مقدمة نشرة اخبار الـ"ان بي ان"
لشباط سادسه ... نقطة نور لا تنطفىء منذ اربعين عاما... المسيرة هي هي حفظ لبنان. السادس من شباط 1984... يوم نسج التاريخ في انتفاضة انتشلت لبنان من براثن العصر الإسرائيلي وقادته إلى الحضن العربي. انتفاضة قادها نبيه فأعادت التوازن إلى الوقائع الداخلية والإقليمية واسقطت اتفاق السابع عشر من أيار وشكلت الحاضن الأساس لتطور مشروع المقاومة.
هم اسماء لأقمار حلقت في العلياء لترسم بالدم اكتمال بدر في السماء.. هم أسماء لأبناء موسى الصدر.. لهم أجمل كنية: أبطال شهداء على طريق حفظ الجنوب وأهله وترابه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
خمسة أقمار كانوا هناك على الثغور يزرعون الرايات على قمم الإفتخار.. الشهداء اسكندر وسكيكي وعزام الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية حاقدة على (بيت ليف) تجري مراسم وداعهم غدا. وتقام الصلاة على جثامينهم الطاهرة قبل الظهر في ساحة القسم بمدينة صور ثم تنطلق مواكب التشييع إلى بلداتهم: عين بعال وصديقين ورشكناناي. في الميدان حافظ الوضع على وتيرة عالية من التصعيد حيث نفذت قوات الإحتلال سلسلة اعتداءات جوية ومدفعية على قرى جنوبية حدودية واستهدف بعض الغارات منازل سكنية كما كان الحال في ميس الجبل.
في المقابل شنت المقاومة هجمات عدة على أهداف في الشمال الفلسطيني المحتل مستخدمة صواريخ (فلق1) و(بركان). على أن الوضع على الحدود الجنوبية يجتذب زحمة موفدين إلى لبنان من بينهم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي حط اليوم في بيروت آتيا من القدس المحتلة واستهل نشاطه بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقبل وصول الوزير الفرنسي التقى رئيس المجلس في عين التينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اكتفى بالقول للصحافيين إن التشاور في هذه المرحلة ضروري لا بل أكثر من ضروري.
من جهة أخرى دعا رئيس الحكومة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء صباح الخميس المقبل للبحث في جدول أعمال من خمسة وعشرين بندا يتصدرها إصدار قانون موازنة 2024.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ام تي في"
انها زيارة لزوم ما لا يلزم. وزير الخارجية الفرنسية حمل رسالة تنبيه الى لبنان الرسمي فحواها: طبقوا القرار 1701 والا .. فجاء الجواب : فلتطبق اسرائيل مندرجات الهدنة ولتنسحب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وليتم ايجاد حلول نهائية للنقاط المتنازع عليها، وعندها يطبق القرار 1701.
وبما ان سر اسرائيل لا يعطى للفرنسيين بل للاميركيين ، لذلك تبدو زيارة ستيفان سيجورنيه معلقة على النتائج التي حققها المبعوث الرئاسي الاميركي في تل ابيب. فالقرار الاسرائيلي مع آموس هوكستين، وإن كانت المعطيات تشير الى ان المفاوضات لا تزال معقدة، وأن اي حل لم يتم التوصل اليه بعد على صعيد الحدود الاسرائيلية - اللبنانية. واستكمالا للجهد الديبلوماسي يصل وزير الخارجية المصرية الى بيروت مساء غد.
في الاثناء، الوضع الميداني على حاله في الجنوب. فالقصف الاسرائيلي متواصل كذلك الغارات، مقابل استهدافات لحزب الله.
وفي غزة القتال العنيف مستمر، ولا سيما في منطقتي رفح وخان يونس، في وقت يواصل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن جولته الشرق اوسطية.
ولكن قبل تفصيل المواضيع السياسية والامنية نتوقف عند خبر ايجابي. اذ قدم اقتراح قانون معجل مكرر في مجلس النواب لدعم قطاع الدواء المصنع محليا، وذلك افساحا في المجال امام توسيع الانتاج والتوفير على اللبنانيين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
عادت صواريخ بركان من جديد لتحيل ثكنة راميم الى رميم، ولم تترك اخواتها من صواريخ المقاومة معلما عسكريا صهيونيا عند الحدود الا وصلته بنيرانها، اما كل تهليل قادة العدو وتهويلهم ، فيكفيه معاودة ضرب بيت هلل بالصواريخ المناسبة واصابة هذه الثكنة المهمة اصابات مباشرة..
هي النيران التي اشعلها الصهاينة ويكابرون عن اطفائها، باتت تحرق كل خياراتهم وما تبقى من حياة للمستوطنين عند الحدود مع لبنان..
فيما حدود الموقف الرسمي والشعبي والمقاوم اللبناني يسمعونه لكل زائر قريبا كان او بعيدا، ولكل من يدعي وساطة او يحمل تهويلا صهيونيا بالحرب : اوقفوا حرب غزة لنبدأ الحديث..
وان كثرت الاحاديث السياسية وتناوب الوسطاء، فان الضمانة الوحيدة لحماية بلدنا وكياننا اللبناني بعد كل هذا الاجرام الصهيوني – هي المقاومة والسلاح والحضور في الميدان، بحسب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي جدد التأكيد على حضور المقاومة واستعدادها لاي لحظة يطلب فيها القتال دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات..
وفيما قداسة الدم المسفوك على تراب غزة كل يوم تستحيل طوفانا متجددا يحاصر العدو في ميدانه، فان الحصار السياسي الذي يطبق على حكومة بنيامين نتنياهو يزداد شدة، مع الحديث الجدي عن خيارات يسميها الصهاينة صعبة، فيما التمهيد لها تكفل به ساسة واعلاميون كشفوا عن مفاوضات تجري بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد لدخول الحكومة بديلا عن الوزيرين بن غفير وسموترتش..
اما استبدال قادة الجيش ورئيس الحكومة فأمر لا بد منه بحسب مفوض شكاوى الجنود السابق اسحاق بريك، الذي وصف كيانه اليوم بأنه في ظلال الفوضى ولا يمكن اصلاح الخلل الا باستبدال الطاقم الحاكم كما قال..
في القول اليمني ثبات كشيمة اهل الوفاء، يد على الزناد اصابت اليوم البوارج البريطانية والاميركية، وصوت صادح بالحق أكد من خلاله قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في يوم الشهيد اليمني استعداد بلاده لتصعيد العمليات العسكرية اذا ما استمر العدوان على غزة، مع تأكيد التصدي للعدوان الاميركي الصهيوني البريطاني مهما غلت التضحيات...
مقدمة نشرة اخبار الـ"ال بي سي"
فيما العالم ينتظر إنضاج المساعي لتحقيق هدنة، هل تفاجئ إسرائيل العالم بفتح معركة رفح بعد معركة خان يونس؟
الأجندة العسكرية لأسرائيل تختلف عن سائر الأجندات ولاسيما أجندة حماس.
التباين بين الأجندتين هو الذي يصعب مهمة الموفدين الذين تكثفت زياراتهم المكوكية ، من وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن إلى وزير الخارجية البيريطاني قبله ديفيد كاميون ، إلى وزير الخارجية الفرنسي ، وغدا من المتوقع ان يصل إلى بيروت وزير الخارجية المصري في زيارة لم تتثبت مواعيدها حتى الساعة. في ملف مرتبط بالحركة الديبلوماسية، استدعى وزير الخارجية و المغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اليوم، السفير المتحدة البريطاني وسلمه مذكرة احتجاج تتعلق بزيارة وزير خارجية بلاده ، وعلم أن سبب الاحتجاج أن وزير الخارجية البريطاني تجاهل وزير الخارجية اللبنانية ولم يلتقه. في الملف اليمني، تصعيد كلامي يوازي التصعيد الميداني، زعيم الحوثيين أعلن أن جماعته سوف تواصل التصعيد أكثر فأكثر، إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وهذا المساء حلحلة في ملف الأسرى وفق ما أعلن رئيس الوزراء القطري ن بعدما تلقى رد حركة حماس . لبنانيا، بعد غد جلسة لمجلس الوزراء ، واليوم زار الرئيس ميقاتي عين التينة استعدادا لهذه الجلسة. نشير إلى أن محكمة العدل الدولية في لاهاي انتخبت اليوم القاضي اللبناني نواف سلام رئيسا لها لفترة ثلاث سنوات إثر انتهاء ولاية الرئيسة الأميركية القاضية جون دونوغيو.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
حفارة النفط التي لم تسترزق في لبنان مدت خراطيمها الدبلوماسية على عمق البلوك اللبناني ومساحته الحربية جنوبا وانهمرت الوفود منقبة عن شريط أمان لإسرائيل لتمكين المستوطنين النازحين من العودة الى اراضي الجليل...
ولم يكن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه آخر العنقود في رحلة الهبوط على المدرج اللبناني، بدأت اوروبيا وفرنسيا وبريطانيا واميركيا،
وغدا تستكمل عربيا مع وصول وزير خارجية مصر سامح شكري الى بيروت وبفارق أن طروحات مصر مغايرة لزيارات الاستقصاء الغربية،
ولكن العالم كله بدا شغوفا ببقعة لبنان الجنوبية ومسارها الحربي وامكان فصلها عن نيران غزة وتطبيق القرار الدولي 1701،
وهذا المطلب كرره وزير خارجية فرنسا اليوم، حيث يبدي الاوروبيون اهتماما بتطبيق القرار وتحديدا الجزء المتعلق بنشر الجيش في جنوب الليطاني ضمن عديد يصل الى خمسة عشر الف جندي.
ولكن لبنان الرسمي اكد للموفدين انه يتعتذر لوجسيتيا وعدديا نشر هذا الصف من العسكر، وهو ما دفع بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القول بعد لقائه نظيره الفرنسي: بدنا جيش تاني...
ووفق معلومات الجديد فقد أبلغت فرنسا المسؤولين اللبنانيين بانها على استعداد للمساعدة عتادا وتدريبا وتقديم الدعم اللوجستي والمالي عند انتشار الجيش على الحدود الجنوبية.
وستكون العجلة العسكرية هي الهدف التالي للموفدين، بحيث بات انتشار الجيش اولوية طارئة،
ولكنها تصطدم بالواقعية اللبنانية وقدرة المؤسسة العسكرية على توفير هذا المطلب، فيما جنودها وضباطها مصابون بالحالة اللبنانية الواقعة تحت الاصفار الاقتصادية والمالية.
واما الحالة السياسية فإن ارقامها لم تتقدم ولا حتى على الرقم الخماسي، وذلك بوجود مكونات متباعدة وقوى سياسية كل له حساباته حتى ضمن الاحلاف واصحاب التفاهمات السابقة.
واليوم تمر الذكرى التاسعة عشرة على تفاهم مارمخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله... والتفاهم الذي وقع بعد تسونامي الجنرال رسا بعد كل هذه السنوات على جهنم عون وسدود جبران.
وتستمر السدود وزاريا بحيث تعطل مجرى الحكومة المقبلة الخميس على بحث ملف رئاسة الاركان.
وقالت معلومات الجديد إن الملف بات جاهزا لذلك أصبح طرح التعيين من خارج جدول الاعمال عند الرئيس ميقاتي.
ومن خارج الجدول اللبناني وفي خارج لبنان، انتخبت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم القاضي اللبناني الدكتور نواف سلام رئيسا لثلاث سنوات خلفا للاميركية جون دونوغيو، ليصبح بذلك ثاني عربي يرأس هذه المحكمة بعد وزير خارجية الجزائر الاسبق محمد بجاوي...
خبر على توقيت دولي اقليمي عربي مستعجل حيث ينتظر من المحكمة اصدار قرارات تتصل بحرب الابادة في غزة وعلى هذه الحرب وهدنتها اعلنت قطر قبل قليل انها تسلمت رد حماس وهو يحمل الايجابيات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الفرنسی وزیر خارجیة
إقرأ أيضاً:
سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
يمانيون../
في مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني وتصعيده المستمر في جنوب لبنان، يبرز سلاح حزب الله بوصفه أكثر من مجرد ترسانة عسكرية؛ إنه التعبير العملي عن إرادة شعب، ودرع الأمة الأخير في وجه مشروع توسعي لا يزال يحلم بحدود الدم والنار. بهذا الفهم، يؤكد قادة الحزب مرةً بعد أخرى أن سلاح المقاومة ليس موضع نقاش، بل هو حاجة استراتيجية وضرورة وجودية فرضها العدوان، وثبّتها الصمود، وباركها دم الشهداء.
الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وجّه رسالة واضحة وقاطعة خلال خطابه الأخير، إذ شدد على أن الحديث المتكرر عن نزع سلاح المقاومة ليس سوى امتداد للضغوط الأمريكية المتزايدة على الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي تحاول واشنطن من خلالها استخدام ملف السلاح كأداة ابتزاز سياسي لفرض أجندتها. وأكد قاسم بلهجة حاسمة أن “سلاح المقاومة ليس خاضعًا لأي مساومة أو تفاوض، ولا يمكن أن يُسلّم تحت أي ظرف”.
وأشار قاسم إلى أن الحزب لا يعبأ بتهديدات واشنطن ولا بالحملات الصهيونية والإعلامية التي تُشنّ ضده، مؤكدًا أن بقاء السلاح مرتبط باستمرار الاحتلال، واستمرار العدوان، وأن أي محاولة للمساس به تصب مباشرة في مصلحة الكيان الصهيوني ومشروعه التوسعي في لبنان والمنطقة.
ويؤيد هذا الموقف عدد من القيادات السياسية والدينية في لبنان، ممن يعتبرون أن المقاومة وسلاحها ليسا خيارًا، بل قدرًا فرضته الضرورة، وحقًا شرعيًا كرّسته الوقائع والتضحيات. وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، محمود قماطي، بأن “اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة ستُقطع”، مُستعيدًا عبارة خالدة للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، الذي كان أول من وضع معادلة الردع منذ عقود.
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فقد عبّر عن الموقف بوضوح أكبر حين قال إن “لبنان بلا مقاومة بلد بلا سيادة”، محذرًا من أن مجرد التفكير في نزع سلاح المقاومة هو انتحار سياسي ووطني، ويمثل وصفة جاهزة لتفجير الداخل اللبناني وتمزيقه أمام الأطماع الصهيونية.
وفي تأكيد آخر لصلابة موقف المقاومة، قال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، وفيق صفا، إن “الحديث عن نزع سلاح المقاومة ليس إلا جزءًا من حملة نفسية وإعلامية تحريضية، تقودها أطراف مرتبطة بمحاور خارجية، في محاولة فاشلة لتفكيك البنية الصلبة للمقاومة، والضغط على بيئتها الشعبية المتجذرة”. ولفت إلى أن “الاستراتيجية الدفاعية التي تُطرح ليست لتسليم السلاح، بل لحماية لبنان، ولا مجال لأي حوار في هذا الشأن ما لم يُحرر كامل التراب الوطني، وتُكف الاعتداءات الصهيونية”.
من جهته، أكد النائب حسن فضل الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، أن أي حوار وطني بشأن مستقبل المقاومة واستراتيجيتها الدفاعية يجب أن يتم فقط مع القوى التي تعترف بالعدو الصهيوني كعدو، وتضع السيادة اللبنانية فوق أي ارتباط خارجي، سواء كان أمريكيًا أو صهيونيًا. وقال: “نحن لا نتحاور مع من يهاجم المقاومة، ولا مع من يضلل الرأي العام، بل مع من يشاركنا القناعة بأن سلاح المقاومة هو صمّام الأمان الوحيد في مواجهة تهديدات الكيان الغاصب”.
بين سلاح يشهر للردع وواقع سياسي مأزوم
تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على المقاومة في ظل مساعٍ متكررة لتفكيك عناصر القوة اللبنانية، وتفريغها من محتواها السيادي. هذه الضغوط – سواء أتت من دول غربية أو جهات محلية – تصطدم دوماً بجدار الوعي الذي أسسه حزب الله بين جمهوره، والذي جعل من سلاح المقاومة جزءًا من الهوية الوطنية ومن الذاكرة الجماعية التي نُحتت بالدم.
وإزاء هذا المشهد، يتأكد مجددًا أن معادلة الردع التي فرضها حزب الله لم تكن فقط توازنًا عسكريًا، بل خطابًا سياسيًا أخلاقيًا يعيد تعريف العلاقة مع العدو: لا تفاوض على الكرامة، ولا مساومة على السيادة، ولا انحناء تحت مقصلة الابتزاز الدولي.
من “عناقيد الغضب” إلى “الوعد الصادق”.. سلاح المقاومة يتطوّر في وجه العدوان
لم يكن سلاح حزب الله وليد لحظة عابرة، بل جاء نتاجًا لتجربة نضالية عميقة تشكّلت منذ الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، حين فرض الاحتلال نفسه بقوة الحديد والنار حتى العاصمة بيروت، ليبدأ الحزب رحلة بناء عقيدة مقاومة مسلّحة، تمازجت فيها العقيدة الإيمانية مع الفعل العسكري المنظم.
شهدت التسعينيات محطات فارقة، أبرزها تصدي المقاومة لعدوان “عناقيد الغضب” عام 1996، الذي عرّى وجه الصهاينة أمام العالم بمجزرة قانا، وأرسى قواعد اشتباك جديدة فرضت على الكيان حسابات دقيقة قبل شنّ أي هجوم. لكن المنعطف الأخطر جاء في العام 2000، حين أجبر حزب الله جيش الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان بلا قيد ولا شرط، وهو أول انسحاب صهيوني من أرض عربية تحت ضغط السلاح المقاوم، دون اتفاق سياسي.
غير أن ذروة تطور سلاح المقاومة تجلّت بوضوح في عدوان تموز 2006، حين فاجأ حزب الله الكيان الصهيوني والعالم بإمكاناته العسكرية المتقدمة، من صواريخ الكاتيوشا إلى صواريخ “خيبر” و”فجر”، وصولًا إلى الطائرات المسيّرة وقدرات الحرب الإلكترونية والتشويش والرصد الدقيق. ولأول مرة، وجد العدو نفسه أمام عدو غير تقليدي يملك القدرة على إحداث شلل في جبهته الداخلية، بل واستهداف عمقه.
ومع توسع الخبرات وتراكم التجربة، لم يعد سلاح الحزب مجرد بنادق ومضادات، بل أصبح منظومة متكاملة تملك قدرات دقيقة في الرصد، والتوجيه، وتحديد بنك الأهداف، الأمر الذي حوّل “الردع” من شعار إلى واقع ميداني أجبر الصهاينة على التراجع والارتباك مرارًا.
اليوم، وفي ظل التصعيد الجاري، يعود سلاح المقاومة ليتصدر الواجهة، لا بوصفه أداة مواجهة آنية، بل كقوة استراتيجية إقليمية باتت تحسب لها تل أبيب ألف حساب، وسط قناعة متزايدة لدى جمهور المقاومة بأن هذا السلاح ليس فقط لحماية لبنان، بل لحماية مستقبل المنطقة من المشروع الصهيوني بكل تجلياته.
من بعد 2006 إلى عتبة 2024: سلاح حزب الله في مسار تصاعدي نحو الردع الإقليمي
2006 – “الوعد الصادق” يرسم بداية جديدة:
شكّل انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 نقطة تحوّل نوعية في الوعي العسكري الصهيوني، إذ كشفت الحرب أن حزب الله بات يمتلك منظومة صاروخية قادرة على إصابة العمق الصهيوني، من حيفا إلى ما بعد ما يسمى “غوش دان”، وهو ما أدّى إلى تغيّر العقيدة الأمنية الصهيونية من الهجوم إلى الاحتواء والردع المتبادل.
2008 – بعد اغتيال القائد عماد مغنية:
كان اغتيال الحاج عماد مغنية (رضوان) بمثابة إعلان من المقاومة للدخول في مرحلة الرد الطويل الأمد، حيث بدأت العمل على تطوير سلاحها النوعي، لاسيما تقنيات التخفي، ونقل الخبرات، وإعادة تشكيل وحدات النخبة (الرضوان) بأساليب متقدمة في القتال غير المتماثل.
2011–2017 – الحرب السورية ومراكمة الخبرات:
انخراط حزب الله في الحرب السورية، رغم كل ما أثاره من جدل، وفّر له فرصة استراتيجية لاختبار أسلحته في بيئة حرب حقيقية متعددة الجبهات، واكتساب خبرات غير مسبوقة في العمل البرّي والتكتيك العسكري، ما عزّز قدرته على القتال في التضاريس المفتوحة والمدن على السواء.
2018 – الكشف عن الأنفاق الهجومية:
أعلنت “إسرائيل” عن عملية “درع الشمال” لاكتشاف أنفاق يمتلكها حزب الله على الحدود، وهو ما أكد تطور قدرة الحزب الهندسية والتخطيط الاستراتيجي، حيث كشفت العملية عن مدى اقتراب الحزب من تحويل الحرب القادمة إلى حرب هجومية داخل الأراضي المحتلة.
2020 – تكنولوجيا الطائرات المسيّرة تتصدر المشهد:
بدأ حزب الله باستخدام المسيّرات بشكل أكثر علنية، سواء في عمليات رصد أو في توجيه رسائل ردع، وقد اعترف العدو بسقوط طائرات مسيّرة داخل أراضيه وتحليق أخرى في عمق مناطقه، في إشارة إلى أن المقاومة باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي والمراقبة الجوية ضمن منظومة قتالية متكاملة.
2022 – “سيف القدس” وتكامل الجبهات:
في ظل المواجهات في فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله أكثر من مرة جاهزيته للدخول في أي مواجهة شاملة، مما شكّل تطورًا نوعيًا في تكتيك “وحدة الجبهات” ضمن محور المقاومة، حيث تم التلويح بإمكانية ضربات متزامنة من لبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا، لتشتيت القدرة الصهيونية على إدارة حرب متعددة الاتجاهات.
2023 – صواريخ “دقيقة” وخارقة للردع الصهيوني:
أكدت تقارير استخباراتية أن حزب الله بات يمتلك مئات الصواريخ الدقيقة القادرة على إصابة أهداف حيوية، من المرافئ العسكرية إلى منشآت الطاقة، ومن مطار بن غوريون إلى مباني الكنيست. وقد أقر قادة العدو علنًا أن “أي مواجهة مقبلة مع الحزب ستكون تدميرية وغير قابلة للحصر”.
2024 – “توازن الرعب” يتحول إلى توازن الردع المحسوم:
مع تزايد التصعيد في جنوب لبنان، وارتباط حزب الله استراتيجيًا بالمواجهة الكبرى في غزة، أصبحت أي عملية عسكرية ضد لبنان محفوفة بثمن باهظ على الكيان الصهيوني. وقد تحوّل سلاح المقاومة إلى “صندوق أسود” لا يعرف العدو محتوياته كاملة، لكنه يدرك تمامًا أنه كفيل بتغيير قواعد اللعبة.