أكاديمية أميركية: وصم رافضي حرب غزة بمعاداة السامية غير أخلاقي
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تقول الكاتبة روبن أندرسن إن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في أميركا استمرت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في استخدام تهمة معاداة السامية لتشويه سمعة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وأولئك الذين يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، خاصة ضد المنظمات الطلابية والنشطاء بالجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأوضحت روبنسن -في تقرير لها على الموقع الإلكتروني للجزيرة الإنجليزية- أن جماعات الضغط هذه ظلت تستخدم هذه التهمة لسنوات لإسكات أي شخص يجرؤ على انتقاد إسرائيل، ووصفت ذلك بأنها ذريعة واهية للرقابة التي تهدف إلى إسكات الأصوات المناهضة للإبادة الجماعية داخل الولايات المتحدة.
وأوردت الكاتبة، وهي مديرة "برنامج دراسات السلام والعدالة" وأستاذة دراسات الاتصالات والإعلام في جامعة فوردهام بمدينة نيويورك، الكثير من الوقائع التي تبين تشويه سمعة من يؤيدون الحق الفلسطيني ويعارضون الإبادة الجماعية في غزة.
تمويل الدعايةوقالت إن مجموعة "أكيوراسي إن ميديا" في جامعة كولومبيا على سبيل المثال، مولت "شاحنات التشهير"، التي كانت تتجول في الحرم الجامعي وتعرض شاشات تحمل أسماء ووجوه الطلاب المؤيدين لفلسطين تحت عنوان "معاداة السامية".
وأكدت الكاتبة أن استخدام هذا المصطلح أصبح منتشرا في كل مكان، لدرجة أنه عند العمل على تقرير عن دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، كان العنوان الرئيسي للصحفية الأسترالية كيتلين جونستون هو "إسرائيل تتهم محكمة العدل الدولية بمعاداة السامية".
وأوضحت أن حركة المطالبة بوقف إطلاق النار في أميركا أظهرت أن المطالبات بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة لا علاقة لها بكراهية الشعب اليهودي.
وقالت إن العديد من المظاهرات الأكثر فعالية في الولايات المتحدة، كانت هي تلك التي أعلنت "المقاطعة" و"قطع العلاقات" إلى أن تتم الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
حتى اليهودوأشارت أندرسن إلى أن الشباب اليهود أنفسهم لم يفلتوا من تهمة معاداة السامية. فقد زعمت جماعة الضغط الصهيونية الإسرائيلية القوية، التي تسمى بـ "رابطة مكافحة التشهير"، أن معاداة السامية زادت بنسبة 400% تقريبا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الولايات المتحدة.
وانتشرت العناوين الرئيسية التي تكرر هذا الرقم في جميع وسائل الإعلام الرسمية، من رويترز إلى شبكة "سي بي إس نيوز".
وعلى الرغم من أن "رابطة مكافحة التشهير" نفت أنها اعتبرت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين معادية للسامية، إلا أن موقع إنترسبت الإخباري الأميركي أظهر أن المنظمة فعلت ذلك بالضبط.
وأكدت أندرسن أنه وعلى عكس الأجيال التي سبقتهم، لم يعد العديد من الشباب اليهود يربطون هويتهم بدولة إسرائيل.
وبالنسبة للبعض، كانت الرحلة طويلة من تلقين أسطورة الدولة الإسرائيلية باعتبارها دولة نقية وديمقراطية وآمنة، إلى البحث عن الحقيقة والعثور عليها على الجانب الآخر من الجدار، حيث يتعرض الفلسطينيون للضرب والرعب ويجبرون على العيش بلا أمان أو حرية.
وقالت إن مقطع فيديو حديث تم تداوله عبر الإنترنت، أظهر 50 جنديا مختلفا من جيش الاحتلال يتحدثون علنا عن الإرهاب الذي يستهدف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
إلغاء عرضوأوردت أن الفيلم الوثائقي "الإسرائيلية" يروي قصة سيمون زيمرمان، التي ذهبت إلى إسرائيل وهي تحلم أنها ستجد أرض الميعاد، لتكتشف الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي جعلتها تتراجع.
وعادت سيمون إلى الولايات المتحدة وشاركت في تأسيس مجموعة "إف نوت ناو"، التي كانت قوة رئيسية أخرى للحركة المناهضة للإبادة الجماعية التي تناضل من أجل حرية الفلسطينيين.
وقد انتشر هذا الفيلم القوي كالنار في الهشيم، وأجرت وسائل الإعلام المستقلة مقابلات مع المنتجين والمخرجين والأبطال، لكن عندما خططت تامي غولد، إحدى مخرجي الفيلم، لعرض فيلم عن إسرائيل في كلية هانتر في مدينة نيويورك حيث تقوم بتدريس صناعة الأفلام، ألغت الجامعة الفعالية التي كانت مقاعدها محجوزة بالكامل.
وحتى ذلك الوقت، لم تخضع غولد أبدا للرقابة خلال خبرتها التي امتدت لثلاثين عاما داخل كلية هانتر في إنتاج أفلام مليئة بالتحديات حول مواضيع صعبة.
وأثارت تصرفات رئيس كلية هانتر استجابة أوسع من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. فقد اتحدت مجموعات وأقسام الحرم الجامعي الأخرى لإدانة الإجراء أحادي الجانب، ونظم الطلاب اعتصامات واحتجاجات في هانتر، واجتماعا حاشدا لمجلس الجامعة -المكون من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين- الذي أصدر قرارا يدين الإلغاء ويطالب بعرض الفيلم.
وقد أثبت هذا الأمر أن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والحركة الأوسع المناهضة للإبادة الجماعية، لن يستسلموا للقمع أو الرقابة، وأن تهمة معاداة السامية فقدت قدرتها على إسكات الناس.
إجراءات ضد الطلابواتخذ مديرو الكليات إجراءات مماثلة ضد مجموعات الطلاب الفلسطينيين في الجامعات في جميع أنحاء البلاد. وفي الوقت الذي تحظى فيه معارضة الإبادة الجماعية باهتمام عالمي تاريخي، فإن الجهود المؤسسية للقضاء عليها ليست فقط غير أخلاقية، بل انتهاك للحريات المدنية للطلاب وحرية التعبير.
وأكدت أندرسن أن الطلاب الذين يوصفون بمعاداة السامية يواجهون عواقب وخيمة، خاصة الطلاب الفلسطينيين.
ففي جامعة هارفارد، عندما تم نشر هوية طالبة أميركية من أصل فلسطيني على شاحنة أخرى، أدى ذلك إلى قيام صاحب عمل عرض عليها وظيفة في السابق بإلغاء العرض.
وفي بيان لها، ألمحت الشركة إلى أن الطالبة كانت من مؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وخلصت إلى أن تلك القيم لا تتماشى مع قيم شركتهم.
وبحسب كاتبة المقال فإن العديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والحركة الأوسع المؤيدة للفلسطينيين يدركون أن محاولات إسكات الانتقادات الموجهة لإسرائيل من خلال اتهام دعاة وقف إطلاق النار بمعاداة السامية ستؤدي في الواقع إلى تأجيج معاداة السامية، وهي مبنية على خيال مفاده أن جميع اليهود يهتفون للقصف المستمر، ومحاصرة ودفن وتجويع شعب غزة في إبادة جماعية أدانتها الجماهير العالمية على نطاق واسع، مما يترك جميع اليهود عرضة للاستياء والرفض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الولایات المتحدة بمعاداة السامیة معاداة السامیة إسرائیل فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير: إذا كانت أمريكا تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل فعليها وقف الحرب في لبنان
قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنّ حزب الله وافق على تطبيق قرار 1701 كاملا، ما يعني عدم وجود أسلحة في منطقة انتشار قوات الطوارئ الدولية جنوب نهر الليطاني على مسافة 20 إلى 30 كيلومترا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهذه الموافقة تعني عدم وجود الحق لإسرائيل في الاعتداء على لبنان
أمريكا عليها مسؤولية لجم اعتداء إسرائيل على لبنانوأضاف «ملاعب»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين دينا زهرة وداليا نجاتي، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ التطبيق الكامل لقرار 1701 لا يستدعي أن تكون هناك أي هيمنة من قبل إسرائيل، مشيرا إلى أنّه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على أمن إسرائيل، فعليها أن تلجم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بالتالي تقوم اليونيفيل بمهامها كما قامت خلال 17 عاما الماضية.
وتابع: «إذا كان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنه لن يتفاوض إلا تحت السلاح، وبالتالي جرى الرد عليه بالسلاح، إذ إنه عندما ألقى خطابه في الكنيست الإسرائيلي لم يتأخر حزب الله عن إرسال الصواريخ إلى تل أبيب».