بغداد اليوم-ترجمة

في لحظة غير عادية بالنسبة للمتحدث باسم البيت الأبيض، اعتذر جون كيربي من مجلس الأمن القومي مراراً وتكراراً يوم الثلاثاء "لقوله كذباً" إن الحكومة الأمريكية أعطت العراق إشعاراً مسبقاً بشن غارات جوية يوم الجمعة في العراق.


وقال كيربي للصحفيين في بداية ندوة افتراضية ركزت إلى حد كبير على موضوعات أخرى، مثل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا: "أعتذر بشدة عن الخطأ وأشعر بالأسف لأي ارتباك سببته"، بحسبما نقلت نيويورك بوست.


واوضح ان تصريحه "استند إلى المعلومات التي كانت لدينا، أو التي قدمها لي أحد الشهود، في تلك الساعات الأولى بعد الضربات، وتبين أن المعلومات كانت غير صحيحة وأنا بالتأكيد نادم على الخطأ".


واضاف: "آمل أن يفهم أنه لم تكن هناك نية سيئة وراء ذلك - ولم تكن هناك نية متعمدة للخداع أو ارتكاب الخطأ، أنا أتحمل هذه المسؤوليات على محمل الجد، وأنا نادم بشدة على الخطأ الذي ارتكبته”.


وأضاف: "لقد ارتكبت خطأً هناك ليلة الجمعة، أنا آسف حقًا لذلك وأعدكم بأنني سأقوم بعمل أفضل للمضي قدمًا وسأعمل بجد أكبر حتى لا أنشر معلومات سيئة، مرة أخرى، أعتذر”.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

سباق انتخابي شيعي مبكر على مدن سُنة العراق.. ما فرص الفوز هناك؟

تصاعدت وتيرة الزيارات التي تجريها قيادات شيعية في الإطار التنسيقي إلى المحافظات ذات الغالبية السنية، وتحديدا نينوى وكركوك، وذلك ضمن السباق المحموم بين القوى السياسية للانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

ومن أبرز قادة الإطار التنسيقي الشيعي التي زارت محافظتي نينوى وكركوك، خلال الأسبوعين الماضيين، هم: عمار الحكيم زعيم تيار "الحكمة الوطني"، وهادي العامري رئيس تحالف "الفتح" ومنظمة بدر، إضافة إلى فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي، وزعيم حركة "عطاء".

وبخصوص أسباب الزيارات المتكررة في الوقت الحالي لقادة القوى الشيعية، أكدت مصادر سياسية عراقية خاصة لـ"عربي21"، طالبة عدم الكشف عن هويتها أن "توجه القيادات الإطارية إلى المدن السنية يأتي في سياق السعي للتنافس الانتخابي على مقاعد هذه المحافظات".

وأوضحت المصادر العراقية أن "هذه المحافظات أصبحت جاذبة لقوى من خارج تركيبتها السكانية، لما تمثله من أرض رخوة يمكن النفوذ إليها، والحصول على مقاعد برلمانية، على اعتبار المدن ذات الغالبية الشيعية أمرها محسوم وفيها صراعات مستمرة بين قوى شيعية حصرا".

وكشفت أن "فالح الفياض سيدخل الانتخابات البرلمانية مع رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، لذلك فإن العمل يجري بقوة في نينوى تحديدا للحصول على عدد من مقاعدها، وهناك أيضا محاولات للدخول إلى الأنبار التي يسيطر عليها حزب تقدم بقيادة محمد الحلبوسي". 

المصادر أشارت إلى أن "القوى الشيعية تسعى إلى توسيع عدد مقاعدها البرلمانية، وذلك بالذهاب إلى المدن السنية، فإن هذه المحافظات غنية بالموارد، ولها مخصصات ضخمة من الموازنة المالية، لذلك تسعى إلى الدخول على خط الظفر بحصة مما يخصص لها من مشاريع".



وأكدت المصادر أن "محافظتي كركوك ونينوى تمثلان أهمية إقليمية أيضا سواء لتركيا أو إيران، بسبب مكانهما الإستراتيجي في شمال البلاد، وبالتالي تنافس مثل هذه القوى القريبة من إيران على مقاعدها وقرارها السياسي، يشكل تحولا كبيرا في الطبيعة السياسية لها".

ويعاني الواقع السني السياسي من تفكك غير مسبوق، إذ تتنافس نحو 4 قوائم رئيسة على مقاعد المحافظات ذات الغالبية السنية (نينوى، الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك، إضافة إلى بغداد).

ومن أبرز القوى السنية الحالية هي: (حزب تقدم، تحالف السيادة، تحالف الحسم، تحالف العزم) إضافة إلى العديد من القوائم والتحالفات الانتخابية التي يجري تشكيلها حاليا على مستوى المدن نفسها بشكل منفرد.

وتمتلك القوى الشيعة مقاعد في المحافظات الأخرى ذات الغالبية السنية، منها ديالى وصلاح الدين ونينوى، وذلك لوجود تمثيل مذهبي شيعي ضئيل يختلف إلى حد كبير عن الواقع في كركوك والأنبار.

مصادرة للقرار

من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، لـ"عربي21" إنه "بالنظر إلى تجرب انتخابات مجالس المحافظات الماضية، ونجاحهم في حجز مساحة وإن كانت ضئيلة، إلا أنها صنعت فارقا خصوصا على مستوى انتزاع رئاسات مجالس محافظات أو التدخل في اختيار المحافظين".



وأوضح البيدر، أن "هذه الجهات رأت في التجربة تحقيق نوع من الامتياز السياسي، بالتالي عمدوا على اقتحام تلك البيئة، وهم يحاولون التمدد في هذه المحافظات ببرنامج سياسي فقط، وذلك من دون تقديم الخدمات إلى سكان هذه المدن".

ورأى الخبير العراقي أن "هذا الأمر يعد مصادرة للقرار السني الذي أصبح اليوم في أضعف مراحله، وأن كل ما يقدم يأتي بطريق المنّة والتكلف، وذلك جراء التشتت السني والمصلحية السنية وغياب الزعامة".

ولفت البيدر أن "هذه القوى استغلت ظروف تلك المحافظات وواقعها سواء في صلاح الدين أو كركوك ونينوى، لكنهم لا يستطيعون اقتحام الأنبار لخصوصيتها، وبالتالي نجد مرورهم من خلال أزمات قد تجعل المواطن يفقد الثقة أحيانا بالعملية السياسية".

وتابع: "مثلما حصل في محافظة صلاح الدين عندما فُرضت عليها إرادة معينة على المحافظة وعُطلت كل الإرادات الأخرى، وهناك برهنت تلك الأطراف رغبتها بالتوسع على حساب حقوق المكون السني".

وتساءل البيدر، قائلا: "هل يستطيع أي مرشح سُني أن ينافس تلك الأطراف في بيئتها (الشيعية)؟"، مجيبا: "إطلاقا لا يمكن له، لأنه سيتم منعه ومحاربته وحتى إقصائه واستهدافه استهدافا غير منطقيا".

وبرأي الخبير العراقي، فإن "هناك إرادة إقليمية في التعامل مع ملفي نينوى وكركوك، بالتالي يُراد أن تفرض فيهما إرادة على حساب المعاناة، وأن المواقف الإقليمية والدولية تتلاءم مع صراع النفوذ الذي يجري على الأرض".

وبيّن البيدر أن "بعدما تغيّرت المعادلة الإقليمية نتيجة لأحداث المنطقة، تريد هذه الأطراف أن تثبت جذورها في تلك المناطق، إذ لا يمكن إخفاء الدور الإقليمي سواء الإيراني أو التركي في ذلك، وكل هذا يحصل على حساب سيادة البلاد وقدرتها على الخروج من بودقة التدخلات الخارجية اللامنطقية".




 وفي السياق ذاته، قال وفاء محمد، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، إن "الحراك السياسي في كركوك عبر زيارات متتالية للحكيم والعامري والفياض، هي نتيجة لتطورات الأوضاع السياسية والأمنية التي يمر بها العراق والمنطقة".

وأوضح محمد خلال تصريح نقلته صحيفة "العالم الجديد" العراقية، الاثنين، أن "الانتخابات البرلمانية قريبة، ولذلك تحصل هذه الزيارات لكسب الجماهير والتحشيد الشعبي لجمع الأصوات مبكرا".

وكان عمار الحكيم، قد أكد خلال مؤتمر صحفي عقده بعد لقاءات جمعته بمجلس المحافظة ومحافظ كركوك، ريبوار طه، على ضرورة مشاركة الجميع في الإدارة المحلية للمدينة، وإبعادها عن الصراعات السياسية.

من جهته، دعا هادي العامري، خلال زيارته إلى كركوك، الأحزاب المقاطعة للحكومة المحلية (إدارة المحافظة التي يدرها المحافظ) إلى الالتحاق بها، ونبذ الخلافات السياسية للتركيز على البناء والإعمار.

بدوره، أكد فالح الفياض خلال كلمة له أمام وجهاء وعشائر كركوك، أن العمل مع الأجنبي تحت عناوين القومية والطائفية خيانة للدستور، مشيرا الى أن المحافظة هذه تمثل عراقا مصغرا لكونها تضم جميع مكونات الوطن.

مقالات مشابهة

  • دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية
  • عاجل.. أحمد عبد القادر يرد على حقيقة وصول عرض من الزمالك
  • رسالة السيستاني أبرزها.. ثلاثة أحداث مهمة في البيت الشيعي خلال 2024 - عاجل
  • البيت الأبيض: بايدن يعرض تقديم الدعم الفيدرالي الكامل لسلطات نيو أورليانز
  • قبل مغادرة البيت الأبيض.. مساعدات بـ6 مليارات دولار هدية من بايدن لأوكرانيا
  • رحاب الجمل: ٢٠٢٤ كانت سنة حلوة إلا لو الأهلي اتغلب فيها
  • حسين الجسمي: «الجميع ينتظر عاما جديدا وأنا أبحث عن عام قديم كانت فيه أمي»
  • سباق انتخابي شيعي مبكر على مدن سُنة العراق.. ما فرص الفوز هناك؟
  • رغم تبدل أسماء ساكني البيت الأبيض فالأزمات مازلت حية منذ ولاية كارتر
  • خبير في تكنولوجيا المعلومات: هناك ضرورة للحفاظ على البنية المعلوماتية وتحديثها باستمرار