مقدمة نشرة اخبار الـ"ان بي ان"
لشباط سادسه ... نقطة نور لا تنطفىء منذ اربعين عاما... المسيرة هي هي حفظ لبنان. السادس من شباط 1984... يوم نسج التاريخ في انتفاضة انتشلت لبنان من براثن العصر الإسرائيلي وقادته إلى الحضن العربي. انتفاضة قادها نبيه فأعادت التوازن إلى الوقائع الداخلية والإقليمية واسقطت اتفاق السابع عشر من أيار وشكلت الحاضن الأساس لتطور مشروع المقاومة.
هم اسماء لأقمار حلقت في العلياء لترسم بالدم اكتمال بدر في السماء.. هم أسماء لأبناء موسى الصدر.. لهم أجمل كنية: أبطال شهداء على طريق حفظ الجنوب وأهله وترابه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
خمسة أقمار كانوا هناك على الثغور يزرعون الرايات على قمم الإفتخار.. الشهداء اسكندر وسكيكي وعزام الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية حاقدة على (بيت ليف) تجري مراسم وداعهم غدا. وتقام الصلاة على جثامينهم الطاهرة قبل الظهر في ساحة القسم بمدينة صور ثم تنطلق مواكب التشييع إلى بلداتهم: عين بعال وصديقين ورشكناناي. في الميدان حافظ الوضع على وتيرة عالية من التصعيد حيث نفذت قوات الإحتلال سلسلة اعتداءات جوية ومدفعية على قرى جنوبية حدودية واستهدف بعض الغارات منازل سكنية كما كان الحال في ميس الجبل.
في المقابل شنت المقاومة هجمات عدة على أهداف في الشمال الفلسطيني المحتل مستخدمة صواريخ (فلق1) و(بركان). على أن الوضع على الحدود الجنوبية يجتذب زحمة موفدين إلى لبنان من بينهم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي حط اليوم في بيروت آتيا من القدس المحتلة واستهل نشاطه بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقبل وصول الوزير الفرنسي التقى رئيس المجلس في عين التينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اكتفى بالقول للصحافيين إن التشاور في هذه المرحلة ضروري لا بل أكثر من ضروري.
من جهة أخرى دعا رئيس الحكومة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء صباح الخميس المقبل للبحث في جدول أعمال من خمسة وعشرين بندا يتصدرها إصدار قانون موازنة 2024.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ام تي في"
انها زيارة لزوم ما لا يلزم. وزير الخارجية الفرنسية حمل رسالة تنبيه الى لبنان الرسمي فحواها: طبقوا القرار 1701 والا .. فجاء الجواب : فلتطبق اسرائيل مندرجات الهدنة ولتنسحب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وليتم ايجاد حلول نهائية للنقاط المتنازع عليها، وعندها يطبق القرار 1701.
وبما ان سر اسرائيل لا يعطى للفرنسيين بل للاميركيين ، لذلك تبدو زيارة ستيفان سيجورنيه معلقة على النتائج التي حققها المبعوث الرئاسي الاميركي في تل ابيب. فالقرار الاسرائيلي مع آموس هوكستين، وإن كانت المعطيات تشير الى ان المفاوضات لا تزال معقدة، وأن اي حل لم يتم التوصل اليه بعد على صعيد الحدود الاسرائيلية - اللبنانية. واستكمالا للجهد الديبلوماسي يصل وزير الخارجية المصرية الى بيروت مساء غد.
في الاثناء، الوضع الميداني على حاله في الجنوب. فالقصف الاسرائيلي متواصل كذلك الغارات، مقابل استهدافات لحزب الله.
وفي غزة القتال العنيف مستمر، ولا سيما في منطقتي رفح وخان يونس، في وقت يواصل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن جولته الشرق اوسطية.
ولكن قبل تفصيل المواضيع السياسية والامنية نتوقف عند خبر ايجابي. اذ قدم اقتراح قانون معجل مكرر في مجلس النواب لدعم قطاع الدواء المصنع محليا، وذلك افساحا في المجال امام توسيع الانتاج والتوفير على اللبنانيين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
عادت صواريخ بركان من جديد لتحيل ثكنة راميم الى رميم، ولم تترك اخواتها من صواريخ المقاومة معلما عسكريا صهيونيا عند الحدود الا وصلته بنيرانها، اما كل تهليل قادة العدو وتهويلهم ، فيكفيه معاودة ضرب بيت هلل بالصواريخ المناسبة واصابة هذه الثكنة المهمة اصابات مباشرة..
هي النيران التي اشعلها الصهاينة ويكابرون عن اطفائها، باتت تحرق كل خياراتهم وما تبقى من حياة للمستوطنين عند الحدود مع لبنان..
فيما حدود الموقف الرسمي والشعبي والمقاوم اللبناني يسمعونه لكل زائر قريبا كان او بعيدا، ولكل من يدعي وساطة او يحمل تهويلا صهيونيا بالحرب : اوقفوا حرب غزة لنبدأ الحديث..
وان كثرت الاحاديث السياسية وتناوب الوسطاء، فان الضمانة الوحيدة لحماية بلدنا وكياننا اللبناني بعد كل هذا الاجرام الصهيوني – هي المقاومة والسلاح والحضور في الميدان، بحسب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، الذي جدد التأكيد على حضور المقاومة واستعدادها لاي لحظة يطلب فيها القتال دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات..
وفيما قداسة الدم المسفوك على تراب غزة كل يوم تستحيل طوفانا متجددا يحاصر العدو في ميدانه، فان الحصار السياسي الذي يطبق على حكومة بنيامين نتنياهو يزداد شدة، مع الحديث الجدي عن خيارات يسميها الصهاينة صعبة، فيما التمهيد لها تكفل به ساسة واعلاميون كشفوا عن مفاوضات تجري بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد لدخول الحكومة بديلا عن الوزيرين بن غفير وسموترتش..
اما استبدال قادة الجيش ورئيس الحكومة فأمر لا بد منه بحسب مفوض شكاوى الجنود السابق اسحاق بريك، الذي وصف كيانه اليوم بأنه في ظلال الفوضى ولا يمكن اصلاح الخلل الا باستبدال الطاقم الحاكم كما قال..
في القول اليمني ثبات كشيمة اهل الوفاء، يد على الزناد اصابت اليوم البوارج البريطانية والاميركية، وصوت صادح بالحق أكد من خلاله قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في يوم الشهيد اليمني استعداد بلاده لتصعيد العمليات العسكرية اذا ما استمر العدوان على غزة، مع تأكيد التصدي للعدوان الاميركي الصهيوني البريطاني مهما غلت التضحيات...
مقدمة نشرة اخبار الـ"ال بي سي"
فيما العالم ينتظر إنضاج المساعي لتحقيق هدنة، هل تفاجئ إسرائيل العالم بفتح معركة رفح بعد معركة خان يونس؟
الأجندة العسكرية لأسرائيل تختلف عن سائر الأجندات ولاسيما أجندة حماس.
التباين بين الأجندتين هو الذي يصعب مهمة الموفدين الذين تكثفت زياراتهم المكوكية ، من وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن إلى وزير الخارجية البيريطاني قبله ديفيد كاميون ، إلى وزير الخارجية الفرنسي ، وغدا من المتوقع ان يصل إلى بيروت وزير الخارجية المصري في زيارة لم تتثبت مواعيدها حتى الساعة. في ملف مرتبط بالحركة الديبلوماسية، استدعى وزير الخارجية و المغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اليوم، السفير المتحدة البريطاني وسلمه مذكرة احتجاج تتعلق بزيارة وزير خارجية بلاده ، وعلم أن سبب الاحتجاج أن وزير الخارجية البريطاني تجاهل وزير الخارجية اللبنانية ولم يلتقه. في الملف اليمني، تصعيد كلامي يوازي التصعيد الميداني، زعيم الحوثيين أعلن أن جماعته سوف تواصل التصعيد أكثر فأكثر، إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وهذا المساء حلحلة في ملف الأسرى وفق ما أعلن رئيس الوزراء القطري ن بعدما تلقى رد حركة حماس . لبنانيا، بعد غد جلسة لمجلس الوزراء ، واليوم زار الرئيس ميقاتي عين التينة استعدادا لهذه الجلسة. نشير إلى أن محكمة العدل الدولية في لاهاي انتخبت اليوم القاضي اللبناني نواف سلام رئيسا لها لفترة ثلاث سنوات إثر انتهاء ولاية الرئيسة الأميركية القاضية جون دونوغيو.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
حفارة النفط التي لم تسترزق في لبنان مدت خراطيمها الدبلوماسية على عمق البلوك اللبناني ومساحته الحربية جنوبا وانهمرت الوفود منقبة عن شريط أمان لإسرائيل لتمكين المستوطنين النازحين من العودة الى اراضي الجليل...
ولم يكن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه آخر العنقود في رحلة الهبوط على المدرج اللبناني، بدأت اوروبيا وفرنسيا وبريطانيا واميركيا،
وغدا تستكمل عربيا مع وصول وزير خارجية مصر سامح شكري الى بيروت وبفارق أن طروحات مصر مغايرة لزيارات الاستقصاء الغربية،
ولكن العالم كله بدا شغوفا ببقعة لبنان الجنوبية ومسارها الحربي وامكان فصلها عن نيران غزة وتطبيق القرار الدولي 1701،
وهذا المطلب كرره وزير خارجية فرنسا اليوم، حيث يبدي الاوروبيون اهتماما بتطبيق القرار وتحديدا الجزء المتعلق بنشر الجيش في جنوب الليطاني ضمن عديد يصل الى خمسة عشر الف جندي.
ولكن لبنان الرسمي اكد للموفدين انه يتعتذر لوجسيتيا وعدديا نشر هذا الصف من العسكر، وهو ما دفع بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القول بعد لقائه نظيره الفرنسي: بدنا جيش تاني...
ووفق معلومات الجديد فقد أبلغت فرنسا المسؤولين اللبنانيين بانها على استعداد للمساعدة عتادا وتدريبا وتقديم الدعم اللوجستي والمالي عند انتشار الجيش على الحدود الجنوبية.
وستكون العجلة العسكرية هي الهدف التالي للموفدين، بحيث بات انتشار الجيش اولوية طارئة،
ولكنها تصطدم بالواقعية اللبنانية وقدرة المؤسسة العسكرية على توفير هذا المطلب، فيما جنودها وضباطها مصابون بالحالة اللبنانية الواقعة تحت الاصفار الاقتصادية والمالية.
واما الحالة السياسية فإن ارقامها لم تتقدم ولا حتى على الرقم الخماسي، وذلك بوجود مكونات متباعدة وقوى سياسية كل له حساباته حتى ضمن الاحلاف واصحاب التفاهمات السابقة.
واليوم تمر الذكرى التاسعة عشرة على تفاهم مارمخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله... والتفاهم الذي وقع بعد تسونامي الجنرال رسا بعد كل هذه السنوات على جهنم عون وسدود جبران.
وتستمر السدود وزاريا بحيث تعطل مجرى الحكومة المقبلة الخميس على بحث ملف رئاسة الاركان.
وقالت معلومات الجديد إن الملف بات جاهزا لذلك أصبح طرح التعيين من خارج جدول الاعمال عند الرئيس ميقاتي.
ومن خارج الجدول اللبناني وفي خارج لبنان، انتخبت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم القاضي اللبناني الدكتور نواف سلام رئيسا لثلاث سنوات خلفا للاميركية جون دونوغيو، ليصبح بذلك ثاني عربي يرأس هذه المحكمة بعد وزير خارجية الجزائر الاسبق محمد بجاوي...
خبر على توقيت دولي اقليمي عربي مستعجل حيث ينتظر من المحكمة اصدار قرارات تتصل بحرب الابادة في غزة وعلى هذه الحرب وهدنتها اعلنت قطر قبل قليل انها تسلمت رد حماس وهو يحمل الايجابيات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الفرنسی وزیر خارجیة
إقرأ أيضاً:
ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
ما من شكّ في أن سقوط نظام بشار الأسد وحزب البعث في سوريا في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 شكل الحدث المفصلي الذي أنهى العام المنصرم، وشكل مفاجأة غير متوقعة، ورغم أن هذا الحدث امتاز بسرعة قصوى في انهيار النظام، ووصول فصائل المعارضة إلى دمشق، وحمص، بعد حلب، وحماة، لكن أبعاد ما حصل وتداعياته لا تقتصر على سوريا، بل تطاول كل المنطقة من المشرق العربي، إلى الخليج، وصولًا إلى المغرب العربي.
هذا السياق، تضعه أطراف فاعلة في المنطقة على أنه سيفتح الباب بشكل متسارع أمام حركة جديدة لكل الجماعات والمجموعات الوطنية والمذهبية والعرقية التي تختزنها منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والتي خبأت هواجسها منذ سايكس – بيكو، فيما تبين لاحقًا أن هذا التقسيم تغاضى عن بعض التناقضات الدينية والعرقية، وهكذا راكمت هذه المجموعات مزيجًا من الخوف والقلق، ما جعلها عنيفة وقاسية عندما وصلت إلى السلطة.
ومن هنا، طُرحت أسئلةٌ كثيرة حول الأسباب الحقيقية التي دفعت بالإدارة الأميركية الحالية والمقبلة للخروج عن سياستها القائمة على حماية نظام الأسد في سوريا، كونه يشكل ضمانة تاريخية لإسرائيل، والموافقة على قيام سلطة تُمسك بها الأكثرية، ومن خلال تيار إسلامي سوري خاض مراجعات فكرية عارمة.
إعلانوالأكيد أن العام الجديد سيكون بمثابة اختبار حول طريقة التعاطي من الإدارة السورية الجديدة مع الفئات والجماعات والطوائف السورية خلال المرحلة الانتقالية التي من المتوقع أن تمتد أكثر من ثلاثة أشهر.
فيما الحقيقة الأهم أن التركيبة السورية والتي فرضت وقائع ميدانية لها بالدماء طيلة سنوات الحرب الماضية، باتت مقسمة بين مجموعات متعددة الولاءات، وهذا المسار طبيعي في ظل وحشية النظام، والتخلي الدولي عن الشعب السوري، باستثناء دول قليلة على رأسها تركيا، وقطر، والكويت لأسباب أخلاقية وسياسية.
من هنا يصبح السؤال الأبرز حول العقد المخفية التي أرادتها واشنطن من التطورات السورية، لكن بالتأكيد فإن الإجابة عن هذا السؤال الكبير لن تكون بالقريب العاجل، وستظهر خلال السنوات المقبلة نتيجة أن سوريا ستكون أمام ورشة إصلاح كبيرة وغير عادية، ما يحتم على القوى السورية المختلفة القليل من الشخصانية، والكثير من الوعي أكثر منه للقوة والعسكر.
وانطلاقًا من هذا الواقع، تسعى مليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في حركتها الانفصالية؛ سعيًا وراء تحقيق حلم الدولة الكردية المتخيلة، وخاصة أن السلطة الجديدة في سوريا هي الحليف الجديد لتركيا، وسيكون هذا المبرر ذريعة أساسية لإعلان تمردها على الدولة السورية الجديدة، بزعامة أحمد الشرع.
ومع انهيار النظام الأسدي انطلقت حملة داخل أروقة المؤسسات الأميركية، وبمساعدة اللوبي الصهيوني في الغرب، لدعم توجهات تقضي بالذهاب إلى صيغة حكم فدرالي في سوريا، ووفق المنطق الذي يروج له الأكراد بأنهم أكبر مجموعة عرقية ليس لها دولة. فهم موزعون بين تركيا، والعراق، وإيران، وسوريا بعدد يتجاوز الـ 40 مليون شخص.
وتنطلق "قسد" وأخواتها من هذه الجماعات، من نظرية أنهم كانوا الأقدر على القتال بوجه تنظيم الدولة في المراحل السابقة، وهو ما يجعلهم أحق بنيل قدرة الحكم الذاتي على الأقل داخل الدول التي يوجدون فيها، وتحقيق الحلم الكردي الكبير، لكن تركيا ترفض رفضًا قاطعًا أي شكل من أشكال الحكم الذاتي والانفصال.
إعلانوهذا التوجّه يدعمه العرب بأغلبيتهم، وهو ما ينطبق أيضًا على أي نظام وصل للحكم في سوريا، ونظام البعث كان أكثر الأنظمة تفسخًا وعنفًا في وجه الأكراد، الأمر الذي استغلته المجموعات الانفصالية لممارسة أدوارها الوظيفية.
لكن الأهم كان بوجود ليونة داخل أروقة ومراكز القرار الأميركية حيال التطورات السورية والتي قد تكون جعلت الظروف مهيأة لإعادة النظر في خريطة الشرق الأوسط، وعلى أنقاض سايكس – بيكو التي أصبحت غير صالحة وغير ملائمة للاستمرار فيها مستقبلًا.
وعليه فإن لبنان مضطر للتعاطي بروية وهدوء عاليين مع المشاريع الجاري درسها للمنطقة، وعدم البقاء في دائرة التناحر الطائفي والمذهبي، والتي دمرت لبنان وسببت أزمات محيطة أدت لانهيار الدولة واقتصادها وتحديدًا منذ العام 2019، وما سبقه من سيطرة حزب الله على الدولة الوطنية اللبنانية، بعد أن كان لبنان دولة أساسية في المشرق العربي قبيل العام 1969، أي منذ اتفاق القاهرة والصراع التاريخي الكبير بين اليمين اللبناني المتطرف، ومنظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها.
وخلال الأشهر الماضية، فتح حزب الله لبنان أمام إسرائيل، عبر قيام حكومة اليمين الإسرائيلي بحرب مدمرة، وتجاوزت إسرائيل أهدافها المعلنة في حماية حدودها وأمنها، وهبت بعيدًا بطرح مسارات لإخضاع لبنان للقبول باتفاق مذلّ، مع أطروحات تقتضي فتح النقاش حول الذهاب لاتفاق تطبيع مستقبلي مع انسحاب حزب الله من شمال الليطاني وجنوبه، مع وجود مخطط لتهجير سكان الضفة للأردن، وإنشاء الوطن الفلسطيني البديل، بين سيناء، والأردن، ولبنان وفق تطلعات الأحزاب اليمينية الإسرائيلية.
وخلال هذه الحرب، رفع نتنياهو ومِن على منبر الأمم المتحدة، خريطتين وهو ما يؤشر إلى خريطة النفوذ الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، كما كان ينادي به سابقًا، من هنا يمكن فهم الطموح الإسرائيلي بالبقاء بعمق محدد في جنوب لبنان، عبر تجريف نهر الليطاني إلى الداخل الإسرائيلي. وهو هدف إسرائيلي أساسي، لكنه يصطدم برفض فرنسي، وممانعة إقليمية واسعة، ستكون سوريا أكبر المتضررين منه بعد لبنان، وخاصة أنه سيرفع شهية نتنياهو بقضم أراضٍ أوسع من الجنوب السوري.
إعلانلكن ذلك ما يرفع منسوب القلق العربي واللبناني من النوايا الإسرائيلية عبر التمهيد الدائم للبقاء في الجنوب، أو لقضم مناطق جديدة. في ظل ما يتحدث عنه نتنياهو باستعادة الحرب مع حزب الله والوصول إلى شمال الليطاني، ليقوم الجيش الإسرائيلي بتمشيط المنطقة على اعتبار أن حزب الله لا يلتزم بتطبيق القرار 1701، ولكن ظهر عكسه عبر وصول الجيش الإسرائيلي إلى وادي الحجير منذ أيام.
هذا الأمر دفع بالجانب الأميركي إلى التحرك فورًا والضغط بقوة على إسرائيل للتراجع. ما يعني فشل اختبارات نتنياهو للصدام مع لبنان، وهو ما دفعه لاحقًا للانسحاب. وترافق ذلك أيضًا مع كلام إسرائيلي بتأجيل الانسحاب من الجنوب حتى منتصف أبريل/ نيسان المقبل، وهو ما لن يقبل به لبنان.
وبالتالي فإن إجهاض هذه الأهداف الإسرائيلية يقابله دعم غربي لانتشار الجيش اللبناني، وسيترجم ذلك بزيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، بالتوازي مع الحراك الخماسي في ملف رئاسة الجمهورية والتي قد تتوج بانتخاب رئيس في التاسع من يناير/ كانون الثاني.
هذا الحراك الرئاسي المتصاعد يأتي بعد زيارة وزير الدولة القطري محمد الخليفي لبيروت، على أن يزور لبنان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، كأول زيارة سعودية رفيعة منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما يعني عودة عربية مشتركة إلى لبنان، وسوريا.
والأساس أن لدى الخماسية دفتر شروط لمهمة الرئيس المقبل والتي أصبحت معروفة، أهمها إنجاز ترتيبات أمنية شاملة وإرساء الاستقرار، لا سيما في الجنوب مع تطبيق القرار 1701، بالإضافة إلى تحويل حزب الله لحزب لبناني من خلال حوار على إستراتيجية دفاعية، وبالتأكيد هناك المهمة الأخرى المتصلة بإعادة الإعمار، ووضع خطة إصلاحية على المستوى الاقتصادي.
ما تبلغته مختلف القوى السياسية اللبنانية، أن المطلوب التزام لبنان بالأجندة الدولية المفروضة، وخصوصًا مسألة السلاح والاستقرار والإصلاحات. ولذلك كل الضغوط تركز على أن أي رئيس يجب أن يلتزم بهذه المعايير والمواصفات التي تم صياغتها بين الخماسية.
إعلانمن هنا تشاغب إسرائيل في لبنان وسوريا عبر استمرار الخروقات بلبنان والدفع بقوات "قسد" لتغيير خريطة سوريا عبر المطالبة بالانفصال تحت عناوين متعددة، وخاصة أن إسرائيل وبعد إسقاط حكم الأسد كانت قد توغّلت في العمق السوري، وباتت قريبة من دمشق، أي أنها وضعت دمشق ومحيطها تحت نار مدفعيتها، تحت حجة فهم طبيعة وعقيدة الحكام الجدد في سوريا، ما يعني أنها تريد التسلل وتحقق مكتسبات ميدانية لفرض أهدافها الجديدة بعد نتائج غزة ولبنان.
لكن إيران المترقبة لكل ما يحدث حريصة على المشاغبة بطرقها المتعددة، حيث يطالب المحافظون في إيران بخوض المواجهة العسكرية إذا كانت حتمية، وخاصة بعد ما حدث في لبنان مع حزب الله، والخروج من سوريا مع فرار الأسد ونظامه. وفي رأي هذا الفريق أنها أفضل من الحلول الدبلوماسية إذا كانت ستقود إلى ما يشبه الاستسلام.
لكن هذا الخيار لا يحظى بتأييد واسع لأن عواقبه معروفة، وهو إعطاء الحجة لنتنياهو وترامب بضرب إيران، ما يعني أن إيران ستختار بين المواجهة العسكرية وطريق الدبلوماسية ووقف البرنامج النووي والانفتاح.
الأكيد أن العام 2024 أطاح بكل المعتقدات المتخيلة في السياسة الإقليمية، مع استمرار المذبحة في غزة، واضطرار حزب الله للقبول بفك الارتباط عن معركة الإسناد، وتقليم أظفار المليشيات في العراق، وسقوط الأسد وحكمه في سوريا، ما يفتح العام 2025 مع دونالد ترامب على أحداث مشوقة، عنوانها تفاهمات مع فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان وما تبقى من نظام إيراني، فيما الغائب حتى الحين هم العرب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية