تقرير: سيدات يلدن في دورات المياه وعمليات قيصرية دون تخدير..الأوضاع الكارثية للحوامل في قطاع غزة
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
حذرت الأمم المتحدة مراراً من الوضع الإنساني الكارثي الذي تواجهه النساء الحوامل في قطاع غزة في ظل انهيار النظام الصحي وانعدام الأدوية والغذاء والماء وغيرها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ووصفت تيس إنغرام، مسؤولة التواصل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الوضع بالنسبة للسيدات الحوامل في قطاع غزة "بالجحيم" حيث تتم الولادة أحياناً في دورات مياه عامة أو خيام في البرد القارس.
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" تعاني السيدات الحوامل في جنوب وشمال القطاع بدرجات متفاوتة، ونادراً ما يحصلن على الرعاية الصحية اللازمة.
يعاني الجزء الشمالي من القطاع من انقطاع في الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات، ولكن المستشفيات في الجنوب تعاني من قلة أعداد الأطباء مقارنة باكتظاظ المستشفيات بجرحى الحرب. وتشير تقارير الأمم المتحدة إن خدمات الأمومة تحتل مرتبة متدنية في قائمة أولويات المستشفيات، وغالباً ما يتم رفض النساء أثناء المخاض.
عمليات قيصرية دون تخدير وأدويةوأبلغت الأمم المتحدة عن حالات عدة لنساء تلقين عمليات قيصرية دون تخدير كما يتم إخراج السيدات من المستشفى بعد ساعات قليلة من الولادة، وحتى بعد الولادة القيصرية وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". وتحذر الطواقم الطبية في قطاع غزة من إمكانية تفادي موت أطفال ونساء بسبب نقص الرعاية الأساسية والتي قد تنقذ حياتهم.
ويفيد تقرير الصحيفة أن المستشفى الوحيد الذي يستقبل الأمهات الحوامل الآن هو المستشفى الإماراتي للأمومة في مدينة رفح (التي تضم أكثر من نصف سكان غزة، أو نحو 1.3 مليون شخص) على الحدود المصرية، في ظل انهيار الخدمات الصحية بشكل عام، يتعامل المستشفى مع حوالى نحو 80 حالة ولادة يومياً، مقارنة بنحو 15 حالة قبل الحرب، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
فقر الدم وخطر الموتوتوضح ديبورا هارينغتون، طبيبة توليد بريطانية تطوعت لأسبوعين في مستشفى الأقصى لصحيفة "وول ستريت جورنال": "جميع مضاعفات الحمل لا تحظى بأي رعاية.. الحالات التي تهدد الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو تسمم الحمل، لا يتم تشخيصها. كما ينتشر فقر الدم على نطاق واسع، لكن النساء لا يحصلن على مكملات الحديد التي يحتجن إليها لعلاجه".
وتضيف هارينغتون: "معظم النساء اللاتي عاينتهن يعانين من فقر الدم، وعادة ما ينجبن مبكرا ويفقدن الكثير من الدم، وهذا يعني وفاتهن، وأيضا الأطفال الخدّج، فمن المحتمل وفاتهم".
وتستمر مشاكل النساء بعد الولادة وتكافح العائلات للحصول على حليب الأطفال أو الحفاظات وملابس دافئة للمولدين الجدد.
وتوضح ليلى بكر، مديرة صندوق السكان في الدول العربية للصحيفة: "حاولنا تقديم مستلزمات الولادة للنساء، ولكننا لا نستطيع إيصالها بالسرعة المطلوبة.. توجد أغطية بلاستيكية نظيفة للأمهات، ومقص معقم لقص الحبل السري وبطانية، وهي ليست كثيرة، ولكنها يمكن أن تحدث فرقا بين الحياة والموت".
شاهد: دخول شاحنات محملة بالمساعدات إلى غزة عبر معبر رفح في ظلّ مجاعة تفتك بالغزيين شرطة ورواتب بالدولار.. حماس تعيد بسط سلطتها في غزة بعد أسابيع من الحرب الإسرائيلية على القطاعيونيسف: أعراض خطيرة تظهر على أطفال غزة.. 17 ألفاً فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهمتعاني 68 ألف مرضعة في القطاع وفقاً لبيانات الأمم المتحدة من خطر الجوع وهن بحاجة إلى تدخلات وقائية وعلاجية وغذائية فورية منقذة للحياة، كما يعاني 7685 طفلاً دون الخامسة من الهزال الذي يهدد حياتهم، ما يجعلهم عرضة لتأخر النمو والمرض والوفاة في الحالات المتقدمة.
المصادر الإضافية • صحيفة وول ستريت جورنال
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: ترتيب ثياب أطفال تمثل آلاف القتلى في غزة على طول مسافة 5 كلم من شاطئ إنجليزي شاهد: صفحات القرآن مغطاة بدماء الضحايا.. هذا ما خلفه القصف الإسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة شاهد: أطفال مصابون بقصف إسرائيلي يعالجون على أرضية مستشفى في غزة الشرق الأوسط الصحة إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفال حقوق الإنسانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط الصحة إسرائيل قطاع غزة حماية الأطفال حقوق الإنسان إسرائيل غزة ضحايا أوكرانيا احتجاجات روسيا جو بايدن حركة حماس مظاهرات فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة ضحايا أوكرانيا احتجاجات روسيا الأمم المتحدة یعرض الآن Next فی قطاع غزة وول ستریت فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير فرنسي يكشف سياسة الوجهين الإماراتية تجاه قطاع غزة
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن السياسة ذات وجهين التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة في غزة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دولة الإمارات تتظاهر بالانضمام إلى الإجماع العربي بشأن قيام دولة فلسطينية، وتحرص على إظهار مساعداتها الإنسانية في قطاع غزة، لكنها تعمل في نفس الوقت على تطوير شراكتها الإستراتيجية مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة، الذي قال إنه لا توجد "أي بدائل حقًا" لخطة دونالد ترامب التي تهدف إلى تحويل قطاع غزة إلى "الريفيرا الفرنسية في الشرق الأوسط"، بمجرد تهجير السكان الفلسطينيين منه.
وقد استطاع العتيبة، منذ توليه منصبه في سنة 2008، إقامة علاقات وثيقة مع القادة الأمريكيين من مختلف التوجهات السياسية، ونفذ حملة ترويجية ضخمة لدولة الإمارات. وكان في قلب مفاوضات اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل والإمارات، الموقّع في أيلول/سبتمبر سنة 2020 في واشنطن ضمن اتفاقيات التطبيع. وخلال تلك الفترة، نسج علاقات وثيقة مع دونالد ترامب وفريقه، وصلت إلى ذروتها الآن.
إجماع شكلي
وتشير الصحيفة إلى العلاقة الجيدة التي تجمع السفير العتيبة برئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، وشقيقه الأصغر عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي. وعليه، فإن تصريحاته لا تعتبر مجرد زلّات لسان، بل تعكس التوجّه العميق لدولة الإمارات، حتى لو انضمّت رسمياً، كما حدث خلال القمة العربية الأخيرة في القاهرة، إلى الإجماع الداعم لإقامة دولة فلسطينية.
إن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات لا تتضمن أي إشارة إلى إقامة دولة فلسطينية، بل تتماشى تمامًا مع "رؤية السلام" التي طرحها دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كانون الثاني/يناير سنة 2020. وقد جاءت هذه الرؤية كإنذار نهائي للطرف الفلسطيني، الذي رفض بالإجماع ضمّ أجزاء من الأراضي المحتلة في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وكانت خطة ترامب في سنة 2020 تتضمن، على الأقل، إمكانية استعادة السلطة الفلسطينية في رام الله السيطرة على قطاع غزة بعد نزع سلاح حركة حماس. لكن في الوقت الراهن، يرفض نتنياهو بشكل قاطع تحقق هذا السيناريو، حتى لو صب ذلك في خدمة مصالح حماس بشكل غير مباشر.
وأوردت الصحيفة أن الإمارات تسعى إلى تقويض نفوذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة من خلال دعم منافسه محمد دحلان، وهو من أبناء غزة ويقود تيارًا منشقًا داخل حركة فتح؛ حيث تعود الأعلام التي ترفعها عناصر فتح في مخيمات اللجوء داخل غزة إلى أنصار دحلان، الذي يعيش في الإمارات، لكنه لا يجرؤ على العودة إلى وطنه، رغم الدعم الكبير الذي يحظى به هناك.
ذريعة العمل الإنساني
وأفادت الصحيفة أن التحركات الإماراتية، التي تتمتع بتمويل سخي، تؤدي فقط إلى زيادة حالة الفوضى داخل حركة فتح، العامل الذي يخدم مصلحة حماس، التي تسمح فقط لمساعدي دحلان بالعمل داخل غزة في مهام إغاثية بحتة. وبسبب غياب شركاء فلسطينيين سياسيين، قررت الإمارات، في شهر آذار/مارس سنة 2024، التعاون مع منظمة أمريكية غير حكومية، "وورلد سنترال كيتشن"، لإرسال شحنات غذائية إلى غزة عبر البحر من قبرص، لنقل المساعدات الغذائية من قبرص إلى السكان المهددين بالمجاعة.
وكان الهدف من فتح هذا الممر البحري الحفاظ على الحصار الإسرائيلي المشدد على المعابر البرية المؤدية إلى قطاع غزة، في وقت كانت فيه جميع المنظمات الإنسانية تطالب بإعادة فتح هذه المعابر. لكن انتهى رهان الإمارات على "وورلد سنترال كيتشن" بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت المنظمة في الأول من نيسان /أبريل سنة 2024، وأدت إلى مقتل ثلاثة متطوعين دوليين وثلاثة من حراس الأمن البريطانيين وسائق فلسطيني.
بعد ذلك، أصبحت الإمارات تنفذ عملياتها الإنسانية في غزة تحت رايتها الخاصة، من خلال حملة تحمل اسم "الفرسان النبلاء". وقد أتاحت هذه المبادرة إدخال 2500 شاحنة من المساعدات عبر مصر، خلال عام واحد، وهو رقم يبدو كبيرًا، لكنه لا يغطي سوى خمسة أيام من الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وقد حاول المسؤولون الإماراتيون الحد من جشع الوسطاء المصريين، لكن دون جدوى.
وأشرف محمد بن زايد على نقل مئات المرضى والجرحى من غزة إلى أبو ظبي، وهو عدد كبير لكنه لا يقترب من الحاجات الفعلية، التي تتطلب إجلاء حوالي 12 ألف حالة للعلاج.
وفي الختام نوهت الصحيفة بأنه رغم هذا النشاط الإنساني، التزمت الإمارات الصمت منذ استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في 17 آذار /مارس الجاري، وهو صمت يرقى إلى مستوى الموافقة، خاصة أن الشيخ طحنون بن زايد، مستشار رئيس الدولة وشقيقه، زار البيت الأبيض بعد يوم واحد فقط، حيث حضر مأدبة عشاء مع دونالد ترامب، دون أن يلمح إلى الوضع الكارثي في غزة، وقا لـ"لوموند".