أحمد شعبان، وكالات (عواصم)

أخبار ذات صلة فرنسا تحذر لبنان من تحرك عسكري إسرائيلي أطباء مستشفى في غزة يفاضلون بين المرضى وفقاً لفرص النجاة

تواصلت المساعي الدولية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعم جهود الحل السياسي للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على حل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء العنف بشكل دائم، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.


وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أن هناك «بعض التحرك» إزاء اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، فيما يواصل وزير خارجيته أنتوني بلينكن، خلال جولة في المنطقة، مساعي التوصل إلى أول هدنة طويلة الأمد للحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأشارت مصادر عدة إلى أن الفصائل الفلسطينية قدمت رداً إيجابياً على مبادرة الهدنة، التي تتوسط فيها مصر وقطر، أملاً في إنهاء الحرب، وتوفير المساعدات وتبادل الأسرى. وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تراجع رد الفصائل الفلسطينية على إطار لاتفاق يقضي بإطلاق سراح رهائن مقابل وقف طويل للقتال في غزة.
وأضاف أن واشنطن ستستخدم كل الأدوات المتاحة للتوصل إلى وقف مؤقت للقتال، على أن يسبقه إطلاق سراح ما يزيد على 100 رهينة. وذكر بلينكن أنه «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا ما زلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وضروري بالفعل». وأضاف أن الولايات المتحدة عازمة على استغلال أي هدنة في فتح مسار دبلوماسي للمضي قدماً نحو «سلام عادل ودائم» في الشرق الأوسط.
والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، ضمن جولة مكوكية مدتها 48 ساعة تشمل أربع دول سعياً لأول هدنة طويلة الأمد للحرب الدائرة في قطاع غزة. ووصل بلينكن إلى إسرائيل بعد منتصف ليل أمس.
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم لا يعلمون ما إذا كان سيتسنى التوصل لاتفاق هدنة خلال الجولة، لكنهم أشاروا إلى أنها أول محاولة جادة منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر لوقف القتال لمدة طويلة.
ويأمل الفلسطينيون أن تفضي محادثات بلينكن إلى اتفاق بوقف إطلاق النار قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية مدينة رفح جنوب غزة، حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مبانٍ عامة وخيام.
ومن شأن اتفاق الهدنة الذي طرحه قبل أكثر من أسبوع رئيسا المخابرات الأميركية والإسرائيلية خلال اجتماع مع مسؤولين مصريين وقطريين، أن يؤدي إلى إطلاق سراح بقية الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف طويل للقتال.  وينص اقتراح وقف إطلاق النار، كما وصفته مصادر قريبة من المحادثات، على هدنة لمدة 40 يوماً على الأقل يجري خلالها الإفراج عن المدنيين من بين الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ثم يأتي في مرحلتين لاحقتين تسليم الجنود والجثث، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. واستمرت الهدنة الوحيدة بالصراع لأسبوع واحد في نوفمبر الماضي. وخلال الأيام القليلة الماضية، سعت دول غربية عدة إلى تأكيد ضرورة التوصل لحل يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في دولتين منفصلتين، تتمتعان بالسيادة، وسط دعوات فلسطينية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، لتنفيذ خطة سلام شاملة يتم تنفيذها بضمانات دولية وجدول زمني محدد. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مكالمة هاتفية، أمس الأول، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لسلام دائم في الشرق الأوسط.
كما أكد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، خلال جولة في المنطقة شملت إسرائيل الأسبوع الجاري، على تأييد بلاده لحل الدولتين. وهو موقف كرره رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز. 
وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور جهاد الحرازين، على أن حل الدولتين يشكل الأساس الوحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وعودة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وأن الحلول الأمنية والعسكرية لن تحق الأمن والسلام لإسرائيل، ولا الحياة الطبيعية بين الدول.
واعتبر الحرازين أنه أصبح هناك موقف دولي وأوروبي بأن الدولتين هو الحل الأمثل، ولابد من الضغط الدولي من مجلس الأمن والأمم المتحدة، لدفع إسرائيل للقبول بحل الدولتين، وتستجيب وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ذكر أن بلاده ستنظر في الاعتراف بدولة فلسطينية للمساعدة في إنهاء الحرب مع إسرائيل. وأضاف كاميرون في حفل استقبال، الأسبوع الماضي، في وستمنستر للسفراء العرب في لندن، أن هذه الخطوة ستساعد في جعل حل الدولتين عملية «لا رجعة فيها» لإنهاء الحرب.
من جهته، أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمي، إلى إعلان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أن بريطانيا تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع حلفائها والأمم المتحدة، والقبول بحل الدولتين، يشكل خطوة بالغة الأهمية، وربما سيبنى عليه خلال الفترة المقبلة. 
وشدد فهمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن حل الدولتين هو الأمثل، وتطرحه الدول العربية في إطار حل أشمل للقضية الفلسطينية، معتبراً أن حل الدولتين مقبول الآن وفق الأفكار المطروحة، ويتم التسويق له بصورة كبيرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة جو بايدن أميركا حرب غزة الحرب في غزة إسرائيل وزیر الخارجیة الشرق الأوسط حل الدولتین فی قطاع غزة إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط لإبرام صفقة تبادل.. وفتوى حاخامية بمشروعيتها

طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعقد صفقة تبادل عاجلة للإفراج عنهم، بينما قال الحاخام الإسرائيلي الأكبر إنه يجب عقد الصفقة "حتى لو شملت إطلاق سراح فلسطينيين"، وذلك وسط تفريق شرطة الاحتلال لمظاهرة أمام وزارة الحرب لرفع ذات المطالب.

وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنه يجب عقد اتفاق عاجل مع المقاومة في غزة لضمان عودة جميع الأسرى على قيد الحياة، وذلك بعد التحقيق "المفجع" الذي صدر عن جيش الاحتلال حول مقتل 6 أسرى خلال العملية العسكرية في رفح.

وكشف تحقيق عسكري إسرائيلي، أن أنشطة لجيش الاحتلال كان لها تأثير على قرار حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس قتل ستة أسرى في غزة في آب/ أغسطس الماضي.

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري حينها، أن الأسرى الرهائن الست قتلوا "قبل وقت قصير من وصولنا إليهم"، وأنهم كانوا في نفق بمنطقة رفح.


وخلص التحقيق إلى أن الأسرى قُتلوا على يد خاطفيهم، وأن نشاط جيش الاحتلال "في المنطقة، على الرغم من كونه تدريجيا وحذرا، كان له تأثير في حينه على قرار المسلحين بتنفيذ عمليات القتل".

وأوضح التحقيق أن الجيش لم تكن لديه معلومات مخابراتية مسبقة عن وجود الرهائن الست في المنطقة.



وفي وقت سابق، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله نتنياهو.

وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

تفريق المتظاهرين 
وفرقت شرطة الاحتلال مساء الأربعاء، مظاهرة نظمها أهالي محتجزين في قطاع غزة أمام وزارة الحرب في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بدعوى "الخشية من وقوع حدث أمني بالمنطقة".

وجاءت المظاهرة، بعد إعلان حركة حماس في بيان، الأربعاء، تأجيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع "إسرائيل" شروطا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الشرطة فرقت فعالية لأهالي أسرى إسرائيليين في القطاع أمام بوابة شاؤول في "الكرياه" (حيث مقر وزارة الحرب) بتل أبيب، إثر بلاغ عن شخص مشبوه، دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان: "في أعقاب استفسارات بشأن حادث أمني في منطقة تل أبيب، تم في هذه المرحلة التحقق من بلاغ عن شخص مشبوه ولا توجد تفاصيل أخرى، وتقوم قوات الشرطة بنشاط عملياتي وعمليات تمشيط واسعة النطاق".

ومن جانبها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية: "في غضون دقائق قليلة، وفي ضوء الاشتباه بوجود حادث أمني، وبناء على طلب قوات الأمن، فرقت الشرطة مظاهرة كانت متمركزة في شارع الملك شاؤول في تل أبيب".

وادعت الصحيفة أن "المشتبه به على الأرجح من سكان جنين (شمالي الضفة الغربية المحتلة)، وتبحث عنه الشرطة منذ الظهر".


وتظاهر مئات من أهالي الأسرى الإسرائيليين قرب وزارة الحرب، للضغط على صناع القرار في "إسرائيل" للمضي قدما نحو صفقة لإطلاق سراح ذويهم المحتجزين في قطاع غزة، وفق المصدر ذاته.

فتوى
وطالب الحاخام الإسرائيلي الأكبر ديفيد يوسف، وهو ابن الحاخام الأكبر السابق الذي دعا إلى إبادة العرب بالصواريخ واشتهر بمواقفه العنصرية المتعددة، بتمرير صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس حتى لو شملت إطلاق سراح فلسطينيين.

وجاء ذلك في مقابلة أجراها، مع موقع "كيكار هشبات" أحد المنصات الإخبارية الموجهة لليهود المتشددين "الحريديم"، عقب إعلان حركة حماس، تأجيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع "إسرائيل" شروطا جديدة.


وقال يوسف إنه وفقا للشريعة اليهودية، يجوز بل ضروري إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من ذوي محكوميات عالية، "حتى ولو كانت أيديهم ملطخة بالدماء"، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

وتابع الحاخام: "أنا لست في غرفة المفاوضات، ولا أعرف ما هي الشروط وما سيتم تقديمه مقابل ماذا، لذلك لا يمكن أن يكون لي رأي في المفاوضات برمتها".

واستدرك يوسف: "لكن فيما يتعلق بهذه القضية المحددة (..) أقف وأقول بصوت عالٍ: نعم، يجب إطلاق سراح المخربين من أجل إطلاق سراح المختطفين"، واقترح "نفيهم إلى بلدان أخرى (لم يسمها)".

وجاءت تصريحات الحاخام الأكبر بعد عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض مساء الثلاثاء من قطر لإجراء "مشاورات داخلية" بعد أسبوع من المفاوضات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.

وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.


من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لـ"إسرائيل" من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • السوداني:طلبنا من (الشرع) عدم إطلاق سراح الدواعش من سجون سوريا
  • رئيس مدينة بورفؤاد: جهود مكثفة لإعمار مدينة سلام مصر
  • روسيا تواصل إحراز تقدم في أوكرانيا
  • مصر والنرويج تتفقان على إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • المؤسسة العامة للكهرباء: جهود مكثفة لإعادة التيار خلال ساعات
  • إطلاق سراح “الحراري” بعد تدخل الصور وستيفاني
  • جهود رقابية مكثفة لحماية المستهلك وضبط الأسواق
  • جهود رقابية مكثفة لحماية المستهلك وضبط الأسواق بالإسكندرية
  • جهود مكثفة لضبط سائق تاكسي دهس طالبة في المعادي
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط لإبرام صفقة تبادل.. وفتوى حاخامية بمشروعيتها