رفض أنصار القذافي للملكية.. هل يُعجل بتشكيل نظام جديد؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أجرى ولي عهد ليبيا في النظام الملكي الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي، خلال الفترة الأخيرة، سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع شخصيات ليبية ومكونات مختلفة حول تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا.
وبحسب ما أفاد تقرير لصحيفة “الشرق الأوشط”، فقد أثارت هذه الخطوات مخاوف أطراف سياسية في البلاد من بينها أنصار نظام معمر القذافي، واعتبروا أن هناك “مؤامرة جديدة” تحيكها أجهزة استخباراتية أجنبية على الشعب.
والتقى السنوسي، خلال الشهر الماضي، شخصيات ليبية بعضهم ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق، وذلك بهدف إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية.
وفيما أبدت أطراف ليبية كثيرة “ارتياحاً وقبولاً” بلقاءات السنوسي الخارجية “تحمساً لمشروعه”، وصف اتحاد القبائل الليبية الدعوة لعودة الملكية في ليبيا بـ”محاولة فاشلة”، تستهدف “إقصاء الشعب من تقرير مصيره واختيار النظام الذي يناسبه، وفق التطور والتقدم الذي يشهده العالم”.
ونقلت الصحيفة عن باحث ليبي في علم الاجتماع السياسي قوله، إن أسباب رفض أنصار النظام السابق عودة الملكية الدستورية، تتمثل في أنه “إذا كان هناك حديث عن عودة نظام قديم مثل النظام الملكي، فمن باب أولى، من وجهة نظرهم، أن سيف الإسلام القذافي هو الأقرب للعودة إلى حكم ليبيا”.
وقال اتحاد القبائل في بيان أصدره، مساء الأحد، إنه “يرفض العودة إلى الخلف، كما يرفض الوصايا الأجنبية، ويدعو إلى الاحتكام إلى صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة”.
وسبق أن أطلقت مئات الليبيات مبادرةً تستهدف “إنقاذ البلاد من التخبط السياسي”، من خلال العودة إلى النظام الملكي، الذي سبق أن حكم ليبيا قبل مجيء القذافي إلى سدة الحكم عام 1969، كما يؤكد السنوسي في ختام كل لقاء بأطراف ليبية على إجرائه مشاورات “من أجل الوصول إلى حوار وطني ناجح، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية”.
ودعا اتحاد القبائل الليبية، الأمم المتحدة وجميع الدول المتداخلة في شؤون الشعب، إلى “رفع أيديهم عن الليبيين، وتركهم يقررون مصيرهم بإرادته”، وانتهى إلى أن “الشعب الذي التحم في درنة على قلب رجل واحد قادر على بناء دولته على أسس صحيحة يسودها العدل والمساواة، كما أنه قادر على الدفاع عن وطنه بسواعد قواته المسلحة”.
بدوره يرى الباحث الليبي في علم الاجتماع السياسي، الذي رفض ذكر اسمه، أن حل الأزمة الليبية “لن يكون بعودة السنوسي، أو بسيف الإسلام القذافي أو غيرهما” لكن يأتي الحل “إذا اتفقت الدول المتصارعة على السيطرة حول العالم على موقف ما في ليبيا. لكن للأسف يبدو أنها متفقة مرحلياً على الحالة التي عليها ليبيا راهناً”.
وعقد الأمير محمد السنوسي، آخر لقاءاته مطلع فبراير الحالي، مع وفد من النخب، والفعاليات الاجتماعية من الجبل الغربي وباطن الجبل ممن ينتمون إلى قبائل في المنطقة الغربية، وقال إنه “عبر لهم عن تقديره لدعمهم مساعي إنقاذ البلاد من تشتتها”.
يُشار إلى أن مسألة عودة الملكية الليبية إلى البلاد قد طُرِحت خلال السنوات الماضية كحل للأزمة التي تعيشها البلاد.
وفي شهر أكتوبر 2020، دعا مواطنون ليبيون، الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي للعودة إلى البلاد “لمباشرة مسؤولياته وسلطاته الدستورية كملك، طبقاً لنصوص دستور 1969″، الذي وصفوه بأنه “الدستور الساري المفعول والشرعي الوحيد”، مطالبين الأمم المتحدة بالقيام بدورها وواجبها القانوني والأخلاقي في مساعدة ليبيا على استرجاع “الشرعية واستئناف الحياة الدستورية”، حسب وصفهم.
ورأى المجتمعون، الذين حضروا المؤتمر الوطني الرابع لتفعيل دستور الاستقلال وعودة الملكية الدستورية لليبيا، بالعاصمة طرابلس، أن “أي محاولة للبحث عن حلول تتجاهل الدستور الذي كان قائماً في 31 أغسطس عام 1969 مخالفة للشرعية”، وذهبوا إلى أن “تجاهل هذا الدستور لا يعني بلغة المنطق والقانون إلا الاعتراف باغتصاب غير شرعي للسلطة”، بعدما رأوا فيه أنه “يُقيم الحق، ويمنع الظلم، ويساوي بين أبناء الوطن، ويعدل في توزيع الثروات”.
وأكد المجتمعون في لقائهم الذي عُقِد بفندق باب البحر بالعاصمة، أن “أي حديث عن تسويق مسودات تتعلق بدستور آخر، هو انحراف عن الطريق القويم»، داعين للبدء في “مسيرة عودة الشرعية الدستورية، وتفعيل العمل بدستور المملكة الليبية”، الذي “حاز شرعيته بتوافق الآباء المؤسسين، واعتراف الأمم المتحدة وإشرافها”.
كما طالب المجتمعون الدول الإقليمية بـ”احترام الشرعية الدستورية”، المتمثلة في دستور المملكة الليبية، الذي عدوه “حجر الزاوية والمدخل الوحيد لاستعادة، وتحقيق الاستقرار في جميع ربوع البلاد”.
وولد محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي، الذي يُطالب بعض الليبيين بـ”إعادة استحقاق ولاية العهد له لتوليه ملك البلاد، وتحمّل مسؤولياته الدستورية كاملة”، عام 1962، وهو نجل الحسن الرضا السنوسي، الذي عينه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر عام 1956، وتوفي في 28 أبريل 1992.
والمملكة الليبية تأسست بعد استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 وعاصمتها مدينتي طرابلس وبنغازي حتى عام 1963، ثم البيضاء من 1963 حتى 1969.
وسُمِيت في البداية باسم المملكة الليبية المتحدة حتى 26 أبريل 1963 حين عُّدل إلى “المملكة الليبية” وذلك بعد إلغاء النظام الاتحادي الذي كان يجمع بين الولايات الليبية الثلاث طرابلس، برقة وفزان. واستمرت تلك المملكة حتى الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1 سبتمبر 1969 والذي أنهى حكم الملك إدريس الأول وإلغاء الملكية وإنشاء الجمهورية العربية الليبية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الشرعية الدستورية القذافي الملكية الدستورية الملكية الليبية المملكة الليبية انتخابات معمر القذافي نظام حكم الملکیة الدستوریة المملکة اللیبیة عودة الملکیة
إقرأ أيضاً:
ميتا تلغي برنامج التحقق من الحقائق وتستبدله بـCommunity Notes على منصاتها
أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن إلغاء برنامج التحقق من الحقائق (Fact-Checking) على جميع منصات التواصل الاجتماعي التابعة للشركة، بما في ذلك فيسبوك، إنستجرام، وThreads.
وسيتم استبدال هذا البرنامج بنظام Community Notes، وهو نظام أخف ظهر لأول مرة على تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك على المنصة.
يعكس هذا التغيير تحولًا كبيرًا في استراتيجية ميتا لإدارة المحتوى، حيث سيتم نقل مسؤولية التحقق من المعلومات إلى المستخدمين بدلًا من الاعتماد على خبراء تابعين للشركة.
الهند تعفي واتساب من قيود مشاركة بيانات المستخدمين مع "ميتا"ميتا تستغني عن خدمات 7000 موظف .. وتخفض 5% من قوتها العاملةميتا تطلق نظام جديد لحماية بيانات المستخدمين يشبه منصة أكس | تفاصيلنهاية برنامج التحقق من الحقائقبدأت ميتا في التخلص من أدوات التحقق من الحقائق على فيسبوك في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن تتبعها إنستجرام وThreads قريبًا.
وفقًا لـ زوكربيرج، فإن أنظمة التحقق من الحقائق التي كانت تعتمد عليها ميتا ارتكبت العديد من الأخطاء.
وأوضح أن "الخبراء، مثل أي شخص آخر، لديهم تحيزاتهم ووجهات نظرهم الخاصة، وهذا انعكس في اختياراتهم حول ما يتم التحقق منه وكيفية القيام بذلك."
ما هو نظام Community Notes؟نظام Community Notes هو أداة تتيح للمستخدمين إضافة ملاحظات توضيحية على المنشورات التي قد تحتوي على معلومات مضللة.
تكون هذه الملاحظات مجهولة المصدر، ولا يتم نشرها إلا إذا وافق عليها عدد كبير من المستخدمين الذين ينتمون إلى خلفيات ووجهات نظر مختلفة.
وفقًا لـ ميتا، فإن هذا النظام "يتطلب اتفاقًا بين أشخاص من خلفيات متنوعة للمساعدة في منع التحيز في التقييمات."
كيف سيتم تطبيق النظام على إنستغرام وThreads؟بدأت ميتا في طرح نظام Community Notes على Threads منذ حوالي أسبوعين، ولكن فقط في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يتم تطبيق النظام بشكل مشابه على إنستجرام، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لكيفية عمله على المنصة لا تزال غير واضحة.
من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت ميتا ستقوم بتطبيق هذا النظام في الاتحاد الأوروبي أيضًا، حيث توجد قوانين صارمة تتعلق بإدارة المحتوى ومكافحة المعلومات المضللة.
مستقبل إدارة المحتوى على منصات ميتاتخطط ميتا لطرح نظام Community Notes على جميع منصاتها خلال الشهرين القادمين، مع الاستمرار في تحسينه حتى نهاية العام وما بعده إذا لزم الأمر.
بمجرد اكتمال نشر النظام، ستتم إدارة المحتوى على منصات ميتا بشكل أساسي من قبل المستخدمين، بدلًا من الاعتماد على فرق التحقق الداخلية.
التحديات المحتملةعلى الرغم من أن نظام Community Notes يهدف إلى تعزيز الشفافية وتقليل التحيز، إلا أن هناك مخاوف من أن يعتمد النظام بشكل كبير على مشاركة المستخدمين، مما قد يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة إذا لم يتم إدارته بشكل صحيح.
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه النظام صعوبات في التعامل مع المحتوى الذي يتطلب خبرة متخصصة للتحقق منه.
تحول ميتا إلى نظام Community Notes يمثل خطوة جريئة نحو إدارة المحتوى بشكل أكثر شفافية واعتمادًا على المجتمع.
ومع ذلك، فإن نجاح هذا النظام سيعتمد على قدرة المستخدمين على التعاون بشكل فعال لتحديد المعلومات المضللة، مما يطرح تساؤلات حول فعاليته على المدى الطويل.