أعلنت دار الوثائق القطرية اليوم عن إقامة معرض تعريفي تثقيفي الشهر المقبل حول أهمية الوثائق ودور الوثيقة وفكرتها، وكذلك دور دار الوثائق القطرية من خلال رحلة تبدأ من فكرة الوثيقة والأرشيف ووصولا إلى تشكيل الدار. ويهدف المعرض إلى اكتشاف الراغبين في دراسة مجال وتخصص الدراسات والأبحاث، والاستفادة منها، بالإضافة إلى الإعلان عن إقامة ملتقى سنوي لدار الوثائق القطرية مع جميع الجهات الحكومية والأفراد على مدار العام بغرض الحصول على ما لديهم من وثائق تاريخية.


جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقدته دار الوثائق القطرية اليوم بمقرها في مشيرب.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد عبد الله البوعينين الأمين العام لدار الوثائق القطرية في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إنه منذ تدشين دار الوثائق القطرية يناير الماضي، حظيت بدعم من مختلف مؤسسات الدولة، حيث إن وجود دار الوثائق القطرية يعد داعما لجميع الوزارات والمؤسسات التي تعمل على حفظ التراث القطري.
وأضاف أن ما تملكه الدار من وثائق متنوعة تدعم كل ما يتم تقديمه من قبل تلك الجهات في سبيل حفظ التراث، وقال: "على سبيل المثال عند التحدث عن الغوص، والسفن التقليدية في دولة قطر، هناك وثائق تتناول هذه المواضيع من الأرشيف البريطاني والأرشيف العثماني، علاوة على وجود بعض الوثائق الأخرى التي تتناول مرحلة الغوص بحسب الإحصائيات الموجودة والسجلات".
وأوضح أن دار الوثائق القطرية تضم وثائق موجودة لدى الجهات الحكومية وشبه الحكومية والأفراد الذين هم جزء لا يتجزأ من روافد الدار"، وتابع: "كما هو معلوم فإنه في مجتمعنا فإن الأفراد يحتفظون بجزء كبير من الوثائق، ووجود الدار يضمن حفظها ، وقد لاحظنا الإقبال الكبير من بعض المواطنين الذين يبادرون إلى مد الدار بالوثائق الموجودة بحوزتهم سواء عن طريق منحها أو إعارتها، إذ أن الدار ملزمة بخدمة تلك الوثائق وترميمها وحفظها وأرشفتها، وإن لزم الأمر يكتفى بوجود نسخة من تلك الوثائق لتمكين الباحثين الأكاديميين من إتمام أبحاثهم".
وأضاف أن دور دار الوثائق القطرية، يتمثل في تمكين الباحثين والمهتمين بالوثائق، من إجراء الأبحاث التاريخية والعلمية، مشددا على عدم وجود أية قيود تفرض أو تعيق وصولهم إليها، حيث ستكون الوثائق متاحة لكل من يحتاجها من باحثين ومهتمين وبدون رسوم.
وتابع: "ندرك أن مجال البحوث التاريخية والعلمية يعتمد بصورة رئيسية على الوثائق، ومن هذا المنطلق سنوفر عضويات خاصة للباحثين والمهتمين دون قيود، تمكن الباحث من الاطلاع على الوثائق سواء الموجودة في الدار أو حتى تلك الموجودة خارج الدولة في المؤسسات التي تجمعنا معها مذكرات تعاون، حيث إن قطر لديها وثائق موجودة في الأرشيف العثماني والبريطاني وغيرهما، ووجود العضوية يسمح للباحث بطلب تلك الوثائق التي يمكن توفيرها".
ونوه الأمين العام لدار الوثائق القطرية، بالتحول الرقمي الذي يعتبر إحدى الاستراتيجيات العاملة عليها الدار خلال الفترة القادمة، حيث سيكون للدار موقع الكتروني يسهل عملية البحث والاطلاع على الوثائق من قبل الباحثين في أي دولة بالعالم، وذلك بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: دار الوثائق القطرية دار الوثائق القطریة

إقرأ أيضاً:

* أتغلَّب على صعوبات البحث في الأرشيف بالشغف والإصرار على الوصول للمعلومة * الغالبية كوّنت صورة مغلوطة عن الفنانة ميمي شكيب فأردتُ تصحيحها

يعتمد الكاتب المصري محمد الشماع في كتبه على الأرشيف، لكنه لا يجمع الأوراق القديمة، رغم مشقة المهمة في كثير من الحالات، بغرض إعادة نشرها، لكنه يقرأ الأوراق، ويحاول الوصول إلى ما بين سطورها، ويملأ فراغاتها، كما فعل أخيرًا في كتابه الشيق "ميمي شكيب" الذي يحمل اسم فنانة مصرية شهيرة.

ميمي شكيب كانت شخصية محيرة بالنسبة له بسبب ما كان يُقال عنها، صورتها لم تكن واضحة في أذهان الكثيرين، اختُصرت تقريبًا في مشهدين، الأول هو مشهد اتهامها في قضية "الرقيق الأبيض" حيث أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع المصري، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وقيل حولها الكثير من المعلومات، وتحولت إلى مادة يومية دسمة جدًا للصحافة، وفتحت شهية الكُتَّاب لإضافة الكثير من الخيال خصوصًا في الجانب السياسي، فقيل مثلًا: إن الهدف من هذه القضية هو شخصية عربية نافذة، وقيل كذلك: إن الهدف هو قطع العلاقات مع بلد عربي يعد ممثلاً للاتحاد السوفييتي في المنطقة العربية.

أما المشهد الثاني، كما يقول الشماع، فهو مشهد انتحارها أو قتلها بإلقائها من شرفة منزلها. يعلق: "هذا المشهد تحديدًا هالني أثناء عملية بحثي فيه، حيث أجمع سكان العمارة، التي كانت ميمي تقطنها بوسط القاهرة، أنها ألقيت من شرفة (بلكونتها)، بل كانوا يحذِّرون المترددين على شراء الشقة بأنها مليئة بـالعفاريت، وحين يسألهم أحد ما إذا قد شاهدوا الواقعة بأنفسهم؟ يرددون بأنها حكايات سمعوها عن آبائهم وأجدادهم، بين هذا المشهد ومشهد القضية اكتشفت مفاجآت كثيرة للغاية عن حياة هذه المرأة".

مع بداية عمله في الكتاب - منذ أن افتتن بحلقة من مذكراتها المنشورة في مجلة (الشبكة) سنة 1975 وقعت في يده بالصدفة - لم تكن في ذهن الشماع صورة واضحة يود تقديمها عن ميمي شكيب، بل جعل العمل نفسه يقوده لرسم صورة ميمي شكيب. يقول: "إنها شبيهة بصورة الفنانة نفسها على غلاف الكتاب، فهي تعكس ملامح امرأة قوية شعرت بأنوثتها مبكرًا، واقتحمت دوائر (باشوات) زمانها، وتعرضت للخيانة والغدر، وأرادت أن تنتقم من كل الرجال، وبين كل هذا وذاك امتلكت شغفًا مهولًا بالفن والحياة، وتقديرًا للفنان نجيب الريحاني فقد جعلته بمثابة أب لها، وحبًا حقيقيًا للفنان سراج منير زوجها حيث عاشت معه حياة سعيدة حتى وفاته".

وحول سبب الإقبال الكبير على قراءة هذا الكتاب وكتب السيرة الذاتية بشكل عام يقول الشماع: "أظن أن ذلك يعود إلى سببين، الأول يخص الكتاب، والصورة الذهنية التي كوَّنتها الغالبية عن ميمي شكيب، حتى أن أحد الأصدقاء استنكر إقدامي على تجربة مثل هذه وقال لي نصًا: "هل تريد أن تكتب سيرة قوادة؟!". من اقتنوا الكتاب أو قرؤوه على منصات القراءة كان دافعهم الرئيس -كما ذكر لي البعض- هو اكتشاف هذه المرأة، التي كان لها في عالم السياسة والمجتمع أكثر بكثير من عالم الفن".

ويضيف: "أما السبب الثاني فهو يخص كتب السيرة بشكل عام، خاصة ما تدور أحداثها في الأزمان البعيدة؛ لأن هناك حنينًا كبيرًا للزمن الماضي وشخصياته المؤثرة وعوالمه الأخاذة الغامضة، ومن هذه النوعية التي تعجب الناس أذكر كتابًا سابقًا لي صدرت منه عدة طبعات وهو "السرايا الصفراء"، الذي حقَّقت فيه مذكرات مدير مستشفى العباسية للأمراض العقلية في أواخر الأربعينيات، الدكتور محمد كامل الخولي".

ما الفارق بينك وأستاذك الكاتب الصحفي صلاح عيسى في التعامل مع الأرشيف؟ أسأل ويجيب: "أجمل تجارب عشتها في حياتي هي ملازمتي للراحل صلاح عيسى أثناء عمله على نصٍّ نشر منذ 100 عام تقريبًا وهو كتاب "مذكرات فتوّة" للمعلم يوسف أبو حجاج. رأيت كيف كان الأستاذ الكبير يدقق في كل لفظ ويعيده لأصله اللغوي والمجتمعي، كما لمست بنفسي كيف كان يحقق الحوادث التاريخية، وتعلمت كذلك من كتابه "رجال ريا وسكينة" درسًا مهنيًا عظيمًا في الوقوف عند لحظة تاريخية بعينها ربما نكون جميعًا على دراية بها، وتناولها بعمق شديد، في نص يخلط بين الإبداع والتحقيق التاريخي في الوقائع".

وأضاف: "أذكر له كذلك كتب "رجال مرج دابق" و"البرنسيسة والأفندي" و"مأساة مدام فهمي"، وكلها لقطات تاريخية نستطيع جميعًا الوصول إليها في كتب التاريخ العادية، لكن الوقوف عندها واستعادتها في اللحظة الحالية هو بمثابة صناعة تاريخٍ على تاريخ. أما عن الفارق بيننا، فأنا بالتأكيد ما زلت تلميذًا في مدرسته التي فتحت أبوابها بعد رحيله لعشرات الكتَّاب فسلكوا نفس المنهج في البحث والتدقيق، والتقاط اللحظات التاريخية المهمة والكتابة عنها وحولها بعمقٍ وتقصٍّ".

يتحدث الشماع عن صعوبات البحث في الأرشيف فيقول: "أتغلب عليها دائمًا بالشغف وعدم اليأس في الوصول إلى المعلومة، أتذكر في كتاب "ميمي شكيب" كيف استغرقت عملية البحث عن ثلاث حلقات من مذكراتها المنشورة في مجلة "الشبكة" اللبنانية مدة تزيد على ستة أشهر، رغم أنني جمعت 47 حلقة في شهر واحد. أتذكر أيضًا أثناء إعداد كتاب "السرايا الصفراء" أنني انتظرتُ موظفًا في إحدى الجمعيات النفسية لمدة شهر حتى يمنحني عددًا تذكاريًا من مجلة تصدرها الجمعية عن د. محمد كامل الخولي بطل كتاب أعمل عليه، كذب عليَّ الموظف وأخبرني أن مقر الجمعية يُعاد طلاؤه وتجهيزه، ولما مر الشهر، ومع عدم رده على اتصالاتي، ذهبت بنفسي إلى مقر الجمعية فلم أجد لا طلاء ولا تجهيزًا، بل إنني وجدت الجمعية نفسها مغلقة، فسلكت طريقًا آخر للبحث في قاعة الدوريات في دار الكتب والوثائق القومية، فلم أجد في الفهارس شيئًا عن المجلة في الأساس. ولكنني وجدتها مصادفة في أرفف العرض بالقاعة! والحقيقة ما أكثر الصدف السعيدة في رحلات البحث!".

ما الذي تضيفه اللغة الأدبية التي تكتب بها لمثل هذا النوع من الأعمال؟ يجيب: "كتاب "ميمي شكيب.. سيرة أخرى" كان تحديًا بالنسبة لي، وربما تكون هي المرة الأولى التي شعرت بأنني أكتب نصًا أدبيًا عن وقائع تاريخية، وأظن أن ما أضافته أنها جعلت الكتاب أكثر سهولة وسلاسة في استقباله، وهي الملحوظة التي أجمع عليها من قرأ الكتاب".

ما الصفة التي تريدها لنفسك؟ المؤرخ؟ الكاتب؟ الكاتب الصحفي؟ ولماذا؟ يقول أخيرًا: "لست مؤرخًا، وأتشرف بمهنة الصحافة بكل تأكيد. لكن أنا كاتب، أكتب كل أنواع الكتابة، أكتب السيناريو وأكتب تحقيقات صحفية لوقائع تاريخية، كما أكتب محتوى إبداعيًا للسوشال ميديا كمواكبة لما هو جديد، لذا أظن أن كلمة الكاتب بالنسبة لي هي الصفة الأفضل؛ لأنها الأكثر شمولاً".

مقالات مشابهة

  • المغرب يدرج ثلاثة معالم يهودية بأصيلة ضمن قائمة التراث الوطني
  • مواطنون من دمشق يطالبون بمحاربة فلول النظام البائد لحفظ الأمن والاستقرار والحذر من الفتن التي تعمل عليها جهات خارجية
  • محافظة مسقط تستعرض خطتها التنموية ومؤشرات الأداء
  • البيض أو الأفوكادو.. إليك المصدر الأغنى بالبروتين
  • تسريب أمني ضخم في إسرائيل.. قراصنة إيرانيون ينشرون وثائق حساسة
  • جامعة القاهرة تعلن عن المسابقة الطلابية السنوية لحفظ القرآن الكريم
  • المرور تعلن تمديد تسجيل المركبات في المشروع الوطني
  • المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية “إرثنا التاريخي” بمحافظة تنومة
  • الحلقة 9 من مسلسل إش إش ..ماجد المصري يعرف حقيقة مي عمر
  • * أتغلَّب على صعوبات البحث في الأرشيف بالشغف والإصرار على الوصول للمعلومة * الغالبية كوّنت صورة مغلوطة عن الفنانة ميمي شكيب فأردتُ تصحيحها