قال خبراء ومحللون إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدمت ردا ذكيا على مقترح وقف إطلاق النار، وإن الكرة الآن أصبحت في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يعول على رفض المقاومة لأي اتفاق حتى يمضي قدما في مواصلة حربه.

وخلال مقابلة على الجزيرة، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن رد حماس كان متوقعا وألقى بالكرة في ملعب إسرائيل التي فشلت في تحقيق أي من أهدافها.

وأضاف البرغوثي أن "المقاومة قدمت ردا يجمع بين وقف العدوان بشكل مطلق ومراعاة احتياجات سكان القطاع، أي أنه يجمع بين السياسي والإنساني".

وقال إن حديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة يؤكد موصلة الانحياز الواضح لإسرائيل، لأنه "لم يتطرق بكلمة واحدة للعدوان ولا الاحتلال ولا الاستيطان ولا حقوق الفلسطينيين".

محاولة تحقيق مكاسب لإسرائيل

ولفت البرغوثي إلى أن بلينكن "حاول تحويل ما يجري من معركة بين الفلسطينيين والاحتلال إلى معركة بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم وبين إيران، وكأن إيران هي المشكلة وليست إسرائيل".

ويرى البرغوثي أن وزير الخارجية الأميركي "مصمم على تجاهل المرض الرئيسي المتمثل في العدوان ويركز على الأعراض التي ترتبت عليه لكي يعفي إسرائيل من تحمل مسؤولية جرائمها".

إلى جانب ذلك، فقد عاد بلينكن للحديث عن تطبيع فوري مع إسرائيل مقابل مسار زمني غير محدد لإقامة دولة فلسطينية بلا سيادة، كما يقول البرغوثي الذي يرى أن الولايات المتحدة "تحاول فرض أوسلو جديدة، وكل تركيزها على استخدام هذا المسار لإنجاز التطبيع على حساب الفلسطينيين".

في الأخير إسرائيل فشلت وأجبرت في النهاية على التفاوض مع المقاومة التي توعدت بالقضاء عليها، رغم أن هناك اتجاهات خطرة داخل إسرائيل، بحسب البرغوثي.

بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور محمد هلسة إن "المقاومة أعادت كرة النار إلى أقدام نتنياهو الذي كان ينتظر رفضا من حماس لمقترح الاتفاق لكي يمضي قدما في حربه".

ويعتقد هلسة أن نتنياهو "سيسوق للشارع الإسرائيلي أن رد المقاومة الإيجابي الذي قالت دولة قطر إنه يدعو للتفاؤل، على أنه رفض وأن القبول به يعني هزيمة إسرائيل واستسلامها".

ويرى هلسة أن نتنياهو "سيزيد الانقسام الداخلي والخلاف مع أميركا التي تقدم له هدية كبرى بالتطبيع مع السعودية".

واشنطن سئمت ألاعيب نتنياهو

أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس فقال إن نتنياهو يميل تجاه اليمين المتطرف، لكنه يعتقد في الوقت نفسه أن واشنطن "سئمت من هذه الألاعيب وتريد إنهاء الأمر".

كما أن القطريين والمصريين -برأي لورانس- لعبوا دورا مهما من أجل استعادة "الرهائن" (الأسرى) التي أصبحت جزءا من الإستراتيجية الأميركية، وفق تعبيره.

ويعتقد لورانس أن التركيز على موقف الداخل الإسرائيلي "زائد على الحد"، لأن إنهاء القتال -برأيه- مرهون بأن تقول أميركا لإسرائيل إن مواصلة الحرب تضر بمصالحها.

كما أن واشنطن تتحدث بشكل جاد عن دولة فلسطينية وهذا يحدث لأول مرة منذ عقود، مما يعني احتمال وجود مصلحة من إقامة هذه الدولة التي لا يريدها الإسرائيليون، حسب لورانس.

من جهته، قال المحلل السياسي إياد القرة إن حماس تجاوزت الضغوط التي مورست عليها خلال الفترة الماضية، وردّت بشكل ذكي بعدما أفشلت أهم أهداف الحرب المتمثل في سحق المقاومة عقب 4 أشهر من الحرب المدمرة، مضيفا "نحن في مرحلة عض أصابع وحماس منحت الوسطاء فرصة أكبر للتحرك".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون

شدد محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" على أهمية المسار السياسي وتطبيق العدالة الانتقالية لمواجهة واحتواء المخاطر التي تهدد السلم الأهلي في سوريا، وقالوا إن الأحداث الأمنية في الساحل السوري لها عدة دوافع.

وتخوض قوات الأمن السورية معارك ضد فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد تنفيذ هؤلاء كمائن مسلحة استهدفت قوات الأمن في منطقة الساحل وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، محمد علوش إن ما جرى في منطقة الساحل كان متوقعا، "لكن المفاجأة الكبرى كانت في تقاطع التحركات التي تهدد استقرار الدولة في سوريا، في منطقة الساحل وفي الجنوب السوري".

ورأى أن ما جرى في منطقة الساحل يمكن قراءته محليا وخارجيا، فقد كانت هناك "محاولة لتشكيل تمرد عسكري على الدولة السورية لإخراجها من هذه المناطق"، وقال إن الخلايا التي تنشط في هذه المناطق لا تريد أن تكون جزءا من الدولة، بالإضافة إلى أن الخلايا وقادة النظام المخلوع الذين تحصنوا في هذه المناطق لا خيار أمامهم سوى التمرد لحماية أنفسهم.

كما أن التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري شكلت -حسب علوش- محفزا لخلايا النظام المخلوع في منطقة الساحل من أجل محاولة تشكيل التمرد المسلح.

إعلان

كما أشار إلى أن التحديات التي تواجهها الإدارة السورية تتمثل في ما وصفها بالشروط القاسية التي تفرضها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وفي المشروع الذي قال إنه يتبلور لرفض الاندماج في الدولة الجديدة.

وبحسب الباحث السياسي عبد المنعم زين الدين، فقد كانت الأحداث متوقعة لعدة أسباب، منها عدم المحاسبة، وأن المجموعات والفلول التي تقوم بالقلاقل تحاول استعادة مكاسب فقدتها بعد سقوط النظام السابق.

احتواء المخاطر

وعن كيفية احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا، رأى علوش أن هناك 3 مسارات يمكن للإدارة السورية الجديدة أن تعمل عليها، أولها الحزم الأمني في التعاطي مع مشكلة الفلول، باعتبار أنهم يشكلون تهديدا للسلم الأهلي، بالإضافة إلى مسار التسويات، ومسار العدالة الانتقالية.

وقال إن أكبر وسيلة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الأهلي في سوريا هي تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري خلال سنوات الصراع وفق القانون وليس وفق الأعمال الانتقامية، كما أوضح علوش.

كما أشار علوش إلى أهمية المسار السياسي، "فكلما كان هناك انخراط من جانب المكونات في عملية تشكيل مستقبل سوريا، كانت هناك قدرة للإدارة الجديدة في مخاطبة هذه المكونات وجعلها جزءا من عملية التحول".

بينما قال زين الدين إن مواجهة المخاطر تكون عبر الإسراع في محاسبة من سماهم المتورطين المجرمين في الأحداث، والتأكيد على أن ما يجري لا علاقة له بالطائفية، وأن المعركة ليس ضد أي طائفة، مشيرا إلى أن من أشعل الطائفية في سوريا هو النظام المخلوع.

وفي قراءته العسكرية للأحداث التي تعرفها سوريا، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، أن تلك القلاقل ليست عملا منفردا وستستمر لعدة أسباب، بالنظر إلى أنها تحصل في منطقة جغرافية معينة وفي بيئة معينة، مشيرا إلى أن "القيادة السورية الحالية غير قادرة على فرض سيطرتها على كامل سوريا".

إعلان

وتهدف المجموعات التي تقوم بالقلاقل -يضيف العميد حنا- إلى "جر الحكومة إلى عمل عسكري في الأماكن التي تنشط فيها حتى يقوم المجتمع بالانقلاب عليها".

ويذكر أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية "شريطة تسليم أسلحتهم، وعدم تلطخ أيديهم بالدم".

واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الرئيس المخلوع. وبدأت هذه المجموعات بإثارة التوترات الأمنية وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • تفاهمات بين إسرائيل وواشنطن حول محادثات مبعوث ترامب مع حماس
  • حماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لأسباب شخصية
  • هل تنجح جولة مفاوضات ويتكوف في تجاوز عراقيل نتنياهو؟ محللون يجيبون
  • حماس: نتنياهو يعطل اتفاق وقف النار لخدمة مصالحه
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الاثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الإثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
  • كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون