقاولات الشبابية، لا لشيء إلا لأن أصحابها باتوا لا يملكون كيف يدبرون استثماراتهم على المستوى العملي، محذرين من كون الاستثمار بالمغرب بات أيضا يعاني من إشكاليات تغول الأقطاب الكبرى في عدد من الجهات.

من جانبه، وفي معرض جوابه اليوم الثلاثاء عن سؤالين في مجلس المستشارين، يتعلقان بالتدابير التي ستتخذها الحكومة في مجال تنزيل أهداف الاستثمار، أعلن محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن وزارته قامت بوضع استراتيجية وطنية، لتنمية الاستثمارات الخاصة، تهدف في المقام الأول إلى تحديد الأهداف الجهوية والقطاعية للاستثمار الخاص، ومناصب الشغل التي سيتم إحداثها سنة 2026.

وفي هذا الصدد باشرت الوزارة بحسب المسؤول الحكومي إلى عقد اجتماعات معمقة مع كل الفاعلين، في القطاعين العام والخاص على المستوى المركزي، والجهوي.

وفي هذا السياق، قال الجزولي إنه تم الاعتماد على كل الدراسات والمعطيات المتوفرة على المستويين الوطني والجهوي، وعلى الاستراتيجيات القطاعية وعلى المخططات لخلق الانسجام والالتقائية بين برامج عمل كافة المتدخلين، بالإضافة إلى الإشراف المباشر لمسؤولي مراكز الاستثمار بربوع المملكة على عملية الاستثمار.

وشملت هذه القطاعات بحسب المتحدث، قطاعات عمومية ومؤسسات وزارية وولاة والمجالس الجهوية والمراكز الجهوية للاستثمار، بالإضافة إلى الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وطنيا وجهويا.

وبحسب الوزير، تهدف هذه المقاربة لتعزيز الالتقائية بين الفاعلين وتعبئتهم، حول أهداف مشتركة في مجال الاستثمار الخاص، وثانيا تحديد الأوراش ذات الأولوية على مستوى كل جهة، وتعبئة كل الفاعلين لاتخاذ التدابير اللازمة للاستجابة  لحاجيات الاستثمار.

عبد الإله حيضر المستشار البرلماني عن الفريق الاشتراكي، قال إن هذه الجهود الحكومية غير كافية في ظل حاجة الشباب والبلاد إلى الاستثمار المنتج لفرص الشغل، وخلق الثروة، لا توزيعها بدون ضمانات حقيقية.

وكشف المستشار الاشتراكي في تعقيبه على جواب الوزير، فشل عدد من المشاريع والمقاولات الشبابية، لا لشيء إلا لأنهم لا يملكون كيف يدبرون استثماراتهم على المستوى العملي.

وقال المتحدث نفسه، إن الاستثمار بالمغرب مازال يعاني من إشكاليات الأقطاب الكبرى في عدد من الجهات، ولم يتحقق فيها مفهوم العدالة المجالية حسب مضامين الاستثمار وفقا للميثاق الجديد، بالمقارنة مع مثيلاتها كجهات البيضاء وطنجة، وخص بالذكر جهات الأقاليم الجنوبية وجهة درعة تافيلالت، حيث لا يمكن يضيف المستشار أن نرى أن ست جهات فقط تسيطر على 76  في المائة من الثروة الوطنية، بمعنى أن غالبية المستثمرين موجودون هناك.

وحذر المستشار البرلماني عن الفريق الاشتراكي، من أن هذا الخلل في العدالة المجالية للاستثمار سيؤدي لا محالة لفقدان بوصلة الاستثمار وعدم تحقيق الأهداف المرجوة منه، حيث لا يمكن قبول أن بعض المناطق بالمغرب، تشهد انعداما تاما للوحدات الصناعية، خصوصا أن هذه المناطق تعاني من تصادم المشاريع الصناعية مع التجزئات العقارية، في ظل غياب تفعيل المادة 23، من ميثاق الاستثمار التي تتحدث عن ضرورة وضع تسهيلات للمستثمرين  من أجل ولوج العقار.

من جانبه عاد الوزير ليؤكد أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة فميثاف الاستثمار أعطى دفعة قوية.

وفي هذا السياق كشف الجزولي، أن اللجنة الوطنية للاستثمار، صادقت منذ دخوله حيز التنفيذ، على 82 اتفاقية استثمارية تهم 34 إقليما موزعة على كل جهات المملكة، بقيمة إجمالية تفوق 115 مليار درهم، والتي بحسب الوزير، مكنت من إحداث 57 ألف منصب شغل، بلغت نسبة الاستثمارات الوطنية فيها حوالي 70 في المائة من مجموع الاستثمارات.

 

كلمات دلالية الاستثمار الحزولي العدالة المجالية خطة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاستثمار خطة عدد من

إقرأ أيضاً:

برلمانيون يبررون غيابهم عن جلسة التصويت على قانون الإضراب وأصوات تقترح تفعيل آلية التصويت عن بعد

زنقة 20 | الرباط

شهدت جلسة التصويت على قانون الإضراب بمجلس النواب في قراءة ثانية، أمس الأربعاء، غياب 291 نائبا ونائبة عن هذه الجلسة التشريعية الهامة، التي تتعلق بالتصويت على أول قانون إضراب في تاريخ المغرب منذ الإستقلال.

ووجهت للنواب البرلمانيين انتقادات لاذعة بسبب الغياب غير المبرر ، لأنه بحسب منتقدين ، فإن الغياب “يضرب العمل البرلماني في الصميم ويفقد المؤسسة التشريعية اختصاصاتها الدستورية لكون هذا المشروع الذي طال انتظاره منذ ازيد من 60 سنة و يتزامن مع تنفيذ المركزيات النقابية للاضراب العام”.

و ذكر هؤلاء أنه “كان على البرلمان ان يكون في مستوى هذه اللحظة التشريعية والسياسية لأن نواب الأمة على عاتقهم مسؤولية الحرص على جويد النصوص القانونية قبل صدورها”.

في هذا الصدد تواصل موقع Rue20 مع عدد من النواب البرلمانيين المتغيبين ، حيث ذكر أحدهم أنه تغيب عن الجلسة كما هو الحال بالنسبة لعدد من زملائه بسبب تزامنها مع انعقاد دورات المجالس الجماعية في الأسبوع الأول من شهر فبراير.

و أوضح ذات البرلماني أنه وجد نفسه مضطرا للغياب عن جلسة البرلمان و حضور دورة المجلس الجماعي الذي ينتمي إليه مخافة عزله في حال تجاوزت مدة الغياب ثلاث دورات متتالية او خمس غيابات غير متقطعة.

و انتقد نواب آخرون برمجة المصادقة على هذا المشروع في توقيت وصفوه بغير الملائم، مع أن ذلك بحسب متتبعين لا يبرر الحضور الضعيف لنواب الأمة.

من جهة أخرى ، اقترح مراقبون تفعيل آلية التصويت عن بعد ليتمكن مختلف النواب المتغيبين لأسباب أو أخرى من المشاركة في الأوراش السياسية الكبرى التي تعرفها بلادنا، و إنزال عقوبات قاسية على النائب الذي لم يصوت إما عبر الاقتطاع من تعويضاته أو حرمانه من التصويت على مشاريع قوانين قادمة.

مقالات مشابهة

  • مزارعون في كوردستان يحذرون من التهريب: تهديد للأرواح والاقتصاد
  • برلمانيون يرفعون دعوى جديدة ضد التصويت على القوانين الثلاثة بسلة واحدة
  • برلمانيون يبررون غيابهم عن جلسة التصويت على قانون الإضراب وأصوات تقترح تفعيل آلية التصويت عن بعد
  • «السعودية للاستثمار الجريء» تستثمر مليار دولار في 54 صندوقًا
  • باسل رحمي: نتعاون مع البنك الدولي والوكالة الإيطالية والجمعية المصرية للاستثمار المباشر
  • السعودية للاستثمار الجريء تستثمر في 54 صندوقًا استثماريا
  • باسل رحمي: نتعاون مع البنك الدولي والوكالة الإيطالية والجمعية المصرية للاستثمار المباشر لتقديم الدعم
  • «العامة للاستثمار» تستعرض حوافز ومميزات الاستثمار في قطاع المنسوجات
  • كامل الوزير يبحث فرص الاستثمار مع 9 شركات تركية في عدة مجالات
  • برلمانيون: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يعكس ريادة الإمارات في نشر التسامح