الجامعة العربية تطالب بوقف التعاملات التجارية والاستثمارات وإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية مع الصهاينة ووضع الجماعات الإسرائيلية على قوائم الإرهاب
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
كشفت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن لجنة المندوبين الدائمين المنبثقة عن مجلس جامعة الدول العربية أصدرت تقريرًا تضمن 19 إجراءًا عمليًا في الإطار الإقتصادي والقانوني والسياسي والدبلوماسي، يمكن أن تقوم بها الدول العربية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى العربي، لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالإحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضحت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين في بيان صحفي اليوم بشأن الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، أن الإجراءات الواردة في تقرير لجنة المندوبين الدائمين شملت:
تجميد أو تعليق أو إلغاء الإتفاقيات الإقتصادية، ووقف جميع أنواع التعاملات التجارية والاستثمارات مع إسرائيل، القوة القائمة بالإحتلال، بما يشمل وقف الإستيراد والتصدير، ومقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية.
كما تضمن التقرير ضرورة مقاطعة جميع الشركات ومؤسسات الأعمال، التي وردت في قاعدة البيانات المحدثة التي أقرها مجلس حقوق الإنسان للشركات ومؤسسات الأعمال الضالعة في أنشطة داخل المستوطنات الواقعة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي هذا السياق أرفقت اللجنة طي تقريرها قائمة تشمل 97 شركة ومؤسسة أعمال.
وطالب بوقف دعوة أو إستقبال المسؤولين ورجال الأعمال الإسرائيليين، إن وجد، والنظر في إغلاق المجال الجوي للدول العربية أمام الطيران المدني الإسرائيلي، إن وجد.
كما طالب التقرير بضرورة وقف جميع النشاطات والفعاليات الثقافية والرياضية مع الإحتلال الإسرائيلي، إن وجد.
وأكد ضرورة، إعلان المنظمات والجماعات والحركات الإسرائيلية المتطرفة، التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك، وتلك المرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي والتي تمارس أعمالًا إرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين، منظمات إرهابية، ووضعها على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، وثم إعتماد قائمة على مستوى جامعة الدول العربية، توضع عليها تلك المنظمات الإرهابية، وأرفقت اللجنة طي تقريرها قائمة شملت 60 منظمة وجماعة وحركة إسرائيلية مطلوب وضعها على قوائم الإرهاب.
كما أكد على إعلان قائمة العار لتشمل الشخصيات الإسرائيلية التي تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. وأرفقت اللجنة طي تقريرها قائمة شملت 22 من المسؤولين الإسرائيليين عن خطاب الإبادة الجماعية (مرفق رقم 3).
وطالب التقرير برصد جميع الدول والشخصيات والجهات التي تتساوق مع الإحتلال الإسرائيلي في موضوع التهجير القسري تمهيدًا لاتخاذ إجراءات قانونية ضدها عربيًا ودوليًا.
وشدد على ضرورة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الدول العربية وإسرائيل، إن وُجد، على إثر قبول محكمة العدل الدولية ولايتها القضائية الأولية، في الأمر الذي أصدرته المحكمة يوم 26/1/2024، والمتعلق بدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، القوة القائمة بالإحتلال.
وأكد التقرير، على دعم جهود العضو العربي في مجلس الأمن، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بالتنسيق مع المجموعة العربية في نيويورك، والعمل على تقديم مشروع قرار عربي في مجلس الأمن، يلزم إسرائيل بتطبيق التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية يوم 26/1/2024 في دعوى الإبادة الجماعية، وإلزامها بالوقف الفوري للعدوان وإطلاق النار.
وطالب، بانضمام الدول العربية الأعضاء في إتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 خاصة الدول غير المتحفظة على المادة (9) منها، إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
وأشار الى ضرورة تقديم إحالات وشكاوى عربية إلى المحكمة الجنائية الدولية بالجرائم الإسرائيلية المُرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
كما طالب التقرير بضرورة إتخاذ إجراءات لحث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من أجل اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة تحقيقًا ومقاضاة، تجاه الأفعال الإجرامية لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، والتي تنتهك بشكل جسيم مبادئ القانون الدولي الإنساني.
ودعا الى توجيه مجلس السفراء العرب في لاهاي للعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، باتجاه فتح تحقيق في استخدام إسرائيل للأسلحة الكيماوية في الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
كما حث، منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات الحقوقية العربية، لمباشرة رفع قضايا ضد المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الوطنية والدولية.
وطالب التقرير، بتشكيل وفود عربية إغاثية تقود تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لكامل قطاع غزة بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية، برًا وبحرًا وجوًا، تنفيذًا للتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية يوم 26/1/2024، وتنفيذًا لقرار كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي تبنته القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض بتاريخ 11/11/2023.
ودعا الى تشكيل وفد عربي-دولي برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، يضم رجال دين، ومؤسسات وطنية وإقليمية ودولية، متخصصة بالشؤون الدينية والثقافية، لترتيب زيارة عاجلة لمدينة القدس، لتقييم الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، واقتحامات المستوطنين الإسرائيليين له، وتقويض حرية العبادة ودخول المصلين المسلمين إليه، ومحاولات تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وأكد دعمه إختيار دولة فلسطين ليوم محدد من كل عام لاستذكار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، واعتماد قرار من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري أو القمة لإقرار هذا اليوم تحت اسم تقره دولة فلسطين، والدعوة لاعتماده على المستوى العربي والإسلامي والدولي.
من جانبه قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، إن اللجنة أكدت في تقريرها على مبدأ إحترام قرار الدول الأعضاء السيادي في إختيار ما يتناسب معها من تلك الإجراءات والتي أنهت أعمالها يوم مؤخرا بعد أن تدارست مجموعة من الإجراءات العملية التي يمكن تبنيها من قِبل الدول العربية، بهدف وقف جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وقامت الأمانة العامة بتعميم تقرير اللجنة على جميع الدول العربية بعد إنتهاء أعمالها مباشرة، وذلك بناءً على التفويض الممنوح للجنة من قِبل مجلس الجامعة.
وأضاف السفير العكلوك، أن اللجنة أقرت ما يمكن أن نسميه بنك إجراءات اقتصادية وقانونية وسياسية ودبلوماسية مؤثرة من شأنها أن توقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لو تم تطبيقها من قِبل الدول العربية، وأن جميع الإجراءات التي أقرتها اللجنة، إنما هي تنفيذ لنصوص وروح قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستويات القمة والوزاري والمندوبين الدائمين، وقرارات المجالس الوزارية العربية المتخصصة، وتوصيات اللجان والفرق العربية العاملة في إطار جامعة الدول العربية، والمتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال أن ولاية لجنة المندوبين الدائمين تزامنت مع صدور أمر محكمة العدل الدولية بتاريخ 26/1/2024، والذي تضمن القبول بالولاية القضائية للمحكمة للبت في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتحريض عليها، وتضمن أمر المحكمة أيضًا إقرارها بأن الشعب الفلسطيني محمي بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، كما تضمن أمر محكمة العدل الدولية الإقرار بأن هناك أسسًا معقولة لادعاءات جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بارتكاب أعمال محتملة في إطار جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتنفيذ ستة تدابير مؤقتة شملت وقف قتل المدنيين الفلسطينيين أو إيذائهم جسديًا أو عقليًا، ووقف منع الولادات للنساء الفلسطينيات، والسماح بدخول المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وتقديم تقرير عن تنفيذ هذه التدابير المؤقتة خلال شهر من أمر المحكمة.
وأضاف، أنه بناءً على أمر المحكمة، فإن هناك مسؤولية دولية تضاف إلى المسؤولية الإنسانية والقومية العربية، تقع على عاتق الدول العربية، اتجاه تطبيق تلك الإجراءات على وجه السرعة.
يذكر أن تشكيل اللجنة وعملها وتقريرها أتى تنفيذًا لقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية التي عقدت في مقر الجامعة بتاريخ 22/1/2024 بشأن إستمرار جرائم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والذي نص على: "تشكيل لجنة مؤقتة مفتوحة العضوية من المندوبين الدائمين والأمانة العامة لدراسة إجراءات عربية يمكن القيام بها على المستويات الاقتصادية والقانونية والسياسية والدبلوماسية لتفعيل مضامين هذا القرار، وإصدار تقريرها وتعميمه على الدول الأعضاء خلال أسبوع من تاريخه"، تم تشكيل لجنة المندوبين الدائمين المؤقتة برئاسة المندوب الدائم لدولة الكويت الشقيقة، وعضوية مندوبي 10 دولة عربية أخرى والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية لأول مرة في مجموعة العشرين .. وتحذيرات دولية من المناخ
أبو الغيط: الاحتلال عائق أمام جهود مكافحة الفقر .. ويدعو لتحالف عالمي ضد الجوع
تحتضن مدينة ريو دي جانيرو، في 18 و19 نوفمبر 2024، قمة مجموعة العشرين، وهي فرصة تاريخية تتيح للدول الأعضاء تناول التحديات العالمية الملحة.
وتأتي هذه القمة في وقت يعاني فيه العالم من أزمات متتالية؛ من التغير المناخي إلى الصراعات المسلحة، مما يتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول شاملة.
وفي هذا السياق، تشارك جامعة الدول العربية لأول مرة في هذا المنتدى العالمي، مما يعكس أهمية التعاون بين الدول العربية والدول الكبرى في مواجهة قضايا الفقر والجوع، التي تتفاقم بشكل متزايد.
تعتبر مشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في هذه القمة خطوة استراتيجية لتعزيز صوت العرب على الساحة الدولية. إذ يسعى أبو الغيط إلى استثمار هذه المنصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وخاصة فيما يتعلق بالاحتلال وتأثيره المدمر على الفقر والجوع في الدول المعنية. من خلال هذه المنصة، يأمل الأمين العام في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجوع والفقر، داعيًا الدول الأعضاء في مجموعة العشرين إلى الانخراط بشكل فعال في هذه المساعي.
ضد الجوعبدأ أبو الغيط، كلمته أمام قمة مجموعة العشرين، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأزمات المتعددة التي تواجه العالم اليوم، وقال : "إن جامعة الدول العربية تدعم بقوة المبادرة البرازيلية لإنشاء التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، وهما اثنان من أكثر التحديات إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم".
وأوضح أبو الغيط أن الجوع والفقر مترابطان بشكل عميق، حيث يشعر السكان الأكثر ضعفًا بتأثيرهما بشكل أكثر حدة، مؤكدًا أكد أن المنطقة العربية، التي تضم دولًا ذات دخول متنوعة، تعاني من صعوبة كبيرة في مكافحة الفقر والجوع.
وعن الأوضاع في فلسطين، قال أبو الغيط: " لا يمكننا أن نغفل عن الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال، والتي تواجه عوائق كبيرة في الانضمام إلى نضالنا المشترك ضد الفقر والجوع." وتابع، "الاحتلال هو السبب الرئيسي للفقر، كما هو الحال في فلسطين. هذا وضع غير مقبول ومدان، ولا يجب السماح باستمراره."
أعرب أبو الغيط عن امتنانه لمجموعة العشرين لترحيبها بجامعة الدول العربية في هذا المنتدى المهم. قائلا :" نحن حريصون على المساهمة في المناقشات، ومشاركة خبراتنا، والعمل معكم جميعًا لبناء عالم أكثر شمولاً وعدالة واستقرارًا."
من جانبه أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، والذي يضم 81 دولة، بهدف القضاء على هذه الآفة التي تؤثر على 733 مليون شخص حول العالم، أكد أن "الجوع والفقر ليسا نتيجة شح أو ظاهرة طبيعية، بل هما نتاج قرارات سياسية"، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي لمكافحة هذه الظواهر.
كفاءة الطاقةوعن التغير المناخي دعا القادة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مع التركيز على التحول إلى الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة، و تشجيع الإصلاحات في المؤسسات المالية والتنموية العالمية لضمان توزيع عادل للموارد وتعزيز التنمية المستدامة
ومن جانبها أعربت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية عن دعم الاتحاد الأوروبي للتحالف العالمي ضد الجوع والفقر، مشيرة إلى التزام الاتحاد بأجندة 2030 للتنمية المستدامة.
فيما تواجه القمة تحديات كبيرة، خاصة مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة وتأثيرها على السياسات العالمية المتعلقة بالتجارة والمناخ، حيث حذرت آنا فيزلاندر، رئيسة مكتب شمال أوروبا في المجلس الأطلسي من المخاطر المحتملة لعدم اتخاذ تدابير لمكافحة تغير المناخ في ظل الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة دونالد ترامب
وتوجهت الدعوات لحضور القمة إلى 19 دولة غير عضو، منها مصر والإمارات وقطر وإسبانيا وغيرها، بهدف إطلاق "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، وهي مبادرة برازيلية لتسريع الجهود العالمية للقضاء على الجوع والفقر بحلول 2030. ويعتبر التزام الدول المشاركة بتعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك يعزز الأمل في تحقيق أهداف القمة وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدلاً للجميع