الربعاني لـ"الرؤية": 6 ملايين ريال لشراء الحوض العائم.. وتنفيذ 1700 مشروع صيانة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
◄ "أسياد للحوض الجاف".. مزوِّد عالمي لبناء وإصلاح السفن العملاقة في الدقم
◄ موقع استراتيجي على مسار خطوط الشحن البحرية الدولية
◄ ريادة وتنافسية خدمات أسياد للحوض الجاف بالدقم إقليميا ودوليا
◄ تحقيق رقم تنافسي في فترة إصلاح وصيانة السفن
◄ تلبية احتياجات السوق الإقليمي وبناء سفن بمواصفات قياسية
◄ قدرة عالية على إصلاح أبدان السفن التي تتعرض إلى حوادث بحرية
◄ تطبيق تقنية طلاء لأول مرة في الشرق الأوسط
◄ تقديم الخدمات لأكثر من 550 عميلًا من 45 دولة
الرؤية- مريم البادية
أكد الدكتور عبد السلام بن عمر الربعاني القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للعمليات في أسياد للحوض الجاف، أن مجموعة أسياد استثمرت أكثر من 6 ملايين ريال عماني لشراء الحوض العائم 2023، مشيرًا إلى أن موقع ومساحة الحوض الحالية تسمح باستيعاب عدد أكبر من الأحواض العائمة مستقبلًا.
وقال الربعاني- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن أسياد للحوض الجاف بالدقم أثبتت ريادة وتنافسية خدماتها وحلولها البحرية على نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتصبح مزودًا عالميًا في تقديم خدمات صيانة وإصلاح السفن العملاقة، مؤكدا أن العمليات التشغيلية للحوض شهدت نقلة نوعية كبيرة في حجم أعماله؛ حيث ارتفع عدد السفن التي يستقبلها في اليوم من 6 مشروعات إلى 25 مشروعًا، كما يمتلك ورشًا صناعية تبلغ مساحتها أكثر من 400 ألف متر مربع مزودة بكافة الإمكانات اللوجستية ومختلف المعدات الفنية؛ الأمر الذي أهله لتلبية احتياجات ومتطلبات عملائه من الأسواق المحلية والإقليمية للعديد من المشروعات الصناعية مثل بناء السفن بمختلف الأحجام والاستخدامات.
أداء تنافسي
وأشار الربعاني إلى أن أسياد للحوض الجاف حققت رقمًا تنافسيًا في متوسط فترة إصلاح وصيانة السفن بلغ 14 يومًا مقارنة بمتوسط 18 يومًا في الأحواض الإقليمية الأخرى، حيث تمكنت من توفير خدماتها للسوق الإقليمي من خلال بناء سفن بمواصفات قياسية لمختلف الاستخدامات كالشحن والخدمات الملاحية لتلبية الاحتياجات المتنامية لعملائها، حيث شهد الربع الأول من عام 2023 دخول الحوض العائم حيز التشغيل، واستثمرت أسياد أكثر من 6 ملايين ريال عُماني لشراء الحوض مما يُسهم في رفع القدرة الاستيعابية للشركة في مجال خدمات الصيانة والإصلاح لمختلف أحجام وأنواع السفن بمعدل 20%، كما إن موقع ومساحة الحوض الجاف الحالية تتيح استيعاب ثلاثة أحواض عائمة مستقبلاً، والتي تتسم بتكلفة إنشائية أقل والسرعة عند البناء والتصنيع مقارنة بالأحواض الجافة.
ويعد مجمع أسياد للحوض الجاف لخدمات إصلاح وصيانة السفن بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من بين أكبر مجمعات إصلاح السفن بمختلف أحجامها وأنواعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتوسيعًا لمحفظة خدماتها التجارية وتلبية لاحتياجات زبائنها في مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية، أدخلت أسياد العام الماضي خدمات تصنيع السفن لدعم نمو قطاع صناعة السفن في سلطنة عُمان ذات استخدامات متخصصة، مثل: سفن الشحن والإنزال لنقل البضائع والمركبات والمعدات، وسفن الصيد الحديثة وسفن الأبحاث البحرية.
مشاريع الصيانة
وبلغ عدد المشروعات التي نفذتها أسياد للحوض الجاف منذ بدء عمليات المجمع في عام 2011 حتى سبتمبر 2023 أكثر من 1700 مشروع صيانة لأكثر من 550 عميلًا تجاريًا محليًا وعالميًا من نحو 70 دولة.
ويتكون الحوض الجاف بالدقم من حوضين، الأول بطول 410 أمتار وعرض 95 مترًا، والثاني بطول 410 أمتار وعرض 80 مترًا، وبعمق يصل إلى 14 مترًا، ويستطيع تقديم الخدمة لسفن تبلغ حمولتها 600 ألف طن، كما يشتمل الحوض على رصيف بطول 2800 متر ويتراوح عمقه من 9 إلى 10 أمتار، كما يضم ورشًا صناعية وساحات مهيأة بمساحة 453 ألف متر مربع.
ويتمتع الحوض الجاف بميزات تنافسية، من أبرزها الموقع الاستراتيجي، والأسعار والخدمات والوقت، والجودة في العمل، وتبني أعلى معايير البيئة والصحة والسلامة المهنية، وهي فريدة مميزات من نوعها وتتوافق مع متطلبات واحتياجات العملاء، إضافة إلى قدرات الحوض الجاف العالية في تركيب الأجهزة الكبيرة كأجهزة تنقية غاز عادم السفن وأجهزة معالجة مياة الاتزان، والمهارات الفنية المتميزة في تنفيذ أعمال الإصلاح لأبدان السفن التي تتعرض إلى حوادث بحرية؛ حيث تمكن الحوض الجاف مؤخرًا من تغيير 600 طن من الحديد لسفينة خلال 6 أيام.
ويعد الحوض الجاف من أبرز وأكثر الشركات الممكنة للقطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدقم، حيث أسندت أسياد للحوض الجاف 60% من إجمالي العقود المبرمة للسوق المحلي، من بينها 30% منها موجهة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال عام 2022م، وفي الجانب الآخر، عملت أسياد للحوض الجاف على دعم المجتمع المحلي واضعة من أولوياتها التركيز على المحاور الأساسية لاستراتيجية الاستدامة التي تتبناها المجموعة والمنطلقة من الرؤية الوطنية لسلطنة عُمان.
تقنيات حديثة
ونجحت أسياد للحوض الجاف في تطبيق تقنية طلاء سيليكون إيبوكسي النانوي للمرة الأولى في الشرق الأوسط والثانية عالميًا على مستوى السفن العملاقة، وذلك بعد نجاح تطبيقها على سفينة (MV Julia) التابعة لاحدى الشركات الرائدة عالميًا في قطاع النقل البحري، وسفينة (جبل الكور) التابعة لأسطول أسياد للنقل البحري.
ويأتي تطبيق تقنية الطلاء سيليكون إيبوكسي النانوي العالي الجودة، ليؤكد قدرات الحوض الجاف المتقدمة وجاهزيته الفنية العالية التي تمكنه من تقديم حلول جديدة ومبتكرة ترسم مستقبلًا أخضر لقطاع النقل البحري، إذ يقلل هذا الطلاء الناعم من قوة المقاومة الفيزيائية للسفينة عند الإبحار، وبالتالي يزيد من كفاءة استهلاكها للوقود، ويخفض انبعاثات الكربون منها، حيث تم صنع هذا الطلاء من مادة مقاومة للتراكمات العضوية التي تتشكل على هياكل السفن وتعيق حركتها، فيحد من الحاجة لاستخدام المبيدات الحيوية لغسل هياكلها، ما ينعكس إيجابًا على استدامة البيئة البحرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الكهوف والمياه.. اكتشف سحر خليج هالونغ الجاف في فيتنام
تعد فيتنام من أشهر الوجهات السياحية في آسيا بفضل تنوعها البيئي والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تهيمن عليها مئات الجزر الصخرية البديعة والكهوف البحرية المدهشة والتاريخ العريق المرتبط بالأساطير.
وتسود أجواء رطبة للغاية في المنطقة المعروفة باسم "خليج هالونغ الجاف"، التي يقصدها السياح لركوب قوارب التجديف المتهالكة -التي يطلق عليها قوارب السامبان التقليدية- حيث يمارسون التجديف وسط المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم الجبال الكارستية الشاهقة والغابات المطيرة الكثيفة والكهوف البحرية، حيث المياه هي العنصر المهيمن على هذا المشهد الطبيعي.
وعلى العكس من "خليج هالونغ" الشهير الذي يعد من أشهر المناطق السياحية في فيتنام، فإن "خليج هالونغ الجاف"، والمعروف أيضا باسم "ترانغ آن"، لا يقع في البحر، ولكنه يوجد وسط فيتنام جنوب هانوي.
وتتقاطع هذه المنطقة مع دلتا النهر الأحمر، التي تتفرع على مساحة شاسعة، والتي شكلت المناظر الطبيعية البديعة هناك على مر السنين. وبفضل المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم منحدرات الحجر الجيري في خليج تونكين الأخضر الزمردي، فإنه يمكن مقارنة "خليج هالونغ الجاف" مع الخليج الشهير، إذ يتمتع كل منهما بمزاياه المتفردة.
إعلانالمرشد السياحي كوي فو أشار إلى أن المنطقة الطبيعية "ترانغ آن" ليست مزدحمة بالسياح، كما لا توجد سفن سياحية أيضا. وينحدر المرشد السياحي، البالغ من العمر 34 عاما، من مدينة "نينه بينه" ويصطحب السياح من العاصمة الفيتنامية هانوي، التي تبعد 100 كلم، إلى موطنه عدة مرات في الأسبوع، وتستغرق الرحلة نحو ساعتين ونصف الساعة بالحافلة.
وبمجرد مرور الحافلة من آخر ضواحي العاصمة النابضة بالحياة، والتي تنتشر بها الدراجات النارية الصاخبة، يمر السياح على حقول الأرز الشاسعة وتستلقي حيوانات جاموس الماء تحت أشعة الشمس، وفي القرى يجلس الأشخاص في الشوارع أمام المتاجر والورش من أجل التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
قائمة التراث العالمييبدو الوضع أكثر إرباكا على رصيف القوارب في "ترانغ آن"، الذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من عاصمة المقاطعة "نينه بينه"، وتبدأ رحلات القوارب في جنوب الدلتا عبر المناظر الطبيعية الكارستية الواسعة في "ترانغ آن"، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2014.
وتصطف قوارب السامبان الملونة وتتأرجح على صفحة المياه، وعادة ما تصل القوارب وتنطلق وهي تحمل مجموعات جديدة من السياح، ولا بد أن تتم عمليات النزول والركوب بسرعة، لأن الرحلات مجدولة بشكل جيد، من أجل تجنب التكدسات أمام مداخل الكهوف.
تسعة كهوفوبينما يخيم الصمت والهدوء على المكان تخترق "آهات" الإعجاب الجماعية عندما يدور القارب حول المعبد البوذي أو "الباغودا" الذي تم بناؤه في الماء مباشرة، ويصرخ المرشد السياحي "اخفض رأسك" بينما يتجه قائد القارب نحو شق صخري، تصعب رؤيته، وهنا ينزلق القارب بصمت إلى كهف "هانغ ثانه ترود"، الذي يبلغ طوله 320 مترا، ويعتبر أطول الكهوف التسعة، التي يمكن زيارتها في جولة تستغرق 3 ساعات.
وفي أثناء الجولة، يتوقف القارب وينزل السياح منه لزيارة معبد "سوئي تيين"، ويصعد السياح بعض الدرجات، التي تؤدي إلى البناء الخشبي الفخم، الذي يمتاز بسقف الباغودا. وبعد السير لمسافة قصيرة على الأقدام يظهر جبل "ديا لينه"، الذي يبدو بشكل عمودي من المياه، ويظهر بمظهر منتفخ مثل الريشة، ويعتبر من أشهر المواقع السياحية في المنطقة، حيث يحب السياح التقاط كثير من الصور.
إعلانولقد نال هذا الموقع إعجاب المخرج العالمي غوردان فوغت روبرتس واتخذ من "ترانغ آن" موقعا لتصوير فيلمه "كونغ: جزيرة الجمجمة" (Kong: Skull Island) عام 2017، وبالطبع لن يشاهد السياح القرد العملاق "كينغ كونغ" الشهير، ولكن يمكنهم زيارة القرية، التي تم بناؤها من القش خصيصا لهذا الفيلم الخيالي.
وتنتشر صور هذا الموقع على وسائط التواصل الاجتماعي بشكل لا حصر له، بفضل المناظر الطبيعية وإدراجه على قائمة منظمة اليونسكو، وبالتالي تستعد المنطقة لاستقبال أعداد أكبر من السياح، كما يرغب المرشد السياحي كوي فو في استغلال هذه الطفرة وافتتاح فندق لمبيت السياح أو ربما مطعم صغير، بالإضافة إلى زيادة الوعي السياحي لدى السكان، حيث تركز المنطقة على السياحة المعتدلة، ولا يوجد هوس بالمشروعات الإنشائية من دون مراعاة الأبعاد البيئية.
وفي رحلة استكشاف "ترانغ آن" يمكن للسياح التبديل بين القارب والدراجة الهوائية، حيث يصل السياح عبر الشوارع الجانبية الضيقة إلى المستوطنات، التي تضم المزارع الصغيرة والحدائق النباتية وحقول الأرز، التي تحيط بها الجبال الاستوائية.
المدينة الملكية "هوا لو"وتصل الجولة السياحية إلى المدينة الملكية "هوا لو" القديمة، التي تم تشييدها لتكون حصنا عسكريا عام 968م، وكانت ذروة ازدهارها في عهد الأسرات "ديناه" و"لي" و"لو" خلال القرن الـ11 الميلادي. وقد أعيد بناء معبدين على أطلال الأساسات القديمة خلال القرن الـ17.
ويتم الآن استغلال هذه المعابد للمناسبات الروحية والثقافية، ومنها مهرجان "هوا لو" السنوي، الذي يقام في شهر أبريل/نيسان من كل عام، ويعتبر هذا المهرجان الأكبر والأكثر شهرة، ويرجع تاريخه إلى حوالي ألف عام.
ودائما ما يظهر الماعز الجبلي البري على الجدران الصخرية شديدة الانحدار، سواء كان السياح في القارب أو على الدراجة الهوائية، وتعتبر هذه الحيوانات بمثابة الشعار غير الرسمي لمدينة "نينه بينه"، كما أنه يدخل في كثير من الأطباق الشهية.
إعلانوتتطلب المرحلة التالية من الجولة السياحية أن يتمتع الجميع، سواء كانوا رجالا أو نساء، بالقوة البدنية للوصول إلى منطقة "هانغ موا"، التي تقع على مسافة 10 كيلومترات. وإلى جانب الكهف الشهير، تمتاز المنطقة أيضا بمنصة المشاهدة على الهضبة، التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا.
ويتعين على السياح صعود 500 درجة للوصول إلى القمة. كما يتطلب الأمر أخذ فترات راحة منتظمة لتناول المشروبات، ولكن الإطلالة البانورامية 360 درجة تستحق كل هذا التعب والمجهود، حيث ينعم السياح بمشاهدة الجبال الكارستية اللانهائية وحقول الأرز الخضراء الزاهية والأنهار المتعرجة، والتي تعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في فيتنام.