RT تطلق فيلما وثائقيا بمناسبة مرور 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أطلقت قناة RT Arabic بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحادية لدى مصر، العرض الأول لفيلمها الوثائقي "ذهاب وعودة"، احتفالا بمرور ثمانين عاما على العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر.
ويروي الفيلم قصة مترجم عسكري سوفيتي أرسل في مهمة لمصر في أوائل السبعينيات، وخلال إقامته في مصر، بدأت حرب أكتوبر، حيث كان الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة حليفا للدول العربية، وعودته بعد عدة عقود من الزمن سائحا إلى هذا البلد الذي أحبه وربط جزءا كبيرا من حياته بتعلم ثقافته ولهجته.
تنقلنا ذكريات بطل الفيلم إلى الماضي الجميل، حيث يتذكر كيف كان الطلبة السوفييت والمستشرقون مولعين بالسينما المصرية، وكيف عاش في مساكن الضباط، حيث التقى أحد المحاربين القدامى المصريين وتبادل معه أطراف الحديث عن الماضي حين كان السوفييت يقفون مع الجيش المصري في خندق واحد.
ويجول الفيلم بعيني بطله في أحياء القاهرة الأصيلة، بدءا من خان الخليلي وصولا إلى الأحياء والمناطق الحديثة التي تشهد طفرة عمرانية كبيرة.
حضر العرض الأول لفيلم " ذهاب وعودة" ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ومساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية خالد عمارة، والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، والسفير الروسي لدى مصر جيورغي بوريسينكو، بالإضافة إلى ممثلين عن الوزارات المصرية الأخرى.
وقال مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون الأوروبية خالد عمارة في كلمة الترحيب: "أود الإشارة إلى دور ومساهمات وسائل الإعلام عموما والقنوات التلفزيونية خصوصا.. وأريد التأكيد على الدور الذي لعبته وتلعبه قناة روسيا اليوم، هذه القناة أخذت منذ انطلاقتها تلعب دورا هاما، حتى قبل أن تبدأ التوترات الأخيرة في أوروبا والشرق الأوسط، خلال جائحة كوفيد 19 لعبت هذه القناة دورا كبيرا من خلال نقل المعلومات المهمة للجميع وعرض برامج متنوعة، وخاصة الأفلام الوثائقية المميزة خلال هذه المرحلة الحرجة جدا للعالم أجمع".
وقال السفير الروسي لدى مصر غيورغي بوريسينكو: "لقد قاتل جنودنا معا من أجل سيادة مصر خلال ما يسمى بحرب الاستنزاف، حقق المصريون النصر في 6 أكتوبر 1973 باستخدام الأسلحة السوفيتية، وفيلم "ذهاب وعودة مكرس إلى حد كبير لهذه الصفحة تحديدا من تاريخنا المشترك، كما شهدت العلاقات الروسية المصرية على مدى السنوات العشر الماضية صعوداً جديدا قويا، الرئيسيان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي ارتقيا بعلاقات البلدين إلى مستوى جديد من الشراكة الاستراتيجية".
وقالت مديرة قناة RT Arabic: "فريق RT Arabic على اتصال دائم بممثلي وسائل الإعلام المصرية الرئيسية، وكجزء من هذه الزيارة اتفقنا على التعاون مع قناة صدى البلد وراديو مصر. نحن على يقين من أن تفاعلنا سيكون مثمرا".
وأضافت مناع :"قناتنا مستعدة لمشاركة إنجازاتها في استخدام أحدث التقنيات في غرفة الأخبار وعلى الانترنت، مؤكدة أن "زملاءنا المصريين سيساعدون قناتنا على توسيع جمهورها في أكبر دولة في العالم العربي (مصر)".
ويعرض فيلم "ذهاب وعودة" على قناة RT Arabic والقنوات المصرية “صدى البلد” و"TeN TV".
قناة RT Arabic هي جزء من شبكة RT التلفزيونية العالمية، التي تتكون من مجموعة قنوات إخبارية باللغات الإنجليزية والعربية والإسبانية والفرنسية والألمانية والقناة الوثائقية RTD باللغتين الروسية والإنجليزية.
وتمتلك شبكة RT مواقع إلكترونية بسبع لغات، بما في ذلك الصربية والروسية، ووكالة الوسائط المتعددة العالمية RUPTLY، التي تقدم محتوى حصريا للقنوات التلفزيونية حول العالم.
كما تتواجد RT باللغة الصينية على شبكات التواصل الاجتماعي الصينية الشهيرة، وكذلك على الشبكات الاجتماعية باللغة الهندية، وسبق لشبكة RT أن وصلت إلى نهائيات جائزة "إيمي" الدولية المرموقة 11 مرة.
(جائزة إيمي - هي جائزة أمريكية تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، أنشئت عام 1949، وهي المقابل لجائزة الأوسكار ولكن وفي حين أن جوائز الأوسكار تقتصر على الإنتاج السينمائي فإن إيمي تختص في قطاع الإنتاج التلفزيوني).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتي الدبلوماسية المصرية العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية ذهاب وعودة قناة RT Arabic IMG 20240206
إقرأ أيضاً:
لا محرمات في الدبلوماسية السرية
لا محرمات في #الدبلوماسية_السرية _ #ماهر_أبو طير
أكثر الأطراف ذعرا من تفاوض واشنطن حاليا مع حركة حماس، بشأن الأسرى الأميركيين الإسرائيليين، واتفاقية وقف النار، ليست إسرائيل، بل سلطة أوسلو لاعتبارات كثيرة.
على الرغم من الضجيج الذي يثيره الرئيس الأميركي ضد حركة حماس، وضد قياداتها، والضغط لتسليم صواريخها واسلحتها الثقيلة، إلا أن واشنطن وراء الضجيح، تدرك أن لا محرمات في الدبلوماسية السرية أو العلنية، وقد سمعنا سابقا الرئيس الأميركي يطالب حماس ببادرة تجاهه شخصيا، من خلال إطلاق سراح الأسرى الأميركيين الإسرائيليين، وما بين التهديدات العلنية، وإشارات الغزل الناعم من جهة ثانية، فإن واشنطن قد تجد نفسها نهاية المطاف أمام خيار وحيد في كل الملف الفلسطيني، أي حركة حماس، كونها تمتلك قوة عسكرية، ولوجود قاعدة شعبية لها، في سياقات استبدال سلطة أوسلو الهشة التي تشارف على انتهاء الصلاحية، والوصول إلى تسوية سياسية ضمن تصور جديد، يقيم دولة فلسطينية، يتجاوز نسخة أوسلو، وتنظيماتها واتفاقياتها وأدبياتها، وهذا أمر قد يكون متوقعا في أي توقيت ما دامت حماس هي القوة الفاعلة على الأرض، وليست سلطة أوسلو.
كتبت هنا في “الغد” يوم الثلاثاء 18 شباط مقالة بعنوان “السيناريو الأخير قد يأتي اضطراريا” وأعيد هنا نشر هذه الفقرة من المقالة التي تقول..” هذه الاستعصاءات حدثت في ملفات شبيهة، وأدت في مرحلة ما إلى تفاوض الأميركيين مع طالبان في أفغانستان، ضمن تسوية معينة، وقبول العرب والغزيين لنسخة معدلة من الإسلام السياسي تتمثل في النظام الحالي من دمشق، برغم معرفتهم أن جذر هذه النسخة يمتد إلى النصرة والقاعدة، بل أدت الاستعصاءات إلى تفاوض إسرائيل مع منظمة التحرير، والوصول إلى صيغة أوسلو، وكل هذه النماذج مع اختلاف تفاصيلها قد تؤدي إلى نسخ ذات الكيمياء، أي اضطرار واشنطن ومن معها للتفاوض مع حماس نفسها، ما دامت أمرا واقعا يسبب كل هذه الارتدادات، ولعل السؤال المتزامن يقول لماذا ستتفاوض واشنطن وتل أبيب مع سلطة أوسلو، وهي الطرف الأضعف، قيد التفكيك، والذي لا يسبب إزعاجا لأحد، خصوصا، أن الواقع هو الذي يفرض نفسه، وليس مجرد الدور الوظيفي للسلطة”.
والكلام وإن يبدو خياليا إلا أن علينا أن نتذكر أن حماس أعلنت مرارا قبولها بدولة فلسطينية في حدود 1967، وهي تبنت المقاومة، وقدمت الشهداء والتضحيات، واثبتت قوتها على الأرض، مثلما أن حماس ذاتها تلقت عدة عروض في تواقيت معينة من بينها إقامة دولة فلسطينية في غزة، مقابل عشرة مليارات دولار كدعم أولي، ورفضت قيادات حماس هذا الفخ الذي يهدف إلى إنهاء كل المشروع الفلسطيني، من خلال الفصل بين الضفة والقطاع.
في السياسة لا يوجد مستحيلات ولا ممنوعات، ومن المؤكد أن واشنطن وتل أبيب أمام كل هذه التعقيدات والفشل في إنهاء المقاومة، من جهة، وفشل الحلول البديلة مثل التهجير، أو استدراج الأردن ومصر لإدارة فطاع غزة والضفة الغربية، واستحالة استمرار الاحتلال في حالة حرب أيضا، قد تجدا نفسيهما نهاية المطاف أمام حل سياسي يمتد من القطاع إلى الضفة، من خلال ترتيبات جديدة مع حماس، التي يدرك كثيرون أن شعبيتها في الضفة الغربية مرتفعة أيضا، وهي المؤثرة والنافذة مقارنة بسلطة أوسلو الضعيفة والمتهالكة، التي تواجه خطر الانهيار، في ظل عدم شعبيتها أيضا لاعتبارات مختلفة، تراكمت على مدى عقدين.
قد نصحو ذات فترة وقد تطورات الاتصالات الأميركية مع حماس، نحو ترتيبات جديدة، واستدارة كاملة، بحيث نكون أمام مشروع سياسي مختلف تماما عن كل صياغات أوسلو، تكون فيه حركة حماس الأساس، وتشكل حكومتها في رام الله وغزة وتعيد إنتاج مشهدها العسكري، في سياق سياسي يقبله الفلسطينيون.
سلطة أوسلو مذعورة من الاتصالات الأميركية مع حماس، ومتوترة أكثر من تل أبيب، لانها تدرك أن كل مشروع أوسلو قد يتم استبداله، بمشروع جديد، والطرف الذي تسميه واشنطن إرهابيا اليوم، سبق أن سمته إرهابيا في دول ثانية، ثم عادت لتعترف به.
هذه هي طريقة الأميركيين فعلوها في ظروف متشابهة، وإذا كان الواقع الحالي يبدو مستحيلا، لهكذا تصور جديد، إلا أن واشنطن اثبتت مرارا انها تحترف الصفقات، وتتفنن في الاستدرات، هي ومن معها، عربيا ودوليا، والأدلة على ذلك كثيرة.
تفاوض واشنطن حاليا مع حركة حماس، يؤسس لمرحلة مختلفة.
العد