أمسية موسيقية للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بمناسبة مرور 40 يوماً على رحيل الموسيقار العالمي نوري اسكندر
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
دمشق-سانا
بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الموسيقار العالمي نوري اسكندر أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وبمشاركة كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا وجوقة الفرح، أمسية موسيقية لمجموعة من أعمال اسكندر وذلك على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.
الفرقة السيمفونية الوطنية أرادت لهذه الأمسية أن تكون عربون وفاء لمن قدم للمكتبة الموسيقية السورية أميز الأعمال وأهمها من خلال بحثه المتعمّق في الموسيقا السورية القديمة والمعاصرة وامتلاكه لمشروع موسيقي أساسه التراث الموسيقي السرياني، الكنسي منه والشعبي، عبر تدوينه
والحفاظ عليه من الاندثار وتحويله من شفهي متناقل إلى مكتوب وموثق، في حين طالت أبحاثه الأكاديمية التراث الموسيقي الشرقي وأصوله ومنابعه، إضافة إلى الاعتماد على المقامات العربية لإنتاج وتأليف موسيقا معاصرة.
وانتقت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية أربعة أعمال من روائع الموسيقار اسكندر، وبدأت برنامجها بمقطوعة “كونشيرتو لآلة العود والوتريات” وعزف منفرد للموسيقي الأكاديمي محمد عثمان، فكانت آلة العود شريكا للأوركسترا من خلال مقاطع ربع صوت للوتريات لينسج العود مع الأوركسترا حوارية فريدة في عالم الموسيقا الشرقية.
ومن أهم الأعمال التي قدمها اسكندر للموسيقا السورية كان عمل “كونشيرتو لآلة التشيللو والوتريات” أدتها الفرقة بمشاركة الموسيقي الأكاديمي محمد نامق، هذا العمل الذي اتسم بالجرأة في عالم الموسيقا الشرقية من خلال توظيف آلة التشيللو باللونين الكلاسيكي والشرقي.
رائعة اسكندر “الاهات” حضرت من خلال ثلاثة مقاطع غنائية مزجت فيها أصوات التشيللو مع البزق والأوركسترا، وغناء منفرد للمغنية لاميتا ايشوع، لتختتم الأمسية بمقطوعة “حوار المحبة” العمل الموسيقي الغنائي الذي نثر من خلالها اسكندر مناخات الشعر الصوفي والابتهالات على الفضاء الموسيقي.
وفي كلمة لها قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح: “إن فقيدنا اليوم ترك لنا بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقا العربية فهو علم من أعلام سورية ورمز من رموز إبداعها المعاصر المتجذر في التراث والقيم الإبداعية، كما أنه جمع عمق الثقافة وسعة العلم وغزارة الإنتاج وخرج بتوليفة وصنعة فنية استحق عليها بجدارة لقب موسيقار سوري عالمي”.
وتحدثت ابنة الراحل سوسن اسكندر عن مناقب والدها وعمله الدؤوب في حفظ التراث الموسيقي السوري، مقدمة الشكر للموسيقيين السوريين لوفائهم لذكرى والدها، كما قدمت الشكر للأب الياس زحلاوي الذي يسعى من خلال جوقة الفرح إكمال رسالة والدها الموسيقية.
وفي تصريح لـ سانا قال المايسترو باغبودريان: “عندما نريد الحديث عن نوري اسكندر موسيقياً يجب علينا الحديث بجانبين أساسين، الأول: عمله على توثيق وتدوين الموسيقا السريانية التي كانت تنتقل بين الأجيال بشكل شفهي ما عرضها للتغير والتشويه نتيجة تأثيرات عدة، وبكتابته لها حافظ عليها وأسس لأي باحث يرغب بدراسة هذا النوع من الموسيقا أو العمل عليه وقد وثق في هذا المجال ما يقارب 900 لحن.
وتابع المايسترو باغبودريان: إن الجانب الثاني هو المؤلفات الموسيقية التي كتبها اسكندر التي استلهمها من الموسيقا السورية، حيث اجتهد على الموسيقا السريانية وتأثيراتها وتأثيرها بموسيقا المنطقة، إضافة إلى موضوع مهم جداً وهو قدرته على تفكيك المقام ومحاولته وتجاربه فيما يتعلق بالربع صوت وتعدد الأصوات.
وأوضح المايسترو باغبودريان أن الشيء الذي قدمه نوري اسكندر لسورية في مجال الموسيقا هو كبير جداً ومن الواجب تعريف الأجيال بموسيقاه وتقديمها بشكل يليق به.
ومن الجدير ذكره أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تقدم باستمرار أعمال الموسيقار الكبير نوري اسكندر في برامج أمسياتها المتنوعة، كما تعد مؤلفاته مادة أكاديمية غنية تدرس لطلاب المعهد العالي للموسيقا بدمشق.
رشا محفوض
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
عمر خيرت.. ليلة موسيقية تسافر بالجمهور للزمن الجميل
الشارقة (الاتحاد)
في ليلة موسيقية لن ينساها زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 43 التي انطلقت تحت شعار «هكذا نبدأ»، قدّم الموسيقار العالمي عمر خيرت - بصحبة فرقته الموسيقية - باقة من أجمل مقطوعاته التي حملت معها ذكرياتٍ وألحاناً كانت وما زالت عالقةً في وجدان الجمهور العربي الذي تفاعل بحماسٍ مع كل مقطوعة صدح بها بيانو خيرت ومن خلفه الأوركسترا، في أجواءٍ جمالية ميزتْ تلك الحفلة الموسيقية التي يعزفُ فيها عمر خيرت لأول مرة في إمارة الشارقة.
خلال زمن الحفل لم تهدأ قاعة الاحتفالات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، من بين تصفيق إيقاعي مع الأوركسترا، وترديد نغمي خلف ما يُعزف، فموسيقى خيرت بالنسبة لجمهور المعرض ليست مجرد موسيقى، بل هي قصص وشخصيات عاشوا وتفاعلوا شعوريّاً معها عبر شاشات التلفاز على مدار سنوات كثيرة، وقد بدا هذا واضحاً بتفاعلهم المدهش مع مقطوعة «قضية عم أحمد» التي عادت بالحضور إلى تلك الدراما الشهيرة، كذلك أثارت مقطوعة «ليلة القبض على فاطمة» في نفوسهم مشاعر قوية شوهدتْ على وجوههم، باستحضارهم دراما الفيلم وأحداثه المشوقة. ومع عزف «خلي بالك من عقلك» تمايل الجمهور مع لحن البداية، وامتلأت القاعة بالبهجة، وجاءتْ مقطوعة «اللقاء الثاني» وكأنها الاستراحة، حيث أخذت المستمعين لعوالم حُلمية جميلة هادئة.
أداء ممتعٌ وأصيل
تميز أداء عمر خيرت في حفله بتقديمه بعض التوزيعات الموسيقية الجديدة، أضافت لمسةً رائعة على بعض المقطوعات، وكذلك أكسبتْ الحدث خصوصيةً، ومن اللافت للانتباه أيضاً، إبداع خيرت في إدخال صولوهات لآلات، مثل العود والكمان والهارب، ما أضاف ثراءً وجمالاً للألحان المقدمة، ففي البداية حاور الهارب البيانو خالقاً عمقاً روحانياً جميلاً، ملأ القاعة بالسكينة، ثم أضاف العود بُعداً شرقياً مميزاً عندما عزف منفرداً في بداية إحدى المقطوعات.
حواريةٌ لا تنسى
المميز كذلك في حفل عمر خيرت قدرته الاستثنائية على جعل البيانو نقطة الانطلاق والإلهام لبقية الآلات الموسيقية، ففي كل مقطوعة قدمها خيرت في حفله، كان البيانو يفتتح بجملة موسيقية، لتتبعه الكمنجات في استكمال هذه الجملة بنعومة، ومن ثم تأتي آلات النفخ مثل الأبواق لتضيف العمق والقوة، ومن خلف الجميع الطبول تخلق جواً مهيباً، هذا الكونشيرتو الرائع بين البيانو منفرداً وبقية الآلات في الأوركسترا خلق في قاعة الاحتفالات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب حواراً مذهلاً بين الآلات، جسد قصة أو مشهداً حيّاً، خطّ تفاصيله كل شخص على حدة في القاعة، بما يتوافق مع شعوره وذكرياته وذائقته الخاصة.
في ختام الحفل واصل الجمهور التصفيق لدقائق عديدة، ممتلئين بشعور عميق بالسعادة، والتقدير للفنان الذي أحبوه وعاشوا مع موسيقاه أجمل الأوقات والذكريات.