الكاتب الصحفي مجدي عفيفي: أنيس منصور رمز للثقافة العربية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
اختتم الصالون الثقافي، فعالياته على مدار أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، بندوة عن الكاتب الراحل أنيس منصور، ضمن الاحتفالات بشخصيات مصرية «مئويات»، بحضور الدكتور مجدي العفيفي.
في البداية، قال الكاتب الصحفي مجدي عفيفي، إنه تعرف على أنيس منصور في عام 1980 عندما دخل مدرسة أخبار اليوم، وعاش معه أياما كثيرة في السفر والغربة.
وأضاف أن عصمة أي مجتمع الثقافة، إذا أردت تثبيت مبدأ أو تأكيد فكرة لا تجد سوى الثقافة، والاحتفاء بالمثقفين هو احتفال بالحياة.
رمز للثقافة العربيةوتابع أن المثقف هو الذي يحمي مجتمعه من السقوط، مضيفا: «أنيس منصور أستاذي هو رمز للثقافة العربية عامة والمصرية خاصة، ولا يمكن اختزال أنيس منصور في ندوة أو كتاب هذا استحالة».
وأشار إلى أنه لا يزال حيا بفكره وكل المثقفين لا يزالون أحياءً، مضيفًا: «نحن نذكر أحمد شوقي ولا يعنينا من هو رئيس الوزراء في ذلك الوقت، والأكثر فكرا هو الأكثر تأثيرا من صناع القرار».
وتابع: «فخور أني لازمته في عامه الأخير يوم بيوم، وكان يتصل بي في منتصف الليل كي أذهب له، وأعطاني مذكرات رحلاته السرية التي كلفه بها الرئيس السادات، وأخرى بعنوان حكيت وبكيت في 180 صفحة بخط يده، عن قصة حب عاشها مع فتاة إيطاليا».
وأشار إلى أن المذكرات تطرقت للحديث في الدين والسياسة والمرأة والحياة والحب، وهناك فرق بين أن يكتب الكاتب بخط يديه وبين كتابة الكمبيوتر، لافتا إلى أن أنيس أكثر من هاجم جمال عبد الناصر، وكتب في اعترافاته أنه يعتذر له.
السلام مع إسرائيل مستحيلوأوضح أنه كان يميل للكتابة في الفكر السياسي وليس الكتابة اليومية؛ لأن ما يتم عرضه في الإعلام ليس له علاقة بما يجري في الغرف المغلقة، لافتًا إلى أن الفرق بين أنيس منصور ومحمد حسنين هيكل، الأول كان داعما للسادات والثاني لجمال عبدالناصر، وعرفوا بثنائيات الثقافة والسلطة، وكان يرى أنيس أن السلام مع إسرائيل مستحيل.
وأضاف أن الذي شهد على عقد قران أنيس كان هيكل، وآخر مرة التقيا بعد غياب وفراق ومعارك سياسية، كان على ظهر مركب في النيل وقال أنيس منصور بعد رحيل السادات لكل عصر رجال.
وقالت الدكتورة منى رجب إن أنيس منصور كان بالنسبة لها الأستاذ والأب الروحي، متابعة: «تزوج والدتي وأنا في سن صغيرة، وكانت أمي مثقفة وتعشق القراءة، لذلك زواجها من أنيس منصور لم يكن صدفة».
وأشارت إلى أنه كان يطلق عليه عدو المرأة رغم أنه في البيت ودودا، «وتقدم لوالدتي وأنا في سن مبكرة وعمري 14 سنة تقريبا، كانت تمارس الرياضة والقراءة والتقى بها في النادي أثناء لعبها التنس، كانت شابة جميلة جدا وخالها من الضباط الأحرار، أحبها واستمر الحب لآخر يوم في حياته، أخذ معه كبير الصحفيين محمد حسنين هيكل كي يتقدم لها».
وأضافت: «تغيرت نظرته للنساء حين عرف أمي وظهر ذلك في رعايته لها بعد إصابتها بجلطة وشلل نصفي، كان لديه موهبة فطرية وكانت حياته بين القراءة والكتابة، بالإضافة إلى حسه الصحفي كان عاليا جدا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس أنیس منصور إلى أن
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. تشرين الطفولة
#تشرين_الطفولة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 18 / 10 / 2008
طفولة الشتاء، وكهولة الصيف. .هو تشرين.. فيه يتعالى صوت إغلاق النوافذ الغربية ،وسقوط الأواني المركونة على الجدار، فيه يذوب الطبشور على باب الدار مع زخة ليل عابرة ..
فيه يضجر حبل الغسيل من ضيوفه المبللين ،وفيه يكشف الشجر كل أوراقه دفعة واحدة ..
في تشرين يصبح للسماء مزاجها المختلف ، والغيم الأبيض الهارب من وسادة النهار يرسم أشكالاً تشبه الأحلام على زرقة السماء الغامقة..كان حمام الدار يدور حول نفسه سبع لفات ، عندما كانت تغربل أمي القمح استعداداً للشتاء،كان يهدل، يبرقم ، ثم يسرق عود قشّ بمنقاره ويطير ليصلح عشه في كوّة الطين..دقائق ويعود من جديد، يدور حول نفسه سبع لفات أخرى، ثم يغافلنا ويسرق قشّة أخرى ويطير..لم يكن يعنيه القمح كثيراً بقدر ما كان يعنيه القشّ..لقد أخبرته ساعته البيولوجية باقتراب الشتاء..فلم يعد يفكر برزق يومه..
يقولون أن الشمس لا تغطّى بغربال.. أمي كانت تغطّي الشمس بغربالها ، تمضي ساعات طويلة تجلس في ظل بيتنا القديم ، توجه غربالها نحو الريح. .تصفي القمح من التبن الدقيق والحجارة..تفرغها بكيس آخر ، تجمع الحب الساقط في حضنها أثناء الغربلة ..وتعيده للكيس ..كانت تخجل الشمس من مثابرة أمي، فكانت تتوارى خلف غربالها مثل صبية خجولة أعجبتها أنوثتها..
بعيد المغرب ، ومع تحليق أفواج السنونو الفرحة ، كتلاميذ عائدين من مدرسة مسائية ،كانت تتفقّد أمي خم الجاجات ، تغطي أكياس الاسمنت ،تدخل قرامي الشجر الى بيت الطابون، تلم ملابسنا من على الحبل تجمعها على كتفها واحداً تلو الآخر، تنكت ثوبها وتعود من حوش الدار..
مقالات ذات صلة وظائف شاغرة و مدعوون للمقابلة الشخصية 2024/11/07* حتى اللحظة، ما زلت أشتم رائحة تشرين الطفولة، حيث دفاتري المسطّرة ،وصوت اهتزاز لقن الغسيل في الخارج.
والى اللحظة أحتفي بتشرين على طريقتي. .أشق نافذتي قليلاً كل مساء.. فيتسلل نسيم الغروب الى ذاكرتي..أراقب اوكازيون الشجر الهزيل..أراقب حَمَام العمر وهو يدور حول نفسه سبع لفات بينما أغربل الذكريات..فيغافلني و يسرق لحظة من عمري ويطير..تشرين يا طفولة الشتاء وكهولة الصيف..طوّق مسائي..برائحة القمح، وباستدارة غربال الحجة
..ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
#129يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي